#1
|
||||
|
||||
الـدنـيا
الدنيـــــا قال الله تعالى: { يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور * إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}. قال بعضهم: " الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا". شبهت الدنيا برجل رأى في منامه ما يحب وما يكره، فبينما هو كذلك انتبه من نومه فإذا ليس في يديه شيء مما رأى. فالدنيا كحكم ماض أو ظل زائل، وطالبها ـ وكلنا يطلبها ـ مثل شارب البحر، يزداد عطشا حتى يموت. للإنسان ثلاثة أحوال: حال قبل أن يخلق، وحال بعد أن يموت، وحال بينهما. - فأما الحال قبل الخلق فإنها طويلة لا بداية لها. - وأما الحال بعد الموت فإنها طويلة لا نهاية لها. - والذي بينهما هو الدنيا، وهي قصيرة جدا بالنسبة إليهما. فمن نظر بهذه العين لم يركن إليها، ولم يبال كيف انقضت أيامه فيها؛ في ضرر أو ضيق، أو في سعة أو رفاهية.ولهذا قال النبي : ( مالي وللدنيا؟ إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال تحت شجرة ثم تركها وراح). [الترمذي] هذه الدنيا لم توصف إلا بأدنى الأوصاف، وصفت: باللعنة، والغرور، والمتاع وغير ذلك. قال تعالى: - { وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع }. - { اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}. - وقال رسول الله : ( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله منها). [الترمذي] وإذا كانت ملعونة فإن من أحبها أضر بآخرته، كما أن من أحب آخرته أضرّ بدنياه، والعقل يقضي: أن نؤثر المحمود على الملعون. وكيف لا تكون الدنيا ملعونة، وهي التي لا تزن عند الله جناحة بعوضة، ولو زنت ما سقى الكافر منها شربة ماء؟. وكيف لا تكون ملعونة، وهي سجن المؤمن، وجنة الكافر ؟. كان بعض الصالحين يقول لأصحابه: " انطلقوا حتى أريكم الدنيا، فيذهب بهم إلى مزبلة، فيقول: انظروا إلى ثمارهم ودجاجهم وعسلهم وسمنهم". قال أبو طاهر السِلفي في معجم السفر ص453:أنشدني أبو الحجاج يوسف بن عبد الجبار بن مسعدة السبتي بمصر، بعد قفوله من الحج وتوجهه إلى المغرب، للمؤدب محرز التونسي الزاهد، وقد أنشدني له غير ابن مسعدة هذا: (انظر إلى الأطلال كيف تغيرت ... من بعد ساكنها وكيف تنكرت ) ( سحب البلى أذياله برسومها ... فتهدمت أخبارهم وتكسرت ) ( ومضى جميع الخلق منها مسرعا ... فتغيبت أحجارها وتسترت ) ( أكل التراب لحومهم وعظامهم ... فتقطعت أوصالهم وتنثرت ) ( لما نظرت تفكرا لقبورهم ... سحت جفوني ماءها فتحدرت ) ( لو كنت أعقل ما أفقت من البكا ... حسبي هناك ومقلتي ما أبصرت ) ( نصبت لنا الدنيا زخارف حسنها ... مكرا بنا وخديعة ما فترت ) ( فهي التي لم تحل قط لذائق ... إلا تغير طعمها فتمررت ) ( خداعة بجمالها إن أقبلت ... مجاعة بزوالها إن أدبرت ) ( وهابة سلابة لهباتها ... خرابة لجديد ما هي عمرت ) ( ماذا من الأمم السوالف أهلكت ... لو أنها نطقت بذاك لخبرت ) ( طلابها في سكرة من حبها ... غدرت بهم وبذاتهم قد غررت ) ( إلا القليل فأين هم بل أين هم ... الفائزون إذا الجحيم تسعرت ) ( يا رب فيك وإن عصيتك مطمعي ... فاستر علي إذا الأمور تعذرت ) ( وامنن علي برحمة يوما ترى ... عند الحساب نفوسنا ما أخرت) كتب الحسن البصري إلى أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز كتابا فيه: " أما بعد: فإن الدنيا دار ظعن ليست بدار مقام، وإنما أنزل إليها آدم عقوبة، فاحذرها يا أمير المؤمنين؛ فإن الزاد منها تركها، والغنى فيها فقرها، تذل من أعزها، وتفقر من جمعها، فاحذر هذه الدنيا الغرارة الخداعة، سرورها مشوب بالحزن، فلو أن الخالق لم يخبر عنها خبرا، ولم يضرب لها مثلا لكانت قد أيقظت النائم، ونبهت الغافل، فكيف وقد جاء من الله عنها زاجر؟. فما لها عند الله قدر ولا وزن، ما نظر إليها منذ خلقها، ولقد عرضت على نبينا محمد مفاتيحها وخزائنها، فأبى أن يقبلها، وكره أن يحب ما أبغض خالقه، أو يرفع ما وضع مليكه. زواها الله عن الصالحين اختيارا، وبسطها لأعدائه اغترارا، أفيظن المغرور بها المقتدر عليها أنه أكرم بها؟، ونسي ما صنع الله بمحمد عليه الصلاة والسلام حين شد على بطنه الحجر، والله ما أحد من الناس بسط له في الدنيا، فلم يخف أن يكون قد مكر به، إلا كان قد نقص عقله، وعجز رأيه". قال رسول الله : ( ما الدنيا في الآخرة إلا كمثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع). [مسلم] قد أصبح الكلام في ذم الدنيا عند كثير من الناس ممجوجا، فالمادية والمتاع غزت جماهير البشر مسلمهم وكافرهم، فإذا كنت محدث الناس، فحدثهم: كيف يصرفون الأموال التي بأيديهم، وكيف يقتصدون في النفقة، وكيف يبنون حياتهم. لا تحدثهم عن التقلل من الدنيا، أو الزهد فيها، والاكتفاء بما يقيم صلبهم. لا تحدثهم عن خطورة الإغراق في شهوات الدنيا ومباهجها. فإنهم لن يسمعوا لك، بل ربما ضحكوا على عقلك وعدوك صوفيا أو باعثا لدين الرهبان !!. فالناس إلا القليل على صنفين: -صنف مغرق في الدنيا ناس للآخرة. فهو يضيق بالكلام الذي فيه ذم الدنيا، لأنها رأس ماله، وليس عنده استعداد للتضحية برأس ماله. -وصنف يعلم فضل الآخرة ودناءة الدنيا، لكن الشيطان لبس على عقله، فصار يعتقد أن قوة المسلمين لاتتكامل إلا بالإقبال على الدنيا، ومضارعة الكافرين في اتخاذ متاع الدنيا، ونسي أن سر قوة المسلمين وسبب علوهم على الكافرين هو: تعظيمهم لما عظم الله، واستهانتهم بكل ما أهانه الله. والدنيا عند الله مهانة، فلما أهانوها أعزهم الله، لأنهم اتبعوا مرضاته، أهانوها بأن صارت في أيديهم لا في قلوبهم، كما قيل للإمام أحمد: " أيكون الرجل زاهدا وعنده مائة ألف دينار؟، قال: نعم، بشرط ألا يفرح إذا زادت، ولا يحزن إذا نقصت". وما أخذوا منها إلا ما ينفعهم في آخرتهم، وتركوا ما يضر دينهم، فليس معنى الزهد في الدنيا تركها بالكلية، والانزواء في تكية أو رباط، وليس معناه ترك إعداد القوة، التي بها يرهب العدو، وإنما معناه ترك ما يضر في الآخرة.. * * * مما قرأت وراق لى
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
#2
|
|||
|
|||
بارك الله بك وجعل جنة الفردوس مثوانا ووالدينا
__________________
[gdwl]عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال يارسول الله ! من أحب الناس إليك ؟ قال : عائشة ، قال : من الرجال ؟ قال : أبوها. رقم الحديث في نسخة الأباني : 3886 خلاصة الدرجة: صحيح [/gdwl] |
#3
|
||||
|
||||
راق لنا كذلك اختي الغالية...
طرح رائع وقيم.... وخسران من باع اخرتـة لااجل الدنيا... بارك الله فيك ع جهودك المميزه الطيبة احسن الله اليك
__________________
قال رب العزة والجلال:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }.. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليمَ يقليك والسفيهَ يؤذيك, واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به,وَأعْفِهِ مماتحب أن يعفيك منه,وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به.... قال تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)
|
#4
|
|||
|
|||
ما شاء الله بارك الله فيك
http://files2.fatakat.com/2010/10/1286463931.gif http://www12.0zz0.com/2010/12/09/11/332036513.jpg |
أدوات الموضوع | |
|
|