جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الصلاة ذات الخشوع والخضوع
الصلاة ذات الخشوع والخضوع إن من نتائج الأيمان وثمرة ليقين على معرفة الله سبحانه وتعالى يتولد الخشوع لأنه إذا عرف العبد يقيناًً إن الله مطلع على ما في قلبه خشع هذا القلب وذل في شتى أحواله ولا سيما في الصلاة التي يقف فيها العبد بين يدي الله الواحد القهار لقوله تعالى : (قد افلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون ) فقد سعد المصدقون بالتوحيد وفازوا بالجنة ففازوا بما طلبوا ونجو مما هربوا وذلك لخشوعهم في الصلاة أي خائفون في القلب ساكنون بالجوارح فعن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الألتفات في الصلاة فقال ((هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد )) ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا فمن عرف من على يمينه وشماله وهو في الصلاة فلا صلاة له . قال (صلى الله عليه وسلم) : (( إذا سجد العبد لله سجده رفعه بها درجة وأحط عنه خطيئة )) لذلك فالخشوع في الصلاة سنة مؤكدة حتى انه قيل من لم يخشع في صلاته فسدت صلاته فلا بد للعبد إن يأتي إلى الصلاة وقد افرغ قلبه من كل الشواغل الدنيوية مستحضراًً عظمة مولاه متأملا فيما يقرأه ملاحظاًً عند كل خطاب فركوعه تواضع لعظمة الله جل جلاله وسجوده زيادة في التذلل بين يدي ربه جل جلاله , ولا يزال كذلك حاضر القلب حتى يخرج من صلاته بالتسليم عن يمينه وشماله فأن كانت هذه صلاتك كانت مرجوة القبول .. فانظر أخي المسلم بين يدي من تقف ومن تناجي فلا تناجي العظيم بقلب غافل وصدر مشحون بوساوس الشيطان فأن الله سبحانه وتعالى مطلع على سريرتك وناظر إلى قلبك فقبل إن تستر عورتك عليك إن تستر ما في قلبك من ذنوب ومعاصي وذلك بأن تستحي من الله عز وجل وتندم على كل ما ارتكبت من الذنوب والمعاصي ولتكون في صلاتك خاشعاًً لله واعيا لكل ما تفعل وتقراء لأن الله لا يقبل من صلاة العبد إلا بقدر خشوعه وخضوعه في الصلاة فاعبد الله أخي المسلم كأنك تراه فأن لم تكن تراه فأنه يراك لقد عظم الله سبحانه وتعالى قدر الصلاة فذكرها جل جلاله ثمانية وخمسون مرة بلفظ الصلاة في كتابه العزيز ومن خلال هذه الآيات التي وردت في كتاب الله تعظم قدر الصلاة يتبين إن الصلاة : 1. أعظم علامة عملية للأيمان فقال تعالى (( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار )) النور (37) 2. هي أعظم ما أمر الله به وقد كثر الأمر بإقامتها -اقامه وليس مجرد أداء – قال تعالى (( وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) البقرة 43 3. هي الأيمان العملي الذي كتبه الله على كل الأمم السابقة قال تعالى (( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم رنا ليقيموا الصلاة ))إبراهيم 37 ولا بد لتحقق الصلاة بالقدر الذي تستحقه من إن يتقيد المؤمن بما يلي : 1. إن يعظم قدر من فرضها وأمر بها وهو الجليل سبحانه وتعالى من خضعت له الرقاب ووجلت له القلوب 2. إن يعظم قدر الصلاة في نفسه 3. إن ينوي أداء الصلوات بالشكل الصحيح 4. إن يتعلم أحكام الصلاة والصفة التي تؤدى بها 5. إن يؤديها في أوقاتها بالجماعة في المسجد خشية إضاعتها ولنعلم أن أعظم ما يريد الشيطان إن يصدنا عنه هو الصلاة لأنه يعرف عظم قدرها عند الله جل جلاله الصلاة هي أفضل الأعمال التي يؤديها العبد تقرباًً إلى الله سبحانه وتعالى وهي عماد الدين إذ توصل العبد وتقربه من رحمة ربه فإذا ما سجد العبد لله سجده رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة , وقد فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده من فوق سبع سموات وليس كباقي العبادات فرضها في الأرض لأهميتها في حياة العبد في الدنيا والآخرة هذا وقد جعلها الله سبحانه وتعالى خمسة مرات في اليوم والليلة بأجر خمسين صلاة مؤقتة بأوقات اقتضتها حكمة الله تعالى ليكون العبد على صلة بربه في هذه الصلوات مدة هذه الأوقات كلها فهي للقلب بمنزلة الماء للشجرة تسقى من حين لأخر وليس دفعة واحدة ثم ينقطع عنها . في حين جعل باقي العبادات مره في العمر أو مرة في السنة ومنها ما اشترط اللأستطاعة لتأديتها كالحج والزكاة يجب على العبد إن يؤدي الصلاة على وقتها لقوله سبحانه تعالى (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباًً موقوتا )) وقال عليه الصلاة والسلام (( من حافظ عليها كانت له نوراًً وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم بكون له نورا ولا برهانا ولا نجاة يوم ألقيامه وحشر مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف )) المطلوب من المصلي الإقبال على الله تعالى بقلبه وترك الالتفات لغيره وإزالة كل ما يشوش عليه في صلاته لذلك قال عليه الصلاة والسلام (( إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فبدئوا بالعشاء )) فراعى (صلى الله عليه وسلم) زوال كل مشوش يتعلق بت الخاطر حتى يقبل على عبادة ربه بفراغ قلب وخالص نية فيخشع في صلاته لأن الخشوع من في الصلاة من أسباب الفلاح والنجاح لقوله تعالى (( قد افلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون الخشوع محله القلب فإذا خشع خشعت الجوارح كلها لخشوعه, وكل عمل ابن ادم ينبع من قلبه فقال (صلى الله عليه وسلم) (( إن في لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب )) . وقد ورد إن لقمان كان عبداًً اسود اللون وكبير الشفيتين فقال له سيده اذبح شاة وأتني بأطيب مضغة فيها فذبح وجاءه بالقلب واللسان , فأمره إن يذبح شاة أخرى ويأتي أبخبث مضغة فيها ففعل وجاءه بالقلب واللسان , فقال له أمرتك إن تأتيني بأطيب مضغة فأتيتني بالقلب واللسان وأمرتك إن تأتيني بأخبث مضغة فجئتني بالقلب واللسان , فقال انه ليس شيء أطيب منهما إذا هما طابا ولا أخبث منهما إذا هما خبثا |
أدوات الموضوع | |
|
|