جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
دروس الطاغية السوري/محمد عمر
دروس الطاغية السوري محمد عمر كنت أود الكتابة عن الكيان الصهيوني وما اقترف من جرائم ضد الشعب الفلسطيني، وكان الحماس يدفعني دفعا نحو القلم، حتى اصطدمت بالصور التي تصل عبر الهواتف النقالة عن المجازر التي ينفذها النظام السوري بكل برودة وفخر وعزة بالمواطنين العزل الذين خرجوا من اجل المطالبة بحقهم في الحياة والحرية والديمقراطية وتداول السلطة، كانت المشاهد اقوى من أي تأثير واقوى من أي حماس سكنني من اجل الكتابة عن الصهاينة وما يحملون من وحشية وقسوة، فما يحدث في سوريا، من جرائم مدبرة وممنهجة ومؤطرة ببشاعتها وقرفها ووحشيتها وقسوتها كان اكبر واوسع مما يمكن مقارنته بأعلى وحشية مارسها الصهاينة بتاريخهم منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم.
وان كان من الممتع للبعض ان يرى بهذا التوجه مغالاة في الوصف والتقدير، فليضع نصب عينيه بان الصهاينة مستعمرين جاءوا الى فلسطين وهم مشرعين سلاحهم من اجل توطيد وجودهم، وبذلك فان أي فعل او جريمة يرتكبونها، انما هي جريمة من مستعمر ضد شعب مستعمر، وهذه الحقيقة تكفي لفهم واستيعاب الجريمة التي يمارسها الاستعمار ضد الشعب المراد تصفيته وتدميره. لكن الشيء الذي لا يمكن استيعابه، او حتى مشاهدته وقبوله، ان يتحول جيش دولة ونظامها الى فئة لا تتشابه حتى مع مستوى وحشية الاستعمار باي شكل او صورة، بل تتفوق عليه في الاسلوب والطريقة والكيف والكم، في قتل وذبح الناس العزل، وفي اغتصاب النساء وتقطيع الجثث، وفي احتلال البيوت والمساجد والشوارع والمستشفيات والمدارس، وفي اعتقال الجماهير واذلالها بطريقة مبتكرة تصل الى حد الاستهانة بإنسانيتها، بل انزالها الى مرتبة يشفق الحيوان عن قبولها، فهذا امر جلل ومروع وقاض لقدرات العقل واحتمال النفس. منذ اندلعت الثورة السورية المباركة في درعا، كانت ادوات الطاغية الواقفة كما يدعي هو ومن لف لفيفه، تقف على الحدود مع المحتل، منذ اعوام طويلة، تماما كوقفة الحمار المربوط الى كيس النخالة، ليس استعدادا لخوض معركة او دفاع عن ارض او عرض، بل من اجل الحفاظ على حدود امنه مطمئنة وادعة مع الكيان الصهيوني، من اجل اثبات حسن الولاء وتقديم طقوس الطاعة وترانيم الذل والهوان، ليس لشيء، سوى ضمان البقاء في الحكم من اجل النهب والجاه الممرغ بقطران العار والهزيمة والتراجع والعبودية. لكن، في اللحظة التي تفجرت الثورة السورية المباركة، تركت الحدود مع " الاعداء " وانطلقت الدبابات والمجنزرات والملالات وناقلات الجنود والمدفعية وسم ما شئت من تسميات الاسلحة الثقيلة، انطلقت كلها لتشارك وبشكل محموم صارخ متوتر في سفك دماء الشعب والايغال في هدر كرامته بكل ما عرف الشر وابليس والظلام من الوان التعذيب والقهر والكبت، دون حمل أي هم او خوف بسبب ترك الحدود فارغة من جهة العدو الذي يدعي النظام معاداته له. كانت المجزرة ومنذ اليوم لا تتشابه ابدا مع وحشية المجازر التي اقترفها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني، لان النظام السوري تعلم ومنذ انتفاضة الثمانينات بان البقاء في السلطة اغلى من الوطن والمواطن، ولان المواطن لا يشكل في قناعة النظام السوري سوى مجموعة من العبيد لأسرة تطاولت حتى ظنت نفسها بانها المالك الشرعي والوحيد لمصير الارض والتاريخ والانسان السوري، وكما نجح الوالد في استحداث اسلوب القتل المزدوج من اجل تلطيخ الثورة السورية آنذاك، فبث اعوانه بين الناس يقتلون ويسلخون ويفجرون من هم منهم ومن الشعب، لإلقاء الذنب على الثورة، فان الولد قد استحدث نفس الاسلوب من روح الوالد الذي اورثه مع الحكم القدرة على تزوير الحقائق والاستهانة بأرواح الناس وتاريخ الوطن من اجل دفق الدماء بوحشية لم يعهد التاريخ شبيها بخستها وحقارتها وانحطاطها حتى في ملاحم القتل والتعذيب المتوارثة من انظمة عرفها العالم قبل حقب من التاريخ. حمزة الخطيب، طفل في ريعان العمر، وتفتح اول زهرات الايام، خضع لتعذيب لا نبالغ ان قلنا ان جبال لا تستطيع حمله او حتى ملامسته، حفر جسده بتأن وصبر واتقان، وسلخ جلده بخبرة جزار بشر، ونفخ جسده بطريقة من يملك تضخيم الجسد الطفل الى ثور مكتمل النمو، قطعت اعضاءه التناسلية، وارسل الى اهله كي يدفنوه، وكي يرى كل من في المدينة قدرة النظام وقطعانه على التمثيل بالأجساد واحلال التشوه في القسمات. هل فعل الصهاينة مثل هذه الفعلة؟ طبعا لا. لكن النظام السوري استطاع ان يفعلها، دون احساس بانه يرتكب جريمة تأبى الشياطين ان تمارسها او حتى ان تفكر في تقليدها. أي نظام هذا الذي ينتزع الاعضاء التناسلية لطفل صغير؟ من أي عالم اتى؟ ومن أي ثقافة او تاريخ قدم الى سوريا؟ لو حاولنا استنطاق محاكم التفتيش وقوى الاستعمار عن ماهية هذا النظام وقدرته على البطش، لعجز هذا وذاك عن الجواب، ولوقفوا مذهولين مرعوبين مما حاق بهم من هزيمة على ايدي نظام متطور في ارتكاب اقسى ما يمكن ان يرتكب بحق الاطفال قبل الشيوخ. جنود النظام وثلته المدربة على القتل بشكل علمي، وكذلك شبيحته، لا يتوانوا ابدا عن قطع رؤوس المدنيين، او حرق الاجساد بتؤدة ولذة، وتقطيع الاوصال بنهم وشهية، وتمزيق الاجساد وحفرها، والرقص على الاجساد المغلولة، والبصق في الوجوه، وجوه العجائز والشباب والبنات والامهات والجدات، وتطويح الاجساد ككرة بين فريق هنا وهناك، والدعس على الرؤوس، واغتصاب النساء والاطفال، وهدم المنازل، واقتحام المساجد وقتل الناس في حرمها، وهدم المآذن وقصف البيوت، وتكويم الناس وهم مقيدين فوق بعضهم والقفز على وجوههم وظهورهم وصدورهم، واقتحام المنازل وترويع الاطفال والنساء، وتوجيه القناصة لخرق الرؤوس وتفتيتها، واختطاف الجرحى ومنع الادوية وتخريب المشافي، واعتقال الاطباء والممرضين والممرضات، واكتظاظ السجون والمعتقلات، وتشويه صورة الدين ورجاله، وارغام المواطنين على انكار الشهادة التي لا يكتمل الاسلام الا بها، واحلال شهادة باسم الطاغية واخيه بدلا من الله جل شأنه، واختطاف الجثث الى حيث لا يعلم احد مصيرها. كل هذا، يدل دلالة واضحة ومطلقة على المعنى الممانع والمقاوم الذي يدعيه النظام، فهو الحامي للقضية الفلسطينية، التي كان هو الاسبق الى تدميرها وشلها حين قصفها في طرابلس، وحين اباد تل الزعتر ومسحه عن الوجود، وحين زود حركة امل بالسلاح من اجل استئصال الوجود الفلسطيني المدني قبل العسكري من لبنان، وحين شارك في اخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان بفعل دوره المشين مع الصهاينة ودول الاستعمار الغربي. فلسطين لا تحتاج الى قاتل وطاغية من اجل حمايتها او حماية شعبها، وان كان هناك فلسطيني واحد في هذا الوقت يقبل بالدور المنتحل للنظام السوري في حماية القضية والمقاومة، فيجب مراجعة فلسطينيته وصدق الانتماء الذي يحمله للوطن المضرج بدماء طاغية طرابلس وتل الزعتر وضحايا حركة امل الذي تجاوز عدد قتلاهم عدد مجزرة صبرا وشاتيلا. وعلى كل من يرى في هذا النظام المستفحل على الشعب الاعزل، ذرة وطنية او ذرة ممانعة ان يعود لينضوي تحت لواء القتلة من الجيش والشبيحة، ليريح فلسطين والوطنية من ادرانه المتقيحة بدماء شهداء الثورة السورية المباركة. بشار وفي مقابلته على قناة روسيا اليوم، اظهر مدى ضعفه وانهزامه وخوفه، حين قال بانه يعول على روسيا سياسيا واقتصاديا، كان يبدو وهو يتحدث، كمتسول اشعث، يعرف قيمة ذاته التي لا تساوي شيئا، من اجل التركيز على الحماية الروسية، وهو بكل وقاحة وصلافة، يتجرأ ليهزأ بعقول الناس حين يتساءل، بان الجنود الذين نفقوا بسبب الصراخ او سلمية المظاهرات؟ وهذا التساؤل بهذه الطريقة لا يمكن ان يخرج الا من فم من يعرف حقيقة الطريقة التي نفقوا بها، لان من يدعي انه رئيس لا يمكن ان يصل الى مثل هذا التساؤل، خوفا من انكشاف محاولته اثبات عكس ما يعرف. نعم، هم لم ينفقوا بسلمية المظاهرات والصراخ، لكنهم يقينا قتلوا برصاص اعوانك ومواليك، واعدموا بطريقة ممنهجة من اجل اثبات المستحيل، وهو ان المتظاهرين هم عبارة عن عصابات مسلحة، لكن بين الحقيقة وبين الوهم، تقع الخبرة التي اكتسبتها الشعوب عن طريقة الحكم في سوريا منذ الانقلاب الذي قاده الوالد وحتى التوريث الذي تجاهل الملايين من الشعب السوري، واذا ما اضفنا الى ذلك التعاون القائم بين النظام السوري والنظام الايراني وحزب الله، فإننا نصل الى دمج ثالوث لا يتردد في استخدام دماء الموالين قبل المخالفين من اجل تشويه الحقائق وتلبيسها ثوب المخادعة الخبيثة الماكرة. مرة اخرى، نحن لم نرى ولم نعهد في الصهاينة من يقوم بذبح الشعب الصهيوني من اجل اثبات حقيقة مزورة او مزيفة، وهذا ما يدفعنا الى الاعتقاد بان النظام السوري قد تمرس في ابتكار انواع الرذائل التي يرفض الاستعمار اللجوء اليها من اجل اثبات امر يراه او يعتقده، اما النظام السوري فانه لا يجد حرجا ابدا من ممارسة كل انواع الجريمة من اجل البقاء في السلطة فقط، حتى لو كلف ذلك ملايين من الشعب الذي انتفض ليقول للطاغية المستبد نحن سئمنا ظلمك وعفنا استبدادك. زينب الحصني، التي اعتقلت من اجل اجبار اهلها على تسليم ابنهم لعصابات النظام ومرتزقته المجلوبين بعناية ودقة من ايران وحزب الله، تم التحفظ عليها فترة طويلة بعد تسليم جثة مقطعة وممزقة ومحروقة ومشوهة الى العائلة على انها زينب، ولما كان من المستحيل التعرف على الجثة ان كانت لزينب ام لا، فقد قامت العائلة بدفنها وهي تتجرع الالم والعذاب والحزن، والترهيب المركز من العصابات التي تفرض على العائلة ان تقول ما ينافي عمق احساسهم بالألم والعذاب، مارسوا القتل للمشاعر والحقيقة، وطلبوا من الاهل خيانة جثة ابنتهم والعذاب الذي حاق بها وهي تودع الدنيا الى عالم العدالة الالهية. ثم وذات يوم فاجأنا الاعلام السوري الخاضع لإرهاب العصابات بوجه زينب وهي حية، ظنا منه، وبغباء مركز في الغباء، بان ظهور زينب سينسف روايات الاعلام الذي يكافح من اجل ايصال دموية النظام ووحشيته الى العالم، لكنه لم يدرك بان التساؤل سيأتي عن الهدف من اخفاء زينب كل هذه المدة وعدم التوضيح ولو شفقة ورحمة لعائلتها بانها حية، قالوا بانها هربت من اهلها لأسباب ما، لكن لم يقولوا لماذا لم يقولوا لأهلها بانها حية وتحت حماية " القانون "، بل واصلوا التغني بوجودها حية، ودون ان يقدموا أي توضيح حول الجثة البديلة، ان كانت للفتاة اليافعة طل الملوحي ام غيرها؟ وجل ما اراده النظام اخفاء الجريمة المرتكبة بحق الشهيدة التي دفنت على انها زينب. أي قذارة هذه التي تمارس حول جثث الشهداء واهلهم، أي وحشية هذه، واي بشر يستطيعون ان يفرضوا على اهالي الشهداء تحت ضغط الترهيب والترويع والتخويف خيانة اولادهم وشهدائهم؟ لو حاولنا التفتيش في اللغة عن مسمى لمثل هؤلاء، لعجزنا ولعجزت اللغة ذاتها عن تقديم تعريف او تشخيص لمثل هذه الثلة القاتلة ليس للأرواح فقط، بل ولإنسانية المقتول والحي في ذات الان. قد يظن البعض ان الصور التي تهرب عبر الهواتف النقالة كلها خارجة عن علم وارادة النظام السوري، وهذا يحمل بعض الحقيقة، لكن هناك ايضا صور يتم ايصالها الى وسائل الاعلام عن طريق النظام ومن يواليه، اولا لإظهار وحشية الضباع الناهشة لعرض الفتيات السوريات، والنابشة بجثث الشهداء والقتلى، والشهية المفرطة للدم كدراكولا الذي لا يمكن البقاء حيا دون امتصاص دماء الضحايا، لكن دراكولا اكثر لطفا ورقة، فهو يستل الحياة دون ان يعبث بالجثث ويشوهها. ومن الناحية المقابلة فان الصور التي تعرض، تكون موثقة عند النظام، لذلك يكون هو ومرتزقته قد اعدوا العدة في اعتقال اهالي من قتلوا او عذبوا او جرحوا من اجل اعدادهم امام العذاب والويل وسقر لنفي التهمة عن النظام وزبانيته، ويكونوا ايضا قد جهزوا مجموعة من الناس تحت ضغط الترويع واحيانا الوعد بمستقبل كي يظهروا على شاشات الرائي من اجل تقديم اعترافات بانهم من قادوا الارهاب وعمليات القتل والتنكيل والترويع وان العصابات المسماة بالسلطة والجيش القت القبض عليهم من اجل تحقيق العدالة، مثل هذا النظام لا يرى ابعد من انفه، لان هذه المشاهد المسرحية التي يستطيع اخراجها طفل في مدرسة اعدادية لم تعد صالحة للإنتاج والاخراج والدبلجة، وان الالتصاق بها والاحتماء بكواليسها لن يستطيع ان يصل لقلب طفل غافل. عن موقع رابطة أدباء الشام |
أدوات الموضوع | |
|
|