سورة الفاتحة: تعريف ومعاني واعجاز
[IMG]file:///D:/besmbook-01.gif[/IMG]
(2)سورة الفاتحة
سورة الفاتحة
In the name of God, Most Gracious, Most Merciful
( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِير
[IMG]file:///E:/ATEYA1.jpg[/IMG] الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, ملك يوم الدين, حمدا لا يليق إلا به سبحانه, الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام فكان لنا أكبر النعم, الحمد لله الذي علمنا كيف نحمده ونسبحه ونستعين به, الذي نور قلوبنا وحياتنا ودنيانا بالسبع المثاني والقرآن العظيم, والصلاة والسلام على نبيه الكريم وآله وصحبه وتابعية بإحسان إلى يوم الدين.
قال تعالى في محكم كتابه العظيم:" "قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " سورة الإسراء(88)". صدق ربي , رب القرآن المعجز لكل عقل وكل علم وكل تشريع, صدق الله رب العالمين, بعزته وجلاله فلا يأتون بآية من مثله, في قوته ورقته, في خشيته ورهبته, في تشريعه وعقيدته, في جمال قصصه وأمثاله...
هذا القرآن العظيم بكل ما فيه من آيات تدل على عظمة الرب الواحد الأحد , هو كتاب علم وعقل وقلب وتدبر وتفكر و بيان , زاد للعقل والقلب والروح والنفس , إنه قرآن مجيد حكيم , قال الله تعالى:" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد : 24] وقال جل وعلا:" وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ [القمر : 40]
كتاب نزل على قلب محمد بلسان عربي ميسر الذكر, يضرب القصة والأمثال لحسن العبرة والتربية : "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ [يوسف : 3]" وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [الزمر : 27].
انه الكتاب المنزل من الله العزيز الحكيم " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً [الإنسان : 23] المحفوظ من كل سوء مهما قل :" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9]
هذا القرآن النذير البشير المنير الهادي للعالمين : إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً [الإسراء : 9].
القرآن الشافي للروح والعقل والنفس والجسد:" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً [الإسراء : 82
فالحمد لله على نعمة القرآن حمدا بعدد حروف آياته وجمال نغماته وعدد تلاواته, الحمد لله الذي بشر نبيه بالسبع المثاني والقرآن العظيم , فكانا لنا نورا ورحمة وتربية وهدى ونذير.
فقد أحببت القرآن العظيم وصادقته فكان نعم الصديق,بحثت ونقبت في ثناياه سنوات وما مللت, فأبكاني وأفرحني, تمتعت بجماله ونهمت من علومه وما ارتويت, وها أنا في حاضرته أكتب اليوم في أولى سوره الكريمة وأعظمها , إنها السبع المثاني وأم الكتاب, سائلا الله الأجر والتوفيق.
فعن عائشة رضي الله عنها حديثا مرفوعا ( من أخذ السبع من القرآن فهو حبر ) أي هو عالم,
سورة الفاتحة هي مكية وآياتها سبع هي:
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ {7}
ترجمتها : - <LI dir=ltr>
In the name of God, Most Gracious, Most Merciful <LI dir=ltr>Praise be to God, The Cherisher and Sustainer of the Worlds
<LI dir=ltr>Most Gracious, Most Merciful
<LI dir=ltr>Master of the Day of judgment
<LI dir=ltr> Thee do we worship, And Thine aid we seek <LI dir=ltr>Show us the straight way
The Way of those on Whom Thou hast bestowed Thy Grace, Those Whose (potion) Is not Wrath, And Who go not astray
موقع السورة في المصحف :
السورة رقم 1 - رقم الصفحة 1 - الجزء الأول - التصنيف مكيه " نزلت في مكة المكرمة - عدد آياتها سبع آيات لذا سميت بالسبع المثاني - عدد كلماتها: (31) كلمة, ( بحساب حرف الواو كلمة. وحرف " لا" كلمة ). عدد حروفها 143حرف كانت موزعة كما يلي :-البسملة بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 19 حرف.
آية 2الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين 18 حرف
أية 3 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 12 حرف.
آية 4 مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ 12 حرف.
آية 5 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 19 حرف.
آية 6 اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ 19 حرف
آية 7 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ 44 حرف.
- سميت هذه السورة بالفاتحة لسببين :
الأول: تفتتح القرآن أي أنها أول سورة فيه .
الثاني: تفتتح كل ركعة من ركعات الفرض.
سورة الحمد أساس الصلاة المكتوبة, وحسب العقيدة الإسلامية لا تصح صلاة المسلم بدونها. فهي تقرأ 17 مرة يوميا في الصلات الخمس المفروضة.
سمى الله تعالى هذه السورة بالسبع المثاني, بقوله تعالى:- " وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر : 87], وسماها نبي الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بأم الكتاب وأم القرآن في عدة أحاديث منها ما نقل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم .
سورة الحمد أفضل سورة في القرآن الكريم بدليل تفضيلها من الله تعالى ورسوله ,وبدليل كونها أساس كل ركعة في الصلاة.وترتيبها بالسورة الأولى في القرآن رغم أنها ليست الأولى في النزول.عن أبي سعيد بن المعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لأعلمنك أعظم سورة في القرآن، وقوله له ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها"
أسماء سورة الفاتحة:
لسورة الفاتحة الكثير من الأسماء قيل أنها بلغت العشرين اسما وذلك دليل على شرفها وفضلها فكثرة الأسماء عند العرب للشيء الواحد يدل على شرف المسمى. ومن هذه الأسماء:"الحمد ,الفاتحة,الصلاة,أم الكتاب.أم القرآن ,الشافية., الوافية., الكافية., السبع المثاني, وَالأَسَاسُ, الهداية,الاستعانة,الصراط...الخ... ولم يرد في السنة النبوية الشريفة من ذلك سوى أربع أسماء هي : فاتحة الكتاب، وأم القرآن، والسبع المثاني، وأم الكتاب.
سميت بأم الكتاب لاشتمالها على أصول ما جاء في القرآن من العقائد والعبادات والشرائع والقصص.
الفاتحة هي السبع المثاني المثاني في القرآن الكريم له معاني جلية بينها القرآن ميسرة للعباد فقد بين الله تعالى في الآية 23 من سورة الزمر أن معنى المثاني يكون في التأثر بالقرآن وآياته الترهيبية والترغيبية فما بين الترغيب والترهيب ومابين النذير والمغفرة تقشعر الجلود والقلوب وتلين وفي ذلك قال الله تعالى:- " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ ... [الزمر : 23] وعلى هذا نتدبر المثاني في سورة الفاتحة بتوفيق الله تعالى.
وصف الله تعالى سورة الفاتحة بالسبع المثاني في قوله تعالى : "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ" [الحجر : 87] , وتكون بهذا المعنى آيات سبعة تلين لتلاوتها الجلود مرة وتقشعر مرة وقد وجدنا أن المثاني كانت في كل آية من آيات سورة الحمد.
فلنتدبر هذا القول معا بعون الله:
في الآية الأولى (البسملة) مثنى من الشعور فالاستعانة بسم الله يوجب اللين لأنه يمد بالصحة والبركة والتيسير قال نوح عليه السلام وهو يدعو قومه للخلاص من الطوفان رحمة الرحيم في الاستعانة باسمه :" وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [هود : 41] وكذلك اشتملت الآية على اسم الرحيم والرحيم غفور رءوف تلين لذكره الجلود والقلوب , قال تعالى :- "... إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ [الطور : 28] "... وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الأحقاف : 8] وهنا دعوة صريحة لعدم الخوف واليأس فانظر قول الله تعالى:" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53].
أما الشق الثاني الذي يستوجب الرهبة والخوف فهو ذكر اسم الرحمن الذي يرهبه كل الخلق في الدنيا والآخرة لقوله تعالى:" رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً [النبأ : 37] وذكر الرحمن يوجب الخشية :" مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ ... [قـ : 33].
هذا هو المثنى في الآية الأولى .
في الآية الثانية " الحمد لله رب العالمين" مثنى آخر من الشعور قوامه الخوف والرهبة حين الحمد لان الملائكة تحمد الله خوفا لقوله تعالى :"وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ...ِ [الرعد : 13] فالتسبيح تنزيه والتنزيه حمد , التنزيه لله يكون عن معتقد مخيف قوامة الشرك والعياذ به, فالحمد لله تعني التنزيه لله عن الشرك,فوجب الشعور مع هذا بالرهبة , قال تعالى:" وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ [النحل : 51]
.أما الرقة في الآية مثنى الشعور الآخر فتكون بذكر رب العالمين لان الربوبية تعنى الرعاية والحنو والرقة قال تعالى أن عبادة أهل دار السلام هي حمد رب العالمين :" ...وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس : 10] وذكر رب العالمين فيها البركة والسلام :" تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54] وكذالك كان ذكر رب العالمين مرادفا لأجمل وأرق الصور فالله جل وعلا قال:"اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [غافر : 64] .
هذا هو المثنى في الآية الثانية .
في الآية الثالثة " الرحمن الرحيم" مثنى من الشعور أولها الرهبة من الرحمن فالناس والملائكة يوم القيامة يكونون في رهبة الرحمن لقوله تعالى: -" يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً [النبأ : 38]
أما ثانيها فالشعور بالرقة لذكر الرحيم , لان رحمة الرحيم مختصة بالعفو والشفاء قال تعالى:- " وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [يونس : 107]
هذا هو المثنى في الآية الثالثة .
في الآية الرابعة : " مالك يوم الدين " هي صفة من صفات الله تعالى فيها ذكر الملك وفيها ذكر ليوم القيامة فالأول يستوجب الرقة للاطمئنان للمالك العادل الذي تبارك :" تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ[الملك : 1]الذي يستعاذ ويستعان به من الشر :" قل أعوذ برب الناس , ملك الناس..."فهو القدوس العزيز :" الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ [الجمعة : 1]
والثانية تستوجب الرهبة لتحسب العقاب يوم الدين فقد لعن إبليس إلى يوم الدين :" وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ [الحجر : 35] وكانت رهبة الظالمين لقدومه :"وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ [الصافات : 20] وهم يصلون النار يومئذ:" يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ [الانفطار : 15]
هذا هو المثنى في الآية الرابعة .
في الآية الخامسة " إياك نعبد وإياك نستعين": إقرار بالرهبة والخوف حين الإقرار بالعبادة لله وحدة " إياك يا رب" ففي ذلك تسبيح والتسبيح من الرهبة للتنزيه عن الشرك والملائكة والرعد يسبحون خيفة.
أما المثنى فالاستعانة التي تتطلب الذلة والاستكانة للحاجة والاستعانة من التقوى والتقوى عاقبتها حسن الجزاء:" قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف : 128]
هذا هو المثنى في الآية الخامسة .
في الآية السادسة " إهدنا الصراط المستقيم" أولها طلب الهداية وعدم الهداية فيه رهبة من الضلال وخشية فطلب الاستهداء يكون برهبة الضلال الموجبة للغضب الإلهي, قال تعالى:" أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ [البقرة : 16]
ومثنى الشعور في معنى الهدى ذاته كونه من الرحمة للمؤمنين خاصة لقوله تعالى:" وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأعراف : 52]
هذا هو المثنى في الآية السادسة .
الآية الأخيرة :" صراط الذين أنعمت عليهم" وهذا صراط المنعم عليهم المرحومين برحمة الرحيم الرقيقة .
ومثناها المخيف هم الملعونين من الله " غير المغضوب عليهم ولا الضالين"
معاني السورة <B> </B>تشمل الفاتحة الكثير من معاني القرآن الكريم ومقاصده , فهي فاتحة للقرآن كله , وأساس أركان الصلاة, علمتنا أساسيات التربية الإسلامية كوجوب بدء كل قول أو عمل بذكر اسم الله "البسملة" وكيفية الحمد لله ومكانها وزمانها ملزمة بذكر اسمه تعالى , علمتنا أعظم وأحسن أسماء الله الحسني وصفاته " الله" "الرحمن" "الرحيم" "رب العالمين" "مالك يوم الدين ".
عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثا غير تمام ".
قال أبي هريرة رضي الله عنه:" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد :الحمد لله رب العالمين ,قال الله تعالى "حمدني عبدي" وإذا قال :"الرحمن الرحيم " قال الله تعالى: " أثنى علي عبدي" وإذا قال:مالك يوم الدين , قال:" مجدني عبدي" فإذا قال :إياك نعبد وإياك نستعين , قال :"هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل" فإذا قال :أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ,قال :"هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
- مواضيع السورة: " يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ، وَالعَقِيدَةِ، وَالعِبَادَةِ، وَالتَّشْرِيعِ، وَالاعْتِقَادِ باليَوْمِ الآخِرِ، وَالإِيمَانِ بِصِفَاتِ الَّلهِ الحُسْنَى، وَإِفْرَادِهِ بالعِبَادَةِ وَالاسْتِعَانَةِ وَالدُّعَاءِ، وَالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ جَلَّ وَعَلاَ بطَلَبِ الهداية إلى الدِّينِ الحَقِّ وَالصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ، وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ بالتَّثْبِيتِ عَلَى الإِيمَانِ وَنَهْجِ سَبِيلِ الصَّالِحِينَ، وَتَجَنُّبِ طَرِيقِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ، وَالإِخْبَارِ عَنْ قِصَصِ الأُمَمِ السَّابِقِينَ، وَالاطَّلاَعِ عَلَى مَعَارِجِ السُّعَدَاءِ وَمَنَازِلِ الأَشْقِيَاءِ، وَالتَّعَبُّدِ بأَمْرِ الَّلهِ وَنَهْيِهِ سُبْحَانَهُ.
اشتملت سورة الفاتحة على الكثير من المواضيع نذكر منها:- <LI dir=rtl>الاستفتاح في الآية 1 علمتنا السورة كيفية استفتاح القول والعمل الحلال.
- بقولنا " بسم الله الرحمن الرحيم"
<LI dir=rtl>علم الكون . بينت لنا السورة في الآية 2 أن الكون ليس عالم واحد وأن الخلق فيه عدة عوالم جمعها الصحيح " عالمين" لهذه العوالم رب واحد هو الرحمن الرحيم بها جميعا. قال تعالى" وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ [الأنعام : 38] أما في أشارته إلى الناس فقال جل قدرة:" وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ [الأنعام : 42]
<LI dir=rtl> بينت الآية 3 وجوب عبادة الله فقط دون سواه بقولها "إياك". وردت كلمة إياك بقصد " الله " سبحانه وتعالى مرة واحدة فقط في هذه الآية.وهي :- ضمير نصب يخاطب به الواحد الفرد.
<LI dir=rtl>كيفية ومصدر الإعانة والاستعانة كما بينت الآية 3 أن مصدر العون الأصل هو الله"إياك".
<LI dir=rtl>أخبرتنا السورة عن أحسن أسماء الله الحسنى في الآيات من 1 إلى 4 ومنها لفظ الجلالة الأعظم.( الله, الرحمن,الرحيم,رب العالمين,مالك يوم الدين, المعبود, المستعان, الهادي).
<LI dir=rtl>الثناء والحمد: علمتنا السورة كيفية حمد الله والثناء عليه في الآيات ذاتها.
<LI dir=rtl>تبين السورة في الآيتين 6و 7 حقيقية الإسلام.
<LI dir=rtl>البلاغة في اللغة في كافة آيات السورة .
<LI dir=rtl> بينت السورة فروق في المعاني كما هو الفرق بين أسماء الله الحسنى" الرحمن والرحيم".
<LI dir=rtl> بينت نهاية الحياة بيوم القيامة "يوم الدين" .
<LI dir=rtl>بيان كيفية الهداية وتحديد صورتها "الصراط المستقيم"وبيان صور أخرى للصراط " كصراط المغضوب عليهم".
<LI dir=rtl>بيان العلاقة بين الله وخلائقه فمنهم الذين أنعم عليهم جزاء إيمانهم ومنهم المغضوب عليهم جزاء ضلالهم.
<LI dir=rtl>أثنت السورة مثاني المجموعة الرياضية وانتهت بالعدد النهائي فمثاني الأعداد هي 1و3و5 وترا و 2و4و6 مزدوج
- جمال النظم والسجع اللغوي فثلاث آيات انتهت بـلحن السجع الجميل (يم) وهي:الرَّحِيمِ, الرَّحِيمِ,المستقيم, وأربع انتهت بـلحن (ين) الْعَالَمِينَ , الدِّينِ, نَسْتَعِينُ , الضَّالِّينَ.
نزول وفضل السورة نزول سورة الفاتحة:
هي سورة "مكية" نزلت بمكة بعد سـُورَةِ المـُدَّثـِّر
سورة "مكية " وهي من أوائل ما نـزل من الوحي في مكة المكرمة,عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال:"نـزلت فاتحة الكتاب بمكـة من كنـز تحت العرش." وعن ابن عباس قال: (قام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقال": (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "فقالت قريش: دق الله فاك .
عن أبي ميسرة أن رسول صلى الله عليه وسلم كان إذا برز سمع مناديا يناديه : يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربا فقال له ورقة بن نوفل : إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك قال : فلما برز سمع النداء يا محمد فقال :لبيك قال : قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ثم قال قل :الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين حتى فرغ من فاتحة الكتاب وهذا قول علي بن أبي طالب.
ماذا كان الناس يكتبون قبل نزول الآية؟ أخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن أبي شيبه وابن أبي حاتم عن الشعبي قال: كان أهل الجاهلية يكتبون "باسمك اللهم" فكتب النبي صلى الله عليه وسلم أول ما كتب: باسمك اللهم. حتى نزلت {بسم الله مجراها ومرساها} فكتب {بسم الله} ثم نزلت {ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} (الرحمن) الآية 110] فكتب {بسم الله الرحمن} ثم أنزلت الآية التي في {طس...إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} فكتب {بسم الله الرحمن الرحيم}.
سنقف قليلا مع هذا الإخراج لنقف على حقيقة لا بد منها ولنبين بعون الله تعالى لماذا كانت بسملة محمد عليه السلام ببسم الذي خلق وليس ببسم الله .
يبين لنا حديث ابو حاتم الشعبي أن محمدا قبل النبوة لم يكن يعرف " الله" تعالى باسمه الأعظم, ولكنه كان يعرف أن له اله – رب , لا يعرف من هو ولا ما اسمه , فهل لهذا قال له جبريل عليه السلام " اقرأ باسم ربك" ألانه يعلم أنه له رب – خالق فكان " ربك الذي خلق" ولو قيل له " اقرأ بسم الله" لقال كما قال عيسى لمعلمه " وما الله" , إذا لم يكن كذلك . فلماذا لم يقل له جبريل مباشرة اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال تعالى:" كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [البقرة : 242] وفي القياس على هذه القضية نذكر أن الخمر لم يحرم نهائيا في صدر الإسلام, قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى..." [النساء : 43] ورغم هذا فقد بين الله تعالى سبب هذا المنع فقال" اِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ [المائدة : 91] ثم حسم الأمر بالتحريم النهائي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة : 90] هكذا تكون تربية الله تعالى لعبادة بما يطيقون "لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ... [البقرة : 286] فلماذا لم تكن البسملة على هذا المقتضى في سورة العلق ؟
سيقول قائل تعليقا على كل هذه المحاولات , لا بأس في اعتقادنا بان البسملة آية من القرآن فذلك ثابت ولكنا لم نعتقد رغم كل ما ذكر آنفا آن البسملة من الفاتحة .فنقول :
متفق عليه بثبوت القرآن أن البسملة كانت أول آية نزلت على محمد ولم يتلى عليه القرآن إلا بعد ذكرها بصيغة " باسم ربك الذي خلق" ولا خلاف على ذلك , فقد حسم أمر بسملة محمد ككل الأنبياء , وما لم يحسم هو صيغتها " بسم الله" فلماذا كانت " باسم الذي خلق " وليس بصيغة " بسم الله"؟ يبقى هذا هو هدفنا القائم الآن .
.... عن ابن عباس قال: (قام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقال": ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "فقالت قريش: دق الله فاك أو نحو هذا.
1. قال تعالى في محكم القرآن المجيد" وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى : 15] والفاء تفيد الترتيب والتبعية الفورية – ذكر اسم الله ثم صلى.
2. أقمنا الدليل القرآني على أن الأركان الخمس للإسلام الواجب ذكر اسم الله فيها لا تكون إلا بذكر الاسم الأعظم " الله" كما في شهادة التوحيد أول أركان الإسلام " لا اله إلا الله"
3. أقمنا بالدليل القرآني أن البسملة التي نزلت على جميع الأنبياء كانت" بسم الله ".وأقمنا الدليل على أن الله لم يفرق بين الأنبياء فيما أنزل عليهم.
4. أقمنا بالدليل القرآني على أن القرآن لم يتلى من جبريل على محمد إلا بعد أن بسمل " بسم ربك".
5. أقمنا بالدليل القرآني على أن البسملة نزلت على محمد كما نزلت على سابقيه بصيغة" بسم الله" ولكن في ثنايا السور.(هود والنمل).
6. أقمنا بالدليل القرآني أن ثاني أركان الإسلام " الصلاة" لا يكون إلا بالفاتحة.أقمنا بالدليل القرآني أن الفاتحة هي أم الكتاب , والكتاب لم يكن بين يدي الرسول إلا بالبسملة.
7. أثبتنا بالدليل أن الفاتحة هي سبع آيات مثاني وأنها دون البسملة لا تكون سبعا , فالبسملة أيتها الأولى.
8. أثبتنا بالدليل أن القرآن الكريم الذي رقم آياته صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زينوا بسملة الفاتحة بالرقم 1.
9. أقمنا بالدليل القرآني أن الصلاة لا تبدأ إلا بذكر اسم الله .
فهل من قائل يقول أن البسملة يمكن أن يبقى عليها كل هذا الخلاف , فمن منكر لها آية من الفاتحة, إلى منكر للجهر بقراءتها في الصلاة,....فلماذا كل هذا الإنكار وهذا الإصرار على الجحود بحقها , ولم الإصرار على إخفاءها لمجرد الشك أنها آية من الفاتحة أم لا؟ لماذا كل ذلك حتى بات الكثير من أئمة المساجد يخفون قراءتها ولا يجهرون , وهي واجبة قبل كل قول أو مكاتبة أو عمل , في وقت بات فيه الجميع يمد القراءة بستة مدات لكلمة الضالين إجهارا في نهاية تلاوة الفاتحة ومنهم من يمد إلى ما شاء الله فيها طالبا من المأموم بهم الإطالة والترنيم في التأمين على ما تلا لتكون " ولا الضآآآآآآآآآآآآآآلييييين" فيردد المصلون " آآآآمييييييييييييييين" , عجبا أرى ورب القرآن وما علمت لذلك أصلا إلا قولا في باب من ابواب اللحن في التجويد والترتيل.
ثمة سلوكيات في أداء الشعائرلم يأت عليها بيان قرآني ولا سمنه نبي ولا سابقة لصحابي , وما علمناه عن صحابة رسول الله هو عكس ذلك تماما سواء عن الصحابي الجليل أنس بن مالك أو عن زوج الرسول الكريم عائشة أو عن أبي بكر رضي عنه, فقد قالوا أن النبي الكريم كان يبدأ بالحمد أي بالفاتحة ببسم الله الرحمن الرحيم يمد بها مدا حتى كأنه يقطع حروفها ولم نعلم أن النبي قد مد ولا لحن في قراءته لكلمة الضالين عليهم لعنة الله مدا.
فأي حال الذي نحن عليه إذ نختلف على الجهر باسم الله تعالى في صلاتنا ونتفق على الجهر والمد والإطالة لاسم الضالين الملاعين فأي حال هذا الذي نحن عليه من إنكار لسنة الرسول والابتداع فيها ؟!
1. فأي عقل مسلم يرضى أن يخفي اسم الله تعالى وهو يقف بين يدي الله ويرضى أن يجهر ويمد لاسم الضالين الملاعين؟
2. أي عقل مسلم يركن إلى القناعة بإخفاء اسم الله تعالى وهو يقف للصلاة بين يديه والله تعالى يقص علينا أن سليمان عليه السلام لم يكتب رسالته إلا ببسم الله.
3. أي عقل مسلم يركن إلى القناعة بإخفاء اسم الله تعالى وهو يقف للصلاة بين يديه والله تعالى يقص علينا أن ابو الأنبياء نوح لم يركب سفينته إلا ببسم الله .
4. أي عقل مسلم يقتنع أن البسملة واجبة عند الذبح وعند الأكل وعند الشرب وعند المكاتبة وعند كل قول وعمل جهرا بينما هي خافتة مخفية أثناء الوقوف للصلاة بين يدي الله, أليس من عجب يدركه عقل المسلم المأمور بالتعقل في كل شأن .أوليس الإيمان بآيات الله يوجب البسملة فذلك ما قال الله تعالى" فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ [الأنعام : 118]" َكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [المائدة : 4]وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ ...[الأنعام : 119] وإذا كان الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه فسقا : وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ...[الأنعام : 121] فهل حقا تجوز الصلاة دون البسملة جهرا ومدا وتأن وتمعن ؟
5. اذا كان الله تعالى يقول أن عدم ذكر اسم الله هوا افتراء عليه فماذا يقول المنكرون لها في الصلاة:" لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ ... [الأنعام : 138]
6. شعائر الحج رابع أركان الإسلام لا تكون دون البسملة :" لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ...[الحج : 28]
7. إذا كان الله تعالى قد أكد لنا أن البسملة كانت لكل الأنبياء والأمم فمن ذا الذي يجرؤ على أن يشكك بها لمحمد ولامته ؟:" َلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم.."
8. كيف لنا القول:- اخفوا البسملة ( اسم الله ) في المساجد – والمسجد هو الصلاة , والله يقول:" ... وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً ... [الحج : 40]
سنجد ممن يجادلون في الله يردون وبكل عنف على كل ذلك بأن المقصود بذكر الله هي العبادات وإقامة الشعائر بكل أنواعها وليس المقصود تحديدا هو البسملة فنقول مادمنا نمتنع عن الأخذ بصريح البيان ونأخذ بالمقصود فلن نرجع عن ضلالنا .وما الذي أضاع الأمة خلف اختلاف علمائها ...سوى الأخذ بالمقاصد.
فضل السورة وأهميتها:
لسورة الفاتحة أهمية خاصة وفضل عظيم , كما أنها لها شرف معلوم عند الله تعالى و كافة المسلمين ومن ذلك :-
1- . الفاتحة سورة عظيمة فيها من العلوم ما هو جدير بالتعلم وفيها من التربية ما يتوجب العلم به وأخذه, عن عائشة رضي الله عنها -حديثا مرفوعا-(من أخذ السبع من القرآن فهو حبر) أي عالم.
2- لا تصح أي صلاة بدون سورة الفاتحة التي هي عمودها وفاتحتها, فسورة الفاتحة تقرأ في كل يوم سبع عشرة مرة في الصلاة المفروضة ؟ خمس صلوات فريضة فيها سبعة عشرة ركعة (ركعتان فجرا,أربع ركعات ظهرا,أربع ركعات عصرا,ثلاث في المغرب,وأربع أخيرة في العشاء) وجبت قراءة الفاتحة مرة في كل منها, وإلا كانت الصلاة باطلة دونها , وفي ذلك قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل صلاة لم يُقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج) أي أن كل صلاة من دونها غير كاملة. ويمكن للمصلي أن يكتفي بقراءة الفاتحة فقط في كل ركعة وهي أقل مقدار مسموح به للركعة.
3- الفاتحة نور وبشرى من الله تعالى أوتيت محمد وأمته , لم تؤت أي من الأنبياء أو الأمم من قبل, وفي هذا قال ابن عباس: "بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك ؛ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته".وقال: "ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في ألزبور، ولا في الفرقان مثلها. وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته.
4- الفاتحة هي أفضل سورة في القرآن, فعن أنس بن مالك قال : ( كان النبي في سير له ، فنزل ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبي فقال : ألا أخبرك بأفضل القرآن قال : فتلا عليه ( الحمد لله رب العالمين).
6- الفاتحة رقية ولذلك سميت بالشافية :عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا :قال رسول الله : - فاتحة الكتاب شفاء من السم.
عن أبي سعيد الخدري قال: "كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم ( أي مريض) وإن نفرنا غيب( لا يوجد فينا من يعالجه ), فهل منكم راق؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية, فرقاه فبرأ, فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا , فلما رجع قلنا له :- أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي ؟ قال:- لا ما رقيت إلا بأم الكتاب , قلنا :- لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم, فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم , فقال:- وما كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم.
7- عن أبي هريرة : أن النبي قال : إذا قال الإمام ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فقولوا آمين فإن الملائكة يقولون آمين وإن الإمام يقول آمين فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.
8- الفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم ,فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله :"أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم". قال ابن عباس في قول الله تعالى: ((وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي)) قال:" هي فاتحة الكتاب ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)).
-------------------------
يتبع ان شاء الله ( بسملة الفاتحة- تعريفها-قرآنيتها- إعجازها- أسرارها) للاطلاع على موقع الباحث اليك الرابط http://quran3.webs.com
|