جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
حلقات إلي ذري المجد فارتق مفرغة
سلسلة إلي ذُري المجد فارتق لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني_حفظه الله. الدرس :الأول. _____________________________________ مقدمة: إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدى الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي وأحسن الهدي هدي محمد_ صلي الله عليه وآله وسلم _، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعه وكل بدعة ٍضلالة وكل ضلالةٍ في النار . اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد . _________________________________________ فإن أكثر الناس يعتبرون قيمة الوظيفة في مردودها ، فكلما درت الوظيفة ربحًا ومردودا على صاحبها كانت وظيفة قيمة يتنافس الناس من أجلها . وأشرف الوظائف على الإطلاق هي وظيفة الدعوة إلى الله _سبحانه وتعالي_ فهي وظيفة الأنبياء والرسل ، ولا يسلك هذا السبيل إلا أفراد من بني أدم إذا قِيسوا بمجموع الآدميين على وجه الأرض . دانلوب الإنجليزي وتغييره في حقيقة الوظيفة: ولتعرف قصة الوظيفة: عندما وضع[ دانلوب الإنجليزي ]منهج التعليم في مصر ، وانتقل هذا المنهج من مصر إلى سائر الدول العربية ، لأن مصر هي التي علمت الدول العربية عن طريق ابتعاث المدرسين وغيرهم . فبدأ هذا الماكر يغير في حقيقة الوظيفة ، فأعطى أعلى راتب لمدرس اللغة الإنجليزية ، كان يأخذ اثني عشرة جنيهًا ، وأعطى له الحصص الأولى ، مدرس اللغة العربية كان يأخذ أربعة جنيهات وحصته عادة في أخر اليوم ، ثم ربطوا حصة الدين بمدرس اللغة العربية ، عندما يكون مدرس اللغة الإنجليزية يأخذ اثني عشرة جنيهًا فماذا تكون النتيجة ؟ أن معظم الناس يتجهون لدراسة اللغة الإنجليزية لزيادة العائد والراتب الكبير ، ويتخففون من اللغة العربية لاسيما أن الطالب في الحصص الأولى يكون نشيطًا ، حاضر الذهن ، وأما في الحصص الأخيرة يريد أن يقفز من على السور ، وصل إلى درجة الملل . ماترتب علي مافعله دانلوب الماكر. فمن هنا بدأ الناس يتنافسون ، اليوم مثلاً يتنافس الناس على دراسة اللغات كانت كلية الألسن في زماني كانت كلية من أواخر الكليات ليس لها قيمة تقريبًا ، وكانت خارجه من اسم مدرسة الألسن ولا أحد يعرف قيمتها ، الآن كلية الألسن من كليات القمة التي تُنافِس كليات الطب والصيدلة غير ذلك لماذا ؟ قالوا لأن الدنيا تغيرت والعالم تغير ويحتاج إلى لغات . تعلم الكمبيوتر مثلاً هذا يتنافس الناس فيه ويبدعون فيه كلما فزت بدقة التخصص كلما كنت مطلوب أكثر ، فهكذا مقياس الناس . أشرف الوظائف على الإطلاق أن تكون داعيًا لله _عز وجل_: أما الذين يعيشون في الدنيا بأبدانهم وينظرون إلى الآخرة ببصائرهم فيعلمون أن أشرف الوظائف على الإطلاق أن تكون داعيًا لله عز وجل ، أن تدل الناس عليه ونحن نعلم حديث النبي_ صلى الله عليه وسلم_:( وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) . ثلاثٌ وسبعون طريقًًا كُلُها تؤدي إلى النار إلا طريقًا واحدًا ، فإذا كنت أنت هذا الحادي الذي يقف على طريق الحق ويجنب الناس هذه الطرق ، طرق المهالك والضلال ، فالنبي _صلى الله عليه وسلم_ يقول:( الدال على الخير كفاعله) فكل إنسان انتشلته واجتذبته من هذه الطرق وأوقفته على طريق الحق لك مثل أجره .وأنا أريد أي إنسان مغرم بلغة الحساب يعمل لي حسبة بهذه المسألة ويرى كم من العائد يعود عليه في الدنيا وفي الآخرة . المراد بالنعمة السالبة. والناس قِصار النظر لا ينظرون إلا إلى الدنيا ، ولا ينظرون إلا إلى المال الإيجابي إذا صحت هذه التسمية ، ينظرون إلى الأموال السائلة ، لا ينظر إلى ما يُسمى عند بعض أهل العلم بالنعمة السالبة ، [والنعمة السالبة التي ليست نقوداً مثل الصحة ,]أنت تعمل وتتحرك في الدنيا وتعمل كل ما تريد بصحتك ، فإذا ضاعت الصحة ، ماذا يحدث ؟ لو عندك ملايين سائلة ستنفقها من أجل أن تسترد هذه الصحة مرة ثانية . أي أن الصحة السالبة الكامنة التي لا تدفع لها أموال يوميًا لتستردها .سلامة الأولاد صحة الأولاد ، سلامتك ، صحتك . متى تتسيل نعمة الصحة؟ ويمكن أن تتسيل هذه النعمة[ أي تكون أموالاً] إذا فقدها صاحبها. بما يُكافيء الداعي إلي الله_عز وجل_ الداعي إلى الله _عز وجل_ لابد أن يُكافيء في الدنيا ولا يلزم أن تكون المكافأة مال ، إنما يُكافأ بنعمة الرضا وبراحة البال ، واستقامة الأبناء استقامة الزوجة ، محبة الناس محبة الجيران ، طيب الثناء والذكر . ذكر العالم أكثر من ذكر الأب والأم. ونحن جميعًا نذكر علمائنا أكثر من أبائنا وأمهاتنا .أبي مات وأبوك تتطلب له الرحمة كم مرة ، لكن أنت طالب علم تدرس في كتاب قال المصنف_ رحمه الله _ ، قال أحمد_ رحمه الله_ قال مالك _رحمه الله_، قال البخاري رحمه الله صارت ملازمة للسان أنك تترحم وتترضي على أهل العلم ، وهذه ليست مسألة هينة لا يعرفها إلا الموتى عندما يترحم أهل الأرض عليهم ويكون للإنسان لسان صدق في الناس يعرف هذا الميت قدر هذا الذي فعله وبذله في الدنيا . حقيقة الدعوة ، وكيف ندعو الناس إلي الله عز وجل. كثير من إخواننا الذين أتوا إلى هذا المسجد أتوا بقصد أن يعلموا حقيقة الدعوة ، كيف يدعون الناس إلى الله ؟ عندما قلت الدعوة إلى الله _عز وجل _وظيفة هذه[ مجرد تسمية اصطلاحية]، وإن كان بعض الناس يعترض عليها لكنني قصدت أن أقرب المعنى بها . إذا تعامل الداعية إلى الله عز وجل بمنطق الموظف فشلت دعوته : بل لابد أن يتعامل وهو يمضي في طريقه بقلبه الموظف يُمكن أن يذهب ويوقع في المصلحة ويأخذ خط سير ويرجع إلي منزله ، بعض من رزقه الله عز وجل حسن الأداء من الخطباء عندما يتجمع عليه الناس يُنقل ، لاسيما أن كان من يحمل في صدره حقدا وغيظاً له. بيته بجوار المسجد أو المسجد في نفس البلد فكان لا يجد مشقة في الذهاب إلى المسجد ، فنقلوه إلى أبعد مكان فيغضب ، ويحزن وغير ذلك ، وأنا أقدر غضبه لأنه سينفق وقتًا في الذهاب والإياب وسيكلفه مصاريف وغير ذلك لأنه ذهب إلى هناك عقوبة . الذين يعيشون علي ثغر الدعوة بقلوبهم حيثما وقعوا نفعوا. الذين يعيشون علي ثغر الدعوة بقلوبهم يغتبطون لهذا ، يقول أرض بور سأشجرها ، لأنه حيثما وقع نفع ، تضعه في أي مكان لا يسكت ، يزرع فإذا كان أهل بلدي استفادوا من في هذا الموقع واستطعت أن أكون نواة من الشباب الجيد وأبذر فيهم بذرة الدعوة إلى الله _عز وجل _، فأنا ذهبت إلى أرض بور سأشجر في هذه الأرض ، جعلوها عقوبة وفقني الله _عز وجل_ أن أجعلها منحة . محنة تعرض لها الألباني_ رحمه الله_ فكانت منحة: الشيخ الألباني_ رحمه الله _قص علينا أنه لما سُجن اصطحب معه صحيح مسلم وهو يقول أنه كتابي المحبب لأن مسلم له رونق معين بالنسبة للسياق وترتيب الأحاديث والإتيان بالألفاظ على وجهها وليس كالبخاري . ففي خلال الثلاثة أشهر التي أُعتِقلَ فيها لخص صحيح مسلم ، ويقول كان الإشكال أن اللمبة كانت في السقف ، وسقوف السجون تكون مرتفعة جدًا بحيث يكون التنفس إلى حد ما جيد ، وهم يعملون فتحة عالية فوق تدخل الهواء ولا أحد يستطيع أن يتسلق ويقفز من الشباك أو غير ذلك تحايل بقدر المستطاع أن يحضر سلك طويل كي ينزل اللمبة إلى تحت حتى يستطيع أن يقرأ في هذا الكتاب ، يقول: وهكذا أرادوها محنة فكانت لي منحة . أي إنسان يحب الدعوة وتكون في دمه هذا لا يضيره أين ذهب . فنحن نريد الآن أن نكون كالجن في سرعة تلبية النداء بعد أن سمعوا القرآن رجعوا دعاة لله _عز وجل_. الذين قال الله عز وجل فيهم:{ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ . قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ } [الأحقاف:29-31] . فخبر هؤلاء الجن كما فى صحيح البخاري ومسلم إنهم جماعة من جن نصيبين وكانوا ذاهبين كالعادة يسترقون السمع ليعرفون الأخبار ، وأثناء ذهابهم إلى المهمة الرسمية فإذا بالشهب تطاردهم وهذا ليس كالعادة ، ما الذي حدث قالوا لابد أن يكون حدث شيء . فرجعوا إلى قومهم فقالوا لهم لماذا رجعتم ؟ قالوا حدث كذا وكذا ، قالوا حدث شيء عظيم ، طوفوا بمشارق الأرض ومغاربها وأتونا بالخبر ما الذي حدث ؟ ، فلما ذهبوا مرة أخري كان النبي _صلي الله عليه وسلم_يقرأ في صلاة الفجر يصلي بأصحابه ويقرأ ، فعندما,وقفوا على قراءة النبي_صلي الله عليه وسلم_ لم يتحركوا ، وقالوا أنصتوا ، أي استمعوا بأذن أي ألق سمعك أي استسلم ، ( فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ) هم كانوا ذاهبين ليستمعون إلى خبر السماء وكانوا يعملون مع الكهان ، الجن , عندما يسترق السمع يسرق الأخبار التي سوف تنزل على الأرض ، كأن يقول مثلاً فلان سيموت اليوم في الساعة الثامنة صباحًا . الأمر نزل سينزل به الملك ، ملك الموت _عليه السلام_ أو أحد من يعاونوه الساعة الثامنة تمامًا هذا يكون روحه خرجت ، تخرج بأي وسيلة وهو يجلس في بيته ، اصطدم في عمود ، وقع عليه جدار ، وقع تحت سيارة ، غرق في البحر ، كما يقدر ربنا سبحانه وتعالى كيف سيموت ، فيتسمع الجني بأذنه الأخبار فيعرف أن فلان سيموت الساعة الثامنة . والجن لكي يصلوا إلى السماء يركبون بعضهم علي بعض ,إلى أخر واحد يسترق السمع ، و الشهب باستمرار لهم بالمرصاد ، الشهاب يحرق هذا وهذا ، وهذا ، ويقوم أحدهم بنقل الخبر للذي تحته ثم إلى الذي تحته ...... وهكذا إلى أخر واحد يحملهم ,فتكون الشهب حرقت معظم هؤلاء الجن وهذا الذي يفلت بالخبر . فيذهب إلى الدجال ويقر هذا الخبر في إذنه قر الدجاجة ،[ الدجاجة عندما تريد أن تبيض و تصدر صوتاً معيناً]، فهذا الجني يعمل هكذا ، فالرجل الذي هو كاهن يرسل للجماعة يقول لهم ليس هناك داعي أن يسافر اليوم ، اجعلوه يؤجل ، كيف يؤجل والتذكرة مقطوعة والحجز مؤكد وإذا لم أذهب سيكون هناك أضرار علي فيصر علي الذهاب فيصرح الكاهن بأنه لو ذهب سيتعرض لحادث, فلا يصدقوه, متهمين إياه بالجنون , لأنه لايعلم الغيب ، إلا الله وبالفعل يذهب ويعمل حادثة ويموت فيها ، المرة القادمة لو قال له لا تتحرك فلن يتحرك ، فهذا كلام عائشة رضي الله عنها لما تقول:( يا رسول الله إن الكهان يحدثوننا بالكلمة فتكون حقًا قال: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني ثم يخلطونها بمائة كذبة). فالجن الذين كانوا يذهبون بهذه المهمة بمجرد أن سمعوا القرءان رجعوا دعاة إلى الله سبحانه وتعالي:( فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) _ ولى_ معناها [أسرع ]، أي لم يمشي ببطء أسرع ، لماذا لأنه نبأ عظيم كبير . ولو أننا صرنا بنفس حس الجن في هذا الموقف أعتقد أننا سنطبق الأرض هدى بإذن الله تعالي_ عز وجل_ ، والفرد الواحد في بلد يستطيع أن يكون كالشمس ، والشمس اليوم تخرج فتضيء الكون كله . أدع إلي الله ودعك من المثبطات وتحقير النفس. فلا تقلل من قدر نفسك ولا تقول لن أصلح الكون ولا أقدر علي عمل شيء وغير ذلك ، دعك من هذا كله ، وكلمة ما ترك الأول إلى الأخر شيئًا من المثبطات التي ينبغي أن يطرحها المرء خلف ظهره لعل الله_ عز وجل_ أن يجعل هدى البلد بك ، ولا تحقرن موهبتك ، ولا تحقرن نفسك ولا تقل أنا كبير في السن والعلم يحتاج إلى بذل وإلى تعلم من الصغر وكل هذا الكلام اطرحه جانبًا . مغاليق الفهم إنما تفتح بإذن الله. فإن مغاليق الفهم إنما تفتح بإذن الله ،يمكن أن تبذل الأسباب الأرضية ولا تفهم شيئًا ، مثل النصر عندما يتنزل على الجيوش المسلمة بدون عدة تُذكر إذا قيس بعدة العدو . كل مغازي المسلمين من أول بدر إلى أخر غزوة كان عدد المسلمين وعتادهم أقل من المشركين بكثير ، ومع ذلك ما غُلِبوا قط أبدًا في غزوة مؤتة كان العدو مائتي ألف وكان المسلمين ثلاثة ألاف، وربنا _سبحانه وتعالى _في الأول فرض عليهم أن الواحد يقاتل عشرة ، لم يستطيعوا قال: ( الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا )[ الأنفال:66] ، وجعل مقاتل يقابله اثنين ، فالذي يفر من اثنين يكون فر من الزحف ، إنما الذي يفر من عشرة فهؤلاء كثير عليه ، في غزوة مؤتة كانت مقاتل مقابل سبعين وليس واحد إلى اثنين ، ومع ذلك نصر الله المسلمين في هذه الغزوة نصرًا مؤزرًا ، تقرأها تحس أنها كالأساطير ولولا أن الأخبار صحيحة كان من الممكن أن أحدنا يداخله شيئًا من الريب في ضخامة عدد المشركين مع قلة عدد المسلمين ، فلم يتساوى أبدا المسلمين مع المشركين لا في العدد ولا في العدة . وأنا أقول لكم لو جلس الإنسان جلسة متأمل فيما يتعلق بمصر بلدنا الذين رجعوا إلى الله _سبحانه وتعالي_ من خلق الله الذين هم بالملايين ،عندما تري الذين كانوا يدعون إلى الله عز وجل , الذي أقوله بمجهودهم الفردي لا تظاهرهم دولة ولا تعطيهم مرتبات ولا أي شيء ،حتى أنتم كلكم عندما تذهبون تدعون إلى الله _عز وجل_ ، تسافرون علي حسابكم وتقطعون المسافات الطويلة وغير ذلك . دون أن يُحرككم أحد أو يعطيكم شيء ، وعندما تنظر إلى هذه الثلة وهي كثيرة والحمد لله ،بحساب المكسب الذي نراه ، هم أم خطباء الأوقاف وطبعًا لا يفهم أحد من كلامي أن خطباء الأوقاف ليس لهم دور ، لا ، هناك منهم أناس أفاضل ، وأناس مجيدون ، وأناس محبون ، مثلما عندنا ناس يلعبوا وناس ليسوا جيدون ، ، هذا موجود وهذا موجود وحتى لا يتصور أحد أنني أحط من قدر أحد . الناتج الخاص بالناس الذين عملوا وحدهم أو الذين يعملون تابعين للوزارة من غير تفكير تعرف أن الناتج الذي تحصل عليه من الذين انطلقوا إلى الدعوة إلى الله عز وجل محبة لهذا الدين أعظم بكثير جدًا من الطرف الأخر . فأنا أريد أن أقول لا نريد أن نكون موظفين ونحن ندعوا إلى الله _عز وجل والدعوة إلى الله _عز وجل_ لها ثلاثة أركان لابد أن تكون واعيًا تمامًا لكل ركن ونجاح دعوتك مرهون بقدر معرفتك بكل ركن . فأنا إن شاء الله تعالى لن أسهب كثيرًا ضرب في الأمثلة ، ولكن سأضع الخطوط العريضة أمام إخواننا من الدعاة الشباب . والدعوة إلى الله عز وجل ثلاثة أركان:- الركن الأول: الدعوة نفسها ، إلى ما تدعوا ؟ إلى أي منهج تدعوا . الركن الثاني: الداعية الذي سيبلغ هذه الدعوة . الركن الثالث: المدعو الذي سيتلقى هذه الدعوة . الركن الأول :الدعوة نفسها هذا لب الموضوع كله كما سمعتم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:( وتفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة ) كل فرقة من هذه الفرق لها أصول ولها فروع ، الخلاف الأصلي بين هذه الفرق ليس في جزئيات الفقه مثلاً ، إنما هي في مسائل الإيمان والتوحيد ، أي في عصب الإسلام ، اختلفوا مثلاً في صفات الله _عز وجل_ . الجميع يتفقون على التنزيه حتى المبتدعة ، يقول أنا أنفي الصفة أنزه ربي ، أن يكون كالخلق ، فيدعوه هذا إلى تعطيل الصفة ، يقول أحدهم, أن العقل قبل النقل لأنه لا يفهم النقل إلا بعقل صحيح ، فهذا الكلام في الحقيقة مضاد لما جاء به الرسول وما علمناه الصحابة رضي الله عنهم ، فيبدأ بتضبيط أصول لنفسه حتى يقاوم أصول أهل السنة والجماعة الذين يمثلهم القرون الثلاثة الأول ، الصحابة ومن بعدهم . فيبدأ يقول مثلاً أنً خبر الواحد لا يُنقل به عقيدة ويأت من الأحاديث بأشياء تعضد هذا ، يقول لك مثلا عمر بن الخطاب لما كان مشغولاً ودخل أبو موسى الأشعري ، لم يدخل وقف على الباب فدق الباب والحديث في الصحيحين على عمر بن الخطاب كان مشغولاً ، المهم ثلاث مرات وانصرف أبو موسى الأشعري ، عرف عمر بن الخطاب صوته فقال بعدما انصرف من مشاغله عبدالله بن قيس كان بالباب ؟ قالوا نعم . قال: ائتوني به ، فلما جيء به قال: ما الذي جعلك تنصرف ؟ قال لخبر سمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع ) ، قال: لتأتيني بمن يشهد معك أو لأوجعنك ، قال هذا يدل على أن خبر الواحد لا يصح بمفرده ، لابد أن يعضد بواحد مثله ، أو يعضد بقرين فيأتي بالأحاديث التي تشبه هذا . و في أخر الكلام يرد علي هذا ، أن عمر بن الخطاب_ رضي الله عنه_ عندما قال هذا لأبي موسى لما قال لأوجعنك أي سيضربه ، فذهب أبو موسى منتقع اللون يبحث في الحلق ويرى هل في الصحابة من يشهد معه أو هناك احد سمع هذا الخبر معه فلما ذهب إلي جماعة من الأنصار وحكي لهم الحكاية تعجبوا جدًا أن تكون سنة الاستئذان تغيب علي عمر ، فقالوا والله لا يقوم معك إلا أصغرنا ، فقام أبو سعيد ألخدري_ رضي الله عنه_ وكان أصغرهم آنذاك وذهب فشهد مع أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك . فعقب عمر بن الخطاب وعلق على ذلك فقال لأبي موسى[ أما إني لم أتهمك ولكن الحديث عن رسول الله شديد ]، وهذا كان مذهبًا لعمر خاص ، رأى رآه ،فعندما يقول له أما إني لم أتهمك ، هذا واضح وهذا يتناسب مع مذهب عمر ، فيأت بمثل هذه الأحاديث ليضرب بها الأدلة الكثيرة . كي لا يحدث خلط بين المناهج بعضها البعض. فكل واحد من أهل البدع جعل له أصولاً ، وكي لا يحدث خلط بين المناهج بعضها البعض ,قبل أن أدعوا الناس إلى الله لابد أن يكون هذا المنهج مُعتَقد بالنسبة لي ، وليس أن تقرأ كلمتين وتبلغهم, و ليس معني هذا أن إخواننا الذين تجاوزوا هذه المرحلة وصار لهم سنوات يدعون إلى الله _عز وجل _في الوعظ وغير ذلك أن يتوقفوا . نصيحة لمن يتمني أن ينال أشرف الوظائف . أولاً "تدرس مذهبك إبتداءًا في الاعتقاد ، لا تذهب إلى أي مذهب مبتدع لأن لهم شبهات خطافة تخطف القلب ، لا تضمن أن تدخل على أي منهج ولا تخرج منه وتدافع عن هذا المذهب المبتدع ، فعليك أولا أن تدرس كتب الاعتقاد ، اعتقاد أهل السنة والجماعة التي تتدين بها لربك سبحانه وتعالى وتتمني أن تنجوا يوم القيامة ويكون هذا هو شاغلك الشاغل .ثم تترقي من كتاب إلي آخر,وعليك بالمصادر الأصلية في الاعتقاد ، الكتب الأولى التي يغترف منها كل من جاء من المتأخرين ، وعليك بالكتب المختصرة في مسائل الاعتقاد وتترقى شيئًا فشيئًا . من المصادر الأصلية في الاعتقاد: ولكن لابد أن تعلم أن مردودك في النهاية إلى كتب المصادر الأصلية التي يغترف منها العلماء الكبار كشيخ الإسلام بن تيمية_ رحمه الله _ ومن جاء بعده ، الكتب الأصلية مثل 1-كتاب الإيمان لابن منده 2-والتوحيد لابن منده أيضًا 3-وكتاب التوحيد لابن خزيمة ، 4-وكتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل 5-وكتاب الشريعة للأجوري 6-وكتاب الإيمان لابن بطه . 7-ومن أجود هذه الكتب المتأخرة عن هؤلاء كتاب اللالكائي الذي هو شرح اعتقاد أصول أهل السنة والجماعة ، كتاب رائع جدًا ومرتب بطريقة جميلة وأنت لو حذفت الأسانيد واختصرت هذا الكتاب لنفسك ربما لا تحتاج إلى أي كتاب من كتب المتأخرين إلا إذا أحببت أن تعرف تفصيل المسألة هذا يعطيك الاعتقاد الصحيح ، ويعطيك أسماء من اعتقدوا هذا الاعتقاد قبلك أسماء الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين بالأسانيد أيضا ، وأحيانًا يحذف الإسناد ويقول هذا قول فلان وقول فلان وغير ذلك . فمثلاً لو قلت لك من اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص سمي لي من قال بهذا الكلام قبلك ، ستقف متعجباً ليس معك ولا اسم ، لأنك لم تدرس إلا من كتب المتأخرين الذين يجعلون العنوان ثم يبدءون المدافعة عنه ويردون على شبهات المخالفين ،. أنا أحتاج أولاً أن أكون معتقدًا ابتداءًا ، ثم بعدما أحصل العلم أبدأ أعلم الناس ، أشحن الأول ثم أفرغ للناس. فثلاثة وسبعون فرقة ، اثنين وسبعون منهم كما قلت فرق مبتدعة ولها أصول ولها ضوابط في الفهم والفكر والتشغيب على أهل السنة والجماعة ، كل هذه الفرق بينها مشاكل ، لكن كلهم اتفقوا على أهل السنة والجماعة . المعتزلة مع الأشعرية يتخبطون بعضهم في بعض ، الماتردية مع الجبرية يتخبطون بعضهم في بعض ، مثلا ً، لكن كلهم في الأخر واقفين لأهل السنة والجماعة المذهب الحق . إذن قبل أن تدعوا الناس لابد أن تتحقق بحقيقة الدعوة قرءاناً وسنة . وهذا سيدخلك في دراسة الأصول ولابد ، ستدرس أصول العربية وتدرس أصول الفقه وتدرس أصول الحديث ، هذه الثلاثة ولن نطالب بأكثر من هذا أصول العربية: النحو والصرف ومعاني البيان وغير ذلك ، وهذا يجعلك انك تحتاج ثانية أن تأتي بكتاب قواعد النحو الأساسية الذي كنا نأخذه في ثانوي كتاب يجمع كل المنهج أو أي كتاب بسيط سهل من كتب النحو ، أو أي أستاذ لغة عربية تذهب إليه ليدرس لك النحو ، والنحو ممتع وجميل ، مثل الأصول عندما تدرس الأصول تشعر أنك أبصرت بعد العمى . لأن المرء إذا درس المسائل الجزئية لا يستطيع أن يثبت على قدم الحق ما لم يدافع عنها بالأصول . فلو أردت أن نقول في أي مسألة من مسائل الفقه حلال أو حرام أو مكروه أنت حفظت هكذا من كتب الفقه التي تشتهر بالجزئيات أي الفقه العملي ممكن أنا كرجل دارس أصول أوقفك لماذا حرام ؟ فين الصارف وغير ذلك وكلما قلت لي شيئاً أوقفتك ، أقول لك لماذا مباح ؟ ولماذا مستحب ؟ فلان يقول واجب وأنت تقول مستحب ، ما الصارف وما الدليل على كذا وكذا وكذا ؟ فعند عدم المعرفة من الممكن أن يتوقف. . إذن دراسة الأصول هي التي تجعلك ثابتًا . عندنا ظاهرة حاجة يريدون أن ينشئوها الآن يسمونها بالصوفية العلمية الصوفية في كثير من بلاد المسلمين انهزمت هزيمة منكرة أمام هذا التيار الجارف من الشباب المتسنن المتعلم ، درسوا أصول حديث ، وأصول فقه على الأقل متنورين حتى وإن لم يكونوا متخصصين أصبحوا فاهمين . الصوفية كان طول عمرها طعام ورقص ومزمار وموالد وغير ذلك ، خرج جماعة الآن نبهوا وقالوا لن يُوقِف هذا المد السلفي المبارك إلا أن نجادلهم بأصولهم الذين تعلموها ، ندرس أصول حديث مثلهم وندرس أصول فقه مثلهم تمامًا وندرس أصول العربية وننتمي ونكون أفضل منهم ،. الصوفية لا يستطيعون الحياة بدون الأحاديث الضعيفة والموضوعة : ولذلك تجد أغلب المتأخرين متساهلين في التصحيح والتضعيف لأن الكثير منهم كان ينتمي إلى الصوفية ، وهذا الحديث جميل وحلو وأنا أريده لأنه سيحل لي إشكال فيبدأ يُشاكِل ، حتى وصل الأمر بالسيوطي رحمه الله أن بن الجوزي يذكر حديثًا في الموضوعات ، ويقول فلان الفلاني متروك الحديث فيقول السيوطي روى له بن ماجة ، وما يعني أن روى له بن ماجه ، بن ماجة لم يسلم من الأحاديث الموضوعة ، عنده أكثر من أربعين ، خمسين حديثًا مكذوبًا أو باطلاً ، وعشرات المئات التي قد تصل إلى نحو ألف وخمسمائة إلى ألفين حديث ضائع ، فابن ماجة لم يكن له شرط حتى تقول روي له بن ماجه كأنك تقول روى له البخاري ، وحتى لو روى له البخاري ، الراوي المُتَكلم فيه الذي تكلم العلماء فيه إذا روى له البخاري ليس معناه أن كل رواياته خارج البخاري أخذ بها ، إنما انتقى البخاري من رواياته ما لم يغلط فيه ، فأنا لا أقدر في الراوي المُتَكلم فيه داخل البخاري أساوي بين روايته خارج البخاري وروايته داخل البخاري ، لأن البخاري هذا إمام خريج ماهر فاهم فيعرف أن الراوي غلط في هذا ، ويعرف انه لم يخطئ في هذا . الذي تبين له كإمام كبير أنه لم يخطئ فيه يأخذه ويضعه في الصحيح ، فالبخاري ، أتى بالراوي قال يهن في الأحاديث قال أنا أعرف الذي غلط فيه والذي لم يغلط فيه ، فكيف عرف ؟ مقاييس كثيرة الأصول هي التي تُعلمها لك ، تدرس علم الحديث تعرف حقيقة الأمر، فالبخاري ينتقي . وأنا لا أستطيع أن أسوي بين رواية لراوي مُتَكَلم فيه داخل البخاري وبين رواية أخري خارج البخاري ، وحتى لو قال لي روى له البخاري فأنا لن أسلكها أيضا ، سفيان بن عيينه ومالك, لهم أحاديث شاذة كثير من العلماء والبخاري ومسلم, لم يخرجوها في الصحيح والعلماء تكلموا فيها بالشذوذ وغير ذلك وهذا سفيان ومالك ومعمر . الصوفية لا يستطيعون الحياة ولا ممارسة هذا الدين إلا بالأحاديث الضعيفة والموضوعة فيريدون الوقوف لنا وذلك بدارسة الأصول ، فعندما نضعف حديثاً يجادلوننا والهدف تعطيل المسيرة , فأنا الآن مشهور أنني اعمل بالحديث ، عندما أقول هذا الحديث صحيح أو ضعيف فأنت تثق في كلامي وتأخذه كلامًا مسلمًا ، وممكن واحد يكون لسانه أفصح من لساني ويعرض الحجة أفضل مني يقول بالعكس هذا في أعلى درجات الصحيح ، أنا وضعته أسفل وأنت تضعه على القمة ، اختلفنا نحن الاثنين ، والثاني ممكن يكون مشهود له بالحديث أيَضا ، سيخرج الذي يشهد له ويقول هذا ماهر في الحديث ، فصار نحن الاثنين مهرة في الحديث ، فماذا يفعل السائل ؟ سيأتي ليستفتيني فيقول والله إذا اختلف عالمان في تصحيح حديث أو تضعيف ماذا أفعل ؟ أقول له يا بني اجتهد في أن تقلد الأفضل عندك ، وهذا من المكن أن يكون عنده نزعة صوفية فلمن سيذهب ، وأنا من أعطيته الرخصة وقلت له اجتهد في أن تقلد الأفضل عندك والأدين والأعلم ، فأكون قد فرطت في السائل ، وجعلته هو الذي يختار الخطر القادم خطر علمي: الصوفية انهزموا أمام المد العلمي المبارك ، ونريد أن نؤسس نواة وهذا كائن الآن تُبنى له مدارس وتُبنى له معاهد لكي أعرفك الخطر القادم الخطر القادم خطر علمي ، ناس مبتدعة تعلموا العلم . أبو القاسم البغوي_ رحمه الله_ وعلم الحديث. وأنا قلت قبل ذلك أكثر من مرة وأعيد لأنه جاء موعد الاحتجاج به أبو القاسم البغوي_ رحمه الله_ أحد مشايخ الدار قطني وهو إمام ثقة كبير ، جده أحمد بن منيع أحد مشايخ البخاري وغيره ، أحد مشايخ هذه الطبقة وهو من الأئمة الكبار الثقات ، ويُقال عن أبي قاسم البغوي هذا ابن بنت منيع ساعات بعد الشباب المشتغل عندما يجد الدار قطني يقول حدثنا ابن بنت منيع فيقول من هو ولا يعرفه ، لا ، هو أبو القاسم البغوي عبد الله بن عبد العزيز وكان تلميذًا للإمام احمد وأراد أن يذهب إلى شيخ ما ، وأحب أن يأخذ وساطًا من الإمام أحمد ، ورقة يقول له قادم لك فلان الفلاني اهتم به غير ذلك . ذهب أبو القاسم البغوي إلى الإمام أحمد وقال إني أريد أن أذهب إلى فلان فاكتب لي إليه ، فكتب له الإمام أحمد ورقة قادم لك رجل يكتب الحديث فقال أبو القاسم يا أبا عبد الله هلا قلت له قادم إليك رجل صاحب حديث يريد أن يغير يكتب الحديث إلى صاحب حديث ، فقال له الإمام أحمد صاحب الحديث عندنا من يعمل بالحديث . المبتدعة لا يعملون بالحديث إنما يشتغلون بالحديث كصنعة: إذن هؤلاء المبتدعة هل يعملون بالحديث ، لا ، إنما يكتبون الحديث يشتغلون بالحديث ، صارت صنعة ، مثل أي واحد ، نجار يعمل مكتب ، يعمل منبر حداد مسلح يعمل عمود ، يعمل سقف ، صارت صنعة. بعض علماء أصول الفقه كتابه مثل قبة الفلك هكذا ، لا يوجد أصولي لا يمر عليه ، لابد أن يمر عليه وكان لا يصلي وأنتم تتعجبون جدًا منها ، كان لا يصلي والذهبي ترجم له في الميزان ، وكيف عرفوا أنه لا يصلي ؟ قيل أنه لا يصلي وأرادوا أن يختبروا أن كان يصلي أم لا ، فجعلوه نائم ووضعوا الحبر على قدمه من أسفل على بطن رجله ، ثم جاءوا بعد ثلاثة أيام وجدوا الحبر كما هو فقالوا كان لا يصلى . وهناك أحدهم من أعلى الناس إسنادًا والدنيا كلها تتهافت عليه تهافت الفراش على النار وكان لا يصلى ، وأنا أريد أن أقول لك هذا عمل بتحصيل الأسانيد الحديثية والأسانيد العالية ولم يتدين بالحديث . أهل البدع لا يتدينون بالحديث : لو تدينوا به لأقامهم الله عز وجل على قدم السنة وأنهم يدافعون عنها ، لكن الإشكال أنه أخذ صنعة ويوقف مسيرتك . الصوفية العلمية ومصر: فتكون القصة القادمة التي ستحدث في مصر على الأقل في منظوري وحسب المعلومات التي عندي ، أن هناك صوفية علمية ستكون في مصر ، تقف ضد هذه القصة ، فمهما حفظت من كتب الفروع لا تستطيع أبدًا أن تثبت فرعًا إلا إذا كنت عالمًا على أي أصل أصلت ، فلابد من دراسة الأصول دراسة جادة وواعية ، فإذا أخذت درساً عند شيخ , الشيخ إنما يفتح لك الباب ، لا يوجد شيخ يجعل طالب العلم عالمًا أبدًا ، المعلومات الذي يأخذها من الشيخ لا تجعله عالمًا حتى يبذل قصارى جهده في مراجعة ما يقول العالم . لأن العالم يعطي عناوين ويختصر لك العمر ، يعرفك المغاليق يقول لك اعمل في هذا الطريق ولا تعمل في هذه ، هذه معقدة ,تعمل في هذا الطريق تجد الدنيا فتحت لك ، ولو أنت اجتهدت بنفسك ممكن تجد نفسك في الدنيا لا تستطيع أن تتقدم ولا أن تتأخر . فالشيخ ضروري جدًا بالنسبة للطالب ، لكنه يفتح الباب له الطالب على قدر قوة قدمه في السعي والمشي . فلابد من دراسة الأصول الثلاثة[أصول العربية و والفقه والحديث] مع الفروع. إذن أول ما ندرسه الأصول الثلاثة [ أصول العربية أصول الفقه ، أصول الحديث] ، مع دراسة كتب الفروع ، وتكون جادًا جدًا ، والعلم شاق جدًا ( لا يُستطاعُ العلم براحة الجسد) كما رواه مسلم في صحيحه ، وانتبه لهذا الكلام [ العلم لا يُعطيك بعضه حتى تعطيه كلك ] . نصيحة الشيخ_حفظه الله_ لمن أراد أن يكون داعية إلي الله عز وجل. فإخواننا الذين جاءوا يقولون نريد أن ندعوا إلى الله والقرى عندنا والمدن ليس فيها دعاة إلى الله وليس فيها أحد يدعوا إلى السنة وغير ذلك ، فأنا أقول لك عليك أن تواصل الليل بالنهار وترضي بالقليل في مرحلة الطلب ، أنت شاب تريد أن تتزوج وتريد مسكن وتريد عمل وغير ذلك ، لك أحد الخيارين إما أن تعمل ليل نهار كي تستطيع أن تتزوج وتحصل على شقة وغير ذلك ، وإما ترضى بالقليل والحمد لله إنك تأكل وتشرب وتسكت كلب الجوع وتنخرط في التعلم ، ليس لها حل ، وياليتها كان لها حل كنا نستطيع أن نوزن مابين المسألة ، لكنك مضطر لهذا .والمضطر يركب أسنة الرماح ، وبقدر ما يكون في قلبك من القناعة بهذا الطريق وشرف هذه الوظيفة أنت تتصرف من خلال هذا الكلام . مرحلة الخمول من أصعب المراحل: فنقول إذن الدعوة نفسها لابد أن تتحقق بها ابتداءًا ، وهذه هي مرحلة التلمذة ، وهذه المرحلة هي أصعب المراحل جميعًا التي يسميها بعض العلماء علماء السلوك مرحلة الخمول ، أنك أنت خامل الذكر لا أحد يعرفك وهذه من أجل نعم الله _عز وجل _علي العالم . البذرة عندما تبذرها في الأرض وتظل تراقبها ، ماذا يحدث لها ؟ تجدها في الأخر أخرجت ورقة أو ورقتين هكذا ، مرحلة الجذر ألم تسبق نبات الورق هذا الجذر ألم يكن في الخفاء تحت يضرب بإذن الله في الأرض حتى ثبت ، ثم طلع الفرع فوق ،. مرحلة الخمول هذه هي مرحلة بناء الجذر ، مرحلة بناء الشخصية العلمية ضرب الشيخ_ حفظه الله_ مثلا لطالب العلم في مرحلة التحصيل ,بالبرج في مراحل إنشائه حتى يتم الانتهاء منه.. بالنسبة لك ، مثل أي برج أنت تبنيه ، لكي يبلغ مائة دور فلابد كلما طلعت تنزل ، لابد أن تعمل أساس . هذا الأساس معروف كم يظلون في مرحلة القاع هذه حتى تنتهي , فمرحلة الجذر لا ينتبه إليك أحد فيها مطلقًا ، ثم يبدأ بإنشاء العظم الخاص بالعمارة ، هل ينظر أحد ؟ نعم بعض الناس ، الأول لا ينظر أحد لأنه لا يلزمه الأساس ثم بدأ يبني الأعمدة وغير ذلك فبعض الناس ينظر ليرى كيف صار طول العمارة وغير ذلك وحجمها الضخم . قليل من الناس هو الذي ينظر ، انتهي بناء الطوب أيضًا قليل من الناس ينضم إلينا ، انتهينا من البرج وتم تشطيب الواجهة وصارت الواجهة جميلة ورخام وغير ذلك يبدأ الناس يقفون على الباب يقولون كم سعر الشقة ؟ يدخل العمارة بعدما عملنا الشقة وديكور وغير ذلك , ومن ثم عرض ثمنها. ويبدأ يأخذ البرج شهرة كل هذا بعد التشطيب ، كم مرحلة أخذها حتى تم التشطيب ؟ هل هناك أحد ينظر بعد إتمام تشطيب العمارة إلى عمود من الأعمدة ، لا ، متى يحضرون المهندس الذي أقام القواعد ؟ عندما يحدث شرخاً في العمود لكن لا أحد يسأل من الذي أقام هذا البرج وجعله شاهق البناء هكذا ، لكن يقول من الذي عمل هذا الديكور ؟ . فطالب العلم مثل البرج : يظل في مرحلة الخمول يملأ ويملأ وتجده يمل ، درس كتاب واثنين وسيمل يريد أن يخرج ليدعوا ، مثل الرجل الفلاح عندما يتعب في الأرض ويبذر البذر ويروى وينتقي الحشائش وغير ذلك ويتعهد الزرع حتى يكبر الأرز أو الفول فيبدأ يحصده ، فمتى يسعد هذا الرجل ؟ عندما يجمع المحصول في جوالات ويحضر التجار ويقفون ويقول الطن سعره كذا ، هنا ينسى كل مراحل تعبه وهو يقوم بزراعة الأرض . من أصعب المراحل التي تواجه طالب العلم مرحلة التخزين: فطالب العلم أصعب مرحلة عليه هي المرحلة الأولى ، لأنه يخزن ، يخزن ولا مردود ، لكن إذا صبر واستعان بالله_ سبحانه وتعالى _ثم قراءة حياة الصحابة حياة العلماء الذين كانوا يطلبون العلم كيف كانوا يفعلون ؟ هذا يعطيه نوع من الحماس ونوع من النشاط حتى يواصل الخروج من هذه الشرنقة التي هي مرحلة الخمول ، وللكلام بقية إن شاء الله تعالى _________________________________________ الدرس الثاني: _______________ ذكرنا في المجلس الماضي أن الدعوة أي دعوة سواءٌ كانت إلى الله سبحانه وتعالي أو إلى أي شيء لابد أن تتركز على ثلاثة أركان:- الركن الأول:- هو الدعوة ذاتُها . الركن الثاني:- هو الداعي إلى هذه الدعوة . الركن الثالث:- هو المدعو أي الذي يستقبل الدعوة . وذكرنا في المرة الماضية أن الدعوة نفسها التي ندعوا الناس جميعًا إليها هي كتاب الله_عزوجل_ وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم بهدي السلف الصالح وهذا القيد الثالث في غاية الأهمية ، فكل الفرق التي تنتسب إلى الإسلام ويقال عنها الفرق الإسلامية مع بدعتها ، كلها تدعوا إلى كتاب الله عز وجل وإلى سنة النبي _صلي الله عليه وسلم _بفهمها وليس بفهم السلف الصالح ففهم السلف الصالح هو : البيان العملي للأدلة ، فلا يجوز أن نعتقد دينًا ما لم يكن دينًا حتى ولو كانت عموم الأدلة تدل عليه . فإن أهل البدع مثلاً يحتجون بالعمومات التي لم يعمل السلف بها: نحن في شهر رمضان وعادة كثير من المساجد في صلاة القيام أن يبتدعوا أشياء وهي متنوعة ، فمنهم مثلاً بعد الركعتين الأوليين يقول أبو بكر وبعد الأربع ركعات يقول عمر وبعد ست ركعات يقول عثمان وبعد ثماني ركعات يقول علي. وهناك مساجد تقرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات بعد كل ركعتين ، وهناك من ينادى صلاة القيام أثابكم الله ، حتى في الحرم يقول صلاة القيام أثابكم الله . أنا أريد أن أعرف ما أصل هذا الكلام ؟ أولاً كل الذين في المسجد يعلمون أنهم يصلون صلاة القيام ، لا يلتبس على واحد أنه يصلى ظهر ولا عصر ولا مغرب أو يصلي فرض ولا نفل ، لا يلتبس عليه أبدًا ، إنما يعلم أن هذه صلاة القيام ، وهذا شي ما عهدناه أبدًا ولا قرأناه في الكتب أي كتب تنسب إلى السلف الصالح بإسناد يدل على أن هذا كان موجودًا ، فعندما يقول صلاة القيام أثابكم الله أو أي فعل من الأفعال التي يفعلها بعض المسلمين الآن وإن كانت بحمد الله قلت ولم تعد موجودة بكثرة كما كانت من قبل . لماذا قرأ قل هو الله أحد بين الركعات ؟ ، يقول لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:( قل هو الله أحد ثلث القرءان ) قل هو الله أحد ثلث القرءان فعلاً ، لكن قال اقرأها في هذا الموضع ؟ لا ، ما قال لك اقرأها ، ما مستندك في هذا الفعل ؟ ليس لديه مستند . ولذلك وأنت تجادل المبتدع لابد أن تعلم حقيقة هي أنك تنكر عليه الوصف فيحتج عليك بالأصل . والأصل أنا وأنت لا نختلف فيه ، والمثل الذي يضربه أهل العلم في كتبهم مثل سائر ، في هذا المسجد أو في غيره قبل صلاة الفريضة عند دخولك المسجد ماذا تفعل ؟ تصلي ركعتين تحية المسجد ، وقفت أنا الجماعة وقلت نصلي ركعتين تحية المسجد جماعة ، ما الدليل ؟ عندي أدلة ، يد الله مع الجماعة وهذا دليل . وقال صلي الله عليه وسلم:( صلاة الجماعة تعدل صلاة الفذ بسبع وعشرين ولم يقل صلاة الجماعة المفروضة ، إنما قال صلاة الجماعة وأطلقها فهي تشمل النفل ، وقال صلي الله عليه وسلم:( إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) وأحضر الأدلة لمثل هذا . وهذه كلها عمومات لاسيما :( صلاة الجماعة تعدل صلاة الفذ بخمس وعشرين ) وهذه رواية أغلب الصحابة ، ورواية سبع وعشرين في حديث عمر وأيضًا حديث أبو هريرة مع اختلاف اللفظ على الرواة بسبع وعشرين لكن الصحيح أو الأشهر في حديث أبو هريرة وغيرة خمس وعشرين وهذا عموم . السؤال: هل فهم السلف من الصحابة والتابعين الذين نقلوا إلينا هذا الكلام وما عرفناه إلا من طريقهم ، هل فهموا من هذا العموم الذي نفعله نحن الآن؟ س:هل مر بنا مثلا في أثر من الآثار أن الصحابة كانوا يصلون تحية المسجد جماعة؟ فهذا العموم الذي أنت فهمته لماذا لم يفهمه السلف الأولون؟ . المبتدع يحتج بالدليل العام: فتنكر عليه الوصف ، وما الوصف ؟ هو أن تصلى تحية المسجد جماعة ، وهذا هو الوصف الجديد ، فتنكر عليه الوصف يحتج لك بالأصل يقول لك:( صلاة الجماعة تعدل صلاة الفذ بخمس وعشرين ) ، لا ، أنا لا خلاف بيني وبينك في الأصل ، لكن خلافي معك في الوصف الجديد الذي أتيت به . كان بن عمر _رضي الله_عنه ذات مره عطس رجل بجانبه فقال الرجل الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، فقال له بن عمر وأنا أقول مثلك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله لكن ما هكذا علمنا رسول الله _صلي الله عليه وسلم _، إنما قال:( إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله أو الحمد لله على كل حال ) . فنفهم من فعل بن عمر أشياء:- الأول: أنه أنكر عليه أن يذكر الصلاة على النبي_ صلي الله عليه وسلم _في العُطاس ، الذي يصلى علي النبي في العُطاس يقول النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال:( من صلي علي مرة صلي الله عليه بها عشرًا )هل تُنكر علي أن أصلي علي النبي ، لا ، أنا لا أنكر علي أن تصلى على النبي_ عليه الصلاة والسلام_ لكن أنكر عليك أن تجعل الصلاة على النبي في هذا الموضع ، لو كان دينًا لبينه رسول الله _صلي الله عليه وسلم_ ، ونحن نعلم أن النبي صلي الله عليه وسلم ما مات حتى تم الدين وكمل النعمة بفضل الله وليس لأحد أن يضيف شيئًا عليها مطلقًا . فلو كان دينًا أكان النبي يقصر في بيانه وهو القائل:( ما تركت شيئًا يقربكم من الله يقربكم من الجنة يباعدكم من النار إلا أمرتكم به ، وما تركت شيئًا يباعدكم من الله يباعدكم عن الجنة يقربكم من النار إلا نهيتكم عنه ) ، فليس لأحد أن يضيف شيئًا ، فلو كان هذا مما يتدين به لبينه رسول الله صلي الله عليه وسلم وهذه أول حاجة . ثانياً:طريقة بن عمر وهذا الدليل ممكن يضاف إلى صفات الداعية وهو الحكمة قال له وأنا أقول مثلك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، لكي لا يخرج الرجل إلى الخارج ويقول بن عمر يُنكر الصلاة على النبي_ صلي الله عليه وسلم _، وهذا الكلام نحن وُجِهنا به قديمًا عندما كان المؤذن يؤذن يقول الابتهالات بعد الأذان ، الصلاة والسلام عليك يا بحر جاري في علوم الله الصلاة والسلام عليك يا أشرف خلق الله ، ويقول أشياء أخري ، ويأخذ وقت دقيقتين مثل الأذان تقريبًا . فعندما نقول له لا يجوز أن تصلي على النبي بعد الأذان ، فيقول أنتم تُنكرون الصلاة على النبي ويُشهِر و يقول أننا ننكر الصلاة على النبي وأننا نكره النبي والتهم المعلبة التي كانوا يقذفوننا بها قديما . فابن عمر _رضي الله عنهما_ عنده فقه في هذه المسألة ، فقال للرجل وأنا مثلك أقول وأصلي على البني صلى الله عليه وسلم ، لكن لم يأمرنا النبي _صلي الله عليه وسلم_ أن نصلي عليه في هذا الموضع . الابتداع سوس الإتباع. إذن الابتداع الذي هو سوس الإتباع ، لأنه يقلب السنة يجعلها بدعة مفهوم البدعة: والبدعة ما أضيف إلى الدين وليس من الدين ، سواء كانت بدعة حقيقة أو كانت بدعة إضافية . البدعة إما أن تكون حقيقية وإما أن تكون إضافية. البدعة الحقيقية :هي التي ليس لها أصل إطلاقًا ، كأن يقول إذا دخل شهر رجب فصلي العبد عشرين ركعة في أول يوم من رجب بني الله له بيتًا في الجنة وهذا مخترع لم يقل به أحد من قبل ، هذا البدعة الحقيقية وهذه كثيرة أيضا لكن الأكثر منها البدعة الإضافية . الإضافية: ما أضيفت إلى الدين بدليل عام ، مثل صلاة تحية المسجد جماعة هو لما صلاها جماعة احتج بالدين أم لا ؟ احتج بالأدلة ، أضافها للدين بدليل عام مما يجب أن تتحقق أنت به أن تعرف السنة وأن تعرف البدعة : كما كان حذيفة بن اليمان يقول كما فصحيح البخاري وغيره [ كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ] : وقال الشاعر:- عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه * ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه وقال الشاعر:- [ وبضدها تتميز الأشياء ] . وأنت تدرس وكما قلت لكم في الدرس الماضي أصعب شيء يمر على الطالب هو الدراسة النظرية ، الذي يحصل فيه ويخزن وغير ذلك فهو يتعب جدًا لكنه سيعلم قيمة هذا بعد ذلك . اليوم بكل أسف كثير من الشباب يرتكن على الأسطوانات المدمجة والمكتبة الألفية والمكتبة المليونية وألف كتاب وغير ذلك ، ولأنه متعجل ، لكونه دخل في الدعوة قبل أن يتمتن ، فيذهب على الاسطوانة إذا أراد أن يحضر موضوع معين ، يضرب الكلمة التي يحتاجها ويخرج الموضوع ، ثم يلقي الموضوع في محاضرة أو محاضرتين أو ثلاثة ثم هذا أخر عهده بالكتاب . العلاقة الحميمية بين طالب العلم والكتاب : لا أن أقول لك طالب العلم بينه وبين الكتاب علاقة حميمة ولا أتصور طالب علم لا ينظر في الكتاب ولا يهتم بالكتاب لأن الكتاب سيتثنى لك أ، تصحح الأخطاء الواردة فيه ، وممكن تكتب على حاشية الكتاب تعليقات العلماء على هذا الموضع ، وهذا شيء أنا فعلته وانتفعت به كثيرا جدا ، لا يمر بي مثلاً موضع انتقده العلماء سواء كان بحق أو بباطل ، بخطأ أو بثواب إلا وأتي على هذا الموضع وأقول أنظر كتاب كذا رقم كذا صفحة كذا . بعد سنوات أكون مثلاً أُحقق موضعاً من المواضع أحرر مسألة فرعية أفتح الكتاب لكي أستفيد أجدني كاتب هذه الحواشي التي نسيتها ، فأرجع إلى الكتب التي دونتها ، فيزيد الموضوع ثراءً ، وأكتشف أنني لو لم أكن كتبت هذه التعليق كنت سأقلد المصنف على خطئه. ومن المواضع التي أذكرها: أن بن القيم رحمه الله في زاد المعاد في غزوة بدر أو أحد لا أذكر عهدي بعيد ، قال وكان للمسلمين خمسون فارسًا ، الحافظ بن حجر العسقلاني ذكر هذا الكلام في يفتح الباري وقال هذا غلط بين ، بل ما كان معه إلا فرس واحد ، وهو فرس المقداد بن الأسود ، فابن القيم عندما يقول خمسون وأنا بحضر في غزوة بدر أو غزوة احد وأقرأ في بن القيم لأن ابن القيم هذا بحر لا تكدره الدلاء ، ترمي فيه الدلو لا يصل إلى قاعه أبدًا . لذلك لا تكدره الدلاء ، لأنه لو كدرته الدلاء فيكون الماء قليل دلوك يصل إلى الطين تحت فيعكر الماء كله ، لكن أنت كلما رميت دلوك لا يصل إلى القاع ، بن القيم بحر رحمة الله عليه ، فأنت تأخذ من ابن القيم والأئمة المحررين الذين كانوا يكتبون الكلام محررًا ، لا يكتب فقط ، فتنقل وأنت مُسَلم لما يقول ، فأكتب التنبيه في فتح الباري الموضع الخاص بابن القيم واكتب التنبيه في زاد المعاد في نفس الوقت . وهكذا لا تزال تهتم بالكتاب حتى يصير لك قيمة علميةٌ ، أنا عندما أقرأ في مصنفاتك بعد ذلك وفي كتبك أجدك بذلت جهد ومصحح أخطاء العلماء فمن أين أتيت بها ؟ تعبت عليها . نصيحة الشيخ_حفظه الله _لطالب العلم في حالة صدوده عن الطلب. كثير من طلبة العلم يضيعون أوقات كثيرة عندما يكون عنده صدود عن المذاكرة ، عنده أي مشكلة نفسية أو تعب أو غير ذلك ،يخرج مع أصحابه يتحادثون لكي يذهب بما عنده من حموضة ، أنا أقول لك ، المفترض أن تعمل شيئاً آخر,لو عندك مثلاً كتب السنن أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة أو مسند أحمد أو الدار قطني ، الحاكم بن حبان ، بن خزيمة أي كتاب من هذه الكتب . تأخذ الكتب التي عندك كلها ولنفترض مثلاً فتح الباري للحافظ بن حجر تفتح فتح الباري تجد الحافظ بن حجر تقريبًا استخدم في شرحه قرابة أربعة ألاف خمسة ألاف حديث ، حكم على كثير منها يقول ورواه أبو داود ورجاله ثقات ، رواه بن ماجة بسند صحيح ، رواه الترمذي وسنده ضعيف حكم علي كثير منها ، تقوم . أنت تأخذ كل أحكام الحافظ بن حجر وتنقلها على الكتاب الذي حكم على إسناده ، يقول لك رواه الترمذي وسنده ضعيف ، فتأتي على الحديث في الترمذي وتكتب تحته قال الحافظ في الفتح جزء كذا صفحة كذا إسناده ضعيف ، وتمسك فتح الباري كله وتفرق أحكام الحافظ بن حجر على كل الكتب التي عندك ، ثم بعد ذلك كتب بن تيمية ، وبن القيم ، وبن كثير وغير ذلك ، في أوقات الفراغ عندما يكون عندك صدود. وهذا لا يحتاج أن تأتي بالكتاب ولا تحتاج لتفكير ، ولا ذهن خالي ولا غير ذلك ، فيما بعد عندما تأتي لتحتج بحديث من الأحاديث ستُفاجئ أنه تحت الحديث الواحد عشرة أو خمسة عشر حكماً ، واحد يقول صحيح ، وواحد يقول ضعيف ، وواحد يقول موضوع ، وواحد يقول منكر ، وواحد يقول لا بأس به ، تجد العلماء مختلفين في الحكم ، وقُدِرَ لك أن تحقق هذا الموضع سيكون عندك أقوال العلماء . لو أنك صححت الحديث ستتكثر وتتقوى بالذين صححوا الحديث قبلك يكون عندك مادة علمية خصبة أنك تستطيع أن ترد على الذين يخالفون وجهة نظرك ، كالعلماء الكبار الذين قالوا سنده ضعيف إلى أخره ، وهذا سيحفزك أن تنظر إلى موضع الضعف ، لماذا ضعفوا ، وسيعطيك نوع من الثراء في المادة العلمية ، فأنت وأنت فارد ولا تستطيع أن تذاكر استطعت أنك تخدم الكتب التي تستند إليها في بحثك . عندما أدخل على طالب علم في المكتبة وأفتح الكتاب أجده نظيفاً فهذا طالب فاشل من وجهة نظري ، لأنه لا يسجل ويقول أنا أريد أن يكون كتابي نظيفاً ، المفروض أن تكتب كل ما يعن لك ، فتكون حتى في أوقات فراغك استفدت . عندك كتب الأدب والشعر وغير ذلك لابد أن يكون عندك مكتبة تتريض فيها ، بدلا من أن تخرج لتشم الهواء في الخارج وتضيع وقتك ، طالب العلم الهواء خاصته الذي يغير المادة العلمية ، قرأ في الفقه حتى أحس أنه لا يستوعب ، يدخل في الحديث حتى إذا تعب يدخل في التفسير ، زاد التعب يدخل فى الأدب ، الشعر وكتب الأمثال وغير ذلك ، فأكون قد ضمنت أنه لا يضيع شيئًا من وقته مطلقًا ، ويدرب نفسه على هذا فيستطيع أن يجمع كل العلوم لفكرته . الذين يحضرون عندي باستمرار يجدونني أحضر أشعار وأمثال وممكن أحضر طرائف وغير ذلك لكي تخدم الفكرة التي أريدها ، مثلاً الرجل الذي يقول الله في كل مكان وهو من أهل النحو ، ممكن يوظف النحو لعقيدته ويقول إعراب يا بني الله في كل مكان ، فيكون قد وضع المثال الذي يريده ، لكن قال أعربه لكنه لو تكلم به كنوع من أنواع الاعتقاد ، أنت ممكن توقفه ، لكن أنت ممكن لا تأخذ بالك وتقعد تعرب الله في كل مكان ، ونفس المثال ستعطيه إلى تلاميذك ، ولا يزال هذا المثال ينتقل من جيل إلى جيل ومن طالب إلي طالب إلي أن يصير كأنه حقيقة واقعة . الدعوة التي هي رأس المال لابد أن تكون صحيحة وكثيرة. إذن الدعوة نفسها التي هي رأس المال الذي أنت ستأخذه وتتاجر به لابد أن يكون صحيحًا ولابد أن يكون كثيرا ،. كلما كبُرَ رأس المال كُلَما زادت الأرباح : لو عندك محل به وعنك بمبلغ عشرة أو خمسة عشر بضاعة هذه المبالغ كم سيدخلون عليك من المال في الشهر ؟ ولاشيء، لكن لو عندي، خمسة عشر مليوناً ، تفرق معاك تصول وتجول ولا يوجد من يوقفك ، مثل ما كان العلماء قديما . يقولون مثلا شيخ الإسلام بن تيمية كان عالمًا موسوعيًا يتكلم في اللغة فيقول القائل لا يفهم إلا في اللغة ، فإذا تكلم في الحديث يقول لا يفهم إلا في الحديث ، تكلم في الفقه يقول لا يفهم إلا في الفقه ، لأنه أتقن كل علم من هذه العلوم إتقانًا كبيرًا حتى أنه إذا تكلم مع أهل التخصص جرى في مضمارهم ، إذا جلس مع أصحاب اللغة الذين يعملون إلا باللغة تجده أيضا له مكان واسع ويحترمون قوله ، يجلس مع الفقهاء الذين لا يعملون إلا بالفقه فيقولون كما سبق مع غيرهم ، رأس المال لابد أن تنميه ولابد أن يكون صحيحًا . لابد من فهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح. فعندنا الكتاب والسنة لابد من القيد الثالث بفهم السلف الصالح . قال مالك رحمه الله: [ ما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا ] ، ما لم يكن عند السلف ، ما لم يكن تدينوا بهذا الشيء , لا يكون اليوم دينًا أبدًا ، لأنه لا يجوز لأحد أن يخترع في الدين ما ليس منه . إذن أول شيء الدعوة نفسها التي هي رأس المال ، بعدما تعتقد وتذاكر على سبيل الاعتقاد ، أن تلقى الله بهذا الاعتقاد ، وقرأت الكتب وتدرجت حتى وصلت إلى أعاليها وهي كتب الأصول كلها ، نشرع في معرفة أقوال أهل البدع ، أنت عندك في البلد أكثر من فرقة ، أنا لا أقصد هنا ولا في مصر ، في بلدك قد يكون أكثر من فرقة ،. متى تُسمي الفرقة بهذا الاسم؟ والفرقة إنما ، تُسمى فرقة إذا فارقت أهل السنة والجماعة في أصل من أصول الاعتقاد ، وليس أي واحد تبنى رأيًا دعويًا مخالفًا يكون اسمه فرقة ، لا ، لابد أن يخالفك في شيء من مسائل الاعتقاد لكي يسمى هكذا . بعد القراءة و التدين والتمكن من عقيدتنا نرى ، أهل البدع كثيرون ، فأي بدعة منهم ستدرسها ، البدعة التي تجاورك ، لا أبحث عن بدعة ميتة لا أصل لها ولا وجود لها وأجلس أقرأ ، لاسيما في هذا الزمان الذي ضعفت فيه الهمم والتفرغ وغير ذلك وماذا تعمل ؟ وتجد اليوم لا شيء ، وعلى ما تعمل خمس ست ساعات لتكف وجهك عن السؤال ، تذهب إلى البيت حتى تحضر كلمتين لأنك عندك درس هنا ودرس هنا وعندك أولاد وعندك زوجة وعندك علاقات اجتماعية ، أصهارك عندهم شيء لابد أن تذهب وتواسيهم ، حصل فرح لابد أن تكون أول الحضور ، ولن تجد وقتًا لتتنفس فيه . في هذه الحالة أنا أقدم الأهم ، أنا في هذه البلد عندي جماعة من الأشاعرة عندي جماعة من الماتردية ، عندي جماعة من الجهمية ، عندي جماعة من المرجئة أنظر من له الشوكة الأول ، عندي ثلاث جماعات ، ثلاث فرق ، من الذي أقدمه الأول ؟ ، النشيط الذي يقف لي ، الذي ينافسني ، الذي يريد أن يأخذ مني الذين علمتهم ، الذي يسير الشبهات ، ممكن لا يكون فرقة ، ممكن يكون رجل علماني لا يريد الدين ، ويذهب على كتب العلماء ويُخرج مواضع الاختلاف فيها وينثرها على الناس ، والناس لا تقرأ وهل تعتقد أن الجماعة الذين يتكلمون في الجرائد والمجلات وما يقولونه من كلام لم يُقَل قبل ذلك ؟ قيل ، والعلماء ردوا عليه ، وأتوا ببنيانهم من القواعد لكن ليس هناك أحد يقرأ ، يقولون كيف ذلك . توضيح فضيلة الشيخ _حفظه الله_لإدعاء البعض بكون النبي _صلي الله عليه وسلم كان سينتحر. عَمِلَ أحدهم مقالة كاملة يقول لك هل السراج المنير _صلي الله عليه وسلم الذي نعته الله _عز وجل_في القرءان بذلك هو النبي الذي في كتب الحديث هل النبي الذي في القرءان هو النبي الذي يوجد في الأحاديث ؟ . ويأتي بالحديث ويقول هذا حديث البخاري أن النبي_صلي الله عليه وسلم كان سينتحر ، والحديث في البخاري فعلاً ، لكنه لا يفهم شيء ، الحديث ، حديث الرؤية الصالحة عندما كان النبي صلي الله عليه وسلم في غار حراء وجاءه جبريل عليه السلام وفاجأه الوحي وقال اقرأ قال ما أنا بقارئ إلى أخر الحديث الذي تعرفونه جميعًا .
البخاري في كتاب التعبير:1- أتى برواية معمر بن راشد عن الزهري ، وأتى 2-برواية عقيل بن خالد فيما أظن أيضا ، لكن كان اللفظ في كتاب التعبير لفظ معمر أما سائر أصحاب الزهري لفظهم ليس كلفظ معمر ، إنما مختصر على حسب ما يكون الاختصار قليلا, أو شديداً. ففي هذا الحديث[أن النبي صلي الله عليه وسلم لما فتر الوحي كان يأتي قمم الجبال يريد أن يلقي نفسه من علي قمم الجبال فيتبدى له جبريل عليه السلام فيقول إنك على الحق فيكف ]. فيقول كيف والمنتحر كافر ؟ كيف والنبي الذي جاء ليعلم الناس الهدى لما عندما في مثل هذه المحنة لا يجد إلا أنه ينتحر ويرمي نفسه من على قمة الجبل البخاري عندما ذكر هذه القصة روى الحديث بإسناده [عن الزهري عن عروة عن عائشة ،] إسناد ذهب خالص ، يرويه يونس بن يزيد وعقيل بن خالد ومعمر بن راشد ، وجماعة من أصحاب الزهري عن الزهر عن عروة عن عائشة ، الحديث كله . عندما جاء البخاري في هذا الموضع ، فلما فتر الوحي كان يأتي كل شواهق الجبال ويريد أن يتردى . ماذا قال البخاري ؟ قال: [قال الزهري:وبلغنا أن النبي صلي الله عليه وسلم لما فتر الوحي كان يأتي كل شواهق الجبال ويريد أن يتردى ] فيكون البخاري ميز أم لا ؟ في الحديث الأول قال: الزهري عن عروة عن عائشة ، فعندما يأتي في هذا الموضع خاصة ، هذه الكلمة خاصة ويقول[ وقال الزهري وبلغنا .] هل الزهري صحابي ؟ الزهري من صغار التابعين الذين أدركوا من الصحابة قلة مثل أنس بن مالك وغيره ،فعندما يقول الزهري وبلغنا ، فنحن عندما نحب تخريج هذا الموضع[ نقول ورواه الزهري بلاغًا ]، ومعنى بلاغًا أي قال وبلغنا ، مابين الزهري وبين الرسول صلي الله عليه وسلم في هذا الحديث واسطتين [عروة وعائشة .] فمن أين أتى الزهري بهذا الحديث ؟ فيكون المفترض أن هذا الحديث ليس على شرط البخاري أصلا ، لأن شرط البخاري الحديث المتصل الإسناد ، إنما هذا منقطع ،الزهري بينه وبين الرسول واستطين فمن أين له هذا ؟ ، لذلك [العلماء يضعفوا هذه الزيادة ويقولون لم تثبت .] هو يأتي يهلل ، والعالم كله يقول افتح البخاري واقرأ ، هذا موجود في البخاري ، فيقول كيف يأتي البخاري بشئ كهذا ، لكن هذه فيها صنعة لذلك ليس هناك أفسد على الكتب إلا من دخول غير أهلها فيها ، لأن كل واحد من أصحاب الكتب له اصطلاح وله طريقة في تصنيف الكتاب ، فلما يأتي إنسان لا يعرف شيئًا عن شرط صاحب الكتاب قطعًا سيخطئ ويقول هذا الكلام . ثم ضرب الشيخ حفظه الله مثلاً لما يقول من الدنيا : اليوم حتى في الدنيا أنت عندما تكون داخل على مصنع لا تعرف شيئاً فيه ووجدت سكينا فقمت بتنزيلها ظنًا منك أنها ليس لها معنى فقمت بتنزيلها حتى تتساوى بالحائط ، ماذا يحدث للمصنع ؟ سيحترق من الذي جعلك تفعل ذلك ؟ والله أنا رأيتها شاردة ومنظرها سيء فقلت أسويها بالحائط ، هل عرفت أولاً كيف يعمل هذا المصنع .؟ لو أن هناك إنساناً يحترم نفسه لا يفضح نفسه عند أهل العلم بهذه الطريقة وخذ معظم الاعتراضات تكون بهذه الطريقة لا يعرفون شرط صاحب الكتاب ويدخل يلزم صاحب الكتاب بأشياء هي لا تلزمه . الحث علي دراسة البدعة للرد عليها من كتب أهلها وليس من كتب من يردون عنهم؟ فيكون ما أجعله بداية عندي البدعة القريبة ، أو الفرقة المعاكسة لي ، أرى ما هي عدته وأدرسها وتدرس البدعة من كتب أهلها وليس من كتب من يردون عليهم ، وانتبه لهذا الكلام ، لأن هذا الكلام نفيس . المرجئة مثلاً، شيخ الإسلام بن تيمية مثلاً يرد على المرجئة ، يأتي بالشبهة ويرد عليها ، فلا تأخذ كلام المرجئة من كتب شيخ الإسلام ، إنما تأخذها من كتب المرجئة أنفسهم ،لأن عادة من يرد لا يستوفي أنما يعطيك خلاصة الكلام فكلما تأتي وتقول لهم أنتم تقولون كذا يقولون نحن لا نقول هذا الكلام ، نحن قلنا في المسألة كذا وكذا وكذا وكون أنت إنما أخذت الشبهة من كتاب أحد من أهل السنة يرد ، و لم تدخل في كتب أهل البدع إلا بعد أن تقويت عقيدتك . لاتناظر المبتدعة إلا بعد أن تقوي عقيدتك. ولا تكون كورد النيل ليس له جذر وتناظر الفرق المبتدعة ، لا سيسرقوك ويأخذوك مثل مالك بن دينار ،قفز لص من علي الجدار في البيت عنده ليسرق ، ، مالك رأس ماله الإفلاس ، لا يوجد عنده شيء من الدنيا نهائياً فصار اللص يلف ويلف فلم يجد شيئًا ., فرآه مالك ،يريد أن يقفز مرة أخري ويخرج فناداه مالك ، قال له لم تجد شيئًا من الدنيا فهل لك في شيء من الآخرة ، قال له نعم ، فقال له تعالي ، فأخذه وذهب ليصلي الفجر ولم يكن من عادة مالك بن دينار أن يصطحب أحداً معه ، كان دائمًا يأتي بمفرده فقالوا له من هذا ؟ قال: جاء ليسرقنا فسرقناه . أبو المعالي الجويني والبدعة. فعندما لم تكن متمتناًً في عقيدتك يشككونك في عقيدتك ، ويوجد من أذكياء العالم من وقعوا في البدعة ، أبو المعالي الجويني غيره من أذكياء العالم ومع ذلك في أخر حياته ندم على عمره الذي أنفقه في الصد ضد أهل السنة والجماعة ، وقال [ليتني أموت على عقائد عجائز نياسبور] ، أكون مثل جدتي الأمية التي لا تفهم شيئًا ، التي تعرف أن ربنا في السماء فقط ولا تعرف شقشقات المتكلمين . ومن شقشقات المتكلمين . ربنا عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا ،هل يخلو منه العرش ، إذا نزل ، هل جسمه كالأجسام ؟ و إذا نزل من على العرش فمن سيكون على العرش ؟ لا يلزمنا هذا الكلام ، إنما هذه خصائص الأجسام ، أنا الآن أجلس على الكرسي ، تركت الكرسي صار الكرسي فارغاً ، الله_ سبحانه وتعالي_ ليس كمثله شيء ، فلا يلزمني هذا السؤال أصلاً . يقولون أيضاً أن الله _عز وجل _ينزل في الثلث الأخير ،و الدنيا كلها ليل ونهار ، إذن لن يصعد ليجلس على الكرسي نهائيًا ، لماذا ؟ نحن عندنا الثلث الأخير عند الأمريكان بالنهار ، ونحن عندنا النهار عند الأمريكان بالليل فيقول سيظل في الثلث الأخير , من أدخلك في هذه القضايا أصلاً ؟ أهل السنة والجماعة يعتقدون بنزول الله إلي السماء الدنيا في الثلث الأخير. والمبتدع لا يري إلا صورة الجسم. نحن نعتقد أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير ، لكن أنت لا يوجد في رأسك أيها المبتدع إلا صورة الجسم ، . فيتمنى أبو المعالي في أخر عمره أن يكون مثل جدته الأمية مع أنه كان رجلاً كما قلت لكم من أذكياء العالم ، لكن الذي لا يتبع الطريق الصحيح ، طريق السلف الصالح ، يشقيه الله عز وجل بذكائه . فأنا إذن سأدرس بعدما أتمتن في عقيدتي ومنهجي وغير ذلك ، أدرس أية نحلة هناك شباب فقير لم يدرس ولم يعرف أي شيء في العقيدة ويدخل على النت لكي يناظر النصارى ، من النصارى الذي تريد أن تناظرهم ، وماذا تعرف أنت في دينك أصلا لكي تذهب وتناظر ، ومن تناظر ، واحد لا تعرفه ، ما هي قيمة هذا ، يقول أناظر الشيعة ، فماذا تعرف في عقيدتك ؟ وماذا تعرف في عقيدة الشيعة ؟ هل قرأت مثلاً عقيدتهم الكتب الأصلية وغير ذلك حتى تدينهم بالكلام الذي هو في مراجعهم ، لا ، ليس عنده فكرة عن هذه القصة فتحدث مشاكل . ابن حزم والأشاعرة: بن حزم عندما كان يرد على الأشاعرة وقع في بعض المسائل ، الأشاعرة قالوا لا نقول بهذا ، بن حزم أخذها من كتب الذين ردوا على الأشاعرة فقالوا له نحن لا نقول بهذا . إذن بعد أن تقوي تنظر في بلدك من الذي أرد عليه ، الذي يقف حجر عثرة في سبيلي ، لا يقف حجر عثرة ، اكسب أرض طالما أنه ساكت ، اكسب أرض واجمع الناس حتى يكون فيه رأي عام. الشيخ_حفظه الله_ وسنوات الدعوة الأول. وحكمته في الدعوة. وأنا جربت شيئًا من هذا في بعض سنوات الدعوة الأولى ، في بداية مجيئي إلى هنا فوقعت في خطأ ما فتعلمت منه ، فلما كنت أُدعي إلى أي بلد من البلدان أسأل من القائم علي الدعوة في هذه البلد ، يقولون جماعة كذا هي التي تطفوا على السطح وجماعة كذا هي التي تطفوا على السطح . فأنا اضبط حالي بحيث أنني لا أصطدم بهؤلاء الجماعة في بداية عهدي بالبلد لأن أحد إخواني الفضلاء المشايخ ذهب إلى هناك ولم يهتم بهذه القصة فمنعوه من البلد ، وقيلت لي هذه الحكاية على سبيل الحكاية, فاستوقفتني عندما دعاني الأخوة في هذه البلد ، وظللت نحو أربع أو خمس سنوات لا أذكر كلمة السلف الصالح ،لأن الجماعة الموجودين في البلد آنذاك لا يحبون السلفيين إنما كنت أقول القرون الثلاثة الأولي فلم يعارضوا, ونحن أيضا مثلك نحن لا نتنكر عنهم هم أصل الإسلام وكنا متفقين على ذلك ، وعملنا خمس سنين تقريبا ثم حدث ، مشكلة دعوية ما بين هؤلاء الذين في البلد وبين إخواننا الذين يسمعونني ، وكان لابد من التسمية ، إلي أي جماعة تنتمي، قلت لهم جماعة المذهب الذي دعوتكم إليه منذ خمس سنوات ماذا ترون أن نسميه ؟ تريد أن تسميه الدعوة الإسلامية ، سمه أي شيء يعجبك ،فلت لهم مهما اختلفنا في التسمية ممكن نختلف في المنهج ؟ قالوا لا ، قلت جميل ، فلنسمه باسم عريق قديم مشهور ألا وهو الدعوة السلفية ، ولا فيه احد يحب أن يبدل الاسم كما تشاءون ,لكن عندما يكون اسم قديم لا يحتاج المستمع أن يقول لك من أنت وتتبع من ، أنا عندما أقول الدعوة الإسلامية تدعوكم إلى حضور كذا ، يقول البعض من الدعوة الإسلامية , الجميع دعوة إسلامية لكن مثلاً أقول الدعوة السلفية تدعوكم إلي كذا منطبع في كل الأذهان أن الدعوة السلفية ما هي ، فأنا عندما أخذ مصطلح أو أخذ اسم معروف لدى الجماهير لن أحتاج أن أعمل مذكرة تفصيلية للاسم وأنت عرفت القصة من العنوان فنكون بذلك استرحنا . قلت لهم يا جماعة هل عندكم اعتراض على الدعوة السلفية ؟ قالوا لا يوجد اعتراض ، قلت لهم الذي كنت أدعوكم إليه منذ خمس سنين هي الدعوة السلفية ، هل يوجد من يريد الخروج منها ؟ قالوا لا ، لا أحد يريد أن يخرج منها ، وانتهت الفوضى في البلد ولم يعد هناك سوى الدعوة السلفية . فلو كنت دخلت من أولها وأحمل الراية الدعوة السلفية ، كانوا سيقفون لى ولم يكن لي رصيد آنذاك ولا أحد يعرف حقيقة الدعوة ، فأنا يمكنني أن أؤخر وهذا المثل يضاف إلى حكمة ، الداعية إلى المذهب . ثم سرد فضيلته قصة حقيقية لأحد العلماء تدل علي فقه الدعوة والحكمة. عندما ذهب هذا العالم الفاضل الحكيم ليعالج في تركيا ، فخُير بين انجلترا وما بين تركيا فقال أذهب إلى تركيا فيها مساجد وفيها أذان وغير ذلك فنزل في مستشفى وكان جانب المستشفى مسجد كبير ، وعادة أهل الخليج يلبس الغطرة وفوقها العقال ونزل أول مرة صلى في المسجد وإذا الإمام يشتم في شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، أحذروا الوهابين ,غير ذلك ، مثل القصة التي تحدث اليوم في بعض الجرائد ، يقول لك الجماعة المشايخ أنا وإخواني من المشايخ نقلنا الإسلام السعودي إلى مصر ، لأن الإسلام عندنا أزهري في مصر .ويرميك بالتهم ، فلما رآه يشتم محمد بن عبد الوهاب قرر في نفسه أنه لن ينزل بالعقال ولا بالغطرة وينزل حاسراً رأسه ، وبدأ يقترب من الإمام ويتحبب إليه ويقول له أنا جئت لأستشفي هنا وأحببتك وقلبي انفتح لك وكلام من هذا القبيل . فيمكن أن يُقال هذا كذب ، فأقول يجوز الكذب في الحرب ، وهذا نوع من أنواع الحرب ، نوع من أنواع الجهاد ، المهم ظل يسأله أسئلة والرجل يجيبه ولا يهم أنه أجاب صح أو خطأ ليست هذه المشكلة ، بعد مضي بضعة أسابيع أحضر كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب وقطع الجلدة الأولى والأخيرة وجعل الكتاب بلا عنوان ، وقال له أنا في الحقيقة واحد أعطاني هذا الكتاب وقال لي اقرأ فيه ، فانا قلت أعطيه لك لأنك أنت شيخي وأريد أن تؤكد لي صحة المعلومات ، وهل الكلام الذي يقال فيه صحيح أم غير صحيح ، إذا قلت لي اقرأه سأقرئه ، وإذا قلت لي ارميه سأرميه ، وطبعًا كتاب التوحيد لا يوجد فيه غير الآية والحديث وما يؤخذ من الآية وما يؤخذ من الحديث . الرجل قرأ الكتاب وبعد عدة أيام قال له هذا جميل جدًا ، لا توجد فيه أي مخالفات ، وهنا فجر الرجل قنبلته وقال له يا سيدي هذا كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب الذي أنت تشتم فيه وتقول احذروا الوهابية واحذروا كذا وكذا ، هذا الكتاب أنت نفسك قلت عليه أنه لا توجد عليه أي ملاحظات فأُسقِطَ في يد الرجل لأنه ورث العداوة ، لم يتحقق ، إنما ورث العداوة ، مثل كثير من الناس يرثون العداوة للمنهج الحق لمجرد إن الجريدة هذه ضد والجريدة هذه ضد والمجلة ضد والقناة الفضائية ضد ، فهو يسمع لكل هؤلاء المقاومين ولا يعرف شيئًا عن المنهج الحق . الرجل قال له حيث أنت كذلك أنت فتحت عيني وأنا لا يمكن أن أتركك أنت لابد أن ترشدني وأن تعلمني ، فأرسله هناك تعلم ورجع داعية إلى الله _سبحانه وتعالي_ ، هذا تصرف حكيم ، لأن هو اليوم عندما يعطيه الكتاب هكذا ومكتوب عليه العنوان والاسم سيرميه في وجهه احذروا هذا الوهابي ، احذروا كذ وكذا . لابد من تقييم البلد والبدع دون تعصب وتشنج . فيكون إذن لابد أن أنظر إلى البلد التي أنا فيها وأنظر إلى البدع وأقيمها تقييمًا صحيحًا بدون تشنج ولا تعصب لكي أعرف من الذي يستحق الرد ، واحد ساكت ، ساكت لا يعمل أي شيء أتركه ، لم يأتي عليه الدور ، لم أقل أتركه أي أتركه لكن لم يأتي دوره ، أنا أخذ صاحب اليد الطويلة الأول ، ثم أخذ وراءه واحد وراءه واحد وأبدأ أخلص البلد كلها ، وطبعًا تحتاج إلى كياسة وتحتاج إلى حكمة ، وهذا الذي سنتكلم فيه فيما يتعلق بالداعية وصفات الداعية . الداعية والرفق : النبي عليه الصلاة والسلام قال:( أيها الناس إن منكم منفرين ) ، يوجد أبناء كثيرون كرهوا أبائهم في الالتزام ، ويأتي ويقول أبي فعل كذا وكذا لم أعد أصدق الشباب ، أقول يا بني أنت سفير سيء لهذا الدين ، تصور أنه عندما التزم صار هو وأبيه متساويان ، ويريد أن يعلم أبوه ، يعلمه الدين وتعالي اعمل كذا ، لا ، لا تنسي أنك في أي مرحلة من المراحل بالنسبة لأبيك طفل أنت ابنه ، فلا تأت وتصير معلم عليه وتعمل عليه أستاذ ، فيه بعض الآباء يستنكفون من هذا غاية الاستنكاف حتى لو كنت أنت شيخ الإسلام . الجينات التي بداخله وركائز شخصيته ترفض هذا الكلام ، فأنت لابد أن تكون حكيمُا ، ولا يلزم أن تقولها أنت ، ممكن تعطيها لصاحب لك الذي يحبه أباك بشدة ، هو الذي يتكلم نيابة عنك مثلاً ، فهذه تكون مقبولة قليلاً . أبوك قال مثلاً رأيًا خطأ في مجلس لا تصحح له في المجلس لأن هذا يعتبر سوء أدب عند أبيك فلا يقبلها ، أبوك يقول لك شيء مباح تعالى يا بني قف معي في المحل بعض الوقت ، لأن أنا صحتي تعبانه ، أنا علمتك وكبرتك ، يترك أباه لأجل أن يطلب العلم لابد من طلب العلم ، فلائم ظروفك ، ترضي أباك لأن دعوة منه ستفتح لك الطرق . إياك أن تتصور أنك عندما تذهب لتطلب علم النحو والصرف وغير ذلك وأبوك ساخط عليك ويطلب منك شيئًا في استطاعتك وهو مباح أنه سيبارك لك ، الكلام للأب والأم ، فكثير من الشباب كان منفرًا ،. الداعية وتبني الدعوة. وفي نفس الوقت كثير من الشباب لم يتبن هذه الدعوة ، أي واحد فيكم يسكن في عمارة فلماذا لا تجعل هذه العمارة هي جهدك وهي حياتك كلها . قل أنا لن ادعوا أحدًا إلا العمارة التي أنا فيها ، لو كل واحد استطاع أن يدعوا العمارة التي هو فيها كانت الدنيا امتلأت التزام ، لكن تارك جاره والذي فوقه والذي تحته وغير ذلك ،. التحبب للآخرين والهدية من الوسائل الناجحة في الدعوة : لماذا لا تتحبب إليه بأي وسيلة من الوسائل ، أنت رجل تتصدق مثلاً تصدق على الذين يسكنون معك في العمارة رجل يسكن معك في العمارة تأخذ له قطعة قماش أو زجاجة عطر أو غير ذلك ، تقابله وتسلم عليه باحترام وحضرتك وسيادتك وغير ذلك من الكلام ، وأنا الحقيقة أردت أن أحضر عطر وقلت أعطيه لمن ، أعطيه لمن ، والحقيقة أنا بحبك ودخلت صدري وهذه هديه مني لك واقبلها مع قلتها وأنا أعلم أن مقامك أكبر من ذلك . فعندما تقول هاتين الكلمتين أخذت قلبه ثم هديه بعدها هديه أجعل هذه العمارة عملي ، وبعد ما أنتهي من العمارة الذي أنا فيها ؟ أذهب إلى العمارة التي بجوارها ، أعمل هكذا حتى أنتهي من الشارع . الدعوة الساكنة. هذا الشارع أغلق علي صار لي ، فتكون بذلك نجحت نجاحًا باهرًا ، ودعوة ساكنة ، حتى لا يقول واحد أصل أنا كلما ذهبت يقبضون على ويرجعوني كلما ذهبت ينزلوني في الكمين ولم أستطيع أن أحضر الدرس وغير ذلك . أنت إذا كنت خائف فالعمارة أمامك ي والشارع الذي تعيش فيه وهذه دعوة ساكنة ولطيفة وجارك يعرفك ويعرف أنت ابن من وغير ذلك فلا يوجد عندنا خطة ، نمشي بلا تخطيط بالبركة . أي واحد في قرية من القرى كيف لا يأخذ القرية كلها معه ، لو عنده زكوات ، لو عنده صدقات ، لو عنده وسع على المساكين والفقراء وكما سنذكر إن شاء الله تعالى في المجلس القادم قصة يوسف عليه السلام نأخذ منها لمحة ، كيف صار على قُبة الخزانة في مصر ، وهذا درس لابد أن نستفيده أهمية الالتزام بالدين وحدود الله. أنت متهم على كل التربيزات في العالم بالإرهاب ، كلما عملوا مؤتمراً حتى الدول الثمانية الذين يعملون في الصناعة وغير ذلك عند اجتماعهم ملف الإرهاب من الإرهابي ؟ أنت ولو كنت عظاماً على سرير طالما أنك ملتزم بدينك أنت إرهابي ، والعالم كله مصنفك هكذا ، فطالما أنت مصنف هكذا فلتعمل ، التزم بدينك والتزم بحدود ربك سبحانه وتعالى ، ولا تتجاوز حدود الله عز وجل في شيء من هذا وهو ناصرك ، فلماذا تخبئ لحيتك فأنت تم تصنيفك ولقد علمنا تصنيفك . اجعل همك الأوحد هو الدين. فلو كل واحد الدين عند عبارة عن هم كأنما نزل له وحده وقيل له انشر هذا الدين ، لو اعتقدت في هذه الجزئية ، واعتقدت أن الدين نزل لك وحدك والمفترض أن تنشره في العالمين أنت لن تكف عن الدعوة ، ستجد لك قضية كلما وجهت وجهك لابد أن تجد لك قضية ، وسنتكلم أن شاء الله تبارك وتعالي في المجلس القادم عن بعض صفات الداعية . أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم انتهي الدرس الثاني(أسألكم الدعاء أم محمد الظن) الدرس الثالث _______________________________ انتهينا في المجلس الماضي من تسليط الضوء على الركن الأول من أركان الدعوة إلى الله_ سبحانه وتعالي_ ألا وهو الدعوة نفسها . والآن نتكلم عن الركن الثاني ألا وهو الداعية إلى هذه الدعوة . الداعية حصل العلم وهذا هو المفترض أنه حصل العلم الشرعي الصحيح سواء كان في باب الاعتقاد ، أو كان في باب السلوك أو في باب الحلال والحرام ، الأحكام الشرعية ، تصورنا أنه هضم هذا ، هذا الذي مضى اسمه العلم ، ويبقى الجناح الأخر الذي يحلق به الداعية في أجواء الحياة والعلم والدعوة ألا وهو سياسة العلم . سياسة العلم وما تحتاج إليه من ركائز.. سياسة العلم ، أصعب من تحصيل العلم ، لأن سياسة العلم تحتاج إلى ركائز بعضها يكون جبليًا وبعضها يكون مكتسبًا ، . الركائز التي يحتاج إليها العلم بعضُها يكون جبلِياُ وبعضُها مكتسباً. ومن الصفات الجبلية الحلم : الحلم صفة يُخلق المرء بها فيزيدها الإسلام بهاءً ، في حديث أشج عبد القس رجل كان سيد قومه ، فأرادوا أن يفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق هو وقومه يركبون الدواب حتى وصلوا إلى النبي_ عليه الصلاة والسلام _من الذي يحظى بالقرب منه عليه الصلاة والسلام ؟ أول من يترك ظهر دابته وينطلق إلي الرسول، هذا هو الذي سيجلس بجانب النبي _عليه الصلاة والسلام_ ، فكان كل الوفد حريصين على أن يكون مجلسهم بالقرب منه عليه الصلاة والسلام ، فما أن وصلوا حتى تركوا ظهور دوابهم وأخذ كل واحد مكانه ، ظل الأشج ، يعقل الركايب دابةً دابة . ثم ذهب إلى رحله غير ملابسه ولبس ملابس لها هندام ثم جاء فقعد حيث انتهي به المجلس ولم يتخطى الرقاب ثم سلم وجلس ، فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_ وهو يراقب هذا لم يفوته هذا المنظر ، كل الناس جريت إلا رجل واحد هو الذي يعقل الركايب وغير ذلك ، فسأل الوفد قال: يا بني عبد القيس من هذا فيكم ؟ قالوا يا رسول الله هذا سيدنا فقال له ( يا أشج إن فيك لخصلتين الحلم والأناة ) . في مسند الإمام أحمد قال:( يا رسول الله أهذا جبلني الله عليه ؟ قال: له نعم ، فقال: الحمد لله لذي جبلني على ما يحب ). كثير من الدعوات طاشت سهامها بسبب العجلة وقلة الصبر : لذلك ينبغي للداعية إلى الله عز وجل أن يتحلى بالحلم ، والحلم حتى يتم له ثلاثة أركان كما قال تعالي (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }آل عمران134) أركان الحلم: 1- كظم الغيظ. 2- العفو عن الناس 3- الإحسان. من أراد أن يكون حليمًا لابد أن يتوفر فيه هذه الصفات وهذه كلها أتت متتابعة، لأن معنى أن تكون حليمًا أي أن هناك من يجهل عليك من يسبك من يتعدى عليك ، من يسفهك . النفس بداخلها سبع مفترس متوحش ، فعندما يسُبُني أحد أمام الناس وغير ذلك ، فنفسي لا تحتمل هذا وأنا أريد أن أكون حليمًا ،أولاُ أكظم الغيظ (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ) ممن أغتاظ ؟ من رجل تعدى علي . [ كظم ] الحرف الذي يرن في أذنك في هذه الكلمة كلها حرف الظاء وحرف الظاء (منتفخ) وهو من حروف الاستعلاء والتفخيم مثل الطاء ، و من جمال اللغة عندنا أن الحرف يخدم المعنى ، فتصور مثلاً أن الظاء ذال فتكون الكلمة كذيم ، فلا تحس أنها تعطيك أنني ممتلئ بالغيظ وسأنفجر ، إنما حرف الظاء يعطيك هذه الصورة . فأول شيء والكاظمين أنا كظمت ، ولكن أرد الوحش الذي بداخلي حتى لا أنطلق وانفجر في الذي تعدى عليه . أول درجات الحلم أن تتحمل الأذى مهما بلغ. وتسمع من يسُبك بأذنك ولا ترد ، إما أن تقف صح وإما أن تبعد وتترك مجال الدعوة ولا تسبب كل يوم لنا في مشكلة , إن لم تكن على قدر الدعوة أتركها ، لا يوجد أشرف من النبي عليه الصلاة والسلام ، ماذا قيل فيه ؟ وماذا فعل به ، ثم في الأخر اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون . كل إنسان يدعو إلى الله هو سفير في الحقيقة. إما أن تأخذ أخلاقه _عليه الصلاة والسلام_ وتأسِر قلوب الناس وتسترق هذه القلوب وإما تترك الدعوة ، كل إنسان يدعو إلى الله هو سفير في الحقيقة لهذا الدين . أنظر إلى السفراء الذين ترسلهم الدول كسفراء في دول أخرى تراه يتكلم كلام دبلوماسي ، ودبلوماسي أي لا تعرف هو يريد نعم أم لا تطلع في الأخر يتكلم ساعة وتسأل نفسك ماذا كان يريد أن يقول ؟ لماذا ؟ قال حتى لا يورط الدولة ، لا يعطي قرارات ، يعطي كلام يحتمل عشر معاني كلما أردت أن تمسك عليه من هنا يقول لا أنا كنت أقصد هذه ، من هنا لا أقصد ، هذه الدبلوماسية أنك لا تقول حاجة ، تظل تتكلم ولا تقول شيء هذه موهبة أنا أتمنى أن يكون عندي هذه الموهبة فعلاً ، أنا أرى ناس في الفضائيات يتكلم ساعتين ثم أقول ماذا كان يريد أن يقول ؟ فكيف ذلك وأنا لست قادر أن أفهم ، أنا إن لم أعط معنى معين فلا أستطيع أن أتكلم ، لا هذا يتكلم ساعتين ولا تعرف ماذا يريد أن يقول ، هذه موهبة الحقيقة يختص بها ناس من خلق الله سبحانه وتعالي . مما يدل علي حسن خُلُق النبي _صلي الله عليه وسلم_ الرسول عليه الصلاة والسلام شُثِم ورُجِم وتعدوا عليه ، وحتى عبد الله بن أبي سلول هذا المنافق والحديث في الصحيحين ، حديث أسامة بن زيد ، كان سعد بن عبادة سيد الخزرج مريضاً ، فالنبي _صلي الله عليه وسلم _ذهب ليزوره فأخذ وراءه أسامه بن زيد وذهبا ليزورا سعد بن عبادة رضي الله عنه وهما يسيران مرا على مجلس فيه أخلاط من المسلمين واليهود والمشركين . الرسول عليه السلام أرسله الله _عز وجل _داعيًا إليه ، لا يترك مكانًا فيه بشر إلا ويدعو إلى الله لأن هؤلاء هم البضاعة ، مثل أي تاجر يريد أن يدخل السوق لابد أن يكون معه مال كي يستطيع أن يشتري ، وبضاعة الداعية الناس ، عندما يدخل كل مجتمع يخسر له عشرة ، خمسة عشر بسبب العجلة مثلما يكون تاجر يدخل يخسر له ألف جنيه في كل سوق يوشك أن يفلس النبي عليه الصلاة والسلام في أي وقت يجد بشر يستأنف الدعوة إلى الله عز وجل ، فلما اقترب من المجلس ، وأنت تعرف الدابة وهي تمشي في الأرض الذي بها تراب تخرج غبارًا فنزل من على دابته وبدأ يدعوا الناس إلى الله سبحانه وتعالي ، عبد الله بن أبي بن سلول يجلس وأول ما رأى الغبار غطى وجهه بكمامة , من غبار الدابة ، فدعاهم النبي_ صلي الله عليه وسلم_ إلى الله عز وجل ، فعبد الله بن أبي بن سلول قال للنبي أيها المرء فهذه الكلمة فيه [ليس فيها حشمة] والنبي _صلى الله عليه وسلم_ كان صاحب حشمة كاملة في قومه ،[ أيها المرء لا أحسن مما تقول كلامك ، لكن لا تغشنا في مجالسنا لكن من أتاك عظه ]. فعبد الله بن رواحة كان يجلس فقال يا رسول الله[ إنا نحب أن تغشانا في مجالسناٍ فاختلفوا فالنبي_ صلى الله عليه وسلم_ سكنهم وركب الدابة ومضى إلي سعد بن عبادة ، فلما دخل عليه وهو مريض قال له أي سعد ، أنظر إلى ما يقول أبوحُبَاب ،[ عبد الله بن أبي بن سلول ]، يكنيه والمعروف أن الواحد لا يكني واحد إلا إذا كان بينك وبينه نوع من التوقير . يقول لسعد ويسميه باسمه يقول: أي سعد وعندما يأتي ذكر عبد الله بن أبي بن سلول يقول أنظر إلى ما يقول أبوحُبَاب ، قال يا رسول الله إنه شرق أن الله اصطفاك بهذه النبوة ، وكان أهل هذه البحيرة سيعصبونه العصابة ، والعصابة كالشارة ، فلما أتاك الله ما أتاك من النبوة شرق بها أي كأن شيئاً وقف في حلقه ، فإنما قال هذا من الحسد والبغي وغير ذلك . فالنبي _عليه الصلاة والسلام _تكلموا فيه كثيرًا ومع ذلك أسرهم جميعًا بخلقه ، أنظر إلى عبد الله بن أبي بن سلول هذا الذي قال:( لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا )[المنافقون:7] ، وقال:( لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ) [المنافقون:8] حديث زيد بن الأرقم في الصحيحين ، سمع زيد هاتين الكلمتين هو وعمه وذهب إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_وقال: قال إن عبد الله بن أبي بن سلول قال كذا وكذا وعم زيد قال للنبي كذلك ، فلما بلغ هذا بن سلول وجعل يحلف بالأيمان الغلاظ أنه لم يقل ذلك ، قال زيد: فكذبني رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _وأخذ الكلام من عبد الله بن أبي ، فكبر ذلك على زيد بن أرقم وتكدر خاطره جدًا حتى نزل قوله تعالى ، فأرسل الرسول _صلى الله عليه وسلم _إلى زيد بن الأرقم وقال:( إن الله قد صدقك ) عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول وحبه للنبي_ صلي الله عليه وسلم_ عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول كان من أفاضل الصحابة لما عرف أن أباه قال هذه الكلمة في حق النبي _عليه الصلاة والسلام _وقف له على باب المدينة وهو راجع وقال له: والله لا يؤيك ظلها إلا إذا أذن لك النبي_عليه الصلاة والسلام _وهذا ابنه ، يقول له لن تستظل لا بجدار ولا بسقف ولا بشجرة حتى يأذن لك النبي أن تدخل المدينة . وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول أن بعض المسلمين سيقتلون أباه فذهب إلى النبي_ عليه الصلاة والسلام _وقال يا رسول الله بلغني أن بعض المسلمين يريدون قتل أبي ، مرني أقتله أنا لأنني لا أريد قاتل أبي فقال له لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته ، هذه أخلاق في السماء ، ربنا سبحانه وتعالي قال له:( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم )[ القلم:4] . أي مسلم أسوته النبي عليه الصلاة والسلام. أي داعية إلى الله عز وجل أسوته النبي عليه الصلاة والسلام وليس أي داعية فقط بل كل مسلم { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }[الأحزاب: 21] وصف الأسوة بالحسنة لأن فيه أسوة سيئة ، فلابد أن توصف الأسوة كما نحن نقول:( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل:125] السبب في خلو الحكمة من الوصف ووصف الموعظة بالحسن والجدال بالتي هي أحسن. خلت الحكمة من الوصف: لأنه لا تكون حكمة أبدًا حتى تكون حسنة في ذاتها ، فإذا خلت من الحسن فلا تكون حكمة ، لذلك الحكمة لا تحتاج إلى وصف إذ وصفها ذاتي . ووصِفت الموعظة بالحسن: لأنه يوجد أسوة سيئةالموعظة ممكن أن تكون خشنة ،أقول ما أقول ولا تستطيع أن ترد علي. وصِفَ والجدال بالتي هي أحسن. لأن الجدال يمكن أن يكون أكثر خشونة لأنه فيه ملاحاة ، أنا أتكلم وأنت تتكلم فنحتاج شيئاُ زائداً لكي نتحمل هذا الأمر. النبي عليه الصلاة والسلام أفضل من كظم غيظه عليه الصلاة والسلام ، 2-والعافين عن الناس : العفو: الترك ، أنت كظمت الغيظ أولاً ثم لم تعاقبه لأن معنى العفو: ترك المعاقبة , ، وكلما كَبُرَ محل الإنسان كلما تكون الصفة فيه أجمل ولذلك ورع الكبار جميل . مما يدل علي ورع عمر بن عبد العزيز. عمر بن عبد العزيز_ رضي الله عنه ورحمه الله _ عنده بئر يستقي منه في بيته يشرب منه الماء ، فاطمة بنت عبد الملك امرأته بنت أمير المؤمنين وزوجة أمير المؤمنين وأخت أمراء المؤمنين ، عندما تزوجها عمر بن عبد العزيز ودخل بها قال لها كل ذهبك يدخل بيت المال ، مع العلم أن ذهبها هذا قد يصل ما يصل, فاستجابت ، وكانت نعم الزوجة ، لأنه أحس بالمسئولية ,كان قبل أن يكون خليفة كان عندما يحب يشترى ثياباً يشتري بأربعمائة دينار أي أربعة ألاف درهم ويحب الناعم وغير ذلك عندما ولي خلافة المسلمين أرسل أحد حاشيته المقربين يشتري له ثيابًا فأحضر له ثياب بعشر دنانير ، من أربعمائة ، فلما مسه قال هذا ناعم جدًا ، مع أنه كان أخشن ما يكون ، تغير الوصف ، لم يعد عمر بن عبد العزيز الذي كان مسئولا عن نفسه وعن بيته ، صار مسئولاً عن أمة كاملة فبدأ صاحب إرادة قوية ملؤها الإيمان ، الإيمان هو الذي كان يدفعه إلى هذا فكان في حياته العادية ، عنده بئر ويرمي الدلو ويخرج الماء ، فكانت امرأة تجلس مع فاطمة بنت عبد الملك ، فهو كان يرمي الدلو وينظر إلى فاطمة فالمرأة التي مع فاطمة فقالت لها هذا الرجل عينه جريئة جدًا كل مرة ينظر إليك قولي له يغمض عينيه ولا يلفت نظره ، قالت لها هذا أمير المؤمنين ,الذي يستقى بنفسه عندما كانت تأتيه الزكاة فكانت تأتيه زكاة عطر عندما كان يدخل العطر بيته يغلق أنفه ، فيقولون له يا أمير المؤمنين هذا ريح ، أنت لم تأخذ زجاجة ولم تأخذ جرم ، فكان يقول: هل يُنتفع منه إلا بريحه ، هذه الأشياء تؤثر فيك تدخل على قلبك مثل الرصاص ، لأنه عمر بن عبد العزيز ورع عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحضر عبد الله بن عمر ولده في يوم من الأيام وورع عبد الله بن عمر يضرب به المثل ، فكان يكون عنده مكاسب من الغنائم ، نحن ذهبنا وغزونا غزوة ، فكل واحد من المجاهدين جزء من الغنائم عندما كان يذهب ليبيع فمن الممكن أن يزيد الناس له,لأنه ابن أمير المؤمنين فلما رأى عمر رضي الله عنه هذا الأمر , أرسل إلى عبد الله فجاءه فقال: له يا عبد الله ، قال: نعم قال: أرأيت إن عُرِض َأبوك على النار أكنت تفتديه بأربعين ألفًا ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين ، قال له: الغنائم التي عندك وغير ذلك بعها والباقي ضعه في بيت المال . وهذا ليس فرض على عبد الله بن عمر ولا فرض على _عمر بن الحطاب هذه الأشياء البسيطة ترفع من قدر أمير المؤمنين عندك ، فإذا أمر أمير المؤمنين بأمر أنت لا تستطيع أن تخالفه لو لوحدك عندما ترى الأمر يسير هكذا. الأسوة والقدوة يأتي على مسائل هي حلال له فيتورع عنها فأنت نفسك لا تستطيع وأنت وحدك وفي بيتك أن تخالف . كلما عظُمَ قدر الإنسان ينبغي أن يرتفع إلى مستوى هذا القدر . رجل أخطأ في فلم أرد عليه بالمثل ثم عفوت عنه ، وأنا عندي الشوكة أستطيع إيذائه ومع ذلك أنا لم أفعل ، ليس هذا فقط بل أرسل إليه هديه . 3-الله يحب المحسنين :[ الإحسان] كف الأذى وبذل الندى . أخطأ في كانت النتيجة النهائية أني أرسلت له هديه ، المحصلة أنه يحبني يُسمي الشيخ _حفظه الله_ سورة يوسف بسورة الإحسان. سورة يوسف ، أنا بيني وبين نفسي أسميها سورة الإحسان ، لفظ أحسن والإحسان والمحسنين أكثر سورة فيها هذا اللفظ سورة يوسف عليه السلام وتصور هذا المنظر لا يملك من أمر نفسه شيئًا يرمى في قاع جب لا يستطيع الخروج منه حتى لو حاول أن يتشبث ممكن الحجارة تنزل به ، وفي الخلاء أي أن هذا البئر لا يشرب منه إلا الذئاب مثلاً وبمفرده ، والليل جاء عليه ، ولا يملك من أمر نفسه شيئًا . يأتي الرجل خادم القوم يلقي الدلو فيمسك فيه فيجد واحد تبارك الذي خلق ذهب بنصف ، حسن الدنيا كلها ، رجالاً ونساءً أخذوا نصف الحسن ويوسف عليه السلام أخذ نصف الحسن لوحده . التمكين الحقيقي ليوسف عليه السلام عندما دخل بيت العزيز. الرجل عندما رآه فرفع يديه وقال يا بشرى هذا غلام ، فهذا الحر يباع بثمن بخس ولا يدبر من أمر نفسه شيئًا ، يدخل بيت العزيز ، فيدخل قلب العزيز فورًا وقلب امرأته ، وهذا هو التمكين ، وليس التمكين أن تكون وزيراً أو تكون رئيساً ، لكن لو دخلت قلوب الناس يضعونك تحت رموش العين تحت الجفن ، أي يرفع جفنه هكذا ويخبئك وهذا الكلام إذا دخلت قلبه لذلك كان التمكين الحقيقي ليوسف عليه السلام عندما دخل بيت العزيز ولذلك قال تعالي:( وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ ) [ يوسف:21] هذا التمكين وهذا صغير ولا حول له ولا قوة وليس عنده أي حاجة ، قال التمكين أنه دخل قلبه . لب الدعوة الحقيقية أن تجعل الناس يحبوك. وهذا هو لب الدعوة الحقيقية أن تجعل الناس يحبوك ، بذل الندى وكف الأذى ، الذي يأتي إليك تعطي لإخوانك وتكف أذاك عنهم وتحمل حالتهم على الصدق وعلى الإغضاء ، أكون فاهمها وعارفها جيد جدًا ومع ذلك أدعي أنني لم أعرف . لابد أن تتحلى بشيء من التغافل ،: إياك أن تعتقد أنك ذكي وتظهر للآخرين أنك ذكي ، يقول جملة فتكملها له هذا خطأ ،المفروض أنك تختبئ فيما يسمي بالتغافل ، وهذا التغافل سنفترض أنه جسم كهذا العمود تختبئ فيه ، لأنه سيأتي إليك فترات أنت لست فاهماً بالفعل ، فيقول لك لماذا هذه الذي لا تفهمها ؟ طوال عمرك ، تُكمِل لي الكلام فيضع عليك المسألة وأنت لست فاهم فعلاً, لأن هذا التغافل يعطيك مساحة تقدر أن تتحرك فيها وتُعذر ، تكون فاهمها جيدًا وتقول له ماذا تقصد ؟ فهمني أكثر ، فيفهمك ، تقول له زده وضوحًا ، فهذه تسمح لك بفرصة للهرب ، منها بدعوى هذا التغافل .لابد أن تتحلى بشيء من التغافل ،: مثل الكلام الذي أقوله دائمًا وأنت تحفظونه ، قيل لأعرابي من العاقل ؟ [قال الفطن المتغافل]أي يمررها بمزاجه ،. هذا التغافل أصل من الأصول الذي أخذناها من النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري وغيره كان المشركون إذا أرادوا أن يسبوا النبي عليه الصلاة والسلام يقلبون اسمه ويسبونه ، فالنبي_ صلى الله عليه وسلم_ اسمه [محمد] عكس محمد[مذمم ]، فكانوا لكي يضايقوه وينالوا منه فكانوا يقلبون اسمه ويشتمون الاسم المقلوب ، قاتل الله مذممًا ، فعل الله بمذمم وفعل وفعل . فالنبي عليه الصلاة والسلام قال لأبي هريرة أنظر كيف يصرف الله عني شتم قريش ، إنهم يشتمون مذممًا وأنا محمد أي لست أنا ، مع أنه يعلم أنهم يقصدونه ، لكن كيف النبي _صلي الله عليه وسلم_ كيف قالها عليه الصلاة والسلام فأنا عندما أحب أخذ أوصاف الحليم فلابد أن أمر بهذه المراحل الثلاثة (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } أول صفة من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها من يدعوا إلى الله أن يكون حليمُا . الحلم يتقدمه صبر ثم عفو ثم إحسان ، فمن حقق هذه الآية يكون قد حقق الأركان الثلاثة للحلم . ونحن قلنا كظم ، و هذا الكظم صبر والصبر مأخوذ من اسمه مر ، فيكون عندي والكاظمين الغيظ ، هذا صبر ، ولأني أقول لك أن الحلم يسبقه أشياء قال الله عز وجل وهو يذكر لنا وصية لقمان لابنه ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ ) [ لقمان:17] . الناس كالفاكهة فيه منها الحلو ومنها الحامض ، منها الذي تستطعمه ومنها الذي يلدع . فتصور وأنت تعامل الألوف المؤلفة كل واحد له مذهب وكل واحد له طريقة ومع ذلك تطلع من الدنيا محمود السيرة ، كيف لم تجرح ولم تصاب ؟ كيف أثنى عليك الكل ، طبعًا هذا يكون لخبيئة عمل ، ونحن قلنا العلم المتقدم لأن المتقدم الذي تعلمته أنت الآن تتكلم بسياسة العلم . نحن عندنا آيات وعندنا أحاديث ، العدل واحد ضربك بالقلم تضربه قلم وهذا هو العدل ، ومع ذلك أنت لا تلجأ إلى هذا العدل أذاك ، لا تؤذه لذلك أنا أريك المنظومة . الدعوة إلى الله حمل ثقيل . قال الله عز وجل:( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا ) [المزمل:5] . وكان زيد بن ثابت رضي الله عنه كاتبًا للنبي _صلى الله عليه وسلم_ فنزلت آية وكانت فخذ النبي _صلى الله عليه وسلم_ على فخذ زيد ، عندما نزلت الآية قال زيد كادت فخذ النبي_صلى الله عليه وسلم_أن ترض فخذي تمزقها من ثقل ما يوحى إليه .وكان إذا أوحي إليه وهو يركب الناقة كانت تبرك على الأرض ، لا تستطيع أن تحمله أبدًا وهو يوحى إليه تضرب بجرانها على الأرض من ثقل يوحى إليه. يمكن أن تطير رقبتك وتدفع رقبتك ثمنًا لهذا الدين . القابض على دينه كالقابض على الجمر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:( القابض على دينه كالقابض على الجمر ) هل من الممكن أن يمسك أحدُنا جمرةً في يده أم سيلقيها على الفور ، فهذه جمرة في يدك وأنت لا تستطيع أن تلقيها ، تحرق الجلد ، تحرق اللحم ، تحرق العصب ، تصل إلى العظم ولا تستطيع أن ترميها ، هذا هو الإسلام ، تُهان وتُعاقب وتُشتم ويُقطع راتبك وغير ذلك ، ويذهبوا بك إلى أي مكان إلى السجون ومع ذلك أنت مصر ، هذه هي الجمرة التي لا تستطيع أن تلقيها وهي تأكل اللحم والجلد والعصب وغير ذلك وأنت لا تستطيع أن تلقيها لأن حياتك فيها . معاملة الناس كلها مشاكل ويُساء بك الظن مع أنك واقفٌ منتصبٌ لخدمتهم ثم ضرب الشيخ _حفظه الله_ مثالاً بنفسه فيما يتعرض له الداعي, من إساءات من الغير . ولنضرب أي مثل ، وأمثل بنفسي لتقريب المعني ، من يوم أن فتحت عينيك وأنت تراني على المنبر أقول خطب وعلى المكتب أقول دروس وأجمع من أموال الزكوات وأعطيك وأعطي فلان ، يريد أحدُهم مستشفى ، يريد دكتور وغير ذلك ، أذهب بك هنا وأذهب بك هنا . فظهر عدد من المجلات تشهر بجميع أنواع التشهير , من سرقة و وسوء أخلاق واغتصاب إلي آخره من أنواع التشهير, فتجد البعض من الذين يسمعونني يظنون بي السوء فما الدليل عندك ؟ علي ماقِيلَ علي وصدقته, أن هؤلاء الحاقدين قاموا بوضع صورة لي في المجلة . فدعنا لنتكلم بالعدل وليس بالإحسان ، أنا بالنسبة لك معروف ، معروف بطهارة الذيل ومعروف بالسمعة الجيدة ولم يصل مني إليك أي أذى مطلقًا ولا تكلم أحد عني في حاجة ، فالمفترض أني لك معروف . الصحفي الذي كتب عني هذه المقالة ، هل أنت تعرفه ، هل قابلته ؟ هل تعرف من يكون أصلاً ؟ فهو مجهول العين ، مجهول العدالة ، مجهول كل شيء بالنسبة لك ، لكن أنا معروف بالنسبة لك ، فكيف يُقبل خبر المجهول وخبر المعروف يُرد ؟ بالعقل دون أن ندخل في التفاصيل ، كيف نقلتني من العدالة ؟ وعن كل الصفات الحميدة لخبر رجل مجهول وليسس مجهول فقط بل وحاقد علي، و على دعوتي ويرفض كل ما هو دين إلا ما يتعلق بهواه . يأخذ من الإسلام ما يعجبه فقط ، والذي لا يعجبه يكون هذا إرهاب وتشدد وتطرف وإلى أخره. فجانب العداوة موجود. لا تُقبل شهادة المحب ولا نقد الساخط : ومعروف أنه في الشهود لا يقبل شهادة المحب ولا نقد الساخط ، أي أن القاضي وهو يقضي في مسألة من مسائل الدنيا عندما يكون المذنب الابن ويتقدم الأب بالشهادة لتبرئة ساحة الابن , فلا تُقبل في هذه الحالة شهادة الأب.لأن ثناء المحب وقدح الساخط كلاهما لا يقبل . ومن التهم التي أُتُهِمَ بها الشيخ _حفظه الله_ حقده على الغرب بعد فشله في أسبانيا. لأنه ذهب إلي أسبانيا بعد تخرجه ولما فشل هناك رجع ناقمًا على الغرب . رد الشيخ علي هذه الفرية. أولاً: أنا لم أذهب إلى أسبانيا بعد تخرجي . ثانياً:أنا ذهبت إلى أسبانيا وأنا طالب ، الثلاثة الأوائل على الكلية ذهبوا بهم إلى القسم الثقافي الأسباني الموجود في مصر وعمل منحة دراسية لمدة الأجازة الصيفية في الصيف سنة ثمانية وسبعين وكنت أنا من بين الثلاثة الذين سافروا ذهبت إلى هناك على أساس أنني أمارس اللغة وسبحان الله لا أدري ما الذي حصل ، انفتح قلبي للقرءان وأنا في أسبانيا على غير العادة ، فصرت أجلس في الفندق ولم أعد أستطيع النزول بعد عشرة أيام من السفر ، لا أستطيع النزول إلى الشارع ، الشارع كله سوء وفي الحدائق وغير ذلك ، فكنت أجلس في الفندق أقرأ قرءان ولا أستطيع أن أعمل أكثر من ذلك ، ولما أحب أنزل المركز الثقافي أو أحاول أن أري أحد من إخواننا وأول مرة أعفي لحيتي كان في أسبانيا ، ثاني مرة ، أعفيتها ثم حلقتها لظروف ثم وأنا في أسبانيا قررت إن أنا أعفي لحيتي . وذهبت وأنا هناك حاولت أعتصم بأي شيء من الأشياء التي تشد من إيماني وحتى لا أنفلت ، وظللت أبحث عن مسجد في مدريد أنني أجد مسجد أو أجد رفقة إيمانية فلم أجد فظللت أبحث حتي هُديت لمكانه، ووجدت الجماعة الشوام الذين يعيشون في أسبانيا ، وكل هذا وأنا أبحث عن أحد أكون بجواره ليس لها علاقة بالحقد على الغرب أو غير ذلك . رد الشيخ علي كرهه للغرب. أنا ما كرهت الغرب إلا بعدما قرأت ماذا يفعلون في المسلمين ، هم خصومنا شئنا أم أبينا وربنا سبحانه وتعالي يقول:( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)[ البقرة:217] ، وهذه هي المحصلة النهائية ، هذا ليس كلامي هذا كلام رب العالمين( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )[البقرة:120] عندما يكون خصمي ينكل بي في كل مكان في العالم ، وكل محجمة دم في جنبات العالم دم مسلم يُراق ، فكيف لا أكره خصمي ؟ أنا لو كرهت خصمي وبالغت في كراهيته فأنا معذور . فقصة كراهية الغرب ,جاءتني بعدما عرفت ديني وعرفت خصومي لكن وأنا في ذلك الزمان لم تكن عندي هذه القصة ، بالعكس أسبانيا كانت بالنسبة لي كنت أقول بلدي الثاني . لعاطفتي لها لأن المسلمين كانوا في الأندلس والفردوس المفقود ولهذا الكلام فهذا يعطيني محبة لأسبانيا ، وأحببت اللغة فعلاً وكنت أوطن نفسي لأن أكون عضوًا في مجمع اللغة الأسباني ، ولذلك من أول سنة وهذه الفكرة تدخل في رأسي لما أحببت أن أكون عضواً في مجمع اللغة ، وأنا أعلم مجمع اللغة الأسباني لا يضم له إلا واحد قوي جدًا في اللغة . فكنت أقرأ الأشعار وأترجم وكنت أكتب الشعر ، وأبدلني الله خير من الشعر الحديث ،عندما بدأت أدرس علم الحديث كأنما الشعر مٌحيَ من قلبي ، وأنا كنت أكتب الشعر من السنة السادسة ، بداية من الشعر الغير منضبط إلى أعلي ودخلت في مسابقات وكسبت ، على أساس إني كنت أصغر متسابق وأذكر وأنا في ثانية ثانوي كنت أصغر متسابق ما بين كفر الشيخ والمتصورة وقلت قصائد وكتبت ثمانية دواوين من الشعر موجودة حتى الآن ، كلها في الموناليزا وهذا الكلام ، لماذا ؟ هذا كان شعر زماننا ولم يكن فيه التزام . عندما كنت أهيئ نفسي لأكون عضو في المجمع الأسباني فكيف أكره البلد وأنا أريد أن أصل إلى هذه المرتبة ، فيأتي ويؤلف هذه القصة . وأنا جعلت الله وكيلاً لي ، وأنا مستريح البال جدًا في هذه المسألة ، وهناك ميزان عدل الله يوم القيامة كل واحد سيقف عريان لا يستطيع أن يتكلم ولا كلمة .وأنا يسرني أن أخذ حسناته أو يأخذ من سيئاتي ، ، لو جاء وتحلل مني واعتذر وقال أنا أخطأت في حقك ، اجعلني في حل أنا لن أتردد أن أقول له أنت في حل ، لكن هؤلاء خصومنا ويفترون علينا وغير ذلك . إشكال: الإشكال كما قلت لكم ، قد يتصور كثير من الناس أن كلام هؤلاء حق عنا ويتصور إذ أنني لم أتكلم أن الكلام حق بدليل أنني لم أتكلم فلماذا لم تتكلم ؟ أنا ذكرت لكم قبل ذلك لماذا نحن نحجم عن الكلام أمام هذا الطوفان . تسمع من يشتمك بأذنك وتصمت ، ممكن يسُبك فترد بالسلام وعليكم السلام فيستخف بك,هذا لأنه أخرج الإيمان من المسألة ، أخرج مراقبة الله عز وجل للعبد من المسألة وتصور أنه هكذا أهانك . لذلك نقول: أي رجل يتصدر إلى الدعوة إلى الله عز وجل لابد أن يكون واسع الحلم ، وقلنا الحلم يتقدمه صبر ثم عفو ثم إحسان ، فمن حقق هذه الآية يكون قد حقق الأركان الثلاثة للحلم ، وللحديث بقية إن شاء الله . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. انتهي الدرس الثالث(أسألكم الدعاء أم محمد الظن) ُّّالدرس الرابع من سلسلة إلي ذُُري المجد فارتق. _______________________________ لازال حديثنا موصولاً عن أركان الدعوة الثلاثةالتي لا تتم الدعوة إلا بها ووقفنا وقوفاُ مجملاً مع الركن الأول و هو [ الدعوةذاتها ] و مع جزء من الركن الثاني ألا وهو [ الداعية إلى هذه الدعوة ] وكنا ذكرناأمثلة أن الذي يتصدى للدعوة إلى الله _عز وجل_ لابد أن يجعل الخلق يتحببون إلى الله _عز وجل _بنعمه لا أن ينفرهم . وذكرت أن العالم لا يحلق في أجواء العلم إلا بجانحينوعلى قدر قوة الجناحين يكون طيرانه واستوائه . الجناح الأول :العلم . الجناح الثاني:سياسة العلم. و سياسة العلم أعوص من إتقان العلم لأنه من الجائز أن تكون جاهلاًبموضوع ما فإن كنت ذكياً فسمعت الموضوع من شيخك لخصه لك فتحفظه عن ظهر قلب لم تكنتعرف شيئاً ثم عرفت انتفى عنك الجهل في هذه الجزئية أما سياسة العلم فهي كيف تستخدمالعلم . إذاً السياسة متعلقة بالكيفية و العلم متعلق بالكم ، كم حصلت من العلم هذا,متعلق بالجناح الأول صفة هذا العلم كيف تطبقه كيف تستعمله هذه هي سياسة العلملذلك ينبغي لمن تصدى لهذا الأمر الكبير أن يكون سريع البديهة. أهمية سرعة البديهة للداعية. القائد في ميدان,القتال قبل أن يخوض الحرب لابد من وجود خطة في مركز القيادة يقول له أنت كقائد,ميداني مهمتك أن تفعل كذا وكذا وكذا هذا القائد الميداني الذي أخذ الخطة تجدُّ له,على الأرض ظروفاً جديدة و أحوال جديدة ما توقعوها و لا وضعوا لها حساباً على الورق كل توقعاتهم أن العدو سيستخدم طريقةً ما و فجأة,استخدم العدو طريقة جديدة و الأرض تحولت فالقائد الميداني حينئذٍ الذي يضع الخطة في الحال,لن ينتظر أن يتصل بمركز القيادة , سيكون هو , قائد الجيش في هذه المسألة هذه ، في هذه الحالة سرعة بديهة. مما أذكره و أعجبني كثيراً في سرعة البديهة. أن الشيعة وأهل السنة اختصموا في أيهما الأفضل أأبو بكر أم عليّ و المسألة معهم أخذت طوراًبعيداً فذهبوا لابن الجوزي رحمه الله صاحب كتاب [ صيد الخاطر ] فابن الجوزي عندمارأى أن القصة هكذا و الأمور صعبة جداً هداه الله سبحانه وتعالى إلى إجابة أرضتالفريقين جميعاً ووضعت الحرب أوزارها قال لهم : " من كانت بنتُهُ تحته "و تركهم فقال: أهل السنة أبو بكر أفضل لأن بنت أبي بكر تحت النبي "و الشيعة قالوا : "عليّ أفضللأن بنت النبي تحت عليّ " فلما قال : من كانت بنته تحته ألا تنطبق على الاثنين ؟ ولكن الضمائر إلى أين ؟؟ فكل واحد يأخذها كما يريد هواه ، و خرج الفريقان جميعاً علىساق الرضا و انتهت القصة . فالداعية أو العالم الذي يدعو إلى الله عز وجل يحتاجإلى مثل هذا و طبعاً هذه تكون ملكة ثم تُنمى بالتجربة على الواقع الأرض هذا أفضلمعين و لكن التجربة لا تستقيم لغبي لأنه لا يستطيع أن يأخذ العبرة منها فربما تكررعليه الموقف أكثر من مرة و يخطئ في كل مرة الخطأ ذاته ، هذا لا ينفع لذا مثلاً الشيخ وانتقاء أصحابه وتنمية ملكاتهم. أي شيخ له تلاميذ و هو يعتني بهم فينظر في ملكات تلاميذه. فيقول : هذا يصلح للخطابةلا يصلح للإفتاء و هذا يصلح للإفتاء لا يصلح للتحقيق و هذا طالب كتاب لايصلح لا هذاولا هذا إذاً يأخذ مواهب تلاميذه ووظفها فتجد الخطيب بارع جداً و تجد المفتي دقيق والذي يعمل في التحقيق دقيقاً أيضاً لأنه لا يصلح أن تضع أحدها مكان الآخر . سمت الخطابة. الشيخالألباني_ رحمة الله_ عليه أتوقع أنه لو خطب الجمعة لا يستفيد الناس منه مثلما يُعطيدرساً ل,لأن الخطابة لها سمت فسمت الخطابة أنك تُشعل من أمامك و هذا بعض الناسيعتبره عيباً و أنت كيف تريدني أن أخطب ؟ ما أخذنا هذا إلا من رسول الله_ صلى اللهعليه وسلم_ كما في حديث جابر و غيره "كان النبي _صلى الله عليه وسلم _إذا خطب انتفختأوداجه و احمر وجهه كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم " فتخيل منذر الجيش ؟ الجيشسيدهم القرية كلها فهل يريد إن كان جيشاً سيهدم القرية أقول لهم [ إنّ العدسيهاجمكم إن شاء الله ] هل يريدني أن أقولها هكذا أم أصرخ ؟ ومما نُتَهم به أننا نهيج الناس. بعض الناس كان يعيبواعلينا هذا ويتهمنا بأننا مهيجين نهيج الناس. فاليوم عندما يكون هناك أحدهم يشتم أباهريرة و يقول عليه [ مهرج ] آخر يقول خالد ابن الوليد رجل يحب النساء , و يُنزل مثل هذه.الكلمات على الصحف فهل يريدني أن أخطب الجمعة و أقول ترجمة لخالد بن الوليد ؟ و تنتهي القصة على هذا ؟ كيف أربطكبالأحداث لأن سب أصحاب النبي _صلى الله عليه وسلم _حدثٌ تهتز له السموات . الضنك وما نعيشُهُ الآن فلأنا ما زلنا نمشي على الأرض و لم يُخسف بنا لأن كل ما يحدث الآنعلى صفحات الجرائد و الفضائيات فكل هذا تنهد له الأرض , فأنا عندما أظهر و أتكلمو أقول كيف يُقال هذا عن أصحاب النبي_ صلى الله عليه وسلم_ لو كانوا هؤلاء أصحاب أبيك ماقبلت أحداً يتكلم عنهم بهذه الصفة لو واحداً من هؤلاء قلت له كل أصحاب أبيك كانواسارقين و مضللين و شاربي خمر و من هذا الكلام إذاَ أنا بذلك أشتم أباه لأنه لم يُحسن أن ينتقي أصحابه عندما يكون الأب مغفل لهذه الدرجة فلايعلم أن من هم حوله شاربين للخمر و متعاطين للمخدرات فإذاً العيب فيمن ؟. ولذلكالإمام مالك رحمه الله قال :[ هؤلاء الذين يسبون أصحاب النبي عليه الصلاة و السلامقصدوا أن يسبوا النبي عليه الصلاة والسلام] يريدون أن يقولوا له أصحاب سوء لم يستطعأن ينتقي أصحابه لدرجة أن ظهروا بهذه الصورة و يثني النبي _صلي الله عليه وسلم_على أبي هريرة و,هم يقولون أبو هريرة مهرج و أنه يبيع دينه لأجل أكلة فأنا عندما أتكلم عن هذه القضية,المحورية الكبيرة كيف تريدني أن أتكلم؟ أأتكلم هكذا بدم بارد ؟ لا أستطيع ذلك . يقول لك سبوا أبو هريرة في صفحات الجرائد اطلع أنت و قدم لأبي هريرة ترجمة,فالجماهير نفسها في خطبة الجمعة يقولون لماذا يتكلم عن أبي هريرة نحن نعرفه فماذا يريد تحديداً. بخلاف ما لوقلت لك أبو هريرة الذي شتموه.,صفته كذا و كذا وكذا وهذا الذي فعلته في قناة الناس جعل الصحفي الذي كتب [دعاه فيالعيادة النفسية] كنت أرد عليه ، لم يتكلم عن الرد الذي رددته عليه أبداً ،حتىلا يُظهِر أنه يرد عليّ انتقاماً أو من هذا القبيل ,ركن هذا الأمر جانباً و بدأيتكلم و يكتب ماكتبه الذي سيُسأل عن كل حرف منه حتى لم,أصرح باسمه أبداً ,لأنه لا يعنيني التصريح باسمه الذي يعنيني أبو هريرة_رضي الله عنه, صاحبالنبي_ عليه الصلاة والسلام _. فلكل مقام مقال إن صعدت لخطبة الجمعة,اجعل الناس يحيون القضية . فبعض الناس نمطي لا يستطيع خطبة الجمعة. إذاً لا يتم وضعه في خطبة الجمعة فهذا يعود,للشيخ كيف ينتقي أصحابه وكيف مواهب هؤلاء الأصحاب فسرعة البديهة أيضاً الذكاء كيفتعرف من هو أمامك يريد أن يصل إليه ولكن لا تعرفه أنك فهمت مثلما قلت لكم في أعطيه مساحة من التغافل بحيث أنك تستطيعأن تتحرك تحت هذه المظلة وتكون حراً في اتخاذ قرارك لأن الكلمة طالما أنها محبوسةبداخلك فأنت سيدها إذا خرجت منك سرت أسيراً لها لابد أ، تعرف هذه الحقيقة إذاخرجت الكلمة منك سرت أسيراً لها ملكتك ولم تملكها طالما أنك تحبسها فأنت مالكها ولا تملكك. وكان العرب قديماً يقولون [ لسان الأحمق من أمام قلبه و لسان العاقل منوراء قلبه ] الأحمق قبل أن يستطعم قلبه الكلمة و إلى أي مدى ستصل ينطق مباشرة فيتورطإنما العاقل لسانه من وراء قلبه القلب الأول يستطعم المسألة ينظر إلى المصالح والمفاسد المضار و المنافع و بعد ذلك إن بدا له أن يتكلم يتكلم بدا له أن يسكتيسكت . إذاً سياسة العلم هي [ كيف تستعمل العلم ] أحياناً بعض الناس يسألني في بعضالمسائل فلا أجيب لمَ ؟ لأني أستشعر من السؤال أن سائله يريد أخذه و يعمل بهقصة. أكثر ما يفسد العلاقة ما بين الناس الفتنة عندما كانت هناك مشاكل بين المشائخ و يرد بعضهم على بعض يأتيني جماعة ماتقول في الشيخ فلان ؟ فأنا عندما أٌقول سيُنقل قولي يقول فلان قال كذا و أنا علاقتيبالمشائخ و الحمد لله كلهم علاقة صحية و جيدة ولا يوجد شيء فأقول :يا بني لا أعلمإلا خيراً انطلق ، فأجد أخر يسألني عن الثاني ، فأقول : يا بني لا أعلم إلا خيراًهو ماذا يريد أن يفعل هو يريد أن يأخذ قولي هذا و يضعه على الشبكة العنكبوتيةحتى يكون قد سجلت موقف و أكثر ما يفسد العلاقة ما بين الناس هذه الفتنةالصغار عندما يأخذون الكلام و الذي أفسد بين كثير من المشائخ في البلاد هؤلاءالشباب الصغار . أنا أحمد الله سبحانه و تعالى أنه ليس هناك أحد من طلبتي ينقل إليّ,كلمة واحدة لم لأنني وقفت موقفاً حاسماً من هذا الأمر و انتهتالقصة على هذا و هذا الكلام من سنة ألف وتسعمائة وواحد وتسعون نقل إلي كلام فقطعت دابر المسألة لذلكصار قلبي سليماً من جهة إخواني لا أُفتش على أحد ولا من هذا القبيل. فالذي أفسدالعلاقات الشباب الذين لا يضبطون و أنا رجل مشتغل بالحديث و أسأل الله أن أكون صاحبحديث لكنني على أي حال مشتغل بالحديث فأعلم قوانين نقل الأخبار و أعلم أن الشباب لاينقلون نقلاً صحيحاً فيفسدون. من صفات الداعية أن يعرف متى يتكلم ومتى يسكت. فسرعة البديهة تعرفك لم هذه الكلمة ماذا يريد بها ؟ هل سيفسد بها أم لا ؟ و لدينا قانون في هذا عبر عنه علي رضي الله عنهفيما رواه البخاري في صحيحه في كتاب العلم قال : " حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون,أن يُكذب الله و رسوله " فهذا من صفات الداعية أن يكون عاقلاً يعرف متى يتكلم و متىيسكت " حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يُكذب الله و رسوله " قبل أن أفعل أي شيءجديد في البلد لابد أن أمهد له قضية أرغب بعملها في البلد لو عملتها مرة واحدة,سينجفل الناس عني و يتركونني إذاً يكون قلبي على الناس و اتقي الله فيهم ، فأقومبعمل محاضرة و ثانية و ثالثة و رابعة و أفتح باب النقاش في هذه المسألة و بعد ذلكأستطيع أن أفعلها مثلما يكون فيه تهيئة و نفس المعني في صحيح مسلم في المقدمة ولكنالإسناد منقطع وهذا الأُثر أشهر من أثر عليّ بن أبي طالب قول ابن مسعود " ما أنتبمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " البلد التي تخطب فيها وتتكلم فيها لابد أن تراعي ثقافة أهل البلد و ماهي الموضوعات التي تهم أهل البلدفهنا مثلاً في هذا المسجد أغلب الموجودين من الطبقة المثقفة من أساتذة الجامعات والأطباء و المهندسين و التجار و طلبة العلم فأستطيع أ، أقول ما أقوله متمكناً ممكنآخذ القضايا العالمية ممكن آخذ الإشكالات الحاصلة للمسلمين في العالم و أتكلم صوتي مسموع ويصل فأنا لا أخاطبكم فقط و لكني أخاطب الملايين الذي سيرون المحاضرات فالمفترضمعالجتي تكون معالجة عالمية . لكن هب أنني أخطب في بلد ريف أناس مزارعين و ما إلى ذلكما هي نوعية الموضوعات التي أطرقها هل ممكن أخذ موضوع من الموضوعات الكبيرةالعالمية هذه التي أقولها هنا و بعدها أذهب إلى قولها في الأرياف ؟ لا الأريافأناس نمطيون لهم أمراض معينة مشاكل محددة فأنا أسهم في رفع هذه العلل كلها والارتقاء بهذا الرجل البسيط ،. ولا تظنن في يوم من الأيام أن الرجل البسيط هذا لا,يفهمك ,يفهمك فلا تهضم حقوق الناس في الذكاء فضع لذكاء الناس اعتبار حتى إن كانرجلاً عامياً لأن الكلام مفهوم. كان يخطب أحدهم في إحدى البلدان و لم يكنلديه إلا ثلاث أو أربع خطب كل ماكان يفعله أنه يُقدِم ويُؤخر,لكن الخطبة واحدة, فقابلني أحدهم و قاللي : [أرجوك اجعله يقلب الشريط ] هذا رجل فلاح لا يعرف أن يقرأ أو يكتب فأعجبني هذاالتعليق بمعني أننا تعبنا من الكلام المكرر . فينبغي أن تنزل كلامك عليهم و إلا لن تستعمل سياسة العلمليس منمهمة العالم أن يقول الدليل و ينتهي الأمر بذلك يمكن أن تقول الدليل لرجل لا يستطيع أن يتعامل معه , فمهمتك كيف توظف الدليل له لا تحتال على الشرع هناك فرق الذين يحتالون علىالشرع أو يسيسون الدين . كما هو واضح الآن على أوسع نطاق المطلوب أن يكون ختانالبنات حرام فهو حرام ..كيف حرام ؟ هو هكذا حرام فأصبح الدين مُسَيَس. ديّة المرأة على النصف من ديّة الرجل. الفتوى التي,أُخرِجت البارحة أن دية المرأة هي نفسها دية الرجل ,لأن المرأة أصبحت امرأة عاملة,و أصبحت كالرجل في المسؤوليات . إذا كان النبي_ صلى الله عليه وسلم_يقول : " ديّة المرأة على النصف من ديّة الرجل " كلام واضح وضوح الشمس . و نقل ابن عبدالبرّ و نقل ابن المنذر و غيرهما أن الإجماع على هذا الحكم و لم يُخالف في هذا[ إلا إبراهيم بن إسماعيل ابن عُلَيَّا و الأصم من المعتزلة و الجهمية] و معنى إجماع أي لا يحل خلافه. القول بأن دية المرأة مثل دية الرجل مخالفة للنص القطعي. فعندما أقول أن ديّة المرأة مثل ديّة الرجل إذاً خالفت النص القطعي في هذا فالذي أفتى بهذهالفتوى لسياسة مطلوب أن يكون هكذا . مقولة الشيخ كشك _رحمه الله_ فنحن في زمن المرأة [ نسونة العالم ] و الشيخ كشكرحمه الله قال كلمة مرة كنّا نضحك منها لكن يبدو أنه كان بعيد النظر قال : [ سيأتياليوم الذي يُطالب فيه الرجال بالمساواة مع النساء ] وكأن هذا الزمان أطل عليناالآن ! إذا كانت القصة أن المرأة تتحمل أعباء وممكن تنفق على البيت و الرجل يرمي الأمر و راء ظهره ومن هذا الكلام أنا لا أستبعد أن يعدلوا في تقسيم الميراث لم يعد,للذكر نصف حظ الأنثيين لأنه يوجد نساء يفتحن بيوت وهن المتحملات لنفقة الأولادفأي معنيً إذاً أن الرجل يأخذ الضعف و المرأة تأخذ نصفه المفروض يكونتساوي. حدوث تساوي في الميراث بين الرجل والمرأة في أحد البلاد العربية محتجين بنسخ آية الميراث. وقد حدث هذا في بعض البلاد العربية و قالوا نمحي هذا الأمر و هي منسوخة رد الشيخ حفظه الله علي من قال بنسخ آية الميراث فلا ينسخ كلام الله _عز وجل_إلا كلام الله _سبحانه تعالى _أو السنة المتواترة على رأي الجماهير ونسخ الآحاد للقرآن فيه خلاف كثير وأكثر العلماء يأباه فأنت أصبح كل يوم نترك شيئاً منديننا لأن السياسة تريد ذلك وهذا الكلام كما قلت لكم كل يوم يُفتح لنا نقب جديدمطلوب سدّ هذا النقب. فالداعي إلى الله سبحانه و تعالى ,كلما كان متيناً ودارساً للأصول يستطيع أن ينصر الله و رسوله. ينبغي علي المفتي أن ييسر حياة الناس ويبين لهم كيفية التعامل مع الدليل. إذاًسياسة العلم التي نتكلم عنها هذه التي ينبغي علي المفتي أن ييسر حياة الناس وجد أن هذا الرجل لايستطيع التعامل مع الدليل يبين له كيفية التعامل مع الدليل ,..وهذا علىخلاف, تتبع رخص العلماء ليس كلما أتاني أحدهم أنظر له بدليل يرضيه ربماتكون المسألة لا يوجد فيها دليل فأنت أخطأت من أين آتيك بدليل ؟ الدين ليس ملكي ولا أستطيع أن أطوعه لهواك ليتني أستطيع ليت لي الصلاحية إذاً ليسرت حياتك و أعطيتكما تريد لكن الدين جاء على خلاف أهواء الناس قال الله _عز وجل_ لنبيه صلى الله عليهوسلم : { ودو لو تدهن فيدهنون} و إذا داهن صاحب الحق هو الخاسر و ليس المقابل لأنكأنت الذي تركت الحق . فإذا كان الدليل يخدمك يسعك لا بأس ، لا يسعك فسأقول لك الدليلو أنا لا علاقة لي بك وقد يظهر أن الدليل قويّ و شديد بادي الرأي بالنسبة للناس فيقوللك وما جعل لكم في الدين من حرج يسّر هذه المسألة. هل تكتحل من مات زوجها.؟ فمثلاً قد وقع لي معبعض الناس نقاش في حكم كنت ذكرته مرة و الحديث في صحيح البخاري و غيره أن امرأة ماتزوجها و أصيبت في عينها فذهبت أمها إلى النبي_ عليه الصلاة و السلام _و أخبرته بذلك تستأذنه في وضع الكحل لأن الكحل دواء فالمرأة المعتدة لا تكتحل و لا تضع الطيب وفاءاً لهذا الراحل فالنبي قال لها[لا ] زاد قاسم ابن أصفرفي مصنفه بنفس سند البخاري فقال : " لا ولو ذهبت عينها " اعتراض علي صحة الحديث من البعض. فهذا الرجل الذي كان,يناقشني يقول لا يمكن أن يكون هذا الحديث صحيحاً لأنه يُخالف قاعدة فقهية و هي [ الضرورات تبيح المحظورات ] فهذه امرأة ستفقد عينها أتذهب عينها أم أتركهاتكتحل ؟ فكيف نوفق بين هذا الحديث(" لا ولو ذهبت عينها) و ما بين هذهالقاعدة [الضرورات تبيح المحظورات ] ؟ هناك دواء آخر اسمه الصبر فعندما يكون هناك دواء آخر اسمهالصبر كيف تتعالج بدواء فيه زينة وهي مما حرمه الله هذا الكلام لو لم يكن هناك دواءآخر و الدواء الوحيد هو الكحل ومن شأن الكحل أن يزين العين شئت أم أبيت ففي هذهالحالة نعم كما أن الله _سبحانه و تعالى_ أباح الميتة و الدم حتى لا تموت في حالالضرورة وهي من المحرمات القطعية فكذلك يكون الكحل حلال في هذه الحالة و لكن بشرطأن لا يكون هناك دواء آخر حيث وجد دواء آخر " لا و لو ذهبت عينها " يسر الدين. إذا أليس هذااليسر أم لا ؟ نعم هو هذا اليسر أنت تتصور أنه شدة لكن الشدة إذا أمرك النبي _صلىالله عليه وسلم _ بها فهي عين اليسر و الفتح قال تعالى : { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَاعَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَافَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَبِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْمِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا [68] كل هذه الفتوحات لماذا ؟ تقتل نفسك إذا أمرت بهذا أو تخرج من دارك إذا أمرت بهذاومع هذا الوعد القطعي الذي لا يتخلف لأن المتكلم هو الله سبحانه و تعالى قال اللهعز وجل { مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}. الوقوف على حدودالشرع وإعانة المستفتي علي العمل بالدليل مهمة المفتي. فأريد أن أقول الوقوف على حدودالشرع هو هذا مهمة المفتي و مهمته أيضاً أن يعين المستفتي على العمل بالدليل لأنهذا من لوازم المفتي ومن مقتضيات الرحمة أيضاً أنك لاتترك الدليل له هكذا معناهساذج بالنسبة له خام لا يعرف كيف يتصرف . الركن الثالث وهو المدعو: المفترض أن تفترض في المدعو أنه جاهل لا معاند و هذهالتي أركز بها على إخواننا يتعاملون مع الجاهل و كأنه معاند ولذلك يشتدون عليه. الأصل أن يكون جاهلاً بالحكم حتى تكون رفيقاً به وتوصل له الحكم الشرعي المعانددرجة ثانية لا تأتي إلا بعد الجدل و الضرّ و رد الدليل كما في حديث أبي هريرةو أنس في الصحيحين و غيرهما (أن رجلاًأعرابياً دخل المسجد على عهد النبي_ عليه الصلاة و السلام_وقال اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم أحداً معنا ) أعرابي لم يتأدب بالأدب الإسلامي و على سجيته فالنبي_عليه الصلاة و السلام_ قال : " لقد حجرت واسعاً "[ أي ضيقت ما وسعه الله ]لأن رحمةالله سبحانه وتعالى مائة جزء أنزل على الأرض جزءا واحداً يترحم منه الخلائق و الإنسو الجن و الدواب و الحشرات و الطيور من يوم أن خلق الله عز وجلآدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , وادخر تسعاً وتسعين جزءاًلعباده الصالحين أو المؤمنين أو المسلمين في يوم القيامة فعندما يأتي الأعرابي يريدأن تكون مائة جزء له و للنبي _عليه الصلاة و السلام _وحدهما و بقية الخلائق يخرجون منالرحمة فلذا قال : " لقد حجرت واسعاً" فلم يلبث أن بال في المسجد فهموا به فقالعليه الصلاة والسلام :" لا تزرموه "[ أي لا تقطعوا عليه بوله] طالما أن المشكلة محلولةهذا أعرابي أول مرة يأتي للنبي_ عليه الصلاة و السلام_ و ليس لديه أي علم لذا كانالنبي_ عليه الصلاة و السلام_ يُحاسب الذين يعيشون معه حساباً و يحاسب الإعرابيحساباً آخر ومما يدل علي خوف الصحابة أن ينزل فيهم قرآن مايلي:. خزيمة ابن ثابت الأنصاري وخبر عجيب. لدينا مثلاً حديث خزيمة ابن ثابت الأنصاري حكي لنا خبراً عجيباً أنالنبي عليه الصلاة و السلام اشترى من إعرابي قعوداً و القعود [هو الجمل الصغير]واتفق معه على سعره وقال له عندما أعود للمدينة أعطيك ثمنه جاء أحد المسلمين لايعلم أن النبي_ عليه الصلاة و السلام_ اشترى الجمل أعجبه الجمل أيضاً فقال للأعرابيأتبيع الجمل ؟ قال له : بكم ؟ قال له بكذا بسعر أعلى من سعر النبي _صلى الله عليهوسلم_ فرضه الرسول_ عليه الصلاة و السلام _فقال الإعرابي : إما أن تشتري الآن أوسأبيعه ، قال له : ألم تبعني الجمل يا أعرابي ؟ قال : لم يحدث .. قال للإعرابي : بلبعتني الجمل ، قال : ما بعتك شيئاً ..يكرر عليه ثلاث مرات والصحابة يلوذون بالنبيعليه الصلاة والسلام لأنها مصيبة فالنبي يقول لك : لقد بعتني و تقول : لم أبع كيف ؟قال : يا إعرابي بعتني الجمل .. قال : هلم شهيداً يشهد معك أنني بعتك .. هذه لاتصدر من أحد يعيش في المدينة مع النبي عليه الصلاة والسلام و هذا الفعل بمجرده كفرلكن الإعرابي ليس بكافر لأنه أول مرة يرى النبي صلى الله عليه وسلم و لا يعلم ما للنبي_ عليه الصلاة والسلام_ من التعظيم ومن هذا أو أنه لا يجوز أن يخاطب بمثل هذا . فالصحابة لو أن كل واحد سيتكلم سيقول أن النبي _صلى الله عليه وسلم _صادق و أنت كاذبو أنت بعت الجمل جميع الصحابة سيقولون هذا الكلام ولكن لا يستطيعون القول فالواحدمنهم يخاف يتكلم فتنزل آية أأنت كنت حاضراً فكيف شهدت بما لم تعرف و تنزل فيه آيةفيظل معرة ليوم القيامة وكان الصحابة يخافون من هذه المسألة كما قال ابن عمر : " فيزمان الوحي كنّا ننجفل عن أزواجنا –[ لا يستطيع أخذ الراحة مع أزواجنا في الكلام]" فلمّا مات النبي صلى الله عليه وسلم انبسطنا" عرفوا أنه لن ينزل قرآناً فتكون معرة. قصة سلمة بن قيس _رضي الله عنه._ سلمة ابن قيس رضي الله عنه قال :" كنت امرأً أوتيت من جماع النساء مالا أعلم أوتيمثلي فلما دخل رمضان خشيت إن فعلت أن أتابع -لا ينزع – فحتى يوقف هذا الأمر و لايقترب من زوجته ظاهر من امرأته فهو لن يرده إلا الإيمان هذا الذي سيوقفه ، فلما خشيأن يتابع حتى يعلو النهار و تكون عليه مشكلة فظاهر لكن وقعت الواقعة و بدا منامرأته شيء فحصل ما حصل و أتى امرأته في نهار رمضان فبعد أن وقعت الواقعة ذهب إلىقومه فقال لقد حدث كذا و كذا و أنا وقعت في الخطأ و أرغب بأن تذهبوا معي إلى النبي_ صلى الله عليه وسلم_ لأني لا أعلم ماذا أقول له ؟ فتعالوا معي لتساندونني ، فقالوالا والله لا نأت معك فينزل فينا قرآن تبقى علينا معرته أنت من فعلت هذا الأمر إذاًتحمله أنت ، لن يأتي أحدٌ منا معك فعندما ذهب للنبي _عليه الصلاة و السلام_ وقال لهالقصة كاملة فقال له صم شهرين قال : والله ما أوقعني فيما وقعت فيه إلا الصيامفإن صمت سأقع فيها مجدداً شهرين متتابعين ، فقال : أطعم ستين مسكيناً ، فضرب علىرقبته و قال : و الله سرت لا أملك غيرها فمن أين آتي بطعام ستين مسكين ؟ فقال له : خذ هذا تصدق به ، قال : على أفقر مني ؟ و الله ما بين لابتيها أفقر مني ، قال: خذهو أطعمه أهلك " و كتب له إلى عامل صدقة بني زريق أن يعطيه الصدقة فجاء قال لهموجدت عندكم الضيق ووجدت عند الني الصدقة . الشاهد "أن المسلمين كانوا يخافون أنينزل فيهم قرآن. خزيمة بن ثابت الأنصاري وشهادته التي تعدِل شهادتين. خزيمة بن ثابت الأنصاري و الصحابة كلهم خائفين فقام هو وقال أنا أشهد أنك بعته الجمل فالنبي _صلى الله عليه وسلم _قال : " بما يا خزيمة ؟قال: بتصديقك و أنك لا تقول إلا الصدق " شهادة خزيمة بن ثابت الأنصاري وجمع القرآن . فجعل شهادته بشاهدة رجلين مكافأة. و هذهنفعت في جمع القرآن قصة آية في سورة الأحزاب كانت مع خزيمة فقط فقبلت من خزيمةلأنهم كانوا لا يأخذوا آية إلا عندما تكون مع اثنين خزيمة ابن ثابت وجدوا الآيةالوحيدة عنده وحده فقالوا[ جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين]وقبلوا الآية منه . الشاهد :أنه يوجد حلّ للموضوع هذا أعرابي جاء و بال في المسجد ليسبمفروش وهو من حصباء و رمل قال :"لا تزرموه "- أي لا تقطعوا عليه بوله " وأريقوا علىبوله سجلاً أو ذنوباً _ أي دلواً - من الماء _و انتهت القصة في حديث ابن عباس عندأبي يعلى و غيره في نفس القصة : النبي_ صلى الله عليه وسلم _لما بال الرجل في المسجددعاه و قال : " ما حملك على أن بلت في مسجدنا أولست برجل مسلم " قال: "والله يارسولالله ما ظننته في هذه الصعدات إلا شيئاً واحداً ".فقال : أنا ظننت أن هنا مثل الخارج –ليسلديه أي فكرة . اعتبر كل مخالف جاهل بالحكم. فهل هذا كان جاهلاً بالحكم أم معانداً ، اعتبر أن كل مخالف جاهلاًبالحكم لأن هذا هو مقتضى الرحمة فعندما أعلم انه جاهل بالحكم سأترفق به و أعلمه وأقول له كذا وكذا . لكن إذا كان معانداً ففي هذه الحالة , لكل مقام مقال المدعو الذي تدعوه أنماط شتى و أهواء شتى وثقافات متعددة" فالمفترض أن يكون لك لسان مع كل طائفة هناك من لا يأتي إلا بالدليلالعقلي تضرب له دليلاً عقلياً . الشافعي_ رحمة الله عليه_ يُسأل مثلا عن الدليل علىحكمة الله عز وجل و على وجود الله _سبحانه وتعالى_ فيستدل على ذلك أن الورقة الواحدةيمتصها النحل تُخرج العسل تمتصها الدودة تعمل حرير يأكلها البعير يعمل بعر و هي شيءواحد فهذه الأشياء المتنوعة لا يمكن تدل على أن المسألة نمطية. و لأبي حنيفة و مالكيُنسب إليهم مثل هذا القبيل و أنا أشك في صحتها فأشعر أنها وضعها واضع على لسانهؤلاء الأئمة الذي هو ما لدليل على وجود الله . فهناك إنسان يأتي بالجدل العقليأهيئ له المسألة أضرب له الأمثال حتى أوصل له الفكرة هناك من يقبل الدليل منكساذجاً ، هناك من يريد منك الدليل عندما تقول له الحكم يقول لك : مالدليل الشرعي ؟ المفتي مستأمن على الأدلة. عندماأذهب إلى الطبيب يعطيني الوصفة الطبية [ العلاج] ويكتب لي سم قاتل بدلاً من الدواءفمن المخطئ ؟أنا أم هو ؟ أنا عندما ذهبت لمن يصرف لي الدواء و استأمنته على هذهالوصفة الطبية و أعطيتها إياه ألا يمكن أن يعطني دواء مختلف ؟ أي يعكس الدواء ؟وأذهب و أنا مطمئن تماماً و آخذ الدواء و يكون سم قاتل فمن المخطئ ؟ أنا رجل عاميجئت لأستفتيك في مسألة ما فإن خدعتني فالعيب بك وليس بي . فدليل الفتوى هو جمالالفتوى: كلما ذكرت الدليل كلما عظم مقدار الحكم في نفس المتلقي عدا إن قلت له حلال وحرام ولا بأس به ، عدا أن تقول له هذا جائز لقول النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذاوكذا فأنت ثبت الحكم بما لكلام النبي صلى الله عليه وسلم من الحشمة عندك . ماخسرته الدولة بفرض الضرائب و ترك الزكاة. و أناكثيراً ما أقول أن الدولة خسرت كثيراً جداً بفرض الضرائب و ترك الزكاة الذي ينبغيأن يُجبى و لو بالقتال الزكاة وهذا كلام نهائي لا أحد يمكن أن يتكلم فيها لأنها ركنمن أركان الإسلام فالدولة أهملت جباية الزكاة تماماً و فرضت الضرائب . أولاً" بتعطيل الزكاة و تركها للأفراد كل واحد يخرجما يريد وحتى إن أخرج بالضبط يعطيها لأماكن ممكن أن لا تكون الزكاة تجب فيها ،مثلاً أو ليس للزكاة فيها موقع الضرائب. ثانياً أن معظم الناس يفرون منالضرائب و بحسب الواسطة و المساندة ومن هذا الكلام وتعاملك مع صاحب الحاجة وربماأخذ نسبة و يضيع على الدولة ملايين الجنيهات. لكن الزكاة لا أحد يتهرب منها أبداًالذين هربوا من الزكاة سنين طويلة عادوا لتأدية الزكاة عندما نعمل أنا وهو نسبة كمسنة لم تزكي يقول : عشر سنين ، وكم كان رأس مالك من عشر سنين ؟ يقول لا أعرف ، أقولله : حاول أ، تقوم بعمل نسبة و تناسب بحيث نستطيع معرفة أول رأس مال لك كان كم حتىنبني عليه نسبة الأرباح بما تذكره أنت عشرة في المائة خمسة في المائة أربعة في المائةثلاثون في المائة مثلما تقول ، نمسك المبلغ الأول الذي أمسكناه و نبدأ نرى كمالأرباح حتى هذا اليوم ونبدأ الحساب .بعد أن نقوم بذلك وننتهي من كل ذلك و يكون قدعُرف أن الزكاة عليه هو المبلغ هذا نقول له زد عليها قليلاً احتياطاً هل يمكن و أنتتدفع الضريبة يقول لك زدها احتياطاً ؟ فلم قلت له زدها احتياطاً ؟ لأني أخاف من ربيأريد أن يكفر عني سيئات إهمال الزكاة مدة عشر سنين مضت فدائماً كلمة خذ بالاحتياطهذه تأتي لأن للدين رصيد حتى لو كان الإنسان مرتكباً لشيء من الفسق فتجد أن مردودهإلى الدين في أشياء. .فهذا الرصيدالذي هو للدين ينبغي استثماره في الواقع. و المثل الذي أضربه دائماً قصة تحريم الخمرمابين الأمريكيين عندما أحبوا تحريم الخمر و الخمر في صدر الإسلام أنظر عندماأنس بن مالك رضي الله عنه يقول كان يشرب الخمر طلحة و أبي بن كعب و عبد الرحمن بنعوف إذ جاء جاء فقال : إن الله حرم الخمر، قال : قم يا أنس أرق الجرار وقال الله عزوجل لهم كلمة واحدة {فَاجْتَنِبُوهُ } انتهى . الأمريكيين كتبوا في تحريم الخمر تسعملايين ورقة في مضار الخمر وتحريمها وعجزوا عن تحريمها. سنة ألف وتسعمائة وثلاثون تسعة ملايين ورقة و في أخر الأمرعجزوا على أن يحرموا الخمر و ألغوا هذا القانون و تركوا الشعب يشرب خمر . في مقابل كلمة واحدة من خالقالخلق {فَاجْتَنِبُوهُ } الصحابة اجتنبوه . فينبغي أن أستغل رصيد الدين عند الناس حتى نُقيم الحياة صحيحة فذكرالدليل جمال الفتوى وكما قلت هو الذي يُقنع لكن كون أني أخدعه في الدليل و أؤلفدليلاً من نفسي و أستغل أنه جاهل بالأدلة هذا هو الجرم بعينه صحيح لا يجب علىالمفتي أن يذكر الدليل وجوباً بمعنى أنه إن لم يذكر الدليل أثم إلا إذا كان السائلله قدر و معرفة بهذا لكن العامي يكفي أن يُقال له الحكم أن الحكم كذا وكذا ، أحب أنيطمئن قلبه أكثر نقدم له دليل الحكم الذي سأل رجل له علاقة بالأحكام و الفهم والأصول وهذا الكلام فأصبحت المسألة كأنها مساجلة فأنت ما دليلك على أن قلت كذا وكذا ؟لأنه ربما لدي ّ معارضات لهذا الدليل هذا من حقي أن أعلم كيف استثمر هذا الحكمومن أي دليل أخذ هذا الحكم إلى آخره إذاً الناس أنماط شتى و أنت مطالب أنتتعامل مع كل هذه الأنماط. فالعامي غير العالم هذا له خطاب و هذا له خطاب ، الغنيبخلاف الفقير الغني له خطاب و الفقير له خطاب الرجل له خطاب و المرأة لها خطابالكبير العاقل له خطاب و الصغير له خطاب كل واحد من هذه الأنماط له خطاب يختلف عنالآخر ممكن هذا أبدأه بالتهديد وهذا أبدأ بالرقة فإن بدلت هذه مكان الأخرى ضاعتالمسألة . يحكي لي أحد الشيوخ الأفاضل أنه دخل [ بقالة ] هو وتلميذ له صغير سنه ستة عشر عاما فعندما دخلوا [البقالة] وجدوا أحدهم يشتري و لكنه يدخن الشيخ سكت الصبي الذي لهستة عشر عاماً ذهب للمدخن فوضع يده على كتفه – وهو بعمر والده – قال له : ما اسمك ؟فنظر إليه وقال : اسمي كذا.قال : مالذي في فمك يا علي مثلاً اسمه علي – الشيخ يقصعليّ – يقول : أنا استحييت من هذا كيف يخاطب الرجل بهذه الطريقة وهل هو متصور أنهإن أمسك كتفه و يقول يا علي ما لذي في فمك أنه سيترك السيجارة سيقول عنه قليل أدب وغير متربي لأنه لا يصح . فهذا لا يُخاطب هكذا ، فهذا له طريقة معينة أستطيع أن أصلإليه بها و الآخر له طريق آخر أصل له به. معرفة أغوار النفس و الطرق التي تدعو بهافهذه مسألة تحتاج إلى تجربة طويلة ممكن أن تأخذ التجربة بسرعة ولا يلزم أن تجربهابنفسك.و يُمكن أن تأخذ التجربة من سير العلماء عليك بكتاب سير أعلام النبلاء[ حافظ شمسالدين الذهبي ]كتاب ذهب وكان الشيخ المطيعي شيخنا رحمة الله عليه وهو كانيتحدث عن كتاب الأذكار كان يقول : كان يقال بع الدار و اشتري الأذكار على أساس أنهكتاب نفيس ، و أنا أقول لك بع الدار و اشتري سير أعلام النبلاء فيه سير العلماء وتجارب العلماء و أقوال أهل العلم الذي أنت تتزود منها لصقل التجربة فيالواقع. إذاً الناس يتفاوتون ولابد أن تعرف مواقع الكلام . وما يقال للكبير لايقال للصغيرولذلك مصعب بن عُمير _رضي الله عنه _كان لديه فقه نفس عندما ما ذهب إلى المدينة كان أول اتجاهه لسعد ابن معاذ ، سعد ابن معاذ كان سيد الأوس وأسيد ابن حضير ابن خالته و أناس لهم مكانة ولهم قدر سعد ابن معاذ جعل الأوس جميعهميسلمون بكلمة عندما أسلم سعد قال للأوس [ وجهي من وجوهكم حرام إن لم تسلمواقالوا:" ما بنا من رغبة عن الإسلامودخلوا في الإسلام جميعاً.] فبإمكاني أن أوفرالقصة كلها أن أعرف أعيان البلدة و أفاضل البلد ومن لهم كلمة في البلد و أضعهم في جيبي عن طريق هدايا عن طريق تعاملات جيدة عن طريق أن أفرج له كربه فأنا بذلك أصبحتعنده شيئاً و لي حيثية عنده فأستطيع على الأقل أن يحميني. و أي دعوة تحتاج إلى حماية. النبي_عليه الصلاة و السلام_ كان يقول في حديث جابر عند أحمد و البخاري في الأدبالمفرد و غيرهما كان يقول : " من يحملني حتى أُبلغ رسالات ربي و له الجنة " منيحملني يريد الحماية . حكم التجاوز في الخطاب أحياناً. يمكن أن تتجاوزأحياناً في الخطاب بما لا يكون محرماً في سبيل أن تكسب هذا الإنسان للمردودالدعوي الذي سيأتي من وراءه. اختلاف طبقات الناس يجب أن يكون له عدة ألسُن. إذاً ليس كل الناس طبقة واحدة وكلهم لا يحتملون لساناًواحداً بل ينبغي أن يكون هناك عدّة ألسن لهذا خطاب و لهذا خطاب و لهذا خطاب . الكلام الحقيقة في هذا يطول و لعلي أكون وضعت عناوين واضحة الإنسان الذكي الفاهمسيستطيع أن ينسج على منوالها وهكذا نكون أغلقنا الموضوع بأركانه الثلاثة . أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم . |
#2
|
|||
|
|||
رد: حلقات إلي ذري المجد فارتق مفرغة
__________________
أحسب ان هذه الامة لو تعقلت وتوحدت وجمعت طاقاتها لمدة اسبوع واحد سينكسر صليب الغرب و نجمة الصهاينة و تحالف الرافضة لكن قوى الانبطاح و الغلو تعمل لصالح الاعداء غُرباء الأمر الذي يخفيه الأعلام والذي لا يعلمه الكثير.. تنظيم قاعدة الجهاد هو طليعة الأمة في مواجهة التوسع الإيراني
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: حلقات إلي ذري المجد فارتق مفرغة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
أما وجد الله أحدا أرسله غيرك | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-04 04:10 PM |