جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
وصف التخلق البشرى ..مرحلة النطفه
وصف التخلق البشرى ..مرحلة النطفه مقــدمــة لقد كان اكتشاف المراحل المتنوعة والمتتابعة التي يمر بها الجنين من المسائل الصعبة والمعقدة في تاريخ علم الأجنة ، ومرد تلك الصعوبة إلي الحجم المتناهي في الصغر لمراحل الجنين وخاصة في الأسابيع الأولي من الحمل ، ولعدم تيسر مشاهدته أو فحصه في مستقره داخل الرحم دون تقنية خاصة ، ناهيك عن عدم الإدراك الصحيح لقرون طويلة قبل اكتشاف الميكرسكوب في القرن السابع عشر لدور كل من الذكر والأنثي في تكوين الجنين إلا أن القرآن الكريم الذي يرجع تاريخه إلي القرن السابع الميلادي يمثل أول مرجع بين أيدينا يذكر أطوارا متميزة للجنين ويقدم مسميات ومصطلحات تصف المظهر الخارجي ، وأهم العمليات والأحداث الداخلية لكل مرحلة ، وقد استوفت هذه المصطلحات القرآنية بمثابة رائعة جميع الشروط التي يجب توافرها للمصطلحات العلمية الدقيقة يقول الله تعالي مبينًا مراحل التطور الجنيني ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ¤ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ¤ ثم خلقنا النطفة عليقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنأناه خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين سورة المؤمنون والمرحلة الأولي التي ستكون موضوع بحثنا من هذه المراحل هي مرحلة النطفة تعريف المصطلح النطفة في اللغة العربية تطلق علي عدة معان منها القليل من الماء والذي يعدل بقطرة قال ابن منظور في صغار اللؤلؤ والواحدة نطفة ، ونطفة شبهت بقطرة الماء وقال الزبيدي ونطفت آذان الماشية وتنطفت ابتلت بالماء فقطرت وجاء في حديث شريف فلم نزل قيامًا ننتظره حتي خرج إلينا وقد اغتسل ينطف رأسه ماء ويشير ذلك إلي ما رواه أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال مر يهودي برسول الله وهو يحدث أصحابه فقالت قريش يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي فقال لأسألنه عن شئ لا يعلمه إلا نبي ، قال فجاء حتي جلس ثم قال يا محمد مم يخلق الإنسان ؟ فقال رسول الله يا يهودي من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة ويبدأ مصطلح النطفة من المنوي والبييضة وينتهي بطور الحرث الانغراس ، وتمر النطفة خلال تكونها بالأطوار التالية الماء الدافق يخرج ماء الرجل متدفقًا ويشير إلي هذا التدفق قوله تعالي فلينظر الإنسان مم خلق ¤ خلق من ماء دافق ومما يلفت النظر أن القرآن يسند التدفق للماء نفسه مما يشير إلي أن لماء قوة دفق ذاتية وقد أثبت العلم في العصر الحديث أن المنويات التي يحتويها ماء الرجل لابد أن تكون حيوية متدفقة متحركة وهذا شرط للإخصاب انظر شكل وقد أثبت العلم أيضا أن ماء المرأة الذي يحمل البييضة يخرج متدفقًا إلي قناة الرحم فالوب ، وأن البييضة لابد أن تكون حيوية متدفقة متحركة حتي يتم الإخصاب انظر شكل ومن المعلوم أن ماء الرجل يحوي بالإضافة إلي المنويات عناصر أخري تشارك وتساعد في عملة الإخصاب مثال ذلك مادة البرستاجلاندين ، التي تحدث تقلصات في الرحم مما يساعد في نقل المنويات إلي موقع الإخصاب كما أن ماء المرأة يحوي بالإضافة إلي البييضة عناصر أخري تساعد وتشارك في عملية الإخصاب ومنها بعض الإنزيمات التي تفرزها بطانة الرحم وقناته ، التي تجعل المنوي قادرا علي الإخصاب وذلك بإزالة البروتين السكري من رأسه وتعمل هذه الأنزيمات بالإضافة إلي ذلك علي إطلاق الخلايا المحيطة بالبييضة وكشف غشائها الواقي أمام المنوي وبما أن لفظ نطفة بمعني الكمية القليل من السائل ، فإن هذا المصطلح يغطي ويصف تلك الكميات من السوائل التي تخرج متدفقة لدي كل من الذكر والأنثي انظر شكل و شكل السلالة يأتي لفظ سلالة في اللغة بمعنان منها انتزاع الشئ وإخراجه في رفق كما تعني أيضًا السمكة الطويلة أما الماء المهين فالمراد به هنا أي في طور السلالة ماء الرجل وإذا نظرنا إلي المنوي فسنجده ساللة تستخلص من ماء الرجل وعلي شكل السمكة الطويلة ، ويستخرج برفق من الماء المهين انظر شكل ، ويشير القرآن الكريم إلي ذلك كله في قوله تعالي ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين السجدة وخلال عملية الإخصاب يرحل ماء الرجل من المهبل ليقابل البييضة في ماء المرأة في قناة البييضات قناة فالوب ولا يصل من ماء الرجل إلا القليل ويخترق منوي واحد البييضة ، ويحدث عقب ذلك مباشرة تغير سريع في غشائها يمنع دخول بقية المنويات الشكل وبدخول المنوي إلي البييضة تتكون النطفة الأمشاج انظر شكل ويشير الحديث النوي الشريف إلي أن الإخصاب لا يحدث من كل ماء الذكر ، وفي ذلك يقول رسول الله ما من كل الماء يكون الولد وهكذا فإن الخلق من الماء يتم من خلال اختيار خاص ، والوصف النبوي يحدد بكل دقة كل هذه المعاني التي كشف عنها العلم اليوم النطفة الأمشاج تأخذ البييضة الملقحة شكل قطرة ، وهذا يتفق تمامًا مع المعني الأول للفظ نطفة أي قطرة ومعني نطفة الأمشاج أي قطرة مختلطة من مائين وهذه النطفة الأمشاج تعرف علميًا عند بدء تكونها بالزيجوت ويشير القرآن الكريم إلي النطفة الأمشاج بقوله تعالي إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج سورة الدهر وهناك نقطة هامة تتصل بهذا النص وهي كمة نطفة اسم مفرد و أما كلمة أمشاج فهي صفة في صيغة جمع ؛ وقواعد اللغة تجعل الصفة تابعة للموصوف في الإفراد والتثنية والجمع وكان مصطلح نطفة الأمشاج واضحًا عند مفسري القرآن الكريم الأوائل مما جعلهم يولون النطفة مفردة لكنها في معني الجمع ويمكن للعلم اليوم أن يوضح ذلك المعني الذي استدل عليه المفسرون من النص القرآني فكلمة أمشاج من الناحية العلمية دقيقة تماماً وهي صفة جمع تصف كلمة نطفة المفردة ، التي هي عبارة عن كائن واحد يتكون من أخلاط متعددة تحمل صفات الأسلاف والأحفاد لكل جنين وتواصل هذه المرحلة نموها ، وتحتفظ بشكل النطفة ، ولكنها تنقسم إلي خلايا أصغر تدعي قسيمات جرثومية ( blastomeres ) وبعد أربعة أيام تتكون كتلة كروية من الخلايا تعرف التوتية morula وبعد خمسة أيام من الإخصاب تسمي النطفة كيس الجرثومة blastocyst مع انشطار خلايا التوتية إلي جزئين انظر الشكل وبالرغم من انقسام النطفة في الداخل إلي خلايا فإن طبيعتها ومظهرها لا يتغيران عن النطفة لأنها تملك غشاءًا سميكا يحفظها ويحفظ مظهر النطفة فيها انظر شكل وخلال هذه الفترجة ينطبق مصطلح نطفة أمشاج بشكل مناسب تمامًا علي النطفة في كافة تطوراتها ، إذ أنها تظل كيانًا متعددًا فهي إلي هذا الوقت جزء من ماء الرجل والمرأة وتأخذ شكل القطرة فهي نطفة وتحمل أخلاطًا كثيرة فهي أمشاج وهذا الاسم للجنين في هذه المرحلة يغطي الشكل الخارجي وحقيقة التركيب الداخلي بينما لا يسعفنا مصطلح توتة بهذا المعني ، كما لا تعبر الأرقام المستعملة الآن عن هذه المعاني نتاج تكوين النطفة الأمشاج أ الخلق وهو البداية الحقيقية لوجود الكائن الإنساني فالمنوي يوجد فيه حاملاً وراثيًا ، كما يوجد في البييضة حاملاً وراثيًا أيضًا ويمثل هذا نصف عدد حاملات الوراثة في أي خلية إنسانية ويندمج لمنوي في البييضة لتكوين الخلية الجديدة التي تحوي عددًا من الصبغيات الكروموسومات مساويا للخلية الإنسانية ، وبوجود الخلية التي تحمل هذا العدد من الصبغيات بتحقق الوجود الإنساني ، ويتقرر به خلق إنسان جديد لأن جميع الخطوات التالية ترتكز علي هذه الخطوة وتنبثق منها ، فهذه هي الخطوة الأولي لوجود المخلوق الجديد انظر شكل ب التقدير البرمجة الجينية وبعد ساعات من تخلق إنسان جديد في خلية إنسانية كاملة تبدأ عملية أخري ، تتحدد فيها الصفات التي ستظهر علي الجنين في المستقبل الصفات السائدة كما تحدد فيها الصفات المتنحية التي قد تظهر في الأجيال القادمة ، وهكذا يتم التقدير أوصاف الجنين وتحديدها انظر شكل وقد أشار القرآن إلي هاتين العمليتين المتعاقبتين الخلق والتقدير في أول مراحل النطفة الأمشاج في قوله تعالي قتل الإنسان ما أكفره ¤ من أي شئ خلقه ¤ من نطفة فقدره سورة عبس الآيات جـ تحديد الجنس ويتضمن التقدير الذي يحدث في النطفة الأمشاج تحديد الذكورة والأءنوثة ، وإلي هذا تشير الآية قال تعالي وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثي ¤ من نطفة إذا تمني سورة النجم الآيتان فإذا كان المنوي الذي نجح في تلقيح البييضة يحمل الكروموسوم y كانت النتيجة ذكرًا ، وإذا كان ذلك المنوي يحمل الكروموسوم x كانت النتيجة أنثي انظر شكل الحرث تبقي النطفة إلي ما قبل طور الحرث الانغراس متحركة وتظل كذلك حين تصير أمشاجًا وبعد ذلك ، وبالتصاقها بالرحم تبدأ مرحلة الاستقرار التي أشار إليها الحديث النبوي يدخل الملك علي النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعن يومًا انظر شكل ص وفي نهاية مرحلة النطفة الأمشاج ينغرس كيس الجرثومة في بطانة الرحم بما يشبه انغراس البذرة في التربة في عملية حرث الأرض ، وإلي هذه العملية تشير الآية في قوله تعالي نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم البقرة وبهذا الانغراس يبدأ طور الحرث ويكون عمر النطفة حينئذ ستة أيام وفي الحقيقة تنغرس النطفة كيس الجرثومة في بطانة الرحم بواسطة خلايا تنشأ منها تتعلق بها جدار الرحم والتي ستكون في النهاية المشيمة كما تنغرس البذرة في التربة انظر الشكلين ، ويستخدم علماء الأجنة الآن مصطلح انغراس في وصف هذا الحدث ، وهو يشبه كثيرا في معناه كلمة الحرث في العربية وطور الحرث هو آخر طور في مرحلة النطفة ، وبنهايته ينتقل الحميل من شكل النطفة ويتعلق بجدار الرحم ليبدأ مرحلة جديدة ، وذلك في اليوم الخامس عشر وعليه فقد وصف القرآن الكريم كل جوانب مرحلة النطفة من البداية إلي النهاية ، مستعملا مصطلحات وصفية علمية دقيقة لكل طور من أطوارها الشكل ص ويستحيل عمليًا كشف التطورات وعمليات التغير التي تحدث خلال مرحلة النطفة من غير استخدام المجاهر الضخمة ، نظرا لصغر حجم النطفة الشكل ولقد حدد القرآن الكريم أول مراحل النطفة بالماء الدافق فقال تعالي فلينظر الإنسان مما خلق ¤ خلق من ماء دافق سورة الطارق الآيتان وحدد آخرها بحرث النطفة أي غرسها في القرار المكين وفي العصر الذي ذكر فيه القرآن هذه المعلومات عن المرحلة الأولي للتخلق البشري ، كان علماء التشريح من غير المسلمين يعتقدون أن الإنسان يتخلق من دم المحيض وظل هذا الاعتقاد رائجا حتي اختراع المجهر microscope في القرن السابع عشر ، والاكتشافات التالية للحيوان المنوي والبييضة ، كما ظلت أفكار خاطئة أخري سائدة حتي القرن الثامن عشر ، حيث عرف أن كلا من الحيوان المنوي والبييضة ضروريان للحمل ¤ وهكذا فإنه بعد قرون عديدة يتمكن العلم البشري من الوصول إلي ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية وصف الرحم بأنه القرار المكين وصف القرآن الكريم النطفة بأدق وصف ، ووصف المكان الذي تستقر فيه النطفة بوصفين جامعين معبرين ، قال سبحانه وتعالي ثم جعلناه نطفة في قرار مكين سورة المؤمنون فكلمة قرار في الآية تشير إلي العلاقة بين الجنين والرحم فالرحم ـ مكان لاستقرار الجنين أما مكين فهي تشير إلي العلاقة بين الرحم وجسم الأم يقول الزبيدي قرار معناه استقر واستراح وكذلك القرار هو مكان يستقر فيه الماء ويتجمع وقد وصف القرآن الكريم المكان الذي تستقر فيه النطفة في الرحم بأنه قرار وقد كشف العلم الكثير من النفاصيل لهذا الوصف الجامع المعبر فالرحم للنطفة ولمراحل الجنين اللاحقة سكن لمدة تسعة أشهر وبالرغم من أن طبيعة الجسم أن يطرد أي جسم خارجي ، فإن الرحم يأوي الجنين ويغذيه وللرحم عضلات وأوعية رابطة تحمي الجنين داخله ويستجيب الرحم لنمو الجنين ويتمدد بدرجة كبيرة ليتلائم مع نموه قرار له ويحاط الجنين بعدة طبقات بعد السائل الأمينوسي وهي الغشاء الأمينوسي المندمج بالمشيمة ، وطبقة العظلات السميكة للرحم ثم جدار البطن ، وكل هذا يمد الجنين بمكان مناسب للاستقرار وللنمو الجيد وهكذا فإن كلمة قرار قد استعملت في القرآن الكريم كل هذه المعاني وغيرها ، متضمنة وظائف الرحم باعتباره مكانًا مناسبًا لاستقرار الجنين وتمكينه من مواصلة نموه الشكل وقد جمع اللفظ الذي وصف القرآن الكريم به الرحم بقوله قرار كل الحقائق التي اكتشفها العلم ، لبيان مناسبة الرحم لاستقرار الجنين ، فهو لفظ معبر جامع أما كلمة مكين فتعني مثبت بقوة وهذا يشير إلي علاقة الرحم بجسم الأم ، وموقعه المثالي لتخلق ونمو كائن جديد ويقع الرحم في وسط الجسم ، وفي مركز الحوض وهو محاط بالعظام والعضلات والأربطة التي تثبته بقوة في الجسم أي أنه مكين ، كما قرر القرآن الكريم وهذا أيضًا لفظ جامع معبر عن كل المعاني التي تبين تمكن الرحم وتثبيته في جسم الأم وهكذا فإن كل وصف يتضمن العلاقة بين الجنين والرحم وبين الرحم وجسم الأم ، قد أدخل في معني الكلمتين قرار و مكين اللتين تعبران تعبيرًا تامًا عن حقيقة الرحم ووظائفه الدقيقة ولا يفطن إلي أهمية هذين الوصفين إلا من له علم بحاجات نمو الجنين ، وحاجات الرحم ، لمواكبة هذا النمو حتي يخرج سليمًا الخلاصــة أطلق القرآن الكريم والسنة النبوية علي الطور الأول من أطوار الجنين اسم نطفة ، وهو لفظ عربي يدل علي القليل من الماء أو علي قطرة منه وهكذا يبدأ خلق الجنين من قليل من ماء الأب والأم ، ثم يأخذ شكل القطرة في مرحلة التلقيح الزيجوت ، وقبل التلقيح ينسل المنوي من الماء المهين فيكون سلالة من ماء مهين ، كما قرر القرآن الكريم وشكل المنوي كالسمكة الطويلة ، وهذا أحد معاني لفظ سلالة الذي استعمله القرآن الكريم لوصف هذه المرحلة وبالتلقيح بين المنوي والبييضة يكون الجنين في شكل نطفة مكونة من أخلاط ماء الرجل والمرأة وما فيها من أخلاط وراثية ، فأطلق القرآن عليها نطفة أمشاج ، فكان وصفا معبرا عن الشكل قطرة وعن التركيب المفرد ، فهي نطفة ، وعن الأخلاط المجتمعة في النطفة أمشاج وبين القرآن أن المرأة محل الحرث ، وبهذا الوصف يتبين لنا أن النطفة تنغرس في العضو الخاص بالحمل عند المرأة الرحم ، وبهذا الانغراس تبدأ النطفة في التغير لتصبح بعد ذلك علقة ويبين القرآن أن تلك النطفة تستقر في جسم المرأة ، في مكان وصف بأهم وصفين يتعلقان بالجنين ونموه ، وهذان الوصفان قرار و مكين معبران أتم التعبير عن أهم خصائص الرحم ومميزاته وهكذا قدم القرآن الكريم والسنة النبوية منذ أكثر من ألف عام مصطلحات تصف مراحل الجنين ، وهي منطبقة تمامًا مع قواعد تحديد المصطلحات في ضوء معارفنا المعاصرة وكل مرحلة قد قدم لها وصفًا دقيقًا يشمل المظهر الخارجي وأهم أحداث الخلق في تلك المرحلة ونريد أن نؤكد أنه مع استمرار البحوث الحديثة في هذا الموضوع ، يمكن أن تصبح المصطلحات القرآنية في الحقول العلمية أكثر ملائمة من المصطلحات امستعملة حاليًا ، بحيث يستعملها العلماء والدارسون بديلاً للمصطلحات المعاصرة لاسيما وأن لها مزيتها البينة في إيضاح بداية ونهاية كل مصطلح وخلوها من الغموض أو الالتباس تعليق كيف تكفر أيها الإنسان ؟ من آيات الله تعالي في النطفة ¤ أيها الإنسان هل سألت نفسك أين كنت قبل ولادتك وكيف تكونت ومم تكونت وغيرها من تلك الأسئلة ؟ هل تعرف جيف بدأ خلقك ؟ إن الجسم البشري يفرز إفرازات كثيرة منها العرق ومنها الدمع ومنها اللعاب ومنها البول ومنها اللبن ومنها المخاط ومنها ماء مهين وهو إفراز ليس كغيره من الإفرازات فمنه تنبت الشعوب والقبائل والأجيال لقد كنت نصفين نصف أفرزه أبوك ونصف أفرزته أمك فكيف التقي النصفان ؟ ذلك تقدير العزيز العليم ومن الذي أوجد المودة والرحمة بين الزوجين لتكون دافعًا للزواج؟ ومن الذي أعد نصفك في أبيك وهيأ له الظروف وأمده بالحركة والغذاء ؟ ومن الذي سيره من موضع إلي موضع ويسر له سبيل اللقاء بالنصف الآخر وفتح أمامه الأبواب ؟ ومن الذي جعل رحم أمك يتقلص ليساعد نصفك من أبيك علي الحركة والانتقال إلي مكان اللقاء المقدر ؟ ومن الذي نقل نصفك من أمك وهيأ له الغذاء والمكان ؟ ومن الذي جمع النصفين في زمن محدد من عمر أمك يمكنها فيها أن تحملك ليعلن عن وجود مخلوق جديد ؟ ومن قدر كل تلك الأقدار لإيجاد مخلوق فذ هو أنت ؟ مخلوق رتبت أموره ترتيبًا وقدرت أوصافه وأحواله تقديرًا تقدير في الزمان تقدير في المكان تقدير في الهيئة والظروف وتقدير للغدد والهرمونات تقدير للخصائث والصفات وتقدير للسلوك والقدرات تقدير للأبناء والأحفاد وتقدير للمستقبل وإخراج له من غيب الماضي إلي عبر الحاضر ونقل الخصائص من الأباء والأجداد إلي الأبناء والأحفاد أنت أيها الإنسان ومهما كان أمرك ومهما صار شأنك صغيرا أو كبيرًا ، زعيمًا أو عظيمًا ، ملكًا أو رئيسًا عالمًا أو جاهلا كنت ماء مهينا فقد هكذا وقدرت أمورك تقديرا وأصبحت إنسانا سميعا بصيرا تري من كان وراء ذلك التقدير والتدبير ؟ أتكون الصدفة ؟ أتكون النطفة ؟ أتكون الغدد والهرمونات ؟ أيكون أيا من تلك وراء ذلك الترتيب الدقيق ، والتقدير المحكم للأشكال ، والأحجام ، والوظائف والخصائص ، والزمان ، والمكان وكلها لا تملك تقديرًا ولا تدبيرًا ولا تحيط بالأمر بداية ولا نهاية؟ أم أنها قدرة الخالق الحكيم العليم الذي أحاط بكل شئ علمًا وقدر لكل عضو وظيفة ومهمة ووفق بين الوظائف والمهام وكملها ؟ قتل الإنسان ما أكفره ¤ من أي شئ خلقه ¤ من نطفة خلقه فقدره ¤ ثم السبيل يسره ¤ ثم أماته فأقبره ¤ ثم إذا شاء أنشره ¤ كلا لما يقض ما أمره سورة عبس الآيات ¤ وكما كانت تلك البداية من نطفة بما تحوي من مورثات وصبغيات لا تري بالعين المجردة قد انطلق منها الوجود الإنساني بشرًا سويًا فملأ الأرض سعيًا وحضارات فكذلك تكون النشأة الأخري والذي قدر علي الخلق أول مرة يقدر عليه المرة الأخري وصدق الله القائل في وصف الإنسان الجاحد أولم ير الإنسان إنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ¤ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم ¤ قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم سورة يس الآيات إليست هذه هي الخصومة الحمقاء من نطفة تمني في مواجهة رب الأرض والسماء وخالق الحياة والأحياء لقد مر دهر علي الأرض ما كانت لتشهد وجود هذا الإنسان فإذا به يصبح سيدًا عليها تدفع أجياله في الخروج إلي الأرض نطفًا أمشاجًا وقد زودت بأدوات العلم السمع ، والبصر الخ ليكن الإنسان مؤهلا للهدي وحمل الأمانة قال تعالي هل أتي علي الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ¤ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا سورة الإنسان الآيات ويتم الامتحان ويكتسب الإنسان ما شاء من الأعمال ويزول كل شئ من الدنيا وتبقي الإساءة والإحسان وعليهما يكون الجزاء المــــراجـــــع القرآن الكريم القرطبي ط دار إحياء التراث العربي الطبري ط دار الفكر ، بيروت ابن كثير ط دار الكتب العلمية ، بيروت الشوكاني ط دار المعرفة ، بيروت الجلالين ط صحيح مسلم ط دار إحياء التراث العربي مسند أحمد ط المكتب الإسلامي ، بيروت لسان العرب ط دار صادر ، بيروت القاموس المحيط ط مكتبة ومطبعة الحلبي ، بمصر تاج العروس ط دار الفكر للنشر للنشر والتوزيع الصحاح للجوهري ط القاهرة مقاييس اللغة ط مكتبة ومطبعة الحلبي ، بمصر نظرة تاريخية في علم الأجنة بحث قدم في مؤتمر الإعجاز العلم بباكستان |
#2
|
||||
|
||||
بااارك الله فيكم
جزاااكم الله خير وسدد الله خطااكم ادام الله عليكم الخير..
__________________
قال رب العزة والجلال:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }.. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليمَ يقليك والسفيهَ يؤذيك, واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به,وَأعْفِهِ مماتحب أن يعفيك منه,وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به.... قال تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)
|
أدوات الموضوع | |
|
|