جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
من هنـــــا نبـــــدأ,,, -1-
أولــــ الطريقــــ.... الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأجلّ المرسلين, محمد-عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- من رب العالمين إلى يوم الدين, وبعد... سبحان من يعفو ونخطيء دا ئما ** ولم يزل مهما هفــا العبد, عفــا يعطـــــي الذي يخطيء لا يمنعــه ** جلالــــه عن العطاء لذي الخطا فهذه سلسلة إصدارات دورية,أسأل الله أن يتقبلها وينفع بها,تضيء دربك في السير إلى الله,خطوة خطوة,و تجيب على بعض من الخواطر التي قد تدور في ذهن السائر, فيحتار ولا يعرف المنار, ولأن بداية السير هي التوبة, كانت الإصدارة الأولى... إن القلب ليتقطع حزناً من حالٍ أصاب كثيراً من شباب أمة محمد-صلى الله عليه وسلم-,فابتعدوا عن دين الله وتطبيق شرعه,وركنوا إلى العاجلة وكأنها الباقية وتناسوا فناءها والحساب بعدها,وأنا إما إلى جنةٍ عرضها السموات والأرض,أو إلى نارٍ سوداء مظلمة والعياذ بالله.. فبادروا-خلق الله- إلى الله,وتوبوا إليه واستغفروه مما كان,وأخلصوا له, يرزقكم الثبات ويلهمكم طريق الرشاد.. واعلم..أنّ الله يفرح بتوبتك أيّما فرح –وهو غنيّ عنك-,فقد قال رسول الله-عليه الصلاة والسلام-: (لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من احدكم كان على راحلته بأرض فلاة,وعليها طعامه و شرابه,فانفلتت منه,فأيس منها,فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أُيِسَ من راحلته, فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده,فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح "اللهم أنت عبدي وأنا ربك" أخطأ من شدة الفرح) وهذه الفرحة فرحة إحسان وبرّ ولطف,لا فرحة محتاج إلى توبة عبده, منتفع بها,تعالى عن ذلك علواً كبيراً... ثم لتعلم,أنّ الله رحيم بعباده,ودلّ على ذلك حديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم- حين مرّت امرأة من السبي ومعها طفلها الرضيع في مشهد يرقّ له قلوب الجبابرة,فقال للصحابة: (أترون هذه طارحة ولدها في النار؟) قالوا: "لا والله,وهي تقدر ألّا تطرحه",فقال لهم: (والله,لله أرحم بعباده من هذه بولدها) وكذلك جاء في الحديث: (إن الله كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش,أنّ رحمتي سبقت غضبي) واعلم أن التائب من أحب خلق الله إليه,حيث قال-جلّ وعلا-: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين), فبادر أخي في التوبة كيما يحبك الله,فتسعد وتَسرّ.. وبرحمته تلك,أمرنا بالتوبة حتى نفلح وننجح,فقال: (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون), فهذا أمر من الله –جلّ جلاله وتقدست أسماؤه- لعامة البشر, وإنّ الله لا يأمر إلا بالمستطاع, ولم يكلفنا بشيء هو فوق طاقتنا,(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وهو أعلم بوسعها,فهو رب عادل حكيــم, عَدْل حَكَم.. ولم يقتصر ذلك على أمره فحسب,وفرحته بتوبتك فحسب,بل هو يناديك باستمرار حتى ترجع وتتوب إليه-وأنت الفقير إليه- ولا يزال إعراضك عنه متمكناً منك,فقد قال خير البريّة: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار,ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل,حتى تطلع الشمس من مغربها),فهل تنتظر طلوعها من محل غروبها؟حين لا بنفع بكاء ولا ندم! ونادى عباده في الحديث القدسي: (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار,وأنا أغفر الذنوب جميعاً,فاستغفروني أغفر لكم) ويناديهم كل ليلة,حين ينزل إلى السماء الدنيا-نزولاً يليق بجلاله وعظيم سلطانه- في الثلث الأخير ويقول:هل من مستفغر فأغفر له؟هل من تائب فأتوب عليه؟ وذلك في كل ليلة.. وبعد هذا كله,وعدك عند توبتك إليه بقبولها,لمّا قال: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ماتفعلون) وفي الحديث,جاء رجل إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-وسأله:"أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئا,لو قُسّمت خطيئته على أهل الأرض لأوبقتهم,فهل لذلك من توبة؟" قال: (فهل أسلمت؟),قال:"أما انا فأشهد ان لا إله إلا الله,وأن محمدا رسول الله",قال: (تفعل الخيرات وتترك السيئات,فيجعلهن الله حسنات كلهن),قال:"وغدراتي وفجراتي؟" قال: (نعم),فظل يردد الله أكبر,الله أكبر,الله أكبر,حتى توارى عن أعين القوم... وانظر من يستغفر لك عند توبتك,(الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين ءامنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم),واقرأ دعاءهم لك,(ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم,وقهم السيئات ومن تقِ السيئات يومئذٍ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم) أخي,كم من عاصٍ يمسي ويصبح ضاحكاً,وربه من فوقه يلعنه و الملائكة تبغضه,والصالحون يدعون عليه,والنار تشتاق إليه,أتمّ الله له سمعه و بصره,وسلم له عقله وفكره,فبارز ربه بالعصيان وصار من أنصار الشيطان,يعصي ولا يتوب,و يتبع الشهوات والذنوب,عجباً! ينعم الله عليه,ويعصيه بنعمه! هَبْ أنك كنت مشلولاً مقعداً,أو مريضاً مجهداً,أو كنت مسلوب السمع والبصر,كيف يكون حالك؟كيف يكون حالك؟ أتراك امنت هذا كله؟ فَعُدْ إلى الله قبل أن يغلق الباب ويسبل الحجاب, عودوا إلى الله قبل أن يغلق الباب ويسبل الحجاب.. أخي,,هما حزبان لا ثالث لهما,فاختر من أي الفريقين أنت, (ومن لم يَتُبْ فأولئك هم الظالمون),فإما تائب وإما ظالم.. أخي,,أَجِبْ نداءً إلى من سخره هواه وسجتنه دنياه,نداء إلى من أثقلته قيود المعاصي والآثام,أَقْبِل,أَقْبِل بخطوات ثابتة,واطرق باب التوبة بإخلاص وسيفتح لك,واجعل لسان حالك "والله لقد عَظُمَتْ كربتي وذهبت قوتي وغدا يصبح التراب فراشي,عمري محدود ونفسي معدود وجسمي عمّا فريب يأكله الدود,آهٍ إذا زلّت يوم القيامة القدم وارتفع البكاء وطال الندم,وَيْلي إذا قدمت على ربّ يحاسبني على الصغير والكبير,يوم تزل بالعصاة الأقدام وتكثر الآهات والآلام وتنقضي اللذات كأنها أحلام.." و أتْمِم شروط التوبة المعروفة, وهي: الندم أولها,فقد قال-صلى الله عليه وسلم-: (الندم توبة),وقال ابن القيم-عليه رحمة الله-:"الندم ركن التوبة الأعظم" ثم الإقلاع عن المعصية في الحال,والعزم على عدم العودة إليها ما حييت,فهذه سلسلة مترابطة الحلقات,إذا فقدت حلقة فقدت السلسلة,و لم تصح التوبة.. وإن كان الذنب متعلقاً بحق من حقوق البشر,فيضاف شرط رابع وهو رد الحق إلى أهله,واعلم أنه يجب عليك مع التوبة أن تزيد من العمل الصالح,فقد قال-تعالى-: (وإنّي لغفّار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى) وكثيرا ما قُرِنت التوبة بالعمل الصالح في غير موضع من آيي الله.. وهنا يجب التنبيه على أمر مهم,أن التوبة ليست أمراً يُذّكر بها العبد العاصي فحسب,بل هي لعباد الله أجمعين,حتى صائمي النهار وقائمي الليل,كيف لا وقد قال رسول لله-صلى الله عليه وسلم-: (ياأيها الناس توبوا إلى الله,فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة) فإن من الناس من لا يرى في نفسه ذنبا ولا عيبا,وقد جمع ألوانا من الذنوب لم يجمعها من ظهر فسقه بين الناس,,, وبعد أن علمت هذا يأتيك الشيطان,فيفتح لك بابان عظيمان: فالأول:أن تكون توبةً باللسان والقلب معقود على المعصية مُصِرّ عليها,فهذه توبة الكذابين, والثاني:التسويف,فإن الشيطان يمكر بك ويغريك حتى تُسَوّف توبتك,لعل الأجل أن يدركك قبل التوبة,حينها يفرح الشيطان فرحته الكبرى,و بالتسويف والإصرار على المعصية يغرس في نفسك اعتيادها والتعلق بها,فيَشُقّ عليك بعد ذلك تركها والإقلاع عنها... فاجعل شعارك "الإسراع في التوبة عند الكبائر,والاستكثار من الاستغفار عند الصغائر" وهنا أمور تعين على التوبة: 1-الإخلاص لله أنفع الأدوية,فإذا أخلص الإنسان لربه وصدق في طلب التوبة أعانه الله عليها وأمدّه بألطاف لا تخطر على البال,وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقة (لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) 2-امتلاء القلب بمحبة الله-عز وجل- فالمحبة أعظم محركات القلوب, فالقلب إذا خلا من محبة الله تعالى تناوشته الأخطار وتسلطت عليه سائر النوائب,فشتّته وفرّقته,ولا يُغني هذا القلب ولا يلمّ شعثه إلا عبادة الله –عز وجل- ومحبته 3-المجاهدة,قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) 4-قصر الأمل وتذكر الآخرة,فقد قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- : (كن في الدنيا كأنك غريـــــــب,أو عابر سبيل),وكان ابن عمر-رضى الله عنه- يقول:"إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح,وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء,و خذ من صحتك لمرضك,ومن حياتك لموتك", ولله درّ القائل: "ما تصفو الأعمال والأحوال إلا بتقصير الآمال,فإنّ من عَدّ ساعته التي هو فيها كمرض الموت,حسنت اعماله,فصار عمره كله صافيا" 5-الدعاء,فهو من أعظم الأسباب وأنجع الوسائل للثبات,ومن أعظم ما يُسْأل به الربّ ويدعى به: سؤال التوبة النصوح,وقد كان من دعاء خير البريّة: (ربّ اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم) 6-الحديث القدسي (إنّي والإنس والجن لفي نبأٍ عظيم,أخلق ويُعبد غيري,أرزق ويُشكر سواي,خيري إلى العباد نازل وشرهم إليّ صاعد, أتحبب إليهم بالنعم وأنا الغنيّ عنهم,ويتبغضون إلى بالمعاصي وهم أحوج شيء إليّ,أهل ذكري أهل مجالستي,فمن أراد أن يجالسني فليذكرني,وأهل طاعتي أهل محبتي,وأهل معصيتي لا أقنتهم من رحمتي فإن تابوا إليّ فأنا حبيبهم,وإن لم يتوبوا إليّ فأنا طبيبهم,إن أقْبل عليّ أحد منهم تلقيته من بعيد,وإن أعرض عني واحد منهم ناديته من قريب قائلاً:أين تذهب؟ألك ربّ غيري؟ الحسنة عندي بعشر أمثالها وأزيد,و السيئة عندي بمثلها,وإن استغفروني غفرتها لهم) وكثيرا ما يقول قائل: إني لن أتوب,لعلمي بضعفي,فأرجع إلى المعصية بعد عزمي على التوبة,مما يزيد غضب الربّ عليّ عند رجوعي بعد التوبة, فلأن أكون على أمري هذا خير لي من خداع نفسي,, وهذا لا شخص يجيبه أفضل من رسول الله-عليه الصلاة والسلام-, فقد جاءه رجل فقال: أحدنا يذنب, فقال له الرسول-صلى الله عليه وسلم-: (يكتب عليه),قال: ثم يستغفر منه ويتوب,فقال: (يغفر له ويتاب عليه) قال: ثم يعود ويذنب, قال: (يكتب عليه), قال: ثم يستغفر منه ويتوب فقال: (يغفر له ويتاب عليه,ولا يملّ الله حتى تملّوا) فإياك وأن تملّ,ومما يعينك على ذلك أن تستشعر مِنّة الله عليك إذ تفضل عليك بالتوبة ابتداءَ, ثم انظر في أمرك,فلابد من سبب لعودتك للمعصية فجانب السبب وابتعد عنه, واجتنب ثلاثة: أ\التفكير في الذنب؛ فإن من عِلَل التوبة التفات القلب إلى الذنب الفينة بعد الفينة وتذكر حلاوة مواقعته, ب\ ارتياد أماكن المعصية –قدر الإمكان-؛ فمن حام حول الحمى يوشك أن يواقعه, ج\قرناء السوء إخوتاه,مالي أرى الطريق إلى الله من القوم عافية؟ يامن بين يديه يوم لا شك فيه ولا مراء,يقع فيه الفراق وتنفصم العُرى,تدبر أمرك قبل أن تُحضر فترى, وانظر لنفسك نظر من قد فهم ما جرى, قبل أن يغضب الحاكم,و الحاكم ربّ الورى, يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ما هذا الذي نراه منا؟ اما علمنا أنّ ربنا أقرب إلينا منّا؟ يا رب عبـــدك قد أتــــاك وقد أســـاء وقد هفــا رد مع اقتباس
يكفيــــك منـــك حيـــــاؤه من سوء ما قد أسلف حمل الذنوب على الذنوب الموبقــات وأسبـــــق وقد استجار بذيل عفـــوك من عقـــابك؛ ملـــهفا رب اعف عنه وعــــــافه فلأنت أولى من عفــا |
أدوات الموضوع | |
|
|