جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أستمع لصوت العقـل يا مـن عمـتك غشـاوة الجمـال
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( أستمع لصوت العقـل يا مـن عمـتك غشـاوة الجمـال)) *الكـاتب القـــدير* عمر عيسى محمد عقد العزم وتكفل بالخطوة .. ثم أنشد مادحاً طربا وقال : ( من قمة الرأس إلى أخمص القدم لم أجد أثراً يجادل بالنقص ) .. وقد أبعد أية شكيمة قد ترد مع مرور الزمن .. كما أبعد أية خلل قد يخلق يوماً ذلك الألم .. فقيل له ذاك إفراط في الثناء والمدح .. كما أنه تجاوز لاحتمالات القدر .. ولا يخلو البدر كلياً من آثار الركام في صفحة الصدر .. والعين هي العين .. فهي حين تريد تتخطى ما لا تريد .. وتلاحق آثار المحاسن وهي تغطي بالكف معالم النقص .. وتلك الطواويس تشتهر برقصة الخيلاء لجمال المظهر .. ولكن تتجلى عيوبها حين تتجرد من ذلك الزخرف والريش !.. وحينها تصبح كتلة بغضاء من لحم لا تطيقه العين .. فتصبح قتامه لوحة بعد زهاء روعة .. وعتمة عجاج بعد دلال نسمة .. والعين التي كانت ترقص بنشوة الفرحة تحس بألوان اللوعة والحسرة .. والحال كذلك يا من تمدح عروس الرفقة .. فقد لا تسلم من العيوب تلك الهــرة .. فالعروسة صاحبة الصيت التي تتغنى بحسنها العيون قد لا تسلم من ألوان الخدش !! .. وقد تنهار تواضعاً حين تتجرد من مساند الحسن .. وعندها ترد عادةً علامات الحسرة والاستفهام !! .. ويطال الأمر ذلك العريس الذي يسأل النفس في حيرة ويقول: ( هل هي تلك التي كانت بالأمس ؟ ) .. فيقال له : ( هي تلك التي كانت ولكن أجهرت عينيك زيف الأضواء بالرقص ) .. وقد أبدع التجار في الترويج عنها بالقدر الذي أعماك كالسحر .. فيقول : يا ويح نفسي كيف جرى لي ذلك وأنا البارع الماهر في القنص ؟!. فيقال له : لا تفيدك الحسرة اليوم وقد أوقعك الحظ في الأسر .. والأقدار حين تريد تعمي القلوب والفكــر .. ولا مناص لأمثالك إلا الرضا والقبول بالحظ .. حيث تلك السلعة الملزمة التي لا تعاد للـــرف .. وتلك تجربة تسري على كل مقدم يراهن بكمال المحاسن .. وهي تجربة لا بد منها متى ما كانت الخاطرة تنوء بالأحلام .. حيث ذلك الطامع المغرور الذي لا يترك مجالا للأشواك بين الأغصان .. وينسى أن للأقدار دور في المصائر .. فكم وكم من عريس قد تخيب ليلته حين يهل عليه هلال مرقع السمات !! .. في البدء تتلألأ كوكبة الأضواء بالإبهار .. ثم تنهار تواضعا بالسلب والتشليح ! .. تزال عنها قطعة تلو قطعة من عدة الزينة والترميم ! .. وأخيراً يتبقى ذلك الهيكل الحزين .. وعندها تتجلى الحقيقة ويكون الواقع المرير .. ولكن يبقى عادةً ذلك الرصيد من فضائل المكارم .. حيث يتراجع الكل ( الخاسر والرابح ) طائعاً للأمر المسطر في الأزل .. وقد يمتطي العريس الحكمة ويقول : ( لا بأس رغم مرارة التجربة والامتحان ! ) .. ولكن لله في أسراره شئون .. فقد توجد الأقدار ما لا يكون في الحسبان .. حيث صفات المحاسن البديلة التي قد تكمن تعويضاً لخسارة الأحلام .. وحيث المال والبنون زينة الحياة الدنيا .. عطايا من الرحمن قد تنسي مرارة التجربة والامتحان .. وذلك الجمال المطلوب في الأبدان قد يتجسد في جمال مكنون في المعاني .. وهي معاني قد تكون فاضلة وسامية تفوق محاسن المظاهر .. وعندها قد يسجد الشاكي حمداً للواحد القهار .. وتتجلى راحة الأنفس حين يقال : ( أن الكمال لله وحده ) .. وحين يقال : ( رب ضارة نافعة ) .. وحين يقال : ( عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ) .. فقد يلهم الله عبداً من عباده بفيض من محاسن الصفات التي قد لا ترد في أحلام كل من يشاء .. وقد لا تكون في حسبان كل من يمتطي سروج الأمنيات . **************** |
أدوات الموضوع | |
|
|