جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
فاروق جويدة يتعجب في (الأهرام) من إعلان إسرائيل تدريس اللغة العربية بشكل رسمي في مدارسها بينما تتمادي مدارسنا في تذويب هوية أولادنا
قريبا.. اللغة العربية إلزامية في إسرائيل
http://arabic.cnn.com/2010/world/8/2...Aug/index.html فاروق جويدة يتعجب في (الأهرام) من إعلان إسرائيل تدريس اللغة العربية بشكل رسمي في مدارسها بينما تتمادي مدارسنا في تذويب هوية أولادنا وتغييب لغتهم الأم التي يدرسها الأعداء الآن بعناية لغرض في نفوسهم ليس هينًا. يقول جويدة: في الأسبوع الماضي أعلنت وزارة التربية والتعليم في إسرائيل أنها قررت تعليم اللغة العربية في جميع المدارس ابتداء من الصف الخامس الابتدائي اعتبارا من العام الدراسي القادم، وقررت زيادة عدد مدرسي اللغة العربية لسد حاجة المدارس حيث يوجد في إسرائيل1000 مدرس لغة عربية من اليهود وتسعي هذه الخطة في تعليم اللغة العربية إلي مد جسور التواصل الثقافي مع دول المنطقة.. توقفت كثيرا عند هذا الخبر الذي حملته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام ودار في رأسي هذا السؤال.. ما الذي يدفع المؤسسات التعليمية في إسرائيل إلي اتخاذ مثل هذا القرار وماذا يحمل من مؤشرات للمستقبل البعيد والقريب.. ولماذا يدرس الأطفال في إسرائيل اللغة العربية بينما يهرب منها أبناؤها الضائعين ما بين سراديب الأمية والمدارس الأجنبية والمسلسلات التافهة في العالم العربي.. لا أعتقد أن المؤسسات التعليمية في إسرائيل اتخذت مثل هذا القرار حبا في اللغة العربية أو تعاطفـا مع شعوبها ولكنها الأهداف والأدوار والمصالح والبحث عن جوانب القوة في مستقبل الصراع بين دول المنطقة.. دارت في رأسي هذه الأفكار وأنا أتساءل ما الذي جعل إسرائيل تقرر تعليم اللغة العربية في مدارسها ابتداء من المرحلة الابتدائية.. منذ سنوات بعيدة وأنا أصرخ في البرية ولا يسمعني أحد وأقول ان هناك مخاطر كثيرة تهدد الدور الثقافي المصري في العالم العربي وان هناك أطرافا كثيرة في الخارج والداخل تسعي لتهميش هذا الدور.. أن وراء القرار الإسرائيلي أهداف ثقافية وسياسية وتاريخية لا يمكن لنا أن نتجاهلها.. ورغم أن القضية تمس العالم العربي كله بمؤسساته التعليمية والثقافية والفكرية إلا أنني رأيت أن أتوقف عند قضية اللغة العربية في مصر لأننا جميعا ندرك أن دور مصر الثقافي كان دورا مصريا عربيا إسلاميا علي الأقل في القرنين الأخيرين وربما قبل ذلك بكثير.. هناك شواهد كثيرة لا أريد أن أكررها تؤكد أن دور مصر الثقافي عربيا وإسلاميا قد تراجع وان أخطر مظاهر هذا التراجع هو أزمة اللغة العربية لأن مصر بجامعاتها وازهرها وفنونها وآدابها ومثقفيها كانت القلعة العتيقة التي صانت وحافظت علي اللغة العربية.. هنا يمكن ان نتوقف عند بعض الشواهد التي ينبغي أن نقرأها قراءة صحيحة في ظل القرار الإسرائيلي بتدريس اللغة العربية.. في الوقت الذي اتخذت فيه المؤسسات التعليمية الإسرائيلية هذا القرار نجد التعليم المصري يتجاهل تماما اللغة العربية ويسقطها من قائمة الأولويات أمام التوسع الرهيب في إنشاء المدارس والجامعات الأجنبية ومعظمها لا يقوم بتدريس اللغة العربية لأن كل دولة تفرض برامجها التعليمية بما فيها اللغة.. لدينا مدارس أمريكية وإنجليزية وكندية تعتبر اللغة الإنجليزية هي الأساس ولدينا مدارس فرنسية تعتبر اللغة الفرنسية هي الأساس ولدينا مدارس ألمانية تعتبر اللغة الألمانية هي الأساس ولن يكون غريبا أن نجد مدارس صينية وهندية ويابانيه في مصر قريبا.. ليس هناك اعتراض علي وجود هذه المدارس وإن كانت قد حولت التعليم في مصر إلي كيان هولامي بلا ملامح وبلا جذور وبلا هوية.. من هنا سنجد أمامنا أجيالا لا تعرف لغتها ولا تعرف شيئـا عن تاريخها أو جذورها وبعد ذلك نتباكي علي شيء يسمي الانتماء في ظل هذا الهجوم الشرس من المدارس والجامعات الأجنبية كان غياب دور الأزهر وتراجعه وهو أهم حصون اللغة العربية واختفاء أسماء الجامعات المصرية من قوائم الجامعات المتميزة علي مستوي العالم.. علي الجانب الثقافي نحن أمام مشروع ثقافي مشوش لا يدرك المسئولون عنه الهدف الحقيقي للثقافة وما تمثله من أهمية في بناء الفرد والمجتمع نحن أمام شعارات ثقافية لا علاقة لها ببناء الشخصية وأمام تلال من المنشآت الخرسانية التي حملت اسم الثقافة.. وأمام مهرجانات واحتفالات ومناسبات أبعد ما تكون عن الثقافة الحقيقية التي تحمي جذور المجتمع وثوابته لنا أن نتصور كيف تراجع دورنا الثقافي ولماذا تراجع.. في ظل المنظومة الثلاثية التي فقدت ثوابتها ودورها وتأثيرها في مصر وهي التعليم والثقافة والإعلام لم يكن غريبا أن تقرر إسرائيل تعليم اللغة العربية لأطفال المدارس الابتدائية كبداية انطلاق نحو دور ثقافي يراه البعض بعيدا ولكن كل الشواهد تؤكد أنه قريب وقريب جدا.. ويختم جويدة بالقول: أريد تفسيرا لما يحدث.. انهيار كامل للغة العربية في بلادها وبين مواطنيها وفي مدارس أطفالها في حين تشهد برامج التعليم في إسرائيل كل هذا الاهتمام باللغة العربية لا يمكن أن يأتي ذلك بالصدفة لأن كل شيء عندنا يقوم علي العشوائية والارتجال وكل شيء في إسرائيل له حسابات وأهداف ومصالح فهل وصلتنا الرسالة. |
أدوات الموضوع | |
|
|