جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
يكون على الخبازين والطباخين محتسب ولا يكون على الفتوى محتسب
بسم الله الرحمن الرَّحيم الحمدُ لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ وآله وصحبه وسلَّم، أمابعد: إن للعلماء دوراً مهماً في حماية سياج الإفتاء و أهله و الحفاظ على حرم الشرع كما يحافظ أهل كل فن على فنهم لا يقبلون الكلام فيه إلا لمن تأهل له ، و حري بالعلماء خاصةً في النوازل و القضايا العصرية ألا يتنازلوا عن هذا الحق الشرعي الذي كفله لهم الشرع الحنيف.. ولكن من هو العالم الذي يحق له ان يفتي وما هي صفاته وماهي هي الخصال التي يجب ان يتصف بها يقوال الامام العلامة ابن القيم رحمه الله (ذكر ابو عبد الله بن بطة في كتابه في الخلع عن الامام احمد انه قال لا ينبغي للرجل ان ينصب نفسه للفتيا حتى يكون فيه خمس خصال : اولــها/ ان تكون له نية فإن لم يكن له نية لم يكن عليه نورولا على كلامه نور والثانيــة/ ان يكون له علم وحلمووقار وسكينة الثالثــة/ ان يكون قويا على ما هو فيهوعلى معرفتة الرابعــة/ الكفاية والا مضغه الناس الخامســة/ معرفة الناس. وهذا مما يدل على جلالةاحمد ومحله من العلم والمعرفة فإن هذه الخمسة هي دعائم الفتوى واي شئ نقص منها ظهرالخلل في المفتي بحسبه. (أعلام الموقعين الجزء الرابع 199 ) كما ان علي المستفي ان يسال الأعلم والأتقي ويراعي ما زكره العلامة ابن القيم رحمه الله حيث قال (.......لا يجوزالعمل بمجرد فتوى المفتي اذا لم تطمئن نفسه وحاك في صدره من قبوله وتردد فيها لقولهصلى الله عليه وسلم(استفت نفسك وإن افتاك الناسوافتوك) فيجب عليه ان يستفتي نفسه اولا ولا تخلصه فتوى المفتي من الله اذا كان يعلم ان الأمر في الباطن بخلاف ما افتاه كما لا ينفعه قضاء القاضي لهبذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من قضيت له بشيء من حقاخيه فلا يأخذه فإنما اقطع له قطعة من نار) والمفتي والقاضي في هذا سواء ولا يظن المستفتي ان مجرد فتوى الفقيه تبيح له ما سأل عنه اذا كان يعلم ان الأمر بخلافه في الباطن سواء تردد أوحاك في صدره لعلمه بالحال في الباطن أوشكه فيهأولجهله به أولعلمه جهل المفتي أومحاباته في فتواه أوعدم تقييده بالكتاب والسنة أولأنه معروف بالفتوى بالحيل والرخص المخالفة للسنة وغير ذلك من الأسباب المانعة من الثقة بفتواه وسكون النفس إليها فإن كان عدم الثقة والطمأنينة لأجل المفتى يسأ لثانيا وثالثا حتى تحصل له الطمأنينة فإن لم يجد فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها والواجب تقوى الله بحسب الاستطاعة.....) وليعلم كل منا ان هناك من تجراء علي الشريعة واصبح يفتي بغير علم فضلوا واضلوا نسال الله السلامة يقول الامام ابن الجوزي رحمه الله : عنهم (..وهؤلاء بمنزلة من يدل الركب وليس له علم بالطريق وبمنزلة الاعمى الذي يرشد الناسالى القبلة وبمنزلة من لا معرفة له بالطب وهو يطب الناس بل هو أسوأ حالا من هؤلاء كلهم وإذا تعين على ولي الامر منع من لم يحسن التطبب من مداواة المرضى فكيف بمن لم يعرف الكتاب والسنة ولم يتفقه في الدين؟..) ويقول الامام ابن القيم رحمه الله نقلا عن شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (وكان شيخنا رضى الله عنه شديد الانكار على هؤلاء فسمعته يقول قال لي بعض هؤلاء أجعلت محتسبا على الفتوى فقلت له يكون على الخبازين والطباخين محتسب ولا يكون على الفتوى محتسب ) ويقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله (و إن بعض المتعلمين أنصاف العلماء يقعون فيما يقع فيه العامة من الجرأة على الشريعة في التحليل والتحريم والإيجاب ؛ فيتكلمون فيما لا يعلمون ؛ ويجملون في الشريعة ويفصلون ؛ وهم من أجهل الناس في أحكام الله ؛ إذا سمعت الواحد منهم يتكلم ، فكأنما ينزل عليه الوحي فيما يقول من جزمه وعدم تورعه، لا يمكن أن ينطق ويقول: لا أدري ؛ مع أن عدم العلم هو وصفة الحق الثابت ؛ ومع ذلك يصر -بناءً على جهله- على أنه عالم فيضر العامة؛ لأن الناس ربما يثقون بقوله ويغترون به ؛ وليت هؤلاء القوم يقتصرون على نسبة الأمر إليهم ؛ لا بل تراهم ينسبون ذلك للإسلام فيقولون: الإسلام يقول كذا ، الإسلام يرىكذا، وهذا لا يجوز ؛ إلا فيما علم القائل أنه من دين الإسلام ؛ ولا طريق إلىذلك إلا بمعرفة كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم -، أو إجماع المسلمين عليه . إن بعض الناس -لجرأته وعدم ورعه وعدم حيائه من الله وعدم خوفه منه- يقول عن الشيء المحرم الواضح تحريمه: ما أظن هذا حراماً ؛ أوعن الشيء الواجب والواضح وجوبه يقول ما أظن هذا واجباً ؛ إما جهلاً منه، أوعناداً ومكابرة، أو تشكيكاً لعباد الله في دين الله . أيها الإخوة: إن من العقل والإيمان ومن تقوى الله وتعظيمه أن يقول الرجل عما لا يعلم لا أعلم، لا أدري، اسأل غيري ؛ فإن ذلك من تمام العقل ؛ لأن الناس إذا رأوا تثبته وثقوا به ؛ ولأنه يعرف قدر نفسه حينئذ وينزلها منزلتها ؛ وإن ذلك أيضاً من تمام الإيمان بالله وتقوى الله ؛ حيث لايتقدم بين يدي ربه ولا يقول عليه في دينه مالا يعلم ؛ ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وهو أعلم الخلق بدين الله- كأن يسأل عما لم ينزل عليه فيه الوحي، فينتظر حتى ينزل عليه الوحي ؛ فيجيب الله –سبحانه- عما سئل عنه نبيه ﴿ يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ﴾ (المائدة الآية: 4) وقوله : ﴿ وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُل ْسَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرا ﴾ (الكهف الآية:83) وقوله : ﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لايُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ﴾ (لأعراف الآية: 187) ؛ ولقد كان الأجلاء من الصحابة تعرض لهم المسألة لا يدرون حكم الله فيها فيهابونه اويتوقفون فيها. فها هو أبوبكر الصديق – رضي الله عنه – يقول: "أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا أنا قلت في كتاب الله بغير علم ". وهاهو عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – تنزل به الحادثة فيجمعلها الصحابة ويستشيرهم فيها؛ قال ابن سيرين:" لم يكن أحد أهيب مما لا يعلم من أبي بكر، ولم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب بما لا يعلم من عمر" ؛ وقال ابن مسعود – رضي الله عنه :- " أيها الناس ؛ من سئل عن علم يعلمه فليقل به ؛ ومن لم يكن عنده علم فليقل: الله أعلم ؛ فإن مع العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم ". وسئل الشعبي عن مسألة فقال: لا أحسنها ؛ فقال له أصحابه: قد استحيينا لك ؛ فقال: لكن الملائكة لم تستح حين قالت: ﴿ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَاعَلَّمْتَنَا ﴾ (البقرة الآية:32) اهـ<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: يكون على الخبازين والطباخين محتسب ولا يكون على الفتوى محتسب | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
الوجيز فى الميراث | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-14 03:50 PM |