نزول آيات تحريم الخمر
نزل تحريم الخمر سنة 3 هجرياً بعد غزوة أُحُد [الجامع لأحكام القرآن للقرطبي]. وكان شرب الخمر عادة متأصلة عند العرب في الجاهلية، وكان من الصعب على الواحد منهم أن يترك ذلك الأمر.
فلم يحرم الخمر مرة واحدة، بل جاء تدريجيا تيسيرًا من الله تعالى على أولئك الذين تأصلت فيهم هذه العادة.
فشربه بعض الناس وتركه بعضهم، فما كان من الفاروق عمر -الذي عُرِف بجِدِّه وميله إلى حسم الأمورإلا أن قال: «اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا»، فنزلت: ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ ) [النساء: 43] فكان المنادي إذا أقام الصلاة قال: »لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى».
لكن هذه الآية لم تشر إلى إنما تنهى عن الصلاة في حالة السكر؛ مما جعل عمر بن الخطاب يبتهل إلى الله قائلًا: اللهمَّ بَيِّنْ لَنَا في الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا، فَنَزَلَتْ: ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٩٠ )
[المائدة: 90]إلى قوله: (فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ ٩١ ) [المائدة: 91]، فقَالَ عُمَرُ -رضي الله عنه-: «انْتَهَيْنَا، انْتَهَيْنَا» (رواه النسائي).
آخر تعديل بواسطة أبو جهاد الأنصاري ، 2019-09-18 الساعة 04:35 PM
|