جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إلا الذين ظلموا منهم .. بقلم د. طارق عبد الحليم
إلا الذين ظلموا منهم .. بقلم د. طارق عبد الحليم
"إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ مِنْهُمْ..” د.طارق عبد الحليم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نتحدث عن أهل الكتاب، ممن يعيش بين المسلمين، على أرض المسلمين، فإننا نتحدث عن أقلية، أو (minority) كما يعرّفها النصارى في الغرب. وطبيعة الأقلية أن لا تَغلُبَ بطباَئعها وشرائعها وشعائرها على الأغلبية، إذ هذا لا يتمشى مع قوانين التوازن الإجتماعيّ وقواعد العدالة، ولا يؤدى إلا إلى الضرر على الجميع، من حيث قُصِدَ به الإنتصارُ لفئةٍ قليلةٍ على حساب فئةٍ كثيرةٍ، بغير إذن من الله. وحين أتحدث عن هذا الأمر، أتحدث من واقعٍ تعيشُه الجاليات من الأقليات في الغرب، سَواءً كانت أقليات عرقية أو دينية. فالمساواة والعدالة تجدها في الظاهر، وفي الأمور التي تطالها يدُ القانون، إن لم يمكن التحايل عليه. لكن حقيقة الأمر غير ذلك، كما يعرِفُ مَن عاش في هذه البلاد فترة كافية، وتعامل فيها مع الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية. من هنا يأتي دور مؤسسات الرقابة، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الأقليات، وما تشاء من مؤسسات تهدف إلى رأب الصَدع الطَبعيّ في القوانين الوضعية. ودين الإسلام، خلافاً للقانون الوضعي، لا يدع مجالاً لأحدٍ أن يُفلت من العقاب، فالرّقيب عليه لا ينام، ولا تغيبُ عنه عنةٌ ولا هنةٌ. ومن هنا فإن الرقابة على حق الأقليات أشد والحرص على حفظ حقوقهم أبلغ مما هو في أي قانون آخر، قال صاحب الشرع جلّ وعلا "لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَـٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ" الممتحنة 8. فالبرّ والقسط مطلوب من المُسلم حيال أهل الذمّة – أو الأقليّات كما يحبّ اللادينيون أن يُسْمونَها، وكأن ليس لهؤلاء ذمة!! والأسباب التى تدفعُ الطَائفة الحَاكمة المتحكّمة، من الذين غَلبوا على أمرِهم، أن ينتصِروا لمثل هذا التوجَه المَقلوب يرجع إلى عدة أسباب، منها علو الصوت و"الهيصة" التي يقوم بها اللادينيون ليُهيؤا لأولى الأمر أنهم من ذوى القوة والإجتماع، وليسوا بذلك، ومنها أنّ الغالبية المُسلمة عادة تنتصر بحُكامها، وهؤلاء الذين هم من غلبوا على أمر المُسلمين اليوم، لا يوالون ولا ينصرون أبناء جِلدتهم، بل يعادونهم في الدين، وينتصرون لأعدائهم. كذلك فإن أهل النصرانية في العَالم قد انتصروا لبنى مَلتهم، وعاونوهم على مُواطنيهم من أهل الإسلام. لذلك نرى هذا التوجَه المَقلوب يعمل عَمله في المُجتمع المصريّ، وعلا صوت اللادينيين والقبط، على صوت أهل افسلام من الغالبية، وبدا أهل الإسلام من الضَعف والهَوان ما يراه ويعلمُه الكلّ. لكن، إن عدنا إلى أن النصّ القرآنيّ، رأينا أنه قد اشتمل على صِفَة يجب أن تتحقق في أهل الذمّة الذين لم ينه الله سبحانه عن برِهم والقسط اليهم، وهى أن يكونوا ممن لم يقاتلوكم في الدين، ولم يُخرِجوكم من أرضكم. كذلك، فقد أمر الله سبحانه في آية أخرى بأن يكون حديثنا إلى أهل الذمة، وأهل الكتاب عامة بالمعروف "وَلَا تُجَـٰدِلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ مِنْهُمْ"، نعم، إلا الذين ظلموا منهم. حين يتنادى القبط بأن يترك المُسلمون من الغَالبية دينهم وشريعتهم، ويرفعوا مرجعيتها من عقدهم الإجتماعيّ ودستورهم الأساسيّ، ليكون في ذلك ضَمان القِسط والعَدل لهم، فهم من الذين يقاتلوننا في الدين ومن الذين ظلموا. حين يتنادى القبط بالتعاون مع الغربِ الصليبيّ لضرب المسلمين وإتخاذ كلّ ما يمكن من الأسباب لضمان حقوقهم التي يدعون أنها مغصوبة، ولو بغزو البلاد، فهم من الذين يقاتلوننا في الدين ومن الذين ظلموا. حين يخرج القبط متظاهرين في الشوارع، يعتدون على المسلمين الأبرياء، فهم من الذين يقاتلوننا في الدين ومن الذين ظلموا. حين تختطف الكنيسة سيداتٍ مؤمنات، آثرن دين الحقّ، وتخفيهن وتعذبهن، فهم من الذين يقاتلوننا في الدين ومن الذين ظلموا. حين يخرج كلب من كلابهم العاوية ويزعم، علناً، أن القرآن موضوع، وآياته كتب بعض منها بعد وفاة سيده وسيد العالمين صلى الله عليه وسلم، فهم من الذين يقاتلوننا في الدين ومن الذين ظلموا. حين يسب المتظاهرين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقفتهم أمام ماسبيرو، فهم من الذين يقاتلوننا في الدين ومن الذين ظلموا. ووالله لا أدرى على أيّ اساس يرضَخ المهزومون من المسلمين لهذا الهوان، بل ويتزلفون لهؤلاء المُثلثَـة من عبّـاد الصُور والتماثيل، بترديد آيات الله التى ذكرنا، على أسَاس أنها تدعو إلى برّهم والقسط اليهم، بل ويزايدون عليها بزعم أنها تدعو إلى حبهم وعقد أواصر الأخوة معهم، وبغض البصر عمّا بينا ما فيها من شروطٍ تجعل فعل هؤلاء القبط خروجٌ على عقد الذمة، ومحاربة لله ورسوله، وعداءٌ صارخٌ للمسلمين من أبناء الوطن، وخيانة عظمى للوطنِ نفسه. يتساءل المرء، اين عزة الإسلام في بلاده؟ ايرهب المسلمون القبط، ويحسبون لهم ألف حساب، ويتعدى القبط على المسلمين كل يومٍ وكل ساعة؟ ترى ماذا يكون تصرف القبط لو أن قبطية إختطفت ومنعت من أهلها ومن دينها؟ والله قفامت الدنيا ولم تقعد. يجب على المسلمين أن ينهضوا بالخروج إلى الشارع، بهويتهم الإسلامية، لا شباب ثورة ولا يحزنون، يجتمع فيها كلّ صاحب دين، من الإخوان أو السلفيين، والجماعة الإسلامية، وكل ّ من لا ينتسب إلى جماعة ممن يحب الله ورسوله، وهم الغالبية الساحقة، يدعون إلى دين الله دون عنفٍ أو عدوانٍ، ليعرف القابعون على كَراسيّ صُنع القرار السياسيّ من هم أصحاب القرار الإجتماعيّ على الأرض، من له الكلمة الأخيرة في أمر مصر. وهذا الخروج لا يصلح أن يكون "وقفة"، ولا "تظاهرة"، بل يجب أن يكون حشداً هائلاّ يُرهب من يتخَلف عنه، ويُعلم الدنيا بمكان المسلمين في مصر، وفي قرارات مصر، ومصير مصر، وليكن عنوانه "يوم الله"ودعْ عنك مواقف المَهزومين من "الإسلاميين"، ممن أتت ظلمة السجون على عزائمهم فخارت، وضلّت، من ثم، قراراتهم وبارت، فتراهم يتعللون بالسياسة، ويعتقدون أنهم سيتمكنون من التدسّس بالإسلام عن طريق مهادنة قوى الظلام، والإنحناء أمام زفراتِ أنفاسها اللاهثة. هذا ليس طريق النبوة، ولا طريق الرُجولة والشهامة، ولا طريق العِزة والكرامة، ويظهر أن هؤلاء قد نسوْا عزّة الدين الذي يحملونه ويتحدثون باسمه، ويَدّعون الإخوة فيه، من طولِ الهوان والإنهزام. دون هذا الحَشد، الذي نرهب به عدو الله وعدونا، والذي يكشف للذين ظلموا منهم أننا نُغضى عنهم، حين نُغضى، صَفْحاً لا ضَعفاً، ونتركهم يَسيرون على وجه الأرض عزة وتقىً لا ذلة وخناً، فسيظل المُسلمون يَحسبون كلّ صَيحة عليهم، يرهبون الأضعف، ويخشون الأذل. والله غالبٌ على أمره. * 8 يونية 2011 |
#2
|
||||
|
||||
اقتباس:
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: إلا الذين ظلموا منهم .. بقلم د. طارق عبد الحليم | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
لا حول ولا قوة إلا بالله(فوائد وثمار | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 1 | 2021-05-30 08:25 AM |