جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الدعوة إنما تكون إلى الكتاب والسنة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد : قال شيخنا أبوالعباس مصطفى بن أحمد آل هلال في كتابه (( القواعد التأصيلية والأبواب الترشيدية في فقه الدعوة إلى رب البرية )) باب البيان بأن الدعوة إلى الله إنما تكون إلى القرآن والسنة لا إلى القوانيين الحزبية والمحدثات البدعية . قال حفظه الله تعالى : الله جل في علاه أمرنا باتباع القرآن ، والسنة ، وهما الدين كله ، فالدعوة إلى التمسك بهما ، هي الدعوة إلى التمسك بدين الله المستقيم ، وهذا مقصد الداعي . قال تعالى في سورة الأنعام : ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ) وقال تعالى في سورة الأعراف : ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون ) وقال تعالى في سورة الحشر : ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوه واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) وعن النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً ، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داعٍ يقول : يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تعوجوا ( وفي رواية : ولا تتفرقوا ) وداعٍ يدعوا من فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال : ويحك ، لا تفتحه ، فإنك إن تفتحه تلجه فالصراط : الإسلام والستور : حدود الله ، والأبواب المفتحة : محارم الله ، وذلك الداعي على رأس الصراط : كتاب الله ، والداعي من فوق الصراط : واعظ الله في قلب كل مسلم )) أخرجه الإمام أحمد بسند صحيح ، والآجري في الشريعة ، واللفظ له ، وصححه الإمام الألباني في المشكاة . ومن دعا إلى القوانيين الحزبية والمحدثات البدعية التي ما أنزل الله بها من سلطان ، فقد سلك سبيلاً من سبل الشيطان وتعد حدود الرحمان . وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه : (( فمن رغب عن سنتي فليس مني )) . انتهى من كتاب شيخنا أبوالعباس بن أحمد آل هلال حفظه الله تعالى . أيها الأخوة الأفاضل والأخوات الكريمات سلك الله بي وبكم سبيل أحبائه : الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي مهنة الأنبياء والمرسلين والعلماء العاملين بالكتاب والسنة . قال تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) . قال الإمام ابن السعدي في تفسير هذه الآية الكريمة : ( قل هذه سبيلي ) أي : (( طريقي التي أدعوا إليها ، وهي السبيل الموصلة إلى الله ، وإلى دار كرامته المتضمنة للعلم بالحق والعمل به وإيثاره وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له )) . انتهى من تفسير الإمام ابن السعدي فيا أيها الأحباب لدين الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلقد آن الأوان - أن نجعل الدعوة التي ندعوا لها هي : دعوة الأمة إلى كتاب الله تعالى - الكتاب العظيم ، المشتمل على العلم والحق المبين - ذلك بأن القرآن هو الحق ، وقد اشتمل على الحق ، فمن اعتصم به فقد هدي إلى صراطٍ مستقيم ، إنه قرآن الهدى والفرقان ، من قال به صدق ، ومن حكم به عدل . لقد آن الأوان - أن نجعل الدعوة التي ندعوا لها هي : دعوة الأمة إلى القرآن والسنة ، هذين الأصلين اللذين قام عليهما هذا الدين قال تعالى : ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون ) . فالصراط المستقيم التمسك بالكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى : (( أهل السنة المتمسكون بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان )) . انتهى كلامه رحمه الله تعالى . فهيا أيها المسلمون - لنقف وقفة صدق مع أنفسنا لنحاسبها ونسألها - هل نحن ندعوا لله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ أم ندعوا لجماعتنا ؟ ! فلا يخفى عليكم أيها المسلمون ما عمت به البلوى في كثير من البلدان الإسلامية من تفرق وتشرذم وتشتت بين أبناء الدين الواحد والقبلة الواحدة والنبي الواحد والكتاب الواحد ، فما تحياه الأمة اليوم من واقع مر وأليم مما أصاب أبناءها من التفريق والعداوة والبغضاء وإيثارة الخلافات وكثرة النزعات ، وما وصلنا إلى ما وصلنا إليه إلا بسبب انتماء البعض إلى جماعات تحت مسميات إسلامية عديدة ، والحق أن تلك الجماعات إنما تحمل اسم الإسلام ظاهراً ، وتعمل في الباطن على مصالحها الخاصة ومقاصدها الدنيوية ، فلو كانت تلك الجماعات مقصدها إقامة هذا الدين لما وصلنا إلى هذا الحد من النزعات والخلافات والعداوة القائمة بين اتباع تلك الجماعات ، فأصبح من أبناء الإسلام من يوالي ويعادي انتصاراً لجماعته وشيخه وإمامه من غير أن يرد الأمر إلى الكتاب والسنة ، فلقد آن الآوان لكل ذي قوة وثبات - أن يفرق ويميز - بين الناصح الأمين ، والمتربص الأثيم ، ينبغي علينا أن نوالي كل من والى الله ورسوله ونعادي كل من حارب الله ورسوله ، وذلك لأن أعداء الإسلام يشنون حروباً على الإسلام وأهله من غير تفريق بين هذه الجماعة وتلك الجماعة ، فنحن أبناء دين واحد ، واتباع نبي واحد ، ومنهجنا هو سلك سبيل أصحاب النبي المصطفى فهم جند الله في الأرض ليس لديهم رسم معين سوى النص الشرعي تلك هي الدعوة إلى الله تعالى بيسرها وتبليغها كما كانت في الصدر الأول . وليعلم الجميع أن الأمة الإسلامية - اليوم تعاني من تسلط الأعداء عليها من كل جانب ، فإننا ندعوا إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة على كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام ، والعمل على تجنب الخلافات وترك الدعوة إلى المحدثات البدعية التي ما أنزل الله به من سلطان . فالواجب على هذه الأمة اتباع شريعة نبيها عليه السلام ، وترك ما مال إليه هوى النفوس من البدع والمخالفات والمحرمات ، فمن آثر عبادة نفسه ، وترك طاعة ربه ورسوله حشر مع الأشقياء ، ومن أطاع ربه وسلك هدي نبيه والزم إتباع من أهتدوا بهدي نبيهم وأخذوا عنه العلم والعمل الذي يرضي خالقهم عزوجل ، حشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، ونال الرفاعة العالية . وبالله التوفيق . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . |
#2
|
||||
|
||||
احسن الله اليكم وجزاكم خيرا
اقتباس:
نسأل الله ان يبارك في علمه وينتفع به
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
أدوات الموضوع | |
|
|