جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
وحفظُ الحديثِ مما يُذْكَر! <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> فسمِعَ بهِ الحاكمُ ابنُ البَيِّع<SUP>(<SUP>[1]</SUP>)</SUP> فوجَّه إليه بجُزءٍ، وأجلَّه جمعةً في حِفظهِ، فردَّ إليه الجزءَ بعدَ الجمعة، وَقَالَ: مَنْ يحفظُ هذا؟ محمدُ بنُ فلان، وجعفر بن فلان عَنْ فلان أساميُّ مختلفةٌ وألفاظٌ متباينة.<o:p></o:p> فَقَالَ له الحاكمُ: فاعرفْ نفسَك، واعلم أنَّّ حفظَ هذا أضيقُ مما أنتَ فيهِ<SUP>(<SUP>[2]</SUP>)</SUP>. <o:p></o:p> مِنْ أحفظِ النَّاس <o:p></o:p> كان العُقَيْليُّ<SUP>(<SUP>[3]</SUP>)</SUP> جليلَ القدْر، عظيمَ الخَطَر، ما رأيتُ مثلَه، وكان كثيرَ التصانيف، فكان من أتاه من المحدِّثين، قَالَ: اقرأْ مِنْ كِتَابكَ، ولا يخْرِجُ أصلَه، قَالَ: فتكَّلمْنَا في ذلك.<o:p></o:p> وقُلْنَا: إمَّا أنْ يكونَ من أحفظِ النَّاس، وإمَّا أنْ يكونَ مِنْ أكذبِ النَّاس، فاجتَمعنا فاتَّفقنَا على أنْ نكتبَ له أحاديثَ من روايتهِ ونزيدُ فيها وننقصُ، فأتيناهُ لنمتَحِنَه، فَقَالَ لي: اقرأْ فقرأتُها عليه.<o:p></o:p> فلما أتيتُ بالزيادةِ والنقصِ فَطِنَ لذلكَ، فأخذَ مني الكِتَاب، وأَخَذَ القلمَ، فأصلحَها مِنْ حفظه فانصرفنا مِنْ عنده، وقد طابتْ نفوسُنا، وعَلِمنَا أنَّه من أحفظِ النَّاس<SUP>(<SUP>[4]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p> <HR align=right width="33%" SIZE=1>([1])هو: محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحاكم النيسابوريّ (312-405).<o:p></o:p> ولا يخفى على المتخصصين في الحديث أنّ الحاكم من كبار أئمة الحديث في زمانه وكانت الرحلة إليه، ولكن مما يعجب منه الباحث كثرة الأوهام في مستدرك الحاكم، ويقوى العجب عند الموازنة بين المستدرك من جهة وبين بقية كتبه-كمعرفة علوم الحديث، والمدخل إلى معرفة الصحيح، والمدخل إلى معرفة الإكليل، وتاريخ نيسابور، وسؤالات السجزي له، وسؤالاته للدارقطني-، فهذه الكتب فيها من الدقة والتحرير ما يشهد بإمامة الحاكم وعلو كعبه، وعند النظر في المستدرك يجد الباحث أوهاماً شنيعة كتصحيح أسانيد على شرط الشيخين وفيها كذبة -وبعضهم وصفه الحاكم نفسه في كتبه الأخرى بالكذب-، واستدراك أحاديث على الشيخين أو أحدهما وهو مخرج بنفس الإسناد عندهما-أوصلها بعض الباحثين إلى مائتين- مما جعل ابن حجر يقول في تعقبها أحياناً:((وَقَالَ-أي الحاكم-: صحيح على شرطهما، قلتُ: هذه مجازفةٌ قبيحةٌ، فإنَّ عمرو بن الحصين كذبوه)) اتحاف المهرة (7/189).<o:p></o:p> ويقول في موضع آخر:((وَقَالَ: صحيح الإسناد، كذا قَالَ! فزل زلة عظيمة، فإنّ خالد بن عمرو كذبوه)) اتحاف المهرة (6/117).<o:p></o:p> ويقول:((حديث: من أصبح وهمه غير الله فليس من الله في شيء..الحديث، الحاكم في الرقاق قَالَ: حَدّثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ ببغداد قَالَ: حَدّثنا عبد الله بن أحمد بن الحسن المروزي قَالَ: حَدّثنا إسحاق بن بشر قَالَ: حَدّثنا مقاتل بن سليمان عن حماد عن إبراهيم عنه به، قلتُ: لم يتكلم عليه، وإسحاق ومقاتل متروكان، وما كنتُ أظن أن تبلغ به المجازفة فيه في الاستدراك على الصحيحين حتى يخرج عن مثل مقاتل)) اتحاف المهرة (10/338).<o:p></o:p> ولولا خشية الإطالة لذكرت عشرات بل مئات الأمثلة على ذلك- ومجرد جرد كتاب "اتحاف المهرة " لابن حجر كاف في بيان ذلك-.<o:p></o:p> وأحسن الأجوبة وأرجحها أنَّ الحاكم ألْف المستدرك في آخر عمره، وكان يتكل على حفظه،وقد حصل عنده نوعٌ من التغير، قَالَ ابن حجر:((أظنه في حال تصنيف المستدرك كان يتكل على حفظه، فلأجل هذا كثرت أوهامه)) اتحاف المهرة (1/510).<o:p></o:p> فيحصر تساهل الحاكم في المستدرك فقط- على أنّ في المستدرك من الجرح والتعديل، وعلوم الحديث، والنقول عن أئمة الحديث، والفوائد الفقهية والعقدية ما يستحق أن يفرد في مجلد ضخم-، قَالَ المعلمي:((هذا وذكرهم للحاكم بالتساهل إنما يخصونه بالمستدرك فكتبه في الجرح والتعديل لم يغمزه أحد بشيء مما فيها فيما أعلم)) التنكيل (1/561).<o:p></o:p> و قَالَ ابن حجر:((والحاكم أجل قدراً وأعظم خطراً وأكبر ذكرا من أن يذكر في الضعفاء، لكن قيل في الأعتذار عنه أنه عند تصنيفه للمستدرك كان في أواخر عمره، وذكر بعضهم أنه حصل له تغير وغفلة في آخر عمره ، ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب الضعفاء له وقطع بترك الرواية عنهم ومنع من الاحتجاج بهم، ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها من ذلك أنه أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وكان قد ذكره في الضعفاء فَقَالَ: إنه روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أنَّ الحملَ فيها عليه، وَقَالَ في آخر الكتاب: فهؤلاء الذين ذكرتهم في هذا الكتاب ثبت عندي صدقهم لأنني لا استحل الجرح إلا مبينا ولا أجيزه تقليدا والذي اختار لطالب العلم أن لا يكتب حديث هؤلاء أصلا)) لسان الميزان (5/232).<o:p></o:p> و لابن حجر كلامٌ حسنٌ عن المستدرك وتقسيم دقيق لأحاديث المستدرك قاله تعليقاً على قول ابن الصلاح:((وهو واسع الخطو في شرط الصحيح متساهل في القضاء به فالأولى أن نتوسط في أمره...)) يراجع: النكت على كتاب ابن الصلاح (1/312-319).<o:p></o:p> وانظر لمزيد الفائدة: مجموع الفتاوى (1/ 253-255)، التنكيل (1/561) -وفيه كلام مطول عن الحاكم ومستدركه-.<o:p></o:p> وإنما أطلتُ الكلام على الحاكم لأني رأيت عدداً من طلبة العلم لا يعرف عن الحاكم إلاّ أنه متساهل، من دون تحقيق في نوع التساهل، وهل هو عام في جميع كتبه أو في كتاب واحد فقط، وهل التساهل في الكتاب كله أو في بعضه...الخ، وعدمُ معرفة هذه الأمور ربما يفوت على طالب العلم القيمة العلمية لكتب الحاكم الأخرى، والله أعلم. <o:p></o:p> ([2])سير أعلام النبلاء (17/173)، طبقات الشافعية الكبرى (4/ 160). <o:p></o:p> ([3])العُقَيْليُّ هو: مُحمَّد بن عَمْرو أبو جعفر الحجازيُّ (؟-322) ، وهو من مدرسة الإمام البخاريّ منهجاً وطريقة -وإنْ كان من تلاميذ تلاميذ البخاريّ-.<o:p></o:p> وقد ذُكر أنَّ له مصنفاً في "العلل"، وله كتاب الضعفاء قال عنه الذهبيُّ :((والعقيلي وله مصنف مفيد في معرفة الضعفاء )). الميزان (1/112)، وكتابه هذا طُبع باسم"الضعفاء الكبير"- واسمه الصحيح هو" كتاب الضعفاء، ومن نُسبَ إلى الكذب ووضع الحديث، ومن غَلَبَ على حديثه الوهم، ومن يُتهم في بعض حديثهِ، ومجهول روى ما لا يتابع عليه، وصاحب بدعة يغلو فيها ويدعو إليها، وإن كانت حاله في الحديث مستقيمة مؤلف على حروف المعجم" وقد نصَّ المحقق-وفقه الله- على هذا فقال :((واسم الكتاب حسب تسمية المصنف... )).ثم ذكره ، ولا أدري لِمَ لَمْ يثبته على غلاف الكتاب!-.<o:p></o:p> وصناعة العلل واضحة في كتابه هذا، وتأثره بالإمام البخاريّ بيّن، وقد نقل عن البخاريّ في هذا الكتاب أكثر من ستمائة نصّ، وهناك رسالة علمية بعنوان "الأحاديثُ التي أعلها العُقيليّ في كتابهِ الضعفاء" لأحد الباحثين في جامعة الإمام محمد بن سعود.<o:p></o:p> وأنصحُ طالبَ الحديثِ أنْ يقرأ الكتابَ كاملاً، ويستخرج فوائده الكثيرة، فإنْ ضَعُفَ فلا يُغلب على قراءة مقدمة الكتاب.<o:p></o:p> ([4])سير أعلام النبلاء (15/237)، فتح المغيث (1/274) وَقَالَ :((وفي ترجمة العقيلي من الصلة لمسلمة بن قاسم..))، وحكى ابن عديّ عن عددٍ من مشايخه-ولم يسمهم- أنّ البخاري وقعت له قصة نحو هذه القصة انظرها في :أسامي من روى عنهم البخاري من مشايخه في الصحيح لابن عديّ (ص62)، وتاريخ بغداد (2/20).<o:p></o:p>
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#12
|
|||
|
|||
يردُّ عَلى الأميرِ الوهمَ في الإسنادِ!<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> قَالَ أبوبكر ابنُ خُزيمةَ:<o:p></o:p> كُنتُ عِنْدَ الأمير إسماعيل بنِ أحمد فَحَدّثَ عَنْ أبيهِ بِحَدِيثٍ وَهَمَ في إسنادِهِ، فَرددتُهُ عليهِ، فَلمَّا خَرجتُ مِنْ عِنْدهِ قَالَ أبو ذَرٍ القاضيّ: قَدْ كُنّا نعرفُ أنَّ هذا الحديثَ خَطأ منذُ عِشرينَ سنة فلم يقدرْ واحدٌ منّا أنْ يردَّهُ عليهِ.<o:p></o:p> فَقلتُ لهُ: لا يحلُّ لي أنْ أسمعَ حَدِيثاً لرسول الله r فيهِ خطأ أو تحريفٌ فلا أردّ<SUP>(<SUP>[1]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p> <HR align=right width="33%" SIZE=1>([1])الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/171)، طبقات الشافعية الكبرى (3/111).<o:p></o:p>
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#13
|
|||
|
|||
<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> معرفةُ عللِ الحديثِ ليس ادعاءً للغيب<o:p></o:p> قَالَ ابنُ أبي حَاتِم:((سمعتُ أبى رحمه الله يقولُ: جاءني رجلٌ من جِلةِ أصحابِ الرأي مِنْ أهلِ الفهم منهم، وَمَعَه دفترٌ فعرضه علىَّ، فقلتُ في بعضها: هذا حديثٌ خطأ قد دَخَل لصاحبه حديثٌ في حَدِيث، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ باطل، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ منكر، وقلتُ في بعضهِ: هذا حديثٌ كذب، وسائرُ ذلك أحاديثُ صحاح.<o:p></o:p> <o:p></o:p> فَقَالَ: من أين علمتَ أنّ هذا خطأ، وأنَّ هذا باطل، وأنّ هذا كذب، أخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطتُ وأني كذبتُ في حَدِيث كذا؟ <o:p></o:p> <o:p></o:p> فقلتُ: لا ما أدري هذا الجزء من رواية مَنْ هو، غير أنى أعلم أن هذا خطأ، وأنّ هذا الحَدِيث باطل، وأن هذا الحَدِيث كذب.<o:p></o:p> <o:p></o:p> فَقَالَ: تدعى الغيب؟<o:p></o:p> <o:p></o:p> قَالَ قلت: ما هذا ادعاء الغيب.<o:p></o:p> <o:p></o:p> قَالَ: فما الدليل على ما تقول؟<o:p></o:p> <o:p></o:p> قلتُ: سلْ عما قلتُ من يحسن مثل ما أحسن فإن اتفقنا علمتَ أنَّا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم.<o:p></o:p> <o:p></o:p> قَالَ: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟<o:p></o:p> <o:p></o:p> قلتُ: أبو زُرْعة، قَالَ: ويقولُ أبو زُرْعة مثل ما قلتَ؟ قلت: نعم، قَالَ: هذا عجب.<o:p></o:p> <o:p></o:p> فأخذ فكتب في كاغذ ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجع إليّ وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبا زُرْعة في تلك الأحاديث فما قلت إنه باطل قَالَ أبو زُرْعة: هو كذب، قلتُ: الكذب والباطل واحد، وما قلت إنه كذب قَالَ أبو زُرْعة: هو باطل، وما قلت إنه منكر قَالَ: هو منكر كما قلتُ، وما قلت إنه صحاح قَالَ أبو زُرْعة: هو صحاح.<o:p></o:p> <o:p></o:p> فَقَالَ: ما أعجب هذا تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما.<o:p></o:p> <o:p></o:p> فقلت: فقد علمت أنا لم نجازف، وإنما قلناه بعلم ومعرفة قد أوتينا، والدليل على صحة ما نقوله بأن ديناراً نَبْهَرَجا ([1]) يحمل إلى الناقد فيقول هذا دينار نبهرج، ويقول لدينار: هو جيد، فان قيل له: من أين قلت إن هذا نبهرج هل كنت حاضرا حين بهرج هذا الدينار؟ قَالَ: لا فإن قيل له فأخبرك الرجل الذي بهرجه أني بهرجت هذا الدينار؟ قَالَ: لا، قيل: فمن أين قلتَ إن هذا نبهرج؟ قَالَ: علماً رزقت، وكذلك نحن رزقنا معرفة ذلك.<o:p></o:p> <o:p></o:p> قلتُ له: فتحمل فصّ ياقوت إلى واحدٍ من البصراء من الجوهريين فيقول: هذا زجاج، ويقول لمثله: هذا ياقوت، فإن قيل له: من أين علمت أن هذا زجاج وأن هذا ياقوت هل حضرت الموضع الذي صنع فيه هذا الزجاج؟ قَالَ: لا، قيل له: فهل أعلمك الذي صاغه بأنه صاغ هذا زجاجا، قَالَ: لا، قَالَ: فمن أين علمت؟ قَالَ: هذا علم رزقت، وكذلك نحن رزقنا علما لا يتهيأ لنا أن نخبرك كيف علمنا بأنّ هذا الحَدِيث كذب وهذا حَدِيث منكر إلا بما نعرفه))<SUP> ([2])</SUP>.<o:p></o:p> <HR align=right width="33%" SIZE=1>([1]) النبهرج: هو الباطل، والرديء من الشيء، لسان العرب (2/217).<o:p></o:p> ([2]) تقدمة الجرح والتعديل (ص349-351).<o:p></o:p>
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#14
|
|||
|
|||
عبدُ الرحمن بنُ مهديّ.. يعرفُ حديثَه وحديثَ غيرهِ!! <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> -قَالَ الحسينِ المروزيُّ: سمعتُ عبدالرحمن بن مهديّ يقولُ: كنتُ عند أبي عَوانةَ فَحدَّثَ بحديثِ الأعمش، فقلتُ: ليس هذا من حديثك، قَالَ: بلى. قلتُ: لا. قَالَ: بلى. فقلتُ: لا. قَالَ: يا سلامة هاتِ الدَّرْج<SUP>(<SUP>[1]</SUP>)</SUP> فأخرجه فنظر فيه، فإذا ليس الحَدِيث فيه، فَقَالَ: صدقتَ يا أبا سعيد، صدقتَ يا أبا سعيد، ومَنْ أينَ أُتيتُ بهِ؟ قلتُ: ذُوكِرتَ بهِ وأنت شابٌّ فظننتَ أنك سمعتَهُ<SUP>(<SUP>[2]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p> -وقَالَ علي بنُ المدينيّ:((أعلمُ النَّاسِ بالحديث عبد الرحمن بن مهدي..وكانَ يعرفُ حديثَه وحديثَ غيرهِ، وكان يُذكرُ له الحَدِيث عَنْ الرجل فيقول: خطأ ثم يقول: ينبغي أن يكون أُتى هذا الشيخ من حديثِ كذا، من وجه كذا، فنجده كما قَالَ))<SUP>(<SUP>[3]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p> -وقالَ أبو عُمر الباهليِّ: كنَّا عند عبد الرحمن بن مهديّ فقام إليه خُراسانيُّ. فَقَالَ: يا أبا سعيد حديثٌ رواهُ الحسنُ عَنْ النبيّ صلى الله عليه وسلم : " من ضَحِكَ في الصلاة فليعد الوضوءَ والصَّلاة" فَقَالَ عبدُ الرحمن: هذا لم يروه إلا حفصة بنتُ سيرين عَنْ أبي العالية عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم . فَقَالَ له: من أين قلتَ؟ قَالَ: إذا أتيتَ الصَّرَّافَ بدينار فَقَالَ لك: هو بَهْرج تقدر أن تقول له: مِنْ أينَ قلت؟! قلتُ: ففسّره لنا. قَالَ: إنَّ هذا الحَدِيث لم يروه إلا حفصة بنت سيرين عَنْ أبي العالية عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم . فسمعه هشام بنُ حسَّان من حفصة، وكان في الدار معها، فحدث به هشامٌ الحسن، فحدَّثَ به الحسنُ فَقَالَ: قَالَ رسول صلى الله عليه وسلم . قَالَ: فمن أينَ سمعها الزُّهريُّّ؟ قَالَ: كانَ سليمانُ بنُ أرقم يختلفُ إلى الحسن، وإلى الزُّهريّّ فسمعه من الحسن، فذاكر به الزُّهريَّّ، فَقَالَ الزُّهريُّّ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله<SUP>(<SUP>[4]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p> -وَقَالَ أحمدُ بنُ حنبل:((قَدِمَ ها هنا رَجلٌ حَدّثَهُم عَنْ سُفْيان بِحَدِيثٍ فَالقوهُ عَلى عبدِالرحمن، فَقَالَ: هذا كَذِبٌ، ليسَ مِنْ هَذا شيءٌ، فانكروهُ عليه فاستغاثَ بوكيع فَكَتبوا إليهِ، فإذا الحديثُ باطلٌ))<SUP>(<SUP>[5]</SUP>)</SUP>. <o:p></o:p> <HR align=right width="33%" SIZE=1>([1]) الدَّرْج: ما يكتب فيه. لسان العرب (2/269).<o:p></o:p> ([2]) المجروحين (1/54)، تاريخ بغداد (10/245)، الجامع لأخلاق الراوي (2/39)، التعديل والتجريح (3/1201)، تهذيب الكمال (17/440)،شرح علل الترمذي (1/535).<o:p></o:p> ([3])تاريخ بغداد (10/245). <o:p></o:p> ([4]) المحدّث الفاصل (ص312). <o:p></o:p> ([5])من كلام الإمام أبي عبد الله أحمد علل الحَدِيث ومعرفة الرجال (ص45 رقم39).<o:p></o:p>
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#15
|
|||
|
|||
مذاكرةٌ بألوف الأحاديثِ <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> ولا يغرب أحدهما على الآخر <o:p></o:p> إلاّ حَدِيثاً واحداً! <o:p></o:p> فَسألني: مِنْ أينَ أنتَ؟ قلتُ: مِنْ بغداد، قال: أينَ منزلُكَ مِنْ منزلِ أحمد بنِ حنبل؟ قلتُ: أنا مِنْ أصحابهِ، قال: تكتبُ لي موضعَ منزلكَ، فإنّي أريدُ أوافي العراقَ حتى تجمعَ بيني وبينَ أحمد بنِ حنبل.<o:p></o:p> فكتبتُ لهُ فوافى أحمدُ بنُ صالح سنةَ اثنتي عشرة إلى عفَّان، فسأل عنّي فَلَقيني، فَقَالَ: المَوْعدُ الذي بيني وبينك، فذهبتُ به إلى أحمد بنِ حنبل، واستأذنتُ لهُ، فقلتُ: أحمد بنُ صالح بالباب، فأذنَ لهُ، فَقَامَ إليه، وَرحَّبَ بهِ، وقَرَّبهُ، وقالَ له: بلغني أنكَ جمعتَ حديثَ الزُّهريّ فتعال حتى نذكرَ ما رَوَى الزُّهريّ عن أصحابِ رسول الله r فَجَعَلا يتذاكرانِ ولا يُغْرِبُ أحدُهما على الآخر حتى فَرَغا.<o:p></o:p> قال: وما رأيتُ أحسنَ مِنْ مُذاكرتهما.<o:p></o:p> ثمَّ قال أحمدُ بنُ حنبل لأحمد بنِ صالح: تعالَ حتى نذكرَ ما رَوَى الزُّهريّ عن أولاد أصحابِ رسول الله r فَجَعَلا يتذاكرانِ ولا يُغْرِبُ أحدُهما على الآخر . إلى أنْ قالَ أحمدُ بنُ حنبل لأحمد بن صالح: عند الزُّهريّ عن محمد بن جُبير بن مطعم، عن أبيه، عن عبدِ الرحمن بنِ عوف قال النبي r " ما يسُرُّني أنَّ لي حمرَ النَّعم وأنَّ لي حلفَ المُطَيَّبين" فَقَالَ أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل: أنتَ الأستاذُ وتذكرُ مثلَ هذا؟ فَجَعَل أحمدُ بنُ حنبل يتبسم ويقول: رَوَاهُ عن الزُّهريّ رجلٌ مقبولٌ أو صالح: عبدالرحمن بن إسحاق.<o:p></o:p> فَقَالَ: من رواه عن عبد الرحمن؟ <o:p></o:p> فَقَالَ: حدثناهُ رجلانِ ثقتان: إسماعيل بنُ عُلية، وبشر بن المفضل.<o:p></o:p> فَقَالَ أحمدُ بنُ صالح لأحمد بن حنبل: سألتُك باللهِ إلا أمليتَه عليَّ.<o:p></o:p> فَقَالَ أحمدُ: مِنْ الكتابِ، فَقَامَ فَدَخَلَ، وأخرجَ الكتابَ وأملى عليه.<o:p></o:p> فَقَالَ أحمدُ بنُ صالح لأحمد بن حنبل: لو لم استفدْ بالعراقِ إلاَّ هذا الحديثَ كان كثيراً! ثم ودَّعهُ وخرج<SUP>(<SUP>[1]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p> قَالَ الذهبيُّ:((أحمد بن صالح الإمامُ الكبيرُ، حافظُ زمانهِ بالديارِ المصرية، أبو جعفر المصري المعروف بابن الطَّبَريّ، وكان أبو جعفر رأساً في هذا الشأن قلَّ أنْ ترى العيونُ مثلَه مَعَ الثقةِ والبراعةِ))<SUP>(<SUP>[2]</SUP>)</SUP>. <o:p></o:p> ومِنْ أخبارِ هذا الحافظِ الكبير ما قَالَه الحافظُ مُحَمَّدُ بنُ يحيى الذُّهْليّ:<o:p></o:p> لَمَّا جَمَعتُ حَدِيثَ الزُّهريّ عَرَضتُ عَلى علي بنِ المدينيّ فَنَظرَ فيهِ، فَقَالَ: أنتَ وَارثُ الزُّهريّ فَبَلغَ ذَلكَ أحمدَ بنَ صالح المصري فَلمَا دَخَلتُ مِصرَ قَالَ لي أحمدُ بنُ صالح - وَذاكرتُهُ في أحَادِيثِ الزُّهريّ -: أنتَ الذي سَمّاكَ علي بنُ المدينيّ وَارث حَدِيث الزُّهريّ؟ قلتُ: نعم، قَالَ: بلْ أنتَ فَاضحُ الزُّهريّ، قُلتُ: لِمَ؟ قَالَ: لأنكَ أدخلتَ في جَمْعكَ أحَادِيثَ للضُّعفاءِ عَنْ الزُّهريّ. فَلمّا تبحَّرتُ في العِلمِ ضَربتُ عَلى الأحاديثِ التي أشارَ إليها وبيّنتُ عِلَلَهَا<SUP>(<SUP>[3]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p> <HR align=right width="33%" SIZE=1>([1])الكامل في ضعفاء الرجال (1/181)، تاريخ بغداد (4/197) سير أعلام النبلاء (12/179).<o:p></o:p> ([2])سير أعلام النبلاء (12/160).<o:p></o:p> وهذه المذاكرة -وغيرها- تؤيد قول الذهبيُّ:((ويَنْدُرُ تفرُّدهم، فتجدُ الإمامَ منهم عندهَ مائتا ألْف حَدِيث، لا يكادُ، ينفرد بحديثينِ ثلاثة،ومن كان بعدَهم فأين ما يَنفرِدُ به، ما علمتهُ، وقد يوُجَد)) ، الموقظة (ص76). فتفطن لمناهج النّقاد تستفد!.<o:p></o:p> ([3])الإرشاد (1/410).<o:p></o:p>
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#16
|
|||
|
|||
يأكلون الحوت نيئاً بعد ثلاثة أيام لانشغالهم بدراسة الحديث قَالَ علي بنُ أحمد الخَوَارزميُّ: سمعتُ عبدَ الرحمن بنَ أبي حَاتم يقولُ: لا يُسْتطاعُ العِلمُ براحةِ الجسَدِ، كنّا بمصر سبعةَ أشهرٍ لم نأكلْ فيها مَرَقةً. وَذَلَكَ أنَّا كُنّا نَغْدو بالغَدَواتِ إلى مجلسِ بَعْضِ الشيوخِ، وَوقتُ الظهرِ إلى مَجْلِسٍ آخَر، وَوقتُ العصرِ إلى مَجْلِسٍ آخَر، ثُمَّ بالليلِ للنّسخِ والمُعَارضةِ، فَلمْ نتفرغْ نُصْلح شيئاً. وَكَانَ مَعِي رفيقٌ خُرَاسانيّ، أسْمعُ في كتابه، وسَمِعَ في كتابي، فمَا أكتبُ لاَ يَكْتبُ، وما يَكْتبُ لا أكتب. فَغَدَونَا يوماً إلى مَجْلِسِ بعضِ الشيوخِ، فقالوا: هو عليلٌ، فَرَجعنَا فَرأينا في طريقنا حوتاً يكونُ بمصر يُشقُ جَوْفهُ فَيَخْرُج مِنْهُ أصفر، فَأعجبنا فلمَّا صرنا إلى المنزلِ حَضَرَ وقتُ مَجْلِسِ بعضِ الشيوخِ فلم يمكننا إصلاحه، وَمَضينا إلى المجلسِ فلمْ نزلْ، حَتى أتى عليهِ ثلاثةُ أيامٍ كَادَ أنْ يتغيرَ فَأكلناهُ نيئاً. فَقيلَ لهُ: كنتم تعطونه لمن يشويه ويصلحه؟ قالَ: مِنْ أينَ كَانَ لنَا فَراغٌ))( ).
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#17
|
|||
|
|||
يحيى بن معين أمير المؤمنين فى الحديث قَالَ عباسُ بنُ محمد الدّوريّ:سمعتُ يحيى بنَ معين يقول: حضرنا نُعَيم بنَ حماد بمصر، فجعلَ يقرأ كتاباً من تصنيفه. قَالَ: فقرأ ساعة ثم قَالَ: حَدّثنَا ابنُ المبارك عَنْ ابنِ عون بأحاديث، قَالَ يحيى فقلتُ له: ليسَ هذا عَنْ ابنِ المبارك فغضب وَقَالَ: تردّ عليّ؟ قَالَ قلتُ: إي والله أردّ عليكَ أريد زَيْنَك، فأبى أن يرجعَ فلمّا رأيته هكذا لا يرجع قلتُ: لا واللهِ ما سمعتَ أنتَ هذا من ابنِ المبارك قط، ولا سمعها ابنُ المبارك من ابنِ عون قط، فغضبَ وغضب من كان عنده من أصحابِ الحَدِيث. وقام نُعَيم فََدَخَلَ البيتَ فأخرج صحائفَ فَجَعَلَ يقولُ- وهي بيده -: أينَ الذين يزعمون أنَّ يحيى بنَ معين ليس أمير المؤمنين في الحديثِ؟، نعم يا أبا زكريا غلطتُ وكانتْ صحائف فغلطت فجعلتُ أكتب من حديثِ ابنِ المبارك عَنْ ابن عون، وإنما رَوَى هذه الأحاديث عَنْ ابن عون غير ابنِ المبارك، قَالَ:فرجع عنها( ). قَالَ الحافظ أبو نصر الحسنُ اليونارتي:((ومما يدلُ على ديانةِ نُعَيم وأمانتهِ رجوعه إلى الحق لما نبه على سهوه، وأوقف على غلطه، فلم يستنكف عَنْ قبول الصواب، إذ الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، والمتمادي في الباطل لم يزدد من الصواب إلا بعدا)).
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#18
|
|||
|
|||
لماذا يطعن الزنادقة فى أئمة الحديث قالَ أبو دَاود السجستاني: لَمَّا جَاءَ الرَّشيدُ بشاكر رأسِ الزّنادقة ليضربَ عُنُقَهُ ، قَالَ: أَخبرني لِمَ تُعَلِمونَ المُتعلِمْ مْنِكُم أوَّل مَا تُعَلمونَهُ الرّفضَ وَالقَدَرَ؟ قالَ: أمّا قُولنُا بالرّفض فإنَّا نريدُ الطّعنُ عَلى النّاقلةِ فَإذَا بَطَلَتْ النّاقلةُ أوشكَ أنْ نبطلَ المنقولَ، . وأمَّا قُولنُا بالقَدَرِ فإنَّا نريدُ أنْ نجوّزَ إخراج بعضِ أفعالِ العبادِ عَنْ قَدَرِ الله فإذا جاز أنْ يخرجَ البعض جاز أنْ يخرجَ الكُل.
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#19
|
|||
|
|||
زادك الله علما
|
أدوات الموضوع | |
|
|