![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() ![]() ففي سنة ( 950 م ) كانت شوارع قرطبة تزدان بثمانين ألف متجر ، وتضاء ليلا بمصابيح تعلق على حيطان المنازل ، وتباشر فيها أعمال النظافة عن طريق عربات القمامة التي تجرها الثيران ، ثم تغسل بالماء . وهذا كله قبل أن تتخذ فرنسا من قرطبة مثالا لها في النظافة ، ففي سنة ( 1185 م ) ، وقبل أن تعبر صحيفة ألمانية في عددها الصادر سنة ( 1819 م ) عن سخطها من إضاءة المصابيح بالكهرباء ، ووصفته بأنه : شر مستطير من البشر يهدد الظلام الإلهي ! لقد كانت حياة الترف ، والغنى بادية على مسلمي الأندلس في هيئاتهم ، ومساكنهم ، ومطاعمهم ، وطرقهم ، وحدائقهم . فأسواق قرطبة كانت تعد من أغنى أسواق العالم ، ولم يسمع بشيء من التوابل ، والعطور ، والمنسوجات إلا وجد في أسواق قرطبة ، وكانت موانئ الأندلس تعجّ بالسفن المحملة من بضائع الدنيا . وكانت حمامات الأندلس محشوة أطرافها بالمرمر ، والفسيفساء ، وكانت الحدائق العامة الخضراء ، والمزينة بالزهور المختلفة في أشكالها ، وألوانها ، وروائحها ممتدة على شاطئ الوادي الكبير . وبلغ من غنى الناس ، وترفهم أنهم يتفاخرون بجهاز بناتهم ، حتى إن أحد خواص الحاجب المنصور دخل عليه يسأله جهازا لابنته ، فملأ حجره مالا أضعاف ما يريد ! وإذا كان هذا عند عامة الناس ، فالخلفاء ، والأمراء من باب أولى . ويكفي أن نعرف أن عبد الرحمن الناصر أنفق في بناء مدينة الزهراء كل يوم ( 6000 ) صخرة ، وجلب إليها الرخام من إفريقية ، وعمل في بنائها ( 10,000 ) عامل ، وكان قصر الزهراء يحتوي على ( 4,000 ) سارية ، ويخدم فيه ( 13,750 ) فتى ، و ( جارية) ! يذكر المؤرخ الفرنسي رينو حال أوربا قبل الإسلام، فيقول : طفحت أوربا في ذلك الزمان بالعيوب والآثام، وهربت من النظافة والعناية بالإنسان والمكان، وزخرت بالجهل والفوضى والتأخر، وشيوع الظلم والاضطهاد، وفشت فيها الأمية . يصف البكري بعض أصناف الصقالبة سكان المناطق الشمالية في أوربا، فيقول: لهم أفعال مثل أفعال الهند، فيحرقون الميت عند موته، وتأتي نساء الميت يقطعن أيديهن ووجوههن بالسكاكين، وبعض النساء المحبات لأزواجهن يشنقن أنفسهن على الملأ، ثم تُحرق الجثة بعد الموت، وتوضع مع الميت . لكن ، وبعد دخول الإسلام في الأندلس تغيرت الأندلس كليا طبعا ، وسلوكا ، وخلقا . فقد علَّم المسلمون في الأندلس الأوربيين مبادئ السلوك الراقي، ويكفي أن نعرف أن الأوروبيين الموجودين في شمال إسبانيا قبل دخول الإسلام كانوا لا يغتسلون إلا مرة أو اثنتين في السنة ، ويعتبرون ذلك من البركة ، إلى أن وجدوا المسلمين يتوضأون خمس مرات في اليوم ، ويغتسلون في مناسبات عديدة تبلغ أكثر من 18 غُسلاً. انتقلت هذه النظافة إلى أوروبا وغيرت سلوكيات الأوروبيين ، كما انتقل التعامل بالرحمة بين أفراد الأسرة إلى أوروبا، وبدأت الأسرة الأوروبية تتأثر بالجو الإسلامي ، وحتى النظام والإضاءة في الشوارع ونظام الري والصرف في الزراعة . هذا جانب من الخير الذي عمّ أرجاء الأندلس بعد دخول المسلمين منقول من منتدى الأندلس http://www.youtube.com/watch?v=6yGX8mpVWaI&feature=player_embedded http://www.youtube.com/watch?v=i17lQOhER7s&feature=player_embedded http://www.youtube.com/watch?v=1kALmdYKsio&feature=player_embedded منقول
__________________
![]() ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|