جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
توضيح البطلان المنسوب الى من أهتز له عرش الرحمن الصحابي سعد بن معاذ
توضيح البطلان المنسوب إلى من اهتزَ له عرش الرحمن الصحابي العظيم و السيد الكريم - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله الذي أظهر الحجة و كشف الإلباس , القائل في كتابه { كنتم خير أمة أخرجت للناس } , تكرم على الصحابة بالمكارم العالية . و طهر قلوبهم من الفتن الغاوية , و قال عنهم { من المؤمنين رجال } و شهد على من خالفهم بالغي و الضلال , و الصلاة و السلام على من انتصر للمهاجرين و الأنصار , وحثَ على حبهم الصغار و الكبار و على آله و صحبه أصحاب المقامات البديعة , و الدرجات الرفيعة وبعد : - و أنا أتصفح كتاب الإمام جلال الدين السيوطي – رحمه الله – الموسوم ( بشرح الصدور بشرح حال الموتى و القبور ) هالني ما وقفت عليه من خبر مدهش لا يليق ظاهره بكرامة واحد من خيرة أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهو الصحابي الجليل " سعد بن معاذ " - رضي الله عنه و أرضاه – - ومفاده و نصه على ما يأتي : قال – رحمه الله – تحت ( باب ضمَة القبر لكلَ أحد ) ص : 156 : ( و أخرج الحكيم الترمذي و البهقي من طريق ابن إسحاق : حدثني أمة ابن عبد الله , أنه سئل بعض أهل سعد,ما بلغكم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا ؟ فقالوا : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن ذلك فقال :" كان يقصَر في بعض الطهورمن البول " و قال - رحمه الله - : ( و أخرج أيضا - يقصد هناد بن السري في الزهد – عن الحسن أن النبي صلى الله عليه و سلم قال حين دفن سعد بن معاذ : " إنه ضم في القبر ضمة حتى صار مثل الشعرة فدعوت الله أن يرفه عنه و ذلك بأنه كان لا يستبرئ من البول " ) - قال – رحمه الله – ( و أخرج ابن سعد : قال أخبرنا شبابة بن سوار أخبرني أبو معشر عن سعيد المقبري قال : لما دفن رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن معاذ قال : " لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا منها سعد ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول " ) - ثم وجدت حتى القرطبي – رحمه الله – ذكر هذا في " التذكرة " - وسوف يتضح بعد ما ننقل من كلام العلماء هل هذا ثابت أم لا ؟ - قال الحافظ ابن كثير عند إيراده لرواية ابن إسحاق " البداية و النهاية 2 / 108 " : ( وقد ذكر البيهقي رحمه الله بعد روايته ضمة سعد رضي الله عنه في القبر أثرا غريبا .. ) - قال الإمام ابن الجوزي - رحمه الله – في كتابه " الموضوعات 2 / 408 "عن الحديث الذي رواه هناد عن الحسن : ( هذا حديث مقطوع فإن الحسن لم يدرك سعدا ,و أبو سفيان اسمه طريف بن عبد شهاب الصفديَ , قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين : ليس بشيء ,وقال النسائي :متروك الحديث , وقال ابن حبان : كام مغفلا يهم في الأخبارحتى يقلبها , ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ,وحوشيت زينب من مثل هذا و حوشي سعد أن يقصر فيما يجب من الطهارة ) - قال العلامة الإمام الألباني – رحمه الله – في " السلسلة الضعيفة برقم 3351 " عن الحديث الذي رواه ابن سعد عن شبابة : ( منكر : ..... قلت : و هذا مع كونه مرسلا فأبومعشر ضعيف كما تقدم قريبا .. ) و قال الإمام الذهبي –رحمه الله - ( هذا منقطع ) " السير 1 / 295 " - وبعد هذا يتبين جليا أن ما نسب لسعد رضي الله عنه لم يصح منه شيء و حاشاه من أن يصح في حقه مثل هذه المفتريات التي لا يعتقدها ( إلا شاك مرتاب في فضله و فضيلته ونصحه و نصيحته رضي الله عنه , أترى من اهتز له عرش الرحمن وتلقت روحه الملائكة الكرام فرحين بقدومها عليهم و مستبشرين بوصولها إليهم يعذب في قبره بعدما فرج عنه ؟ هيهات هيهات لا يظن ذلك إلا جاهل بحقه غبي بفضله و فضيلته رضي الله عنه و أرضاه و كيف يظن ذلك و فضائله شهيرة و مناقبه كثيرة ) " القرطبي " - وهناك تنبيه مهم و هو أن من آثار هذه الفرية السيئة أن بعض من تكلم عن حديث البخاري الذي فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على قبرين يعذبان " قال بأن أحد القبرين هو لسعد - نسأل الله العافية – - قال الإمام القرطبي – رحمه الله – " التذكرة 133 " : ( تنبيه على غلط : ذكر بعض أصحابنا في ما نقل إلينا عنه – أن القبر الذي غرس عليه النبي صلى الله عليه و سلم العسيب هو قبر سعد بن معاذ و هذا باطل ) قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – " الفتح 1 / 418 " : ( و ما حكاه القرطبي في التذكرة – وضعفه – عن بعضهم أن أحدهما سعد بن معاذ فهو قول باطل لا ينبغي ذكره إلا مقرونا ببيانه , و مما يدل على بطلان الحكاية المذكورة أن النبي صلى الله عليه و سلم حضر دفن سعد بن معاذ كما ثبت في الحديث الصحيح و أما قصة المقبورين ففي حديث أبي أمامة عند أحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال لهم : " من دفنتم اليوم ههنا ؟ " فدل على أنه لم يحضرهما و إنما ذكرت هذا ذبا عن هذا السيد الذي سماه النبي صلى الله عليه و سلم سيدا و قال لأصحابه " قوموا لسيدكم " و قال " إن حكمه وافق حكم الله " و قال : " إن عرش الرحمن اهتز لموته " إلى غير ذلك من مناقبه الجليلة خشية أن يغتر ناقص علم بما ذكره القرطبي فيعتقد صحة ذلك وهو باطل ) فرحمه الله من إمام غيور على أعراض الصحابة و جزاه الله خيرا على بيانه الشافي - ترجمة سعد – رضي الله عنه – مع ذكرمناقبه : - هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النَبيت بن مالك بن الأوس و أمه كبشة بنت رافع من المبايعات لها صحبة السيد الكبير الشهيد أبو عمرو الأنصاريَ الأشهلي البدري كان رجلا أبيض طوالا جميلا حسن الوجه حسن اللحية , شهد بدرا و أحدا و الخندق , أسلم على يد مصعب بن عمير و كان له من الولد عبد الله و عمرو فكان لعمرو تسعة أولاد و روى عنه ابن مسعود - وفاته – رضي الله عنه - : رمي بسهم يوم الخندق فعاش بعد ذلك شهرا ثم انتقض جرحه فمات و ذلك سنة خمس في أواخر ذي القعدة و هو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة فصلَى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و دفن بالبقيع ( 1 ) 1 – مناديل سعد : - عن البراء رضي الله عنه قال : أُهديت للنبي صلى الله عليه و سلم حلة حرير , فجعل الصحابة يمسونها و يعجبون من لينها فقال : " أتعجبون من لين هذه ؟ لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين " رواه البخاري 3802 و مسلم 2468 و في رواية مسلم زيادة " في الجنة " 2 – العرش يهتز لموت سعد : - عن جابر رضي الله عنه : سمعت النبي الله صلى الله عليه و سلم يقول : " اهتزَ العرش لموت سعد " رواه البخاري 3803 و مسلم 2466 فائدة : تكلم بعض من ألف في هذا الباب عن معنى الحديث فجانب الصواب و تأول العرش بسرير الجنازة وغيرها من التأويلات قال الإمام الذهبي – رحمه الله – " السير 1 / 297 " : ( قلت : تفسيره بالسرير ما أدري أهو من قول ابن عمر أو من قول مجاهد و هذا تأويل لا يفيد فقد جاء ثابتا عرش الرحمن و عرش الله و العرش خلق لله مسخر إذا شاء أن يهتزَ اهتز بمشيئة الله و جعل فيه شعورا لحب سعد كما جعل تعالى شعورا في جبل أحد بحبه صلى الله عليه و سلم و قال تعالى { يا جبال أوبي معه } و قال { تسبح له السماوات السبع و الأرض } ثم عمم فقال { و إن من شيء إلا يسبح بحمده } وهذا حق و في صحيح البخاري قول ابن مسعود : كنا نسمع تسبيح الطعام و هو يؤكل و هذا باب و اسع سبيله الإيمان ) قال الإمام السهيلي – رحمه الله – " الروض الأنف 3 / 455 – 466 " : ( وقد تكلم الناس في معناه و ظنوا أنه مشكل استبعادا منهم لأن يهتز العرش على الحقيقة و لا بعد فيه لأنه مخلوق و تجوز عليه الحركة و الهزة و لا يعدل عن ظاهر اللفظ ما وجد إليه سبيل ) اه بتصرف 3- الملائكة تحمل جنازته : - عن أنس بن مالك –رضي الله عنه قال : لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون : ما أخف جنازته , وذلك لحكمه في بني قريظة , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " إن الملائكة كانت تحمله " رواه الترمذي رقم 3849 و صححه الألباني - رحمهم الله – 4 – تفتح عند موته أبواب السماء: 5 – وشهده سبعون ألفا من الملائكة : - عن ابن عمر رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " هذا الذي تحرك له العرش , وفتحت له أبواب السماء و شهده سبعون ألفا من الملائكة , لقد ضم ضمة ثم فرج عنه " رواه النسائي رقم 2055 و صححه الإمام الألباني - تنبيه : من الناس من لم يفهم حقيقة هذه الضمة و لا أحسن و لا أجود مما قاله الإمام الذهبي – رحمه الله – في تفسيرها - قال - رحمه الله – " السير 1 / 290 – 291 " : ( هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء , بل هو أمر يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده و حميمه في الدنيا و كما يجد من الم مرضه و ألم خروج نفسه , وألم سؤاله في قبره و امتحانه و ألم تأثره ببكاء أهله عليه و ألم قيامه من قبره , و ألم الموقف وهوله , و ألم الورود على النار , ونحو ذلك فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد و ما هي من العذاب و ما هي من عذاب القبر , ولا من عذاب جهنم قط , ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله , ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه قال الله تعالى { و أنذرهم يوم الحسرة } و قال : { و أنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر } فنسأل الله تعالى العفو و اللطف الخفي , و مع هذه الهزات فسعد ممن نعلم أنه من أهل الجنة و أنه من أرفع الشهداء رضي الله عنه كأنك يا هذا تظن أن الفائز لا يناله هول في الدارين و لا روع و لا ألم و لا خوف ؟ سل ربَك العافية و أن يحشرنا في زمرة سعد ) - وقال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - في كتابه " أهوال القبور صفحة 36 " : ( وذكر ابن أبي الدنيا عن محمد بن عبد الله التميمي قال : سمعت أبا بكر التميمي شيخاً من قريش يقول : إن ضمة القبر أصلها أنها أمهم ومنها خلقوا فغابوا عنها الغيبة الطويلة فلما رد إليها أولادها ضمتهم ضمة الوالدة التي غاب عنها ولدها ثم قدم عليها فمن كان لله مطيعاً ضمته برأفة ورفق ومن كان لله عاصياً ضمته بعنف سخطاً منها عليه لربها . ) 6 – يحكم بحكم الله فوق سبع سماوات : - عن أبي سعيد الخدري ؤصي الله عنه : أن ناسا نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه فجاء على حمار , فلما بلغ قريبا من المسجد قال النبي صلى الله عليه و سلم : " قوموا إلى خيركم – أو سيدكم – فقال : يا سعد إن هؤلاء نزلوا على حكمك قال : فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلهم و تسبى ذراريهم قال : " حكمت بحكم الله أو بحكم الملك " رواه البخاري برقم 3804 7 – بنو عبد الأشهل يسلمون على يده : - قال الإمام الذهبي – رحمه الله – " السير 1/ 280 " : ( قال ابن إسحاق : لما أسلم وقف على قومه فقال : يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا فضلا و أيمننا نقيبة قال : فإن كلامكم علي حرام رجالكم و نساؤكم حتى تؤمنوا بالله و رسوله قال : فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل و لا امرأة إلا أسلموا" وهم أول دار أسلمت من الأنصار كما ذكر ابن الجوزي 8 – نصرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم : - قال الإمام ابن الأثير – رحمه الله – " أسد الغابة 2 / 431 " : ( و مقاماته في الإسلام مشهودة كبيرة . ولو لم يكن له إلا يوم بدر .. قال : " فقد آمنا بك و صدقناك و شهدنا أن ما جئت به الحق و أعطيناك مواثيقنا على السمع و الطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد و ما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا , إنا لصبر عن الحرب صدق عند اللقاء لعل الله يريك فينا ما تقر بيه عينك فسر بنا على بركة الله " فسر رسول الله صلى الله عليه و سلم لقوله و نشطه ذلك للقاء الكفار فكان ما هو مشهور وكفى به فخرا , دع ما سواه ) 9 – خصال الأنبياء : - قال سعد بن معاذ – رضي الله عنه - : " ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا قط غلا علمت أنه حق من الله تعالى , و لا كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها , و لا كنت في جنازة قط فحدثت نفسي بغير ما تقول و يقال لها حتى أنصرف عنها " قال ابن المسيب - رحمه الله - : " فهذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبيَ " " تهذيب التهذيب 3 / 420 " 10 – كان أشد فقدا على المسلمين : - قالت عائشة – رضي الله عنها - : " ما كان أحد أشد فقدا على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحبيه أو أحدهما من سعد " " فضائل الصحابة للإمام أحد " و صحح إسناده الشيخ وصي الله عباس – حفظه الله – في تحقيقة 11 – دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم لسعد : - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إن سعدا قد جاهد في سبيلك و صدق رسلك و قضى الذي عليه فاقبل روحه بخير ما تقبلت به الأرواح " " فضائل الصحابة للإمام أحمد " 12 - رثاء حسان رضي الله عنه : قال حسان بن ثابت – رضي الله عنه - : لقد سجمت من دمع عيني عبرة ........... وحق لعيني أن تفيض على سعد قتيل ثوى في معرك فجعت ................. عيون ذواري الدمع دائمة المجد على ملة الرحمن وارث جنة. ...................مع الشهداء و فدها أكرم الوفد فإن تك قد وعدتنا و تركتنا.................... و أمسيت في غبراء مظلمة اللحد فأنت الذي يا سعد أبت بمشهد ...................كريم و أثواب المكارم و المجد بحكمك في حي قريظة بالذي ............... قضى الله فيهم ما قضت على عمد فوافق حكم الله حكمك فيهم................. و لم تعف إذ ذكرت ما كان من عهد فإن كان ريب الدهر أمضاك في الألى........... شروا هذه الدنيا بجناتها الخلد فنعم مصير الصادقين إذا دعوا .................. إلى الله يوما للوجاهة و القصد ( البداية و النهاية 2 / 110 ) الخاتمة : فبعد هذه الفضائل - التي لم أنقلها كلها - فهل بعد هذا يعكر مؤمن صفو قلبه تجاه هذا الصحابي العظيم بهذه الواهيات , فنسأل الله أن يرفع ذكر سعد في الدارين و أن يرزقنا حبه و الدفاع عن عرضه و أن يحشرنا معه .................................................. ...... - ( 1 ) ملخص ما جاء في : ( سيرأعلام النبلاء 1/279- 297 ) و ( الإصابة 3/ 70 - 72 ) و ( التاريخ الكبير 4/ 55 ) و ( صفة الصفوة 1 / 194 - 196 ) منقول |
#2
|
|||
|
|||
على هذا الموضوع المتميز و أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتك والســــــلام عليـــــكم ورحمة الله وبركاته |
أدوات الموضوع | |
|
|