منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع

 حفر ابار في الدول الفقيرة   Online quran classes for kids 



العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2012-05-31, 03:45 AM
مهاجرة بلا وطن مهاجرة بلا وطن غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-29
المشاركات: 792
مهاجرة بلا وطن مهاجرة بلا وطن مهاجرة بلا وطن مهاجرة بلا وطن مهاجرة بلا وطن مهاجرة بلا وطن مهاجرة بلا وطن مهاجرة بلا وطن مهاجرة بلا وطن مهاجرة بلا وطن مهاجرة بلا وطن
تنبيه قبل أن تنتحري (رسالة من أخت تفكر بالانتحار)

قبل أن تنتحري (رسالة من أخت تفكر بالانتحار)
امين بخيت الزهراني



نص رسالتها:
"أنا فتاة بالعشرينات من عمري فكرت بالانتحار أكثر من مره لكني أتراجع.هذه المرة فكرت بجدية أنني انتحر لسبب مشكلات أسرية لا يد لي فيها ولكن يلحقني منها أذى ولا سبيل في الخلاص منها حتى الآن إلا بالانتحار قرأت فتاوى تحرم الانتحار وأنها تقود صاحبه إلى النار لكن أنا يا مشايخنا وعلمائنا ما ذنبي كي تفتون بدخولي النار وأنا يشهد الله لم أرتكب كبيرة في حياتي؟ لم أفعل أي شيء خطأ إلا أني أبحث عن الراحة وراحتي هي في عدم وجودي بالحياة لماذا لا تفهمونني" انتهى..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي الكريمة..
قبل أن تنتحري اقرئي هذه الكلمات وتأملي هذه العبارات لعلك تجدين فيها ما تؤمّلين..
في رسالتك المفاجئة.. أحسست بعبراتك تخنق عباراتك.. وشعرت بلهيب آهاتك تنفثها كلماتك..
لكن ما يبعث على الاطمئنان، وكما يظهر جلياً من خطابك، أنك على مستوى عالي من التدين والإيمان والخوف من الله.. ونحن نؤمن أن سبب كثير من حالات الانتحار هو ضعف الإيمان أو عدمه والفراغ الروحي.. والذي ينتشر في الدول غير المؤمنة.
سبق وأن شاهدت على اليوتيوب حلقة من برنامج القذائف للدكتور محمد العوضي، والتي التقى فيها بشاب تقلب في مراحل الشك بالدين حتى وصل إلى مرحلة خطيرة وهي الشك في وجود الله ووجود الجنة والنار.. ودخل في عالم الإلحاد.
لقد كانت عبرات الألم والحزن تخنقه لأنه لم يستطع الوصول إلى حقيقة الوجود.. ظن أن في الإلحاد إغلاق لباب كثير من التساؤلات الغيبية.. فإذا به يقع في حيرة أكبر.. حتى كاد يصاب بالجنون.. فقرر أن يجيب عن تلك الأسئلة الملحة بتجربة متهورة ليكتشف عالم الغيب.. فالتهم عقاراً قاتلاً.. لكن عناية الله أدركته، واستطاع الأطباء إنقاذ حياته..
صدقيني أختي الكريمة إن كنت سأعذر منتحراً (ولن أفعل) فقد أعذر الملحد.. لأنه إن عاش معاناة في الدنيا كمرض أو فقر أو ظلم أو ألم فإنه قد يختار إيقاف معاناته بالموت.. لأنه لا يؤمن بأن هناك حياة أخرى.. ويعتقد أن الموت راحة له من الألم..
وبالنسبة لك أختي العزيزة.. فنحن نؤمن أنك لا تزالين في نعمة عظيمة لأنك تعلمين أن هذه الحياة ليست هي نهاية العالم..
تأمّلي معي أختي المؤمنة هذا الحديث: ((ويؤتى بأشد المؤمنين ضرا وبلاء فيقال: اغمسوه غمسة في الجنة، فيغمس فيها غمسة، فيقال له: أي فلان، هل أصابك ضر قط أو بلاء؟ فيقول: ما أصابني قط ضر ولا بلاء))[صححه الألباني].
لنقل أختي - تجاوزاً- أنك أبأس أهل الدنيا.. لكن تذكري أن غمسة في الجنة ستنسيك كل ذلك العذاب والبؤس..
إذاً النعيم الحقيقي هو نعيم الآخرة.. والبؤس الحقيقي هو بؤس الآخرة.. وماذا تشكل عشر أو عشرون أو ستون سنة من المعاناة مقابل ملايين السنين من النعيم..
أيتها الفاضلة.. الحياة صعبة ومليئة بالمشكلات.. ومع إيماني أنك تعانين الكثير.. ولكن صدقيني ربما هناك من هو أشد معاناة منك.. وأنا أجزم أن لكل واحد منا قصة معاناة في هذه الحياة.. وربما وصل بعضنا إلى حالة من اليأس حتى ظننا أنها نهايتنا.. لكننا تجاوزناها بفضل الله.. فهي تبدو اليوم وكأنها مجرد كابوس عابر نسيناه.. بل ربما نتذكره للتسلية..
هذه هي طبيعة الحياة أختي الكريمة (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ[(4)البلد].
إن حلت أوحلت.. وإن كست أوكست.. وإن غلت أوغلت..
خلقت على كدر وأنت تريدها.. صفواً من الأقذاء والأكدار..
(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)[32 الأنعام].
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت.. أن السلامة فيها ترك ما فيها..
سُجن الإمام أحمد وعُذب وجُلد.. وظل حياته يجاهد ويكتب ويؤلف ويرحل ويدعو ويعلّم.. فرآه أحد تلاميذه وقد أنهكه الزمن.. فقال له:
متى الراحة يا إمام؟ فقال: الراحة عند أول قدم أضعها في الجنة.
نعم أيتها المؤمنة.. لا تظني أن الدنيا خلقت لنا فقط.. أو أننا خلقنا لها فقط.. أوأننا حتماً سنعيش فيها هانئين..
قال ابن عمر - رضي الله عنهما -: "أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببعض جسدي فقال: اعبد الله كأنك تراه وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"[رواه أحمد].
وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: "دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في غرفة كأنها بيت حمام وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه فبكيت فقال: ما يبكيك يا عبد الله؟ قلت: يا رسول الله، كسرى وقيصر يطوون على الخز والديباج والحرير وأنت نائم على هذا الحصير قد أثر بجنبك فقال: فلا تبك يا عبد الله، فإن لهم الدنيا ولنا الآخرة، وما أنا والدنيا، وما مثلي ومثل الدنيا إلا كمثل راكب نزل تحت شجرة ثم سار وتركها).
نعم.. هذا هو مقياسنا أختي الكريمة.. الحياة الحقيقية هي حياة الآخرة أما الدنيا فهي دار ابتلاء..
والدنيا يعطيها الله للمؤمن والكافر.. قال - صلى الله عليه وسلم -: ((وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من أحب))[صححه الألباني].
وفي الحديث: ((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرا منها شربة ماء)) [صححه الألباني].
ولو كان من حق أحد أن يستمتع في الدنيا لكان هو رسول الله.. لكنه - صلى الله عليه وسلم - مات فقيراً.. في بيت من طين.. ودرعه مرهونة عند يهودي.. مات ولم يشبع من خبز بر.. ولم تكن توقد النار في بيته أياماً وشهوراً..
وعند وفاته - صلى الله عليه وسلم - خيّره الله بين أن يعيش كأحد ملوك الدنيا أو أن ينتقل إلى جواره فرفع حبيبنا - صلى الله عليه وسلم - سبابته إلى السماء قائلاً (إلى الرفيق الأعلى).
أختي الكريمة.. ما هي المصيبة التي تعانين منها؟
هل اتُّهمتِ في عرضكِ؟.. فاعلمي أن أم المؤمنين عائشة وهي الأكرم عند الله ورسوله اتهمت في عرضها.. فصبرت حتى برأها الله في كتابه..
هل فقدت زوجك الحبيب؟.. فهل سيكون أغلى من حبيب عائشة رضي الله عنها؟ لقد مات حبيبها وحبيبنا - صلى الله عليه وسلم - في حجرها وتحت مرأى عينها..
وإن كنت فقدت أباً حاني.. فإن عائشة فقدت أبيها الصدّيق.. أفضل رجل بعد الأنبياء والمرسلين..
نتمنى أيتها الفاضلة أن نعيش في هذه الحياة بدون عناء.. لكنه قدر الله علينا.. بل هي ملح الحياة.. وبدونها قد تكون الحياة مملّة.. وقد لا نشعر بنعمة الصحة إلا بعد المرض.. ولا بمتعة الغنى إلا بعد الفقر.. ولا بلذة الطعام إلا بعد الجوع.. ولا بحرارة الدفء إلا بعد البرد.. ولا بمعنى الأمان إلا بعد الخوف..
ولتعلمي أن من نعمة الله علينا نحن المسلمين أن جعل الابتلاء فرصة للرفعه والتكفير: ((عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له))[رواه مسلم].
بل إن الابتلاء سنة ربانية ليعلم من يؤمن ومن يكفر.. قال - سبحانه -: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)[(2)العنكبوت].
عن سعد - رضي الله عنه – قال: قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: ((الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة))[رواه ابن حبان].
وهنيئاً لك أيتها المؤمنة مشابهتك للأنبياء والصالحين.. ولعل ابتلاءك يكون دليل محبة الله لك.. وفي الحديث المروي: ((إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه)).
لماذا؟ لأن الابتلاء تكفير للسيئات ورفعة للدرجات..
تأمّلي في هذا الحديث المروي: ((يود أهل العافية يوم القيامة أن لحومهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب الله - عز وجل - لأهل البلاء)).
هذا لا يعني أختي الكريمة أن نتمنى البلاء.. لكنه يجعلنا نتوقع البلاء.. ويحثنا أن نثبت عند البلاء..
وفي الحديث: ((لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا))[رواه مسلم].
هي الحياة الدنيا أيتها الفاضلة فلا تعبئي بها.. ولا تضيعي آخرتك لأجلها.. ولا تأبهي بأي قلق أو ألم أو حزن عليها.. وقد عتب الله علينا بقوله - سبحانه -: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [الأعلى(16)(17)].
أختي العزيزة.. قد تكون فتنة الضراء خطيرة على حياتك وإيمانك..
لكن صدقيني أن فتنة السراء والغنى والصحة قد تكون أكثر خطراً على حياة المؤمن..
بل قد يبتلي الله الكافر بالنعمة حتى يتمادى في طغيانه.. قال - سبحانه -: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ)[(44)الأنعام].
لماذا؟ لأن النعمة والغنى قد تجر الإنسان إلى الكبر والغرور ورفض الحق..
أما المرض والفقر قد تجعل الإنسان أكثر قرباً من الله.. وكم هم الغافلون الذين تغيرت حياتهم وأعلنوا توبتهم بسبب فقد قريب.. أو فراق حبيب.. أو مرض يئس منه طبيب..
(وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)[البقرة (155)(156)(157)].
إن الابتلاء أختي الكريمة سلاح ذو حدين..
فإن صبرتِ فأبشري بأجر يغبطك عليه أهل الجنة..
ولكن في المقابل.. عدم الصبر قد يقود الإنسان إلى السخط على أقدار الله واليأس والقنوط من رحمة الله.. وقد قال إبراهيم - عليه السلام -: (وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)[الحجر(56)].
وقال يعقوب - عليه السلام -: (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)[(87)يوسف].
ومهما بلغتِ من البؤس واليأس أختي العزيزة فاحمدي الله أنك لم تصلِ إلى مستوى حال الكفار الذين يئسوا من الآخرة ومن الجنة.. فقال - سبحانه -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ)[(13)الممتحنة].
مسكين ذلك الكافر الميت.. الذي رأى الآخرة رأي العين.. لكن فرصته انتهت وأيس من رحمة الله الذي لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء..
أنت أختي الكريمة مؤمنة وبانتظارك حياة أبدية سرمدية.. ولكن بشرط الصبر.
(وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَـئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ) لكن لمن هذا الأجر: (سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)[الرعد(24)(22)(23)].
أختي المؤمنة.. الدنيا هي دار الامتحان.. وصبرك عليها هو مفتاح نجاحك ودخول الجنة.
وهروبك منها بالانتحار هو انسحاب من الاختبار.. ومن ينسحب من الامتحان.. مثل من يرسب في الامتحان..
وعن أبى هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من خنق نفسه في الدنيا فقتلها خنق نفسه في النار، ومن طعن نفسه طعنها في النار، ومن اقتحم فقتل نفسه اقتحم في النار))[رواه ابن حبان].
إذاً أختي الكريمة ليس المشايخ والعلماء هم من حرم الانتحار بل حرمه الله ورسوله.. كما إن معظم الأديان السماوية والقوانين الوضعية تكاد تجمع على تجريم وتحريم الانتحار.. لأنهم يؤمنون أن جسدك ليس ملكاً لكِ.
وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: (أن رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أصابته جراح فآلمت به فدب إلى قرن له في سيفه فأخذ مشقصاً فقتل نفسه فلم يصل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -)[رواه الطبراني في الكبير].
تأملي يا رعاك الله! رجل من المسلمين وجاهد مع النبي.. لكن ذلك لم يشفع له.. لماذا؟ لأنه لم يصبر على الآلام والجراح ربما بضع لحظات.. فحرم نفسه من أجر عظيم كاد يجنيه لو مات شهيداً..
عذراً أختي الكريمة قد أكون قاسياً عليك.. وأنا أجزم أن لك قصة مؤلمة.. لكني أؤمن أيضا أنها ليست القصة الوحيدة في عالم اليوم..
اخرجي من محيطك الضيق.. انظري إلى ملايين المصابين والمنكوبين في العالم.. كم هم ضحايا الزلازل والبراكين والفياضانات.. انظري إلى جراح أخوانك في ليبيا وأفغانستان وفلسطين وسوريا والعراق.. مصائب وحروب وكوارث خلفت وراءها ملايين المكربوين.. فكم بينهم من أم مكلومة وزوجة مهمومة وابنة يتيمة مغمومة.. لكنهم استقبلوا ذلك برضى وصبر..
هل تخيلت حال أختك المسلمة هناك والتي ربما هتك عرضها وقتل طفلها في حجرها وثكلت زوجها؟ ماذا تراك لو كنت مكانها؟ ماذا كنت ستفعلين؟
هل سمعت بتلك المجاهدة الفلسطينية التي عاشت في سجن اليهود سنوات طويلة؟ فخرجت بعد ذلك بكل عزة وفخر.. وحمد وشكر..
قومي بزيارة مستشفيات معالجة الإدمان في بلدك.. ودور النقاهة.. ودور الرعاية.. ودور الإعاقة.. ودور الأيتام.. ستجدين حتماً من هو أكثر معاناة مني ومنك.. لعلك تتلقين منهم دروساً في الصبر والرضى والإيمان..
اقرئي القرآن.. غوصي فيه بصدق.. لا تقرئيه لمجرد البركة والرقية فقط.. اقرئيه هذه المرة بتأمل وتدبر.. وأبحري في كلام الله وكأنه يخاطبك مباشرة.. رتليه في ساعة النزول الإلهي.. وستجدين فيه ما يغسل هم قلبك.. ويشرح ضيق صدرك.. ويجلي همك وكربك.. وثقي أن زفراتك وآلامك ستخرج تباعاً.. مع كل حرف تنطقينه.. وستتنسمين عوضاً عنها هدوءاً وسكينة تنشر الأمان في جنبات صدرك..
إن صدقتِ مع نفسك ومع ربك أيتها الفاضلة.. فإني أجزم أن بؤسك سينقلب إلى سعادة.. وقد تشعرين أن هذا القرآن وكأنما أنزل إليك أنت بالخصوص.. وليحل مشاكلك أنت.. وليجيب عن أسئلتك أنت.. رتليه.. تغنّي به.. وإن استطعتِ فاستودعيه صدرك.. ليكون أنيسك وجليسك ورفيق دربك.. واحمدي الله أن جعلك عربية تقرئين وتفهمين كلامه مباشرة بدون ترجمان..
واعلمي: (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [(9)الإسراء].
وتذكري قوله: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)[(82) الإسراء].
اقرئي قصص الصابرين وآيات الصابرين وعاقبة الصابرين.. ستجدين فيها أنساً وتثبيتاً وسلوة..
ألم يقل - سبحانه -: (وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ)[(120)هود].
عيشي مع القرآن ومع أنبياء الرحمن بقلبك وعقلك وروحك.. ستجدين صوراً عجيبة من الصبر على الابتلاء.. والتي جنوا ثمرتها في الدنيا والآخرة..
تأملي قصة أم موسى الشجاعة.. اقرئي سيرة مريم الصابرة.. وأيوب عندما أقعده المرض.. ويونس وهو في بطن الحوت.. ويوسف الذي عانى متنقلاً بين ألوان الظلم والظلمة.. من ظلم أخوته إلى ظلمة الجب.. ومن ظلم النسوة إلى ظلمة السجن.. ويعقوب الذي ابيضت عيناه من الحزن.. قفي عند قوله: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّـهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[يوسف(86)].
رددي هذه العبارة معه بإخلاص لعل الله يزيل بها همك وينفس كربك ويعيد الأمل إلى حياتك.. كما أعاد النور إلى عيني يعقوب.. وكما كافأ يوسف بالملك.. ورد موسى إلى أمه.. وبرّأ مريم.. وشفى أيوب.. وأخرج يونس من بطن الحوت..
وسأذكّرك أيتها المباركة: إن أمدّ الله لنا في العمر فسيأتي اليوم الذي تتقلبين فيه في أثواب السعادة والنعيم.. ساعتها ستحمدين الله أنك لا زلت على قيد الحياة.. وقد قال ابن تيمية: "إن في الدنيا لجنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة" أتدرين ما هي؟ إنها جنة الإيمان والطاعة.
يقول أبو سليمان الداراني: "والله لولا قيام الليل ما أحببت الدنيا، ووالله إن أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل النهار في لهوهم، وإنه لتمر بالقلب ساعات يرقص فيها طربا بذكر الله فأقول: إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه من النعيم إنهم لفي نعيم عظيم".
أنت لم تخلقي بلا هدف.. ولم توجدي عبثاً.. لقد خُلقتِ لعمارة الأرض بعبادته.. ونشر رحمته.. لذلك فإن قدرك عند الله عظيم.. وفي الحديث المروي: ((لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من قتل المسلم)).
فما أعظمه من رب يحب عبده المؤمن وهو غني عنه..
وليس العجيب أن يحب العبد ربه.. ولكن العجيب أن يحب الرب عبده..
فهل عرفت قدرك عند الله أختي المؤمنة..
فإن كنت تبحثين عن السعادة.. فابحثي عنها في رضى ربك.. ابحثي عنها في رضى والديك..
جربي أن تطعمي فقيراً.. وأن تمسحي دمعة يتيم.. وأن تعلمي جاهلاً.. وأن تواسي جريحاً.. وأن ترشدي كفيفاً.. وستكتشفين أن إسعاد الضعفاء.. من أسرع الطرق إلى إرضاء ربك وإسعاد قلبك.. أختي الكريمة.. هذه نصيحة عامة.. لكن لا يعني هذا أن نكون سلبيين أمام تلك المشكلات بل لا بد من اتخاذ خطوات عملية لإيقاف مصدرها.. واستعيني بأهل الخبرة من أقارب وأصدقاء لحلّها أو على الأقل للتخفيف من أثرها..
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق..
أحيينا ما علمت الحياة خيراً لنا.. وتوفنا إذا علمت الوفاة خيراً لنا.
__________________
[align=center][/align]
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2012-06-08, 05:00 PM
المهاجر الى الله المهاجر الى الله غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-26
المشاركات: 1,362
المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله
افتراضي

بارك الله فيك اختي الكريمة على الموضوع القيم واستسمح لنقل الموضوع لاني رايت الافضل له هذا القسم تحياتي وتقديري
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2012-12-08, 03:09 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد الأنصاري
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المشاركات: 3,499
أبو جهاد الأنصاري تم تعطيل التقييم
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
__________________
قـلــت :
  • من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
  • ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
  • ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
  • ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2012-12-14, 10:30 PM
الصورة الرمزية نداء الإيمان
نداء الإيمان نداء الإيمان غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-08-14
المشاركات: 76
نداء الإيمان
افتراضي



قصص محاولة الانتحار متكررة بسبب غياب الوعى الدينى وغياب قيمة الرضا بالقدر بارك الله فيك اختى على نقلك وحسن اختيارك لهذا الموضوع الذى يعرض ظاهرة مهمة يعانى منها معظم شباب اليوم .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع: قبل أن تنتحري (رسالة من أخت تفكر بالانتحار)
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
هل سمعت بهذا من قبل معاوية فهمي موضوعات عامة 0 2019-12-22 11:36 AM

*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 لعبة استراتيجية   تركيب اثاث ايكيا   شراء اثاث مستعمل بالرياض   yalla shoot   جلابيات فخمة للمناسبات   شركة سياحة في روسيا   بنشر متنقل   شركة تصميم مواقع   شراء اثاث مستعمل بالرياض   ارخص مساج بالرياض   مقاول ساندوتش بانل   شركة تنظيف خزانات بمكة   شركة نقل عفش بمكة   شراء اثاث مستعمل بالرياض   اشتراك كورسيرا   اشتراك لينكد ان   اشتراك اوتوديسك   شركة كشف تسربات المياه بالرياض   خدمة مكافحة النمل الأبيض   استئجار سيارة مع سائق في اسطنبول 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   yalla live   يلا لايف   bein sport 1   كورة لايف   بث مباشر مباريات اليوم   Koora live   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة   يلا شوت   اهم مباريات اليوم   يلا شوت   تنظيف منازل   شراء اثاث مستعمل   شركة تنظيف منازل بالرياض   نقل عفش الكويت   زيادة متابعين تيك توك حقيقيين   دكتور جراحة مخ وأعصاب في القاهرة   يلا شوت   يلا شوت   يلا لايف   yalla shoot 
 شركة تنظيف مكيفات بجدة   عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   برنامج ادارة مطاعم فى السعودية   افضل برنامج كاشير سحابي   الفاتورة الإلكترونية فى السعودية   المنيو الالكترونى للمطاعم والكافيهات   افضل برنامج كاشير فى السعودية 

 الحلوى العمانية   Yalla shoot   اشتراك كاسبر الرسمي   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض   شركة حور كلين للتنظيف   شركة نقل عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض 
 تركيب مظلات حدائق   تركيب ساندوتش بانل 

 شركة تنظيف خزانات بجدة   شركة مكافحة حشرات بجدة 

 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

 سباك شرق الرياض   شقق فندقية 

 شركة تنظيف مكيفات في الرياض   متجر نقتدي من المدينة المنورة   شركة تسليك مجاري  شركة صيانة افران بالرياض

 محامي السعودية   محامي في عمان الاردن 
 موقع الشعاع   بيت المعلومات   موقع فكرة   موقع شامل العرب   صقور الخليج   إنتظر 

 كشف تسربات المياه   شركة تنظيف منازل   نقل اثاث بالرياض   شراء اثاث مستعمل بالرياض   نقل اثاث   كشف تسربات المياه   شركة تنظيف بالرياض   شركة عزل اسطح   عزل اسطح بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   تنظيف خزانات بالرياض   مكافحة حشرات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل فوم   كشف تسربات المياه   عزل خزانات بالاحساء   شركة نقل اثاث بالرياض   نقل عفش بالرياض   عزل اسطح   شركة تنظيف بالرياض   شركات نقل الاثاث   شركة تنظيف منازل بجدة   شركة عزل فوم   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة تنظيف خزانات بالرياض   شركة تخزين اثاث بالرياض   شركة تنظيف مكيفات بخميس مشيط   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركة عزل اسطح   كشف تسربات المياه بالرياض   شركة كشف تسربات المياه   شركة نقل اثاث بالرياض   شركة عزل اسطح بجدة   شركة عزل اسطح   عزل خزانات   شركات عزل اسطح بالرياض   شركة عزل خزانات المياه   شركة تنظيف فلل بالرياض   كشف تسربات المياه بالدمام   شركة عزل اسطح بجدة   عزل خزانات بالاحساء   عزل فوم بالرياض   عزل اسطح بجدة   عزل اسطح بالطائف 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »07:43 AM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى