جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين
الاشارات الكونيه في القران الكريم ومغزي دلالتها العلميه
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين يعتبر مجال الخلق, وافنائه, واعاده خلقه, من المجالات الغيبيه التي لا يستطيع الانسان ان يصل فيها الي تصور صحيح بغير هدايه ربانيه, ومن هنا فان العلوم التجريبيه لا يمكن لها ان تتجاوز في تلك المجالات مرحله التنظير بمعني وضع نظريه من النظريات او اقتراح فرض من الفروض. وتتعدد الفروض والنظريات بتعدد خلفيه واضعيها العقديه والثقافيه والتربويه والنفسيه, ويبقي للمسلم في هذا المجال نور من الله الخالق في ايه من كتابه الكريم, او في حديث مروي بسند صحيح عن خاتم انبيائه ورسله( صلي الله وسلم عليه وعليهم اجمعين) يمكن ان يعينه علي الارتقاء باحدي تلك النظريات العلميه الي مقام الحقيقه لمجرد ورود اشاره لها في اي من هذين المصدرين من مصادر وحي السماء اللذين حفظا بحفظ الله باللغه نفسها التي نزل الوحي بها( اللغه العربيه) علي مدي اربعه عشر قرنا او يزيد دون نقص او زياده, ونكون في هذه الحاله قد انتصرنا للعلم بالوحي الثابت من كتاب الله المحفوظ بحفظه, او بسنه رسوله( صلي الله عليه وسلم) وهي من الوحي, ولم ننتصر لهما بالعلم المكتسب لانهما فوق ذلك واعظم واجل..!! فمجرد ورود اشاره في كتاب الله او في حديث مروي بسند صحيح عن خاتم انبيائه ورسله( صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم اجمعين) الي ما يدعم احدي النظريات العلميه التي لم يتوصل اليها العلم المكتسب الا بعد مجاهده كبيره, عبر سنوات طويله, استغرقت جهود الاف من العلماء يرقي بهذه النظريه الي مقام الحقيقه, ويعتبر اعجازا علميا في كتاب الله او في سنه رسوله( صلي الله عليه وسلم) لمجرد السبق بالاشاره الي تلك الحقيقه العلميه قبل وصول الانسان اليها بفتره زمنيه طويله تقدر باكثر من ثلاثه عشر قرنا من الزمان, وفي ذلك يقول ربنا( تبارك وتعالي) في محكم كتابه: ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا (الكهف:51) والقران الكريم الذي يقرر ان احدا من الانس او الجن لم يشهد خلق السماوات والارض, هو الذي يامرنا بالنظر في قضيه الخلق( خلق السماوات والارض, خلق الحياه, وخلق الانسان) بعين الاعتبار والاتعاظ فيقول( عز من قائل): اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شئ..( الاعراف:185) ويقول( سبحانه): لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون (غافر:57) ويقول( سبحانه وتعالي): افلا ينظرون الي الابل كيف خلقت (الغاشيه:17) ويقول( تبارك وتعالي): اولم يروا كيف يبديء الله الخلق ثم يعيده ان ذلك علي الله يسير. قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدا الخلق ثم الله ينشيء النشاه الاخره ان الله علي كل شيء قدير (العنكبوت:19 و20) وبالنظر في السماء توصل علماء الفلك والفيزياء الفلكيه الي عدد من النظريات المفسره لنشاه الكون وافنائه, واكثر هذه النظريات قبولا في الاوساط العلميه اليوم هما نظريتا الانفجار العظيم (TheBigBangTheory) والانسحاق العظيم (TheBigCrunchTheory) وكلاهما يستند الي عدد من الحقائق المشاهده. الشواهد العلميه علي صحه نظريه الانفجار العظيم (1) التوسع الحالي للكون المشاهد: وهي حقيقه اكتشفت في الثلث الاول من القرن العشرين, ثم اكدتها حسابات كل من الفيزيائيين النظريين والفلكيين, والتي لاتزال تقدم مزيدا من الدعم والتاييد لتلك الحقيقه المشاهده بان المجرات تتباعد عنا وعن بعضها البعض بسرعات تكاد تقترب احيانا من سرعه الضوء( المقدره بحوالي300000 كيلو متر في الثانيه), وقد سبق القران الكريم كل تلك المعارف باكثر من ثلاثه عشر قرنا اذ يقول الحق( تبارك وتعالي): والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون ( الذاريات:47) واذا عدنا بهذا الاتساع الكوني الراهن الي الوراء مع الزمن فان كافه ما في الكون من صور الماده والطاقه والمكان والزمان لابد ان تلتقي في جرم واحد, متناه في ضاله الحجم الي ما يقترب من الصفر او العدم, فيتلاشي كل من المكان والزمان, ومتناه في ضخامه الكتله والحراره الي الحد الذي تتوقف عنده قوانين الفيزياء النظريه, وهذا الجرم الابتدائي انفجر بامر من الله تعالي فنشر مختلف صور الطاقه, والماده الاوليه, للكون في كل اتجاه, وتخلقت من تلك الطاقه الماده الاوليه, ومن المواد الاوليه تخلقت العناصر علي مراحل متتاليه, وبدا الكون في الاتساع, ومع اتساعه تعاظم كل من المكان والزمان, وتحولت ماده الكون الي سحابه من الدخان الذي خلقت منه الارض وكل اجرام السماء, وما يملا المسافات بينها من مختلف صور الماده والطاقه, وظل الكون في التمدد والتوسع منذ لحظه الانفجار العظيم الي يومنا الراهن, والي ان يشاء الله( تعالي). والانسحاق الشديد هو عمليه معاكسه لعمليه الانفجار الكوني الكبير تماما. (2) اكتشاف الخلفيه الاشعاعيه للكون المدرك: وقد اكتشفها بمحض المصادفه باحثان بمختبرات شركه بل للتليفونات بمدينه نيوجرسي هما ارنو ا. بنزياس (ArnoA.Penzias) وزميله روبرت و. ويلسون (RobertW.Wilson) في سنه1965 م علي هيئه اشارات راديويه منتظمه وسويه الخواص, قادمه من كافه الاتجاهات في السماء, وفي كل الاوقات دون ادني توقف او تغير, ولم يمكن تفسير تلك الاشارات الراديويه, المنتظمه, السويه الخواص الا بانها بقيه الاشعاع الذي نتج عن عمليه الانفجار الكوني العظيم, وقد قدرت درجه حراره تلك البقيه الاشعاعيه بحوالي ثلاث درجات مطلقه( اي ثلاث درجات فوق الصفر المطلق الذي يساوي 273 درجه مئويه) وفي نفس الوقت كانت مجموعه من الباحثين العلميين في جامعه برنستون تتوقع حتميه وجود بقيه للاشعاع الناتج عن عمليه الانفجار الكوني الكبير, وامكانيه العثور علي تلك البقيه الاشعاعيه بواسطه التليسكوبات الراديويه, وذلك بناء علي الاستنتاج الصحيح بان الاشعاع الذي نتج عن عمليه الانفجار تلك قد صاحب عمليه التوسع الكوني, وانتشر بانتظام وسويه عبر كل من المكان والزمان في فسحه الكون, ومن ثم فان بقاياه المنتشره الي اطراف الجزء المدرك من الكون لابد ان تكون سويه الخواص, ومتساويه القيمه في كل الاتجاهات, ومستمره ومتصله بلا ادني انقطاع, وبالاضافه الي ذلك فان هذا الاشعاع الكوني لابد ان يكون له طيف مماثل لطيف الجسم المعتم, بمعني ان كميه الطاقه الناتجه عنه في مختلف الموجات يمكن وصفها بدرجه حراره ذات قيمه محدده, وان هذه الحراره التي كانت تقدر ببلايين البلايين من الدرجات المطلقه عند لحظه الانفجار الكوني لابد ان تكون قد بردت عبر عمر الكون المقدر بعشره بلايين من السنين علي الاقل, الي بضع درجات قليله فوق الصفر المطلق. وانطلاقا من تلك الملاحظات الفلكيه والنظريه كان في اكتشاف الخلفيه الاشعاعيه للكون دعم عظيم لنظريه الانفجار الكوني, وقضاء مبرم علي نظريه ثبات الكون واستقراره التي اتخذت تكوه لنفي الخلق, وانكار الخالق( سبحانه وتعالي) منذ مطلع القرن العشرين. ولم تكن مجموعه جامعه برنستون بقياده كل من روبرت دايك (RobertDicke) , ب.ج. ا. بيبلز (P.J.E.Peebles) , ديفيد رول (DavidRoll) وديفيد ولكنسون (DavidWilkinson) هي اول من توقع وجود الخلفيه الاشعاعيه للكون, فقد سبقهم الي توقع ذلك كل من رالف الفر (RalphAlpher) وروبرت هيرمان (RobertHerman) في سنه1948 م وجورج جامو (GeogeGamow) في سنه1953 م ولكن استنتاجاتهم اهملت ولم تتابع بشيء من الاهتمام العلمي فطويت في عالم النسيان. (3) تصوير الدخان الكوني علي اطراف الجزء المدرك من الكون: في سنه1989 م ارسلت وكاله الفضاء الامريكيه ناسا (NASA) مركبه فضائيه باسم مستكشف الخلفيه الكونيه او( كوبي )CosmicBackgroundExplorer(orCOBE) وذلك لدراسه الخلفيه الاشعاعيه للكون من ارتفاع يبلغ ستمائه كيلو متر حول الارض, وقد قاست تلك المركبه درجه الخلفيه الاشعاعيه للكون وقدرتها باقل قليلا من ثلاث درجات مطلقه( اي بحوالي2,735+0,06 من الدرجات المطلقه) وقد اثبتت هذه الدراسه تجانس ماده الكون وتساويها التام في الخواص قبل الانفجار وبعده اي من اللحظه الاولي لعمليه الانفجار الكوني العظيم, وانتشار الاشعاع في كل من المكان والزمان مع احتمال وجود اماكن تركزت فيها الماده الخفيه التي تعرف باسم الماده الداكنه (DarkMatter) بعد ذلك كذلك قامت تلك المركبه الفضائيه بتصوير بقايا الدخان الكوني الناتج عن عمليه الانفجار العظيم علي اطراف الجزء المدرك من الكون( علي بعد عشره مليارات من السنين الضوئيه), واثبتت انها حاله دخانيه معتمه سادت الكون قبل خلق السماوات والارض, وقد سبق القران الكريم جميع المعارف الانسانيه بوصف تلك الحاله الدخانيه منذ اكثر من الف واربعمائه سنه بقول الحق( تبارك وتعالي): ثم استوي الي السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين ( فصلت:11) وكان في اكتشاف هذا الدخان الكوني ما يدعم نظريه الانفجار الكوني العظيم. (4) عمليه الاندماج النووي وتاصل العناصر: تتم عمليه الاندماج النووي في داخل الشمس وفي داخل جميع نجوم السماء بين نوي ذرات الايدروجين لتكوين نوي ذرات اثقل بالتدريج وتنطلق الطاقه, وقد ادت هذه الملاحظه الي الاستنتاج الصحيح بتاصيل العناصر بمعني ان جميع العناصر المعروفه لنا والتي يبلغ عددها اكثر من مائه عنصر قد تخلقت كلها في الاصل من غاز الايدروجين بعمليه الاندماج النووي, فاذا تحول لب النجم المستعر الي حديد انفجر النجم وتناثرت اشلاوه في صفحه السماء حيث يمكن لنوي الحديد تلقي اللبنات الاساسيه للماده من صفحه السماء فتتخلق العناصر الاعلي في وزنها الذري من الحديد. وقد جمعت هذه الملاحظات الدقيقه بين فيزياء الجسيمات الاوليه للماده وعلم الكون, وايدت نظريه الانفجار العظيم التي بدات بتخلق الماده واضدادها مع اتساع الكون, وتخلق كل من المكان والزمان, ثم تخلق نويات كل من الايدروجين والهيليوم والليثيوم, ثم تخلق بقيه العناصر المعروفه لنا, ولذا يعتقد الفلكيون في ان تخلق تلك العناصر قد تم علي مرحلتين, نتج في المرحله الاولي منهما العناصر الخفيفه, وفي المرحله الثانيه العناصر الثقيله, والتدرج في تخليق العناصر المختلفه بعمليه الاندماج النووي في داخل النجوم او اثناء انفجارها علي هيئه فوق المستعرات هو صوره مبسطه لعمليه الخلق الاول يدعم نظريه الانفجار العظيم ويعين الانسان علي فهم الياتها, والحسابات النظريه لتخليق العناصر بعمليه الاندماج النووي تدعمها التجارب المختبريه علي معدلات تفاعل الجسيمات الاوليه للماده مع نوي بعض العناصر, وقد بدا هذه الحسابات هانز بيته (HansBethe) في الثلاثينات من القرن العشرين, واتمها وليام فاولر (WilliamFowler) الذي منح جائزه نوبل في الفيزياء مشاركه مع اخرين في سنه1983 تقديرا لجهوده في شرح عمليه الاندماج النووي, ودورها في تخليق العناصر المعروفه, ومن ثم المناداه بتاصل العناصر, وهي صوره مصغره لعمليه الخلق الاول. (5) التوزيع الحالي للعناصر المعروفه في الجزء المدرك من الكون: تشير الدراسات الحديثه عن توزيع العناصر المعروفه في الجزء المدرك من الكون الي ان غاز الايدروجين يكون اكثر قليلا من74% من مادته, ويليه في الكثره غاز الهيليوم الذي يكون حوالي24% من تلك الماده, ومعني ذلك ان اخف عنصرين معروفين لنا يكونان معا اكثر من98% من ماده الكون المنظور, وان باقي105 من العناصر المعروفه لنا يكون اقل من2%, مما يشير الي تاصل العناصر, ويدعم نظريه الانفجار العظيم, لان معظم النماذج المقترحه لتلك النظريه تعطي حوالي75% من التركيب الكيميائي لسحابه الدخان الناتجه من ذلك الانفجار غاز الايدروجين,25% من تركيبه غاز الهيليوم, وهي ارقام قريبه جدا من التركيب الكيميائي الحالي للكون المدرك, كما لخصها عدد من العلماء من مثل: Alpher,Gamow,Wagonar,Fowler ,Hoyle,Schramm, Olive,Walker,Steigman,Rang,etc. هذه الشواهد وغيرها دعمت نظريه الانفجار الكوني العظيم وجعلتها اكثر النظريات المفسره لنشاه الكون قبولا في الاوساط العلميه اليوم, ونحن المسلمين نرقي بهذه النظريه الي مقام الحقيقه الكونيه لورود مايدعمها في كتاب الله الذي انزل من قبل الف واربعمائه من السنين يخبرنا بقول الخالق( سبحانه وتعالي): او لم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يومنون( الانبياء:30) وهذه الايه القرانيه الكريمه التي جاءت بصيغه الاستفهام التوبيخي للكافرين والمشركين والملاحده تشد انتباههم الي قدره الله التامه, وسلطانه العظيم اللذين يتضحان من ابداعه في خلقه, ومن صور ذلك الابداع خلق السماوات والارض من جرم ابتدائي واحد سماه ربنا( تبارك وتعالي) باسم مرحله الرتق, والرتق في اللغه الضم والالتئام والالتحام, وهو ضد الفتق( يقال رتقت الشيء فارتتق اي التام والتحم), ثم امر الله( تعالي) بفتق هذا الجرم الابتدائي فانفتق وهي مرحله يسميها القران الكريم باسم مرحله الفتق, وتحول الي سحابه من الدخان( مرحله الدخان) الذي خلق منه ربنا( تبارك وتعالي) كلا من الارض والسماء, وماينتشر بينهما من مختلف صور الماده والطاقه مما نعلم ومالا نعلم, ثم ياتي العلم المكتسب في منتصف القرن العشرين ليكتشف شيئا من معالم تلك الحقيقه الكونيه, ويظل يجاهد في اثباتها حتي يتمكن من شيء من ذلك بنهايات القرن العشرين, حيث نادي بحتميه انعكاس تلك النظريه تحت مسمي نظريه الانسحاق الكبير, ويبقي هذا السبق القراني بالاشاره الي الفتق بعد الرتق, او مايسميه علماء الفلك بالانفجار العظيم, وما ادي اليه من تحول الجرم الابتدائي الي سحابه دخانيه خلقت منها الارض والسماوات, والي توسع الكون الي عصرنا الراهن والي ان يشاء الله, ثم طي ذلك كله مره اخري الي جرم واحد وانفجاره وتحوله الي دخان وخلق ارض غير الارض وسماوات غير السماوات, يبقي ذلك كله من اعظم الشهادات علي ان القران الكريم هو كلام الله الخالق, وعلي ان هذا النبي الخاتم( صلي الله عليه وسلم) كان موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والارض. ماذا بعد اتساع الكون؟ ادت الملاحظات العلميه الدقيقه عن توسع الكون, واكتشاف اشباه النجوم (Quasars), كما ادي اكتشاف الخلفيه الاشعاعيه للكون المدرك, وتصوير الدخان الكوني علي اطراف هذا الجزء المدرك من الكون, واستنتاج عمليه الاندماج النووي وتخلق العناصر من غاز الايدروجين في داخل الشمس, وفي داخل غيرها من النجوم, والتوزيع الحالي للعناصر المعروفه في الجزء المدرك من الكون ادي ذلك كله الي دعم نظريتي الانفجار الكوني العظيم, والانسحاق الكوني الكبير والي دحض غيرهما من النظريات وفي مقدمتها نظريه الكون الثابت والتي نادي بها كل من هيرمان بوندي (HermannBondi), وتوماس جولد (ThomasGold), وفريد هويل .(FredHoyle) في الاربعينات من القرن العشرين, والتي طرحت انطلاقا من الاعتقاد الخاطيء بازليه الكون والذي ساد الغرب طوال النصف الاول من القرن العشرين, واستمر معه الي اليوم علي الرغم من دحض المعطيات الكليه للعلوم لتلك الفريه الكبيره..!!! ونحن كمسلمين نرتقي بنظريتي الانفجار الكوني الكبير والانسحاق الكوني الشديد الي مقام الحقيقه لوجود اشاره لهما في كتاب الله, علي الرغم من وجود بعض المعارضين, والرافضين لقبول كلتا النظريتين من الغربيين انفسهم, وحتي الذين اقتنعوا بالنظريتين ودافعوا عنهما انقسموا حيالهما الي مجموعات في غيبه اتباعهم للهدايه الربانيه في امر مستقبلي من امور الغيب, ومقدره العلوم المكتسبه علي التنبو بالامور المستقبليه محدوده جدا. الاحتمالات المتوقعه لعمليه توسع الكون: (1) الاحتمال الاول: ويقترح فيه علماء الفلك والفيزياء الفلكيه ان يستمر الكون في التمدد والتوسع الي مالا نهايه( هروبا من الاعتراف بالخلق وبالاخره), وذلك بافتراض استمرار قوه الدفع الي الخارج بمعدلات اقوي من قوي الجاذبيه التي تشدالكون الي الداخل في اتجاه مركزه, وهذا افتراض خاطيء تماما في ضوء الملاحظات الراهنه علي الجزء المدرك من الكون, ومن ابسطها ان استمرار تمدد الكون واتساعه يودي الي خفض درجه حرارته بالتدريج حتي تنطفيء جذوه نجومه بانفجارها, او بتحولها الي اجسام بارده كالكواكب, او الي ثقوب سود تبتلع كل مايدخل في دائره جذبها من مختلف صور الماده والطاقه, ومن هنا كان تمدد الكون الي مالانهايه( وهو مايسمي بنموذج الكون المفتوح) امرا مستبعدا في ضوء ماتفقده النجوم عن طريق اشعاعها من طاقه, والطاقه والماده امران متكافئان, واستمرار فقدان النجوم من طاقتها ينفي امكانيه استمرار الكون في الاتساع الي مالا نهايه. فشمسنا علي سبيل المثال تفقد في كل ثانيه من عمرها من الطاقه مايقدر بحوالي4,6 مليون طن من الماده, وبافتراض استمرار الكون في التمدد سوف يستمر انتقال الطاقه من الاجسام الحاره كالنجوم الي الاجسام البارده كالكواكب والكويكبات, والاقمار والمذنبات حتي تاتي علي الكون لحظه تتساوي فيها درجه حراره جميع الاجسام فيه فيتوقف الكون عن التمدد ان لم يكن عن امكانيه الوجود, فالاستمرار في توسع الكون مرتبط بالقوه الدافعه للمجرات الي التباعد عن بعضها البعض وهي القوه الناتجه عن عمليه الانفجار العظيم, واذا كانت الحراره التي نتجت عن تلك العمليه والتي تقدرها الحسابات الرياضيه والفيزيائيه ببلايين البلايين من الدرجات المطلقه في لحظه الانفجار قد انخفضت اليوم الي اقل قليلا من ثلاث درجات مطلقه فلابد ان القوه الدافعه, الي الخارج والموديه الي توسع الكون قد تناقصت بنفس المعدل, خاصه ان الحسابات الرياضيه تشير الي ان معدلات التمدد عقب عمليه الانفجار العظيم مباشره كانت اعلي بكثير من معدلاتها الحاليه, وهذا هو الذي دفع بفلكي مثل الان جوث (AlanGuth) الي وضع نظريه الكون المتضخم (TheInflationaryUniverse) التي تقرر انه في وقت مبكر جدا من تاريخ الكون كان نموه نموا اسيا فائق السرعه, فائق التمدد, وهذا ايضا هو الذي دفع بكل من روبرت دايك (R.H.Dicke) وب.ج.ا.بيبلز (P.J.E.Peebles) الي القول بان الارصاد الحاليه للكون توحي بان عصرنا الحالي اما ان يكون عصرا فريدا في التمدد عقب عمليه الانفجار الكبير, او ان الشروط الاساسيه للتمدد يجب ان يتم تعديلها بشكل يحقق قدرا من التوافق مع هذه الارصاد التي تثير تساولا عما اذا كان الكون الان مفتوحا( اي مستمرا في التمدد الي مالا نهايه) او مغلقا( اي سوف يتمدد الي اجل محدد ثم يبدا في التكدس علي ذاته) او مستويا بمعني انتفاء تحدب الكون, وقد اشارت اليه كل الحسابات الرياضيه كالتي قام بها اليكساندر فريدمان (AlexanderFreidmann), والبرت اينشتاين (AlbertEinstein) وغيرهما من الفيزيائيين النظريين والفلكيين. والاستمرار في توسع الكون مرتبط بالقوه الدافعه بالمجرات للتباعد عن بعضها بعضا وهي مايعبر عنها احيانا بسرعه الافلات من قوي الجاذبيه (EscapeVelocity), ولكل جرم سماوي مهما كانت كتلته سرعه افلات محدده من قوه جاذبيته, فسرعه الافلات من جاذبيه الارض تقدر بحوالي11 22 كيلومترا في الثانيه, بمعني انه اذا اطلق صاروخ من الارض بهذه السرعه او باعلي منها فانه يستطيع التغلب علي الجاذبيه الارضيه, ولكن هل سرعه توسع الكون الحاليه تبلغ سرعه الافلات من الجاذبيه الكونيه حتي يستمر في التوسع؟ يعتقد المشتغلون بكل من علمي الكون والفيزياء النظريه ان الامر مرتبط بكثافه الكون, فان كانت كثافته في حدود مايعرف بالكثافه الحرجه (CriticalDensity) فمعني ذلك ان قوه الجاذبيه الكونيه تكفي لايقاف توسع الكون في المستقبل الذي لايمكن لاحد ان يعلمه الا الله, اما اذا كانت كثافه الكون اقل من الكثافه الحرجه فمعني ذلك ان الكون سيبقي متوسعا الي مالا نهايه, وهذا مالايمكن اثباته لان الانسان في زمن تفجر المعارف العلميه الذي نعيشه لايدرك اكثر من10% من ماده الكون المنظور, فاني له ان يصل الي معرفه كثافه هذا الجزء من الكون المليء بصور الماده غير المرئيه من مثل الثقوب السود, والماده الداكنه, وجسيمات النيوترينو (Neutrino) وغيرها, فضلا عن معرفه كثافه الكون غير المدرك؟ ولذلك يتحدث علماء الفلك عما يسمونه باسم الكتله المفقوده (TheMissingMass) في الجزء المدرك من الكون, والتي يعللون وجودها بان كميات الماده والطاقه المشاهده فيه اقل بكثير عن الكميه اللازمه لابقاء اجزائه متماسكه مع بعضها بعضا بفعل الجاذبيه, بل يحتاج ذلك الي عشره اضعاف الكميه المدركه من الماده لكي يبقي الجزء المدرك من الكون في تماسك واتزان, ومن هنا كان التقدير بان90% من ماده الجزء المدرك من الكون غائبه عن ادراكنا. (2) الاحتمال الثاني: ويقترح فيه علماء الكون نموذجا للكون المتذبذب (TheOscillatingUniverse) بغير بدايه ولا نهايه هروبا من الاعتراف بالخلق وجحودا بالخالق( سبحانه وتعالي) ويبقي الكون في هذا النموذج متذبذبا بين التكدس والانفجار اي بين الانكماش والتمدد في دورات متتابعه ولكنها غير متشابهه الي مالا نهايه تبدا بمرحله التكدس علي الذات ثم الانفجار والتمدد ثم التكدس مره اخري وهكذا. واقترح ريتشارد تولمان (RichardTolman) في سنه1934 م ان كل دوره من دورات تذبذب الكون لاتتشابه مع ماقبلها من الدورات بافتراض ان النجوم تنشر اشعاعها في الكون فتتزايد اعداد فوتونات الطاقه ببطء فياتي كل انفجار كوني اعلي حراره من سابقيه علي الرغم من التدمير الكامل الذي يعم الكون في كل مرحله, وهو افتراض ساذج ينسي انطواء الكون علي ذاته بكل مافيه من مختلف صور الماده والطاقه والمكان والزمان, وانغلاق ذلك كله في كل عمليه تكدس يمر بها الكون, ولذلك لم يستطع هذا النموذج المقترح الصمود في ضوء معطيات علم الفلك الحديثه. (3) الاحتمال الثالث: ويتوقع فيه العلماء تباطو سرعه توسع الكون مع الزمن وهي القوه الناتجه عن عمليه الانفجار العظيم, فكما ان الحراره التي نتجت عن تلك العمليه والتي تقدر حسابيا ببلايين البلايين من الدرجات المطلقه لحظه الانفجار قد انخفضت اليوم الي اقل قليلا من الثلاث درجات مطلقه( اي الي 270 درجه مئويه), فلابد ان القوه الدافعه الي الخارج والموديه الي توسع الكون قد تناقصت بنفس المعدل, خاصه ان الحسابات الرياضيه تشير الي ان معدلات التمدد الكوني عقب عمليه الانفجار العظيم مباشره كانت اعلي بكثير من معدلاتها الحاليه( الكون المتضخم بسرعات فائقه). ومع تباطو سرعه توسع الكون تتفوق قوي الجاذبيه علي قوه الدفع بالمجرات للتباعد عن بعضها بعضا فتاخذ المجرات في الاندفاع الي مركز الكون بسرعات متزايده, لامه مابينها من مختلف صور الماده والطاقه فيبدا الكون في الانكماش والتكدس علي ذاته, ويطوي كل من المكان والزمان حتي تتلاشي كل الابعاد او تكاد, وتتجمع كل صور الماده والطاقه المنتشره في ارجاء الكون حتي تتكدس في نقطه متناهيه في الضاله, تكاد تصل الي الصفر او العدم, ومتناهيه في الكثافه والحراره الي الحد الذي تتوقف عنده كل قوانين الفيزياء المعروفه, اي يعود الكون الي حالته الاولي( مرحله الرتق) ويسمي هذا النموذج باسم نموذج الكون المنغلق (TheClosedUniverse) وتسمي عمليه تجمع الكون بنظريه الانسحاق الكبير (TheBigCrunchTheory), وهي معاكسه لعمليه الانفجار الكبير. ونحن المسلمين نومن بتلك النظريه لقول الحق( تبارك وتعالي) في محكم كتابه: يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين. (الانبياء:104) ولايستطيع اي انسان كائنا من كان ان يتوقع شيئا وراء ذلك الغيب المستقبلي بغير بيان من الله الخالق, والقران الكريم يخبرنا فيه بقول الحق( تبارك وتعالي): يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار.( ابراهيم:48) وبقوله( عز من قائل): او لم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض قادر علي ان يخلق مثلهم وجعل لهم اجلا لا ريب فيه فابي الظالمون الا كفورا.( الاسراء:99) ومعني هذه الايات الكريمه ان الله( تعالي) سوف يطوي صفحه الكون جامعا كل مافيها من مختلف صور الماده, والطاقه, والمكان والزمان, علي هيئه جرم ابتدائي ثان( رتق ثان) شبيه تماما بالجرم الابتدائي الاول( الرتق الاول) الذي نشا عن انفجاره الكون الراهن, وان هذا الجرم الثاني سوف ينفجر بامر من الله( تعالي) كما انفجر الجرم الاول, وسوف يتحول الي سحابه من الدخان كما تحول الجرم الاول, وسوف يخلق الله( تعالي) من هذا الدخان ارضا غير ارضنا الحاليه, وسماوات غير السماوات التي تظلنا, كما وعد( سبحانه وتعالي), وهنا تبدا الحياه الاخره ولها من السنن والقوانين مايغاير سنن الحياه الدنيا, فهي خلود بلا موت, والدنيا موت بعد حياه, وسبحان القائل مخاطبا اهل الجنه: ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود( ق:34) وصلي الله وسلم وبارك علي خاتم الانبياء والمرسلين الذي يروي عنه قوله: والله مابعد الدنيا من دار الا الجنه او النار, وانها لجنه ابدا او نار ابدا. ومن الامور المعجزه حقا ان يشير القران الكريم الذي انزل قبل الف واربعمائه من السنين الي اهم نظريتين في خلق الكون وافنائه وهما نظريتا الانفجار الكبير والانسحاق الكبير ونحن نرتقي بهاتين النظريتين الي مقام الحقيقه لمجرد ورود اشاره اليهما في كتاب الله الخالد الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ومن المعجز ايضا ان ترد الايتان المشيرتان الي كلتا النظريتين في سوره واحده من سور القران الكريم وهي سوره الانبياء( الايتان:30 و104). ومن المعجز حقا تلك الاشاره القرانيه المبهره باعاده خلق ارض غير الارض الحاليه, وسماوات غير السماوات الحاليه, وهو غيب لايمكن للانسان ان يصل اليه ابدا بغير هدايه ربانيه, وهي الهدايه. التي تحسم الجدل المحير في امر من امور الغيب المطلق, حار فيه علماء العصر, فسبحان الذي انزل القران بعلمه فقال مخاطبا خاتم انبيائه ورسله( صلي الله عليه وسلم) لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكه يشهدون وكفي بالله شهيدا (النساء:166). |
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أخي الكريم
على هذا الموضوع
__________________
http://www.shy22.com/upfiles/dXK89245.swf |
أدوات الموضوع | |
|
|