أكد الكاتب والأكاديمي البحريني الدكتور عبدالله المدني أن "إيران تقف وراء كل أزمات البحرين"، وأنها "أحدثت ثقوباً في العلاقة بين الطائفتين الرئيسيتين في البلاد: السنة والشيعة". وقال إن "النظام في البحرين أعطى الشعب ما لم يعطه أي نظامٍ عربي آخر، حيث أطلق حرية العمل السياسي من خلال الجمعيات السياسية المرخّصة والتي تحصل على دعمٍ من الميزانية العامة، وهو تطور ديمقراطي لم تصل إليه ديمقراطية الكويت التي مر عليها أكثر من خمسين سنة"، حسب تعبيره. وجاء ذلك في حديثه لبرنامج "إضاءات" الذي يقدمه تركي الدخيل على قناة "العربية"، ويبث غدا الخميس 9-6-2011، في الثانية ظهراً بتوقيت السعودية، ويعاد في الساعة الخامسة بعد الظهر من الأحد القادم.
وقال المدني إنه ينظر "بأسى إلى بعض أبناء البحرين، وهم يحاولون تحطيم ما بنته الحكومة خلال العقود الثلاثة الماضية"، مؤكداً أن "البحرينيين عاشوا خلال الأحداث الأخيرة أيام رعبٍ حقيقية حيث كان الإنسان يخاف على نفسه وعلى أبنائه وعلى عمله نتيجةً للفوضى التي ارتكبتها قلة من البحرينيين". وحول المظاهرات التي جرت في "دوار اللؤلؤة" في البحرين، قال المدني إن "الشعارات التي أعلنت في ذلك المكان كانت تدور حول إسقاط النظام البحريني، وتحويل البحرين إلى جمهورية إسلامية شبيهة بالنظام الإيراني، على عكس الثورات الأخرى في العالم العربي والتي تطالب بالمجتمع المدني والحريات والعدالة وإقامة دولة المؤسسات، كما اتهم المدني النظام الإيراني بأنه "أهمل المواطن وبدد الأموال لدعم الحركات الميليشيوية في الخارج".
وأشارالمدني إلى أنه لا يستطيع أن يصف ما جرى في البحرين بالاحتجاج السلمي "في ظل قطع الشوارع وممارسة الشغب والتآمر ضد الوطن"، لافتاً إلى أن الموقف الأمني الحكومي تعرض للتضخيم والمبالغة واستخدمت فيه أدوات إعلامية "معادية من خلال الدولة الموجودة على الضفة الأخرى (ملمحاً إلى إيران) وتوابع هذه الدولة لدى بعض أنصارها في لبنان والعراق، وبعض الجماعات في الكويت. واعتبر المدني أن ما جرى في البحرين أعمال شغب وتخريب، لا تمتّ إلى الثورة بصلة متسائلاً: كيف يثور طبيب راتبه 9 آلاف دولار ولديه بيتٌ فاخر؟! وأضاف أن "الذين تظاهروا في البحرين ليست لديهم مطالب معيشية محقة كما في مصر".
وأكد المدني في حديثه مع الدخيل، أن "مجتمع البحرين بطائفتيه الرئيسيتين السنة والشيعة عاش بوئام وسلام على مر التاريخ، غير أن الثقوب في العلاقة بين الطائفتين ظهرت مع نشوء النظام الموجود على الضفة الأخرى من الخليج الذي أعطى الوقود للفتن المذهبية في كل دول الشرق الأوسط". وأضاف المدني أن "أزمات البحرين كلها تقف وراءها إيران، مذكراً بمجيء هادي المدرّسي في الثمانينات إلى البحرين من أجل قلب النظام، وفي التسعينات بعثت إيران بجماعات من أجل التكسير والتخريب، وقطع الطرق في القرى، وفي 2011 استغلت إيران احتجاجات تجري في العالم العربي من أجل إسقاط النظام في البحرين". وحول ضعف الإعلام الرسمي أثناء الاحتجاجات، قال المدني إن "الإعلام البحريني الرسمي كان ضعيفاً، ولم يوصل الصورة الكاملة لما يجري"، منتقداً جهل بعض المثقفين العرب بالأحداث البحرينية، ولاسيما جهل بعضهم بوجود جمعيات سياسية في البلاد".