منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 حفر ابار في الدول الفقيرة   Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2020-12-31, 06:38 PM
معاوية فهمي معاوية فهمي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 979
معاوية فهمي معاوية فهمي معاوية فهمي معاوية فهمي معاوية فهمي معاوية فهمي معاوية فهمي معاوية فهمي معاوية فهمي معاوية فهمي معاوية فهمي
افتراضي من حسرات يوم القيامة


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( من حسرات يوم القيامة ))
تعال معي أخي المسلم لنستمعَ سويًّا إلى هذا المشهد الرهيب، هذا المشهد يبينُ لنا أن على المسلمِ أن يستعدَّ لآخرتِه بطاعة الله - تعالى، هذا المشهد يبين لنا أنَّ من استعانَ بمالِه على طاعة الله وأنفقه في سبلِ الخيرات كان سببًا موصلاً إلى رضوانِ الله والفوز بالجنة، ومَن استعان به على معصيةِ الله وأنفقَهُ في تحصيلِ شهواته المحرمة، وانشغل به عن طاعةِ الله، كان سببًا في غضبِ الله عليه، واستحقاقه العذابَ الأليم، واسمعوا:

ذات يوم دخل سيدُنا الحسن البصري - رحمه الله - على رجلٍ يعوده في مرضِه، هذا الرجل اسمُه (عبدالله بن الأهتم)، فرآه يُصَوِّب بصرَه في صُندوقٍ في بيته ويصعده، ثم قال عبدُالله بن الأهتم لسيدنا الحسن البصري - رحمه الله -: أبا سعيد، ما تقولُ في مائةِ ألف في هذا الصندوقِ لم أُؤَدِّ منها زكاةً، ولم أصِل منها رَحِمًا؟ فقال له الحسن البصري - رحمه الله -: ثكلتكَ أُمُّك، ولِمَنْ كنتَ تَجْمعُها؟ فقال هذا الرجلُ: يا أبا سعيد، كنتُ أجمعها لروعةِ الزمان، وجَفْوةِ السلطان، ومُكاثرةِ العَشيرة، ثم مات هذا الرجل.

فشَهده سيدنا الحسن البصري - رحمه الله - فلما فَرَغ من دفنِه، وقف سيدنا الحسن البصري - رحمه الله - بين المشيعين خطيبًا، فقال: أيها الناس، انظروا إلى هذا المسكين، أتاه شيطانُه فحذَّره رَوْعة زَمانه، وجفوة سُلطانِه، ومُكاثرة عشيرته، عما رزقهُ الله إياه وغمره فيه، انظروا كيف خرجَ من هذه الدُّنيا مَسْلوبًا محرومًا، ثم التفتَ إلى الوارثِ فقال: أيها الوارث، لا تُخدعنَّ كما خُدِعَ صوَيْحبُك بالأمس، أَتاك هذا المالُ حلالاً، فلا يكوننَّ عليك وبالاً، أتاك عفوًا صفوًا ممن كان له جمُوعًا مَنُوعًا؛ من باطلٍ جَمَعه، وعن حقٍّ مَنَعه، لم تَكْدح فيه بيمين، ولم يَعْرَق لك فيه جَبين، إنَّ يومَ القيامة يومٌ ذو حسرات، وإنَّ من أعظم الحسرات غدًا أن ترى مالَك في ميزانِ غيرك، فيا لها من عثرةٍ لا تُقال، وتوبةٍ لا تُنال.



والله، إنه مشهدٌ رائع، مشهد يحملُ في طِيَّاتِه وبين جنباتِه دروسًا عظيمة، من فهمها وترجمها في حياتِه فاز ونجا، ومن لم يتعظْ بها ووضعها وراءَ ظهرِه، فهذا سوف يدعو ثبورًا، ويصلى سعيرًا:

وَلَدَتْكَ إِذْ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ بَاكِيًا حسرات القيامة
وَالْقَوْمُ حَوْلَكَ يَضْحَكُونَ سُرُورَا حسرات القيامة

فَاحْرِصْ عَلَى عَمَلٍ تَكُونُ إِذَا بَكَوْا حسرات القيامة
فِي يَوْمِ مَوْتِكَ ضَاحِكًا مَسْرُورَا حسرات القيامة


والله هذا المشهدُ كأنَّه يخاطبُ صاحبَ الغنى فيقول له: يا صاحب الملايين، إياكَ أن يشهدَ عليك مالُك يوم القيامة، إياك أن يكونَ مالُك سببًا لدخولِك النَّار، إياك أن يكونَ مالك في ميزانِ غيرك يومَ القيامة.

عليك أن تعلمَ أخي المسلم أنَّ يومَ القيامة يومٌ ذو حسرات، وحسراتُ ذلك اليومِ كثيرة ومتنوعة، إلا أنَّها كلها تدورُ حول ما فرَّطَ الإنسانُ في جنب الله وعزوفه عن أعمال الخيرِ في حياته الأولى، ومن هذه الحسراتِ التي أخبرنا عنها القرآنُ الكريم: ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 55، 56]؛ هكذا يوم القيامة، يومٌ ذو حسراتٍ، ولكن من أعظمِ الحسرات غدًا هو أن ترى مالَك في ميزانِ غيرِك.

وربَّ سائلٍ يسألُ: كيف يكونُ مالي في ميزانِ غيري؛ مالي الذي جمعتُه بعرقِ الجبين، مالي الذي تركتُ الصَّلاةَ من أجلِ الحصولِ عليه، مالي الذي حلفتُ بالله كاذبًا من أجلِه، مالي الذي تشاجرتُ مع أخي من أجلِه، كيف يكون مالي في ميزانِ غيري؟!

والجوابُ عن هذا السؤال يكون: بعد أن يموتَ الإنسانُ ويترك مالَه للوارثين من غير أنْ يُخرج منه حق الفقراءِ والمساكين، ودون أن ينفقَ منه في سبيلِ الله، ثم يفتح الله على الوارثِ فيؤدِّي حقَّ المالِ؛ من زكاةٍ وصلة رحم وغيرهما من وجوه الخير، ففي يوم القيامةِ سيكونُ أجرُ مالِ الأول في كفة حسناتِ الوارث؛ فتكون حسرةً وندامة على الأولِ الذي ترك المالَ للوارثِ من غير أن يؤدِّيَ حقَّه كما أمر الله - عزَّ وجلَّ.



فأين من ينتبه؟! وأين من يتعظ؟! أين من يكون ذكيًّا ويجعل مالَه في ميزانِه، ولا يكون أحمقَ فيجعله في ميزان غيرِه؟

إِذَا جَادَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ فَجُدْ بِهَا حسرات القيامة
عَلَى النَّاسِ طُرًّا إِنَّهَا تَتَقَلَّبُ حسرات القيامة

فَلاَ الْجُودُ يُفْنِيهَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ حسرات القيامة
وَلاَ الْبُخْلُ يُبْقِيهَا إِذَا هِيَ تَذْهَبُ حسرات القيامة


كان سيدنا سفيان الثوري - رحمه الله - ينشرحُ إذا رأى سائلاً على بابِه، ويقول: "مرحبًا بمن جاء يغسلُ ذنوبي"، بل هذا سيدنا الفضيل بن عياض - رحمه الله - يقول: "نعم السائلون؛ يحملون أزوادنا إلى الآخرة بغيرِ أجرة! حتى يضعوها في الميزانِ بين يدي الله - تعالى"، هكذا كان الصالحون - رحمهم الله - حريصين كلَّ الحرص أن يضعوا أموالَهم في موازينهم، وهذا سعيد بن عامر أمير حمص؛ اسمعوا قصتَه ولننظرْ إلى أحوالنا من خلالها: وفد على أميرِ المؤمنين عمر بن الخطاب بعضُ من يثق بهم من أهل "حمص"، فقال لهم: "اكتبوا لي أسماءَ فقرائكم حتى أسدَّ حاجتَهم"، فرفعوا كتابًا فإذا فيه: فلان وفلان، وسعيد بن عامر، فقال: "ومن سعيد بن عامر؟"، فقالوا: أميرنا، قال: "أميركم فقير؟"، قالوا: نعم، وواللهِ إنه لتمرُّ عليه الأيامُ الطوال ولا يوقَدُ في بيتِه نار، فبكى عمر حتى بللت دموعُه لحيتَه، ثم عمد إلى ألفِ دينار فجعلها في صرةٍ وقال: "اقرؤوا عليه السلام مني، وقولوا له: بعث إليك أميرُ المؤمنين بهذا المالِ تستعين به على قضاءِ حاجاتك".

جاء الوفدُ لسعيد بالصرة فنظرَ إليها فإذا هي دنانير، فجعل يبعدها عنه وهو يقول: إنَّ للهِ وإنَّا إليه راجعون، كأنَّما نزلت به نازلةٌ أو حلَّ بساحتِه خطب، فهبت زوجتُه مذعورة وقالت: ما شأنُك يا سعيد؟! أمات أمير المؤمنين؟! قال: بل أعظم من ذلك، قالت: أأصيب المسلمون في وقْعة؟! قال: بل أعظمُ من ذلك، قالت: وما أعظم من ذلك؟ قال: دخلتْ عليَّ الدنيا لتفسدَ آخرتي، وحلَّت الفتنةُ في بيتي، قالت: تخلَّص منها - وهي لا تدري من أمْرِ الدنانير شيئًا - قال: أو تعينينني على ذلك؟ قالت: نعم، فأخذ الدنانيرَ فجعلها في صررٍ، ثم وزَّعها على فقراء المسلمين.

فأين من يتشبَّهُ بسعيد بن عامر في موقفِه هذا في دنيا اليوم؟ وأين من يتشبه بامرأةِ سعيد في موقفِها العظيم؟


وهذا سيدنا علي بن الحسين - رضي الله عنهما - الملقَّب بـ"زين العابدين"، هذا الرجلُ الذي جعل مالَ الدنيا مطيةً للفوز في الآخرة، كان يخرجُ كلَّ يوم في الليلِ يضع السكرَ والأرز والطَّعامَ على أبواب المساكين، فيعود ويقول للناس: "لا ندري من الذي وضع لنا هذا الطَّعام، فلمَّا مات زينُ العابدين انقطعتِ الأرزاقُ عن النَّاس، فعلموا أنَّ الذي كان يضعُ الخيرَ هو زين العابدين، وعندما كانوا يغسِّلونه وجدوا في كتفِه جرحًا غائرًا من كثرةِ ما كان يحملُ كلَّ يوم على كتفِه للفقراء والمساكين، أين نحن من هؤلاء؟

وهذا عبدُالله بن عمر - رضي الله عنهما - كانت تعجبُه الآية: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ... ﴾ [آل عمران : 92]، فكان يخرج الصَّدقةَ مما يحب، وذات مرة تنبَّهَ إلى أنَّ ناقته تعجبه فنذل مِنْ عليها ووقف إلى جوارِها في عرض الطَّريقِ حتى وجد عجوزًا فقيرًا، فقال: "اركب يا رجل فهي لك"، وأتتْهُ مرة سمكة هدية، وكان يحبُّ السَّمكَ حبًّا شديدًا، فأتت إليه امرأتُه بسمكةٍ مشوية، ففرح بها، ثم طرق البابَ مسكين، فقال لها: أعطيه السمكةَ، فقالت: عندنا في البيتِ خبزٌ وشعير ولحم، قال: وماذا أفعلُ بقول الله: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ... ﴾ [آل عمران : 92]؟ أعطيه السَّمكةَ، وبعد أن أعطتها للرجلِ قالت له: أتبيع لي السمكةَ بدرهم؟ فقال الفقير: نعم، فأعطته الدرهم وأخذت السمكة، ثم وضعتها أمام ابن عمر - رضي الله عنهما - ففرحَ، وعندما همَّ بأكلِها طرق البابَ نفسُ الرجل، وقال أعطوني شيئًا، فقال لها ابن عمر: أعطيه السمكة، فقالت: يا ابن عمر فعلتها مرة، قال: إنَّ الله قالها مراتٍ ولم يقلْها مرة: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ... ﴾ [آل عمران : 92]، فخرجت للرجلِ بالسمكة وقالتْ له: أبتاع منك السمكة؟ فوافق، فقالت له: أقسمتُ عليك ألا تعود مرة ثالثة، وأخذت السمكةَ وأعطتها لابن عمر، هكذا عرف سلفُنا الصَّالح أنَّ المال سببٌ موصل إلى الجنةِ، فاستعانوا به على طاعةِ الله، وأنفقوه في سبل الخيراتِ، بل جعلوا شعارَهم:

لاَ تَمْنَعَنَّ يَدَ الْمَعْرُوفِ عَنْ أَحَدٍ حسرات القيامة
مَا دُمْتَ مُقْتَدِرًا فَالسَّعَدُ تَارَاتُ حسرات القيامة

قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَمَا مَاتَتْ فَضَائِلُهُمْ حسرات القيامة
وَعَاشَ قَوْمٌ هُمُ فِي النَّاسِ أَمْوَاتُ حسرات القيامة


أنا وقفتُ مع هذا الموضوع في هذه الجمعةِ لأذكِّرَ الأغنياءَ بحقوقِ الفقراء والمساكين، لأذكِّرَ الأغنياءَ أنَّنا نعيش في شهر رجب الذي اعتاد فيه العراقيون على إخراجِ زكاتهم فيه، هذا الشهرُ ينتظره الفقراءُ والمساكين لينالوا منكم حقوقَهم، فهل سيفعلُ أغنياءُ اليوم كما فعل أغنياء ذلك الزمان؟ نحن لا نريدُ منهم أن يفعلوا مثل ما فعلَ هؤلاء الرِّجال العظماء، إنَّما نريدُ فقط أن يخرجوا زكاةَ أموالِهم، أن يخرجوا حقَّ الفقراء والمساكين، كما أمرهم الله - تعالى.


أنا أذكرك أيها الغني: أنَّ زكاتَك هي الحصنُ المنيع الحافظُ لأموالِك من السرقة والضياع، وتدفعُ عنك سبعين بابًا من الأذى والشر، وتشفي مريضَك وتزيل آلامَك، وتبعد عنك سوءَ الخاتمة، وتضمن لك حسنَ العاقبة.

اجعل في بالِك تلك الساعةَ التي ستفارِقُ فيها الدنيا، وستترك أموالَك كلَّها، وستتمنَّى ساعتها لو ترجعُ إلى الدُّنيا من أجل أن تفعلَ شيئًا واحدًا؛ وهو أن تتصدَّقَ في سبيل الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 9 - 11].

وأختمُ كلامي بهذه القصةِ: هذا رجلٌ عَبَدَ الله سبعين سنة، فبينما هو في معبدِه ذات ليلة إذْ وقفتْ ببابه امرأةٌ جميلة فسألته أن يفتحَ لها، وكانت ليلة شاتية، فلم يلتفتْ إليها وأقبل على عبادتِه، فولَّتِ المرأة فنظرَ إليها فأعجبتْه، فملكتْ قلبَه وسلبت لبَّه، فترك العبادةَ وتبعَها، وقال: إلى أين؟ فقالت: إلى حيثُ أريد، فقال: هيهات، صار المرادُ مريدًا والأحرار عبيدًا، ثم جذبَها فأدخلَها مكانَه، فأقامت عنده سبعةَ أيام، فعند ذلك تذكَّرَ ما كان فيه من العبادةِ، وكيف باع عبادةَ سبعين سنة بمعصيةِ سبعة أيام، فبكى حتَّى غشي عليه فلمَّا أفاق قالت له: يا هذا، واللهِ، أنت ما عصيتَ الله مع غيري، وأنا ما عصيتُ الله مع غيرِك، وإنِّي أرى في وجهِك أثرَ الصَّلاحِ، فباللهِ عليك إذا صالَحَك مولاك فاذكرني، فخرج هائمًا على وجهِه فآواه الليلُ إلى خربةٍ فيها عشرةُ عميان، وكان بالقربِ منهم راهبٌ يبعث إليهم في كلِّ ليلة بعشرة أرغفة، فجاء غلامُ الراهب على عادتِه بالخبز، فمدَّ ذلك الرجلُ العاصي يدَه فأخذ رغيفًا، فبقي منهم رجلٌ لم يأخذْ شيئًا، فقال: أين رغيفي؟ فقال الغلامُ: قد فرَّقتُ عليكم العشرةَ، فقال: أَبِيتُ طاويًا، فبكى الرجلُ العاصي، وناول الرغيفَ لصاحبِه وقال لنفسه: أنا أحقُّ أن أبيتَ طاويًا لأنني عاصٍ وهذا مطيع، فنام واشتدَّ به الجوعُ حتَّى أشرف على الهلاكِ، فأمر اللهُ ملكَ الموت بقبضِ روحه، فاختصمتْ فيه ملائكةُ الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكةُ الرحمة: هذا رجلٌ فرَّ من ذنبِه وجاء طائعًا، وقالت ملائكةُ العذاب: بل هو رجلٌ عاصٍ، فأوحى الله - تعالى - إليهم أن زِنوا عبادةَ السبعين سنة، بمعصيةِ السَّبعِ ليال، فوزنوها فرجحتِ المعصيةُ على عبادة السبعين سنة، فأوحى اللهُ إليهم أن زنوا معصيةَ السبع ليال بالرَّغيفِ الذي آثر به على نفسِه، فوزنوا ذلك فرجحَ الرَّغيفُ فتوفتْه ملائكةُ الرحمة، وقبل الله توبتَه.

فيا أخي المسلم، اتقِ الله قبلَ الموت، وبادر إلى امتثالِ أوامر ربك قبل أن يأتيَك الموتُ فتندم أكبر الندم، وتتحسر أعظم الحسرة، ويكون حالُك كحالِ هذا المفرِّط: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99 ، 100]، وقال - تعالى -: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [المنافقون: 10].

نسألُ اللهَ أن يعيننا على أداءِ الزكاة طيبة بها نفوسُنا، ونعوذُ بالله - تعالى - من الشُّحِّ في الواجباتِ والمستحبات، اللهمَّ اغفر وارحم وأنت خير الرَّاحمين.

***************
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 جلابيات فخمة للمناسبات   شركة سياحة في روسيا   بنشر متنقل   شركة تصميم مواقع   شراء اثاث مستعمل بالرياض   ارخص مساج بالرياض   مقاول ساندوتش بانل   شركة تنظيف خزانات بمكة   شركة نقل عفش بمكة   شراء اثاث مستعمل بالرياض   اشتراك كورسيرا   اشتراك لينكد ان   اشتراك اوتوديسك   شركة كشف تسربات المياه بالرياض   خدمة مكافحة النمل الأبيض   استئجار سيارة مع سائق في اسطنبول   تذاكر ارض الاساطير   رحلات سياحية في اسطنبول   رحلة سبانجا ومعشوقية   رحلة بورصة 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   شركة تنظيف منازل بالرياض   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   ربح المال من الانترنت   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   Yalla shoot   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »02:56 AM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى