جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تكريت بعد 9 سنوات من الاحتلال
تكريت بعد 9 سنوات من الاحتلال
سنة العراق... محافظات تحتمي بالفيدرالية! ======================= بعد تسع سنوات على سقوط أشهر أبنائها -صدام حسين- تعد تكريت اليوم مدينة متهالكة تسودها مشاعر الغضب، حيث بدأ سكانها الذين يشكل السنةُ غالبيتهم يشعرون بالتهميش من الحكومة المركزية التي يقودها الشيعة، يدعون إلى مزيد من الاستقلالية. كما بدا أن التوتر الطائفي يزداد تأججاً، هنا وفي بقية مناطق العراق، بسبب الاضطرابات المتواصلة في سوريا، حيث يتضاعف الدعم للانتفاضة من جانب السنة، في حين تمتنع الحكومة المركزية في بغداد على نحو حذر عن دعوة الأسد إلى التنحي عن السلطة. والواقع أن مشاعر الاستياء والتذمر تجاه حكومة عهد ما بعد صدام حسين لطالما كانت موجودةً في صلاح الدين، وهي محافظة أغلبية سكانها من السنة وعاصمتها تكريت. غير أنه خلال الأشهر الأخيرة أدت سلسلة من الخطوات التي اتخذتها القيادة السياسية للبلاد وقوات الأمن، إلى بلوغ مشاعر الاستياء ذروتها، مهددةً التعايش بين الطوائف في العراق، في لحظة دقيقة بالنسبة للمنطقة، حيث يقول الناس في المحافظة والمناطق المجاورة ذات الأغلبية السنية، إنهم تعرضوا لموجة من الاعتقالات والطرد من الوظائف بسبب علاقتهم السابقة مع نظام صدام نهاية العام الماضي. كما تم إضعاف تمثيلهم السياسي في بغداد في وقت قام فيه رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي يقود ائتلافاً شيعياً، بتهميش كتلة "العراقية" التي صوت لها معظم السنة في انتخابات 2010. ووسط هذا الانقسام الطائفي الذي ما فتئ يزداد تعمقاً، طلب مسؤولون محليون أواخر العام الماضي رسمياً تنظيم استفتاء حول منح المحافظة وضعاً فدرالياً، الأمر الذي من شأنه أن يتيح لهم سيطرة أكبر على ميزانيتهم وأمنهم. كما تقدمت محافظة ديالى ذات الأغلبية السنية أيضاً، والواقعة إلى الشرق، بطلب مماثل. وفي هذا السياق، قال الشيخ محمد حسين الجبور، الذي ينتمي إلى واحدة من أكبر القبائل المحلية: "إن صلاح الدين مهمشة بشكل كلي"، مشتكياً من أن آلاف الأشخاص في المحافظة -والكثير منهم كانوا يشغلون مناصب رفيعة في النظام السابق- قد طُردوا من وظائفهم، ومن أن قوات الأمن الشيعية العاملة في المحافظة تعامل السكان السنة على نحو غير عادل. الدعوات إلى سيطرة محلية أكبر على المحافظة، والتي كانت تناقش بشكل متقطع منذ سنوات، بدأت تحشد زخما قبل عام عندما استضاف سياسي بارز من كتلة "العراقية"، هو أسامة النجيفي، اجتماعاً ضم زعماء محافظات من كل أرجاء العراق وحثهم فيه على مقاومة السيطرة المركزية من بغداد. خطوة شكلت تحدياً لتركيز متزايد للسلطة في يد المالكي، كما تقول "مارينا أوتواي" من مركز كارنيجي للسلام الدولي والتي تضيف: "أعتقد أن النجيفي ينظر إلى المحافظات باعتبارها ساحة المعركة الجديدة، حيث يمكن انتزاع السلطة من المالكي". وكان 100 شخص على الأقل، من بينهم أكاديميون عملوا على مدى عقود، قد أُرغموا في أوائل أكتوبر الماضي على مغادرة جامعة تكريت بعد أن صنفتهم لجنة حكومية مكلفة باجتثاث "البعث" باعتبارهم أعضاء رفيعي المستوى في حزب "البعث" السابق. كما تم اعتقال أكثر من 600 شخص على الصعيد الوطني خلال الشهر نفسه ووُجهت لهم تهمة التخطيط لانقلاب على المالكي. والكثيرون في محافظة صلاح الدين كانوا من الأشخاص الذين شملتهم الاعتقالات. وتقول "أوتواي" إنه من غير الواضح ما إذا كانت تلك الأحداث رداً مباشراً على جهود النجيفي الرامية إلى اعتماد نظام فدرالي أو كانت جزءاً من صراع أكبر بين المالكي وخصومه. لكن الثابت هو أن عمليات الطرد والاعتقالات سرعان ما أعقبتها طلبات رسمية من محافظتي صلاح الدين وديالى لإجراء استفتاء حول وضع فدرالي. خطوات ندد بها المالكي باعتبارها طائفية، وقال على التلفزيون الوطني إن السياسيين المحليين في صلاح الدين يسعون إلى إنشاء "دار آمنة للبعثيين"، غير أن الحكومة لم تتخذ أي قرار بشأن طلب المحافظتين. وفي هذه الأثناء، رأت كتلة "العراقية" المدعومة من السنة أن نفوذها يتراجع عندما وُجهت للسياسي البارز طارق الهاشمي تهم تتعلق بالإرهاب في ديسمبر الماضي، في وقت دعا فيه المالكي إلى طرد صالح المطلق الذي ينتمي إلى "العراقية" أيضاً، لأنه أشار إلى رئيس الوزراء باعتباره دكتاتوراً. تطوران دفعا الكتلة العراقية إلى الانسحاب من البرلمان، مما تسبب في أزمة سياسية، لكنها سرعان ما عادت في نهاية يناير، لكن من دون المطلق أو الهاشمي. ويقول البعض في صلاح الدين إن "العراقية" خيبت آمالهم وباتوا ينظرون إليها باعتبارها ضعيفة وعاجزة عن الدفاع عن مصالحهم في بغداد، حيث يقول الجبور: "نشعر بأن ثمة مسافة طويلة بيننا والبرلمان، ونشعر بأنه لا البرلمان ولا الحكومة موجودان من أجلنا". وإذا كان الدستور يسمح بإقامة مناطق فيدرالية، وكانت المنطقة الفيدرالية الكردية في الشمال تتمتع بالأمن والرخاء، فإن الدفع في اتجاه نظام فيدرالي في المحافظات السنية يثير شبح عراق مقسم إلى مناطق سنية وشيعية وكردية. والجدير بالذكر هنا أن مخططاً مماثلاً كان قد اقتُرح خلال أسوأ فترات القتال الطائفي في العراق، قبل خمس سنوات، ولقي دعماً قويا من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي كان عضواً في مجلس الشيوخ وقتئذ، غير أن الكثيرين يخشون أن يؤدي تقسيم العراق إلى تفتيت البلد على نحو طائفي خطير، خاصة مع ازدياد التوترات عبر المنطقة. وفي هذا السياق، يقول دبلوماسي غربي في بغداد، وافق على الحديث شريطة عدم الكشف عن اسمه نظراً لحساسية الموضوع: "إن أسوأ مخاوف الجميع هو أن نرى انقساماً للبلاد على أساس طائفي". ويبدو أن حملة القمع المتواصلة على معارضة أضحت عصية على نحو متزايد في سوريا، تزيد من عمق الانقسامات هنا. فإذا كانت الحكومة العراقية قد تبنت موقفاً حذراً، فإن عدداً من المناطق السنية شهدت مؤخراً تجمعات أعربت عن دعم قوي للمعارضة السورية، سيما في محافظة الأنبار التي تحد سوريا. وفي هذا السياق، يقول فيسر: "من الواضح أن ثمة بعض المؤشرات على أن الوضع السوري يتجه نحو مزيد من الاستقطاب الطائفي"، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية دعمت المعارضة في البحرين بقوة، لكنها كانت أقل دعماً للمعارضة في سوريا. وهو ما يرى فيه بعض العراقيين سياسة متناقضة يحركها الولاء الطائفي، كما يقول فيسر. المسؤولون العراقيون قلقون أيضاً بشأن ما قد يحدث في حال سقط الأسد واستبداله بزعامة دينية سنيّة. وفي هذا السياق، قال هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي، في حوار معه هذا الشهر: "إذا كان ثمة نظام أصولي إسلامي يحاول دعم المحافظات السنية التي تحد سوريا، فستكون ثمة مواجهة طائفية". وقد عبر في الأسبوع الماضي العديد من زعماء العشائر والأكاديميين والناس العاديين في محافظة صلاح الدين عن الاستياء من المالكي ودعمهم لمزيد من الاستقلالية. وفي هذا السياق، قال أستاذ من جامعة تكريت، وافق على الحديث شريطة عدم الكشف عن اسمه خوفاً من أن يقال من منصبه: "إن الناس يعتقدون أنه إذا تم اعتماد نظام فدرالي، فسيستطيعون الحفاظ على أعمالهم ووظائفهم، وسيظلون أحراراً، وأنه لن تبقى هناك عمليات اعتقال، وأن نفوذ وتدخل الحكومة المركزية سيقل". أما آخرون، فلم يملكوا إلا أن يشعروا بالحنين إلى عهد كانوا يحظون فيه بالتقدير والاحترام. ومن بين هؤلاء مروان الناجي، وهو شاعر ومقدم تلفزيوني، أظهر صور أسلافه القبليين بالقرب من تكريت وتحدث عن دورهم في تاريخ العراق، مضيفاً أنه كان يقرأ القصائد لصدام حسين وأنه حضر جنازته. ويقول الناجي: "مهما يقولون عن صدام في وسائل الإعلام، فإنه استطاع الحفاظ على استقرار العراق عبر الكثير من الأزمات". |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: تكريت بعد 9 سنوات من الاحتلال | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
الوجيز فى الميراث | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-14 03:50 PM |