جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
منكرات الهاتف المحمول
<TABLE class=tborder id=post15406 cellSpacing=1 cellPadding=6 width="100%" align=center border=0><TBODY><TR><TD class=thead> #1
<!-- status icon and date --> 20/03/2008, 12:34:28 <!-- / status icon and date --> </TD></TR><TR><TD class=alt2 style="PADDING-RIGHT: 0px; PADDING-LEFT: 0px; PADDING-BOTTOM: 0px; PADDING-TOP: 0px"><!-- user info --><TABLE cellSpacing=6 cellPadding=0 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD noWrap>عادل الرشدان <!-- BEGIN TEMPLATE: postbit_onlinestatus --> <!-- END TEMPLATE: postbit_onlinestatus --><SCRIPT type=text/javascript> vbmenu_register("postmenu_15406", true); </SCRIPT> مشرف </TD><TD width="100%"></TD><TD vAlign=top noWrap>تاريخ الانضمام: 15/05/2006 المشاركات: 1,823 </TD></TR></TBODY></TABLE><!-- / user info --></TD></TR><TR><TD class=alt1 id=td_post_15406><!-- message, attachments, sig --><!-- icon and title --> منكرات الجوال <HR style="COLOR: #605901" SIZE=1><!-- / icon and title --><!-- message -->المقدمة الحمد لله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وسلم . أما بعد : فإن مما انتشر في هذا الزمان من الوسائل الاتصالية العصرية بما يسمى بالهاتف الجوال ، ولا شك أنها وسيلة مباحة ، بل تعتبر من نعم الله علينا التي لا تحصى ولا تعد ، هذا إذا استخدمت الاستخدام المشروع ، لكن يأبى أعداء هذا الدين بخطواتهم الماكرة وأفعالهم الفاجرة إلا أن يجعلوا هذه النعمة نقمة ، فأدخلوا فيها ما يخالف شرع الله وسنة رسوله e فكدروا صفو نفعها من خلال ما أدخلوا فيها من منكرات يأتي بيانها إن شاء الله تعالى : في هذه الرسالة ، ومع أنَّ هذه المنكرات لا تخفى على كل ذي لبٍ إلا أنَّ بعض المسلمين لا يقتنع إلا بذكر الأدلة التي تدل على أن هذه منكرات دل عليها الكتاب والسنة والذي دفعني لكتابة هذه الرسالة هو أنني كنت قد خطبت في مسجدي حول هذا الموضوع ، وبينت بعضاً من المنكرات الموجودة في هذه الجوالات ، ثم رأيت بعد ذلك إتماماً للفائدة أن أكتب هذه الرسالة ليعم النفع للمسلمين ، وذكرت فيها ما فاتني في الخطبة ذكره ، ولم يسعفني الوقت حصرُه ، وسميتها : وقفات لما في الهاتف الجوال من منكرات ثم عرضتها على شيخينا الفاضل أبي نصر محمد بن عبد الله الإمام للنظر فيها ومراجعتها فقام مشكورا بذلك وعلق فيها بعض التعليقات وراجعني في بعض العبارات كما ستراه في الحاشية واستشرته في نشرها فقال : لا بأس أن تنشر فجزاه الله خير الجزاء أسأل الله أن يكتب لي ثوابها يوم الدين ، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم . وإلى هذه الوقفات الأولــــــــــــى تنبيه المكالمات بالموسيقى والأغاني والأجراس مما هو معلوم أن الهاتف الجوال يتركب من عدة أنظمة إلكترونية منها نظام التنبيه الإلكتروني ، ووظيفته تنبيه حامل الجوال بالمكالمات الواردة إليه ، أو الرسائل ، أو الوقت الذي يضبط من خلال ساعة التوقيت إلى غير ذلك . وهذا النظام يصدر رنات عند ورود المكالمات ، ولا شك أن الرنات التي تخلوا من الأصوات الموسيقية والأجراس لا بأس بها ، ويا ليت أن حاملي الجوال اقتصروا عليها وأن الصانعين للجوال اكتفوا بها ، لكنهم – أي الصانعين- لأنهم أعداء هذا الدين والساعون في إضلال المسلمين أدخلوا في الجوالات الأصوات الموسيقية والإيقاعات الدنسيِّة بل والأغاني الشرقية والغربية ، قال تعالى: (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الّذِينَ يَتّبِعُونَ الشّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً) [سورة: النساء - الأية: 27] ولقد صارت هذه الأصوات الموسيقية لا يخلوا منها مكان ، لكثرة المستخدمين لهذا الجوال ، فلا تجلس في مجلس ، ولا تركب سيارة ، إلا أزعجك صوتها ، بل وأعظم من هذا أن المساجد لم تسلم منها . والعجب أن تسمع هذه الأصوات من جوال بعض من يظهر عليه الدين والإستقامة .ولقد صار يشق على الغيورين الإنكار على من ابتلي بهذا الأمر العظيم ، لكثرة المبتلين ، وانتشاره في أوساط المسلمين . فإنّا لله وإنّا إليه راجعون هذا وقد دلت الأدلة الكثيرة من كتاب ربنا وسنة نبينا e على تحريم الموسيقى والأغاني إليك بعضاَ منها :- 1- قال تعالى: (وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلّ عَن سَبِيلِ اللّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَـَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مّهِينٌ) [ لقمان - الأية: 6] سئل ابن مسعود رضي الله عنه - عن لهو الحديث ، فحلف ثلاثاً إنه الغناء وبمثل هذا قال ابن عباس ، وجابر بن عبدالله ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة والنخعي . قال صاحب المعجم الوسيط : ( الغناء ) التطريب والترنم بالكلام الموزون وغيره يكون مصحوباً بالموسيقى وغير مصحوب . أ هـ 2- قال تعالى: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشّيْطَانُ إِلاّ غُرُوراً) [الإسراء - الأية: 64] قال غير واحد من علماء التفسير ، أن المراد بصوت الشيطان الغناء والمزامير . قلت : ويدخل في صوت الشيطان كل صوت صدر من أي آلة موسيقية خشبية كانت أو إلكترونية . 3- ما أخرجه البخاري –رحمه الله- في صحيحه رقم (5590) من حديث أبي مالك الأشعري t سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير ، والخمر والمعازف..) الحديث . والمعازف هي آلة الموسيقى ، والتي منها تنبعث ، ولا فرق بين كونها خشبية أو نحاسية أو إلكترونية . والأدلة من الكتاب ، والسنة المطهرة على تحريم الموسيقى والأغاني كثيرة وإن أردت الانتفاع والاستفادة ، فراجع كتاب الشيخ الألباني – رحمه الله- المسمى (تحريم آلات الطرب) وبعد هذا أخي الكريم لا يجوز لك استخدام الموسيقى والأغاني لتنبيهك بورود المكالمات ، ولا في غيرها من المهمات وبإمكانك أن تستخدم التنبيه العادي الخالي من الموسيقى والنغمات . وأما الأجراس فقد جاء ما يدل على النهي من استخدامها فمن ذلكم : 1- ما أخرجه مسلم برقم (5512) من حديث أبي هريرةtأن رسول الله قال:( لا تصحب الملائكة رفقةً فيها كلب ولا جرس ) . 2- ما أخرجه مسلم برقم (5514) من حديث أبي هريرةt أن رسول اللهe قال : ( الجرس مزامير الشيطان ) . قلت : دل الحديثان على تحريم استخدام الجرس للصوت الذي يصدر منه وسواء كان الاستخدام للتنبيه في الجوال أو في غيره لعموم النهي والله أعلم . الثانية التنبيه الموسيقي والغنائي في المسجد لقد توسعت دائرة المؤذاة بالتنبيه الموسيقي إلى أن وصلت إلى بيوت الله ولا شك في كونه منكراً . إليك الأدلة على ذلك : 1- قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَائِرَ اللّهِ فَإِنّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج - الأية: 32] ولا شك أن المساجد من شعائر الله ، فالواجب تعظيمها التعظيم الشرعي ولا يجوز امتهانها ، وصوت الموسيقى في المسجد امتهان لها وتقليل لعظمتها . 2- ما أخرجه الإمام مسلم – رحمه الله – برقم (1261) من حديث أبي هريرة t– قال : قال رسول الله e:( من سمع رجلاً ينشد ضالته في المسجد ، فليقل : لا ردها الله إليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا) . وعند الترمذي بلفظ : ( إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد ، فقولوا لا أربح الله تجارتك .... ) الحديث . وعند أبي داوود برقم (1097) من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص tا قال : أن رسول الله e– نهى عن الشراء والبيع في المسجد ، وأن تنشد ضالة ، وأن ينشد فيه شعر ، ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة ) . قلـت : دلت الأحاديث على تحريم البيع والشراء وإنشاد الضالة والشعر في المسجد ، مع أنها أمور مباحة ، لكن لما كانت في المسجد صار فعلها حرام ، لأن المساجد لم تبنَ لهذا ، وإنما بنيت للذكر والصلاة فكيف بالموسيقى التي هي حرام فإدخالها المسجد أشد حرمة . تنبيه : النهي عن الشعر في الحديث ما كان فيه ما حرم الله ، وإلا فيجوز إنشاد الشعر في المسجد إذا دعت الحاجة إليه1[1] . 3- ما أخرجه الإمام مسلم- رحمه الله- برقم (1254) من حديث جابر بن عبدالله –t– عن النبي e– قال : ( من أكل البصل والثوم والكراث ، فلا يقربن مسجدنا ، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ). قلت : فإذا كان من أكل البصل أو الثوم والكراث لا يجوز له أن يقرب المسجد ، لأن ذلك يؤذي من كان في المسجد من بني آدم ، وإذا تأذى بنو آدم تأذت الملائكة ، فلا شك أن صوت الموسيقى في المسجد أشد أذية وأسوأ بلية خاصة والناس يصلون فبها ينشغلون ، وعن صلاتهم يلتهون . 4- ما أخرجه مسلم –رحمه الله- برقم (432) من حديث عبدالله بن مسعود –t– قال : قال رسول الله e: (ليلني منكم ألو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم (ثلاثاً) ، وإياكم وهيشات الأسواق ) . قلت : فإذا كانت هيشات الأسواق ، أي ارتفاع الأصوات منهي عنه ، فصوت الموسيقى الصادر من الجوال أشد نهياً من هيشات الأسواق[2] . وبعد هذا أخي الكريم ، قرأت هذه الأدلة التي تدل بالأولوية على أن ما عدا ما جاء فيها مما يؤذي المؤمنين ، كالموسيقى وغيرها أشد نهياَ في دخولها المسجد ، لهذا فالواجب عليك تغيير التنبيه الموسيقي بالعادي . والله الموفق . الثالثة صوت التنبيه في الصلاة وهذا يشمل التنبيه العادي ، والموسيقي وهو أشد ، وكم شغلت هذه الأصوات المصلين ، وانشغلوا بها عن مناجاة رب العالمين ، ولا شك أن في هذا من المنكر ، ما الله به عليم إليك الأدلة على ذلك من سنة المصطفى – عليه أفضل الصلاة والتسليم :- 1- أخرج أبو داوود -رحمه الله – في سننه برقم (1332) وصححه الألباني –رحمه الله – من حديث أبي سعيد الخدري –t– قال : اعتكف رسول الله eفي المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر ، وقال : ( ألا إن كلكم مناجٍ ، فلا يؤذين بعضكم بعضاً ، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة ، أو قال في الصلاة ) . قلت : فإذا كان الجهر بالقراءة تعتبر أذية لمن في الصلاة سواء كان في جماعة أو كان منفرداً ، فصوت الجوال وخاصة الموسيقي أشد أذية . 2- أخرج الإمام البخاري –رحمه الله- برقم (373) من حديث عائشة – رضي الله عنها- أن النبي e– صلى في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة ، فلما انصرف قال : اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم ، وأتوني بإنبجانية أبي جهم ، فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي ) . وقال هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال النبي e:( كنت أنظر إلى عملها ، وأنا في الصلاة فأخاف أن تفتني ) . قلت : فإذا كانت الخميصة ألهت النبي e في الصلاة وخاف أن تفتنه ، فصوت الجوال في الصلاة وخاصة الموسيقي أشد إلهاء وفتنة لحاملة ، ولمن كان بجانبه . 3- أخرج البخاري – رحمه الله- برقم (374) من حديث أنس t، قال : كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها فقال النبي e: ( أميطي عنّا قرامك هذا ، فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي ...) . قلت : فإذا كانت هذه المذكورات شغلت النبي e عن صلاته ، فصوت الجوال وخاصة الموسيقي أشد شغلاًَ للمصلين في صلاتهم . وبعد أخي الكريم : فقد دلت الأدلة المتقدمة على أن المصلي لا يجوز له أن يشغل نفسه أو غيره بما يلهيه عن الصلاة مما يستطيع على إزالته ، وصوت التنبيه العادي والموسيقي مما يلهي المصلي وغيره[3] فيدخل في هذا الحكم ، بل هي أشد . وهل يجب على كل حامل جوال إغلاق جواله إذا دخل المسجد ؟ الجواب: فيه تفصيل ، فإذا كان صوت جواله موسيقي أو غنائي ، فقد تقدم أن الواجب عليه تغييره فضلاً عن إغلاقه . وإن كان صوت جواله عادي ، فإن كان يغلب على ظنه أنه يتصل به في وقت الصلاة فالواجب عليه إغلاقه أو جعله صامتاً فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وإن كان يغلب عليه ألا يتصل به أحد فالأحوط إغلاق جواله ، أو جعله صامتاً . والله والموفق . الرابعة التنبيه بالأذان أو القرآن أو الدعاء مما لوحظ مؤخراً أن بعض الجوالات أدخل فيه صوت الأذان والقرآن والدعاء ليكون منبهاً لصاحب الجوال بورود المكالمات ، وغير ذلك ، وهذا يعتبر منكراً من عدة وجوه : الأول: أن الأذان إنما شرع للإعلام بدخول وقت الصلوات فجعله للإعلام بورود المكالمات في الجوال خروج عن المقصد الذي من أجله شرعه الله ، قال – عليه الصلاة والسلام - : (فإذا حضرت الصلاة ، فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أقرؤكم ) أخرجه البخاري برقم (628) من حديث مالك بن الحويرث t. والقرآن أنزل ليعمل به ويتلى قال تعالى قال تعالى: (وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَىَ فَإِنّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلّ فَقُلْ إِنّمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُنذِرِينَ) [سورة: النمل - الأية: 92] والدعاء عبادة نتقرب به إلى الله عز وجل وندعوه ليستجيب لنا قال تعالى: (وَقَالَ رَبّكُـمْ ادْعُونِيَ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ) الثاني : في جعل الأذان والقرآن والدعاء منبهاً لورود المكالمات نوع امتهان وقلة تعظيم لهم ، لأنها من شعائر الله ، والله يقول : (( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) . الثالث : قطع الأذان وكذا الدعاء والقرآن في ما لا يصح القطع عنده ، وذلك أن صاحب الجوال الغالب عليه أن يفتح المكالمة لمجرد شعوره بها ، فربما فتح المكالمة عند قول المؤذن (أشهد أن لا إله) . الرابع : الغالب على حاملي الجوال أن يتركوه معهم في حال جلوسهم للبول والغائط فربما جاءت المكالمة وهم على هذه الحالة وفتح تنبيه الجوال بالأذان أو القرآن أو الدعاء .وقد أخرج الإمام مسلم –رحمه الله- برقم (821) من حديث ابن عمر t– أن رجلاً مر ورسول الله eيبول فسلم عليه فلم يرد عليه). قلت : رد السلام واجب ، ولا يشرع في هذا الموطن ، فوجود الأذان أو القرآن أو الدعاء في هذه الحالة أشنع . الخامسة صوت التنبيه في حلقات العلم قال الإمام البخاري –رحمه الله- باب الإنصات للعلماء : ثم ساق بسنده إلى جرير بن عبدالله البجلي –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم – قال له في حجة الوداع : ( إستنصت الناس ) ، فقال : ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ....) الحديث . قلت: دل الحديث على أن الإنصات للعلماء في حلقات العلم أمر مطلوب ، وأدب مرغوب ، ولا شك أن صوت الجوال في حلقات العلم يكدر إنصات المستمعين ، وسوء أدب مع العلماء المربين ، فكان لزاماً التنزه عن هذا الفعل ، وذلك بإغلاق الجوال ، أو جعله صامتاً إذا دعت الحاجة . وإليك ما قاله النووي في المجموع (1/168) : باب أدب المتعلم (..........ويقعد قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين ، ولا يرفع صوته رفعاً بليغاً من غير حاجة ، ولا يضحك ، ولا يكثر الكلام بلا حاجة ، ولا يعبث بيده ولا غيرها ، ولا يلتفت بلا حاجة ، بل يقبل على الشيخ مصغياً إليه ) أ.هـ . السادسة التصويــــر وهو ما أحدث مؤخراً في بعض الجوالات ، وذلك من خلال الكاميرا الفوتوغرافية ، وكذلك الهوائية . ولقد جاء من الأدلة ما يدل على تحريم التصوير لذوات الأرواح إليك بعضاً منها : 1- أخرج الإمام البخاري –رحمه الله- برقم (5905) ومسلم –رحمه الله- برقم (5503) من حديث عبدالله بن مسعود –رضي tله عنه- قال : سمعت النبي e يقول :( إن أشد الناس عذاباً عندالله يوم القيامة المصورون) . 2- أخرج الإمام البخاري –رحمه الله- برقم (5951) ومسلم –رحمه الله- برقم (5501) من حديث عبدالله بن عمر –رضي الله عنهما- أن النبيe قال :( إن الذين يصنعون هذه الصور ، يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم أحيوا ما خلقتم ). 3- أخرج الإمام مسلم –رحمه الله- برقم (5506) من حديث عبدالله بن عباس –رضي الله عنهما- قال : سمعت رسول الله eيقول : (كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسا فتعذبه في جهنم ) . 4- أخرج الإمام البخاري –رحمه الله- برقم (5963) ومسلم –رحمه الله- برقم (5507) من حديث بن عباس –رضي الله عنهما – قال : سمعت رسول الله eيقول :( من صور في الدنيا يكلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة ، وليس بنافخ ) . 5- أخرج الإمام الترمذي –رحمه الله- في سننه برقم (2577) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران ، وأذنان تسمعان ، ولسان ينطق ، يقول : إني وكلت بثلاثة : بمن جعل مع الله إله آخر ، وبكل جبار عنيد ، وبالمصورين ) . قلت : فدلت هذه الأدلة على الآتي :- 1) تحريم التصوير ، وإنه من الكبائر . 2) التحريم يشمل عموم التصوير النحتي ، والرسمي ، والفوتوغرافي ، والهوائي ، على أن العلماء استثنوا التصوير الفوتوغرافي ، واستثنى بعضهم التصوير الهوائي لمصلحة دينية أو دنيوية ، وأدخله بعضهم في التحريم وهو الصواب لعموم الأدلة . وبعد هذا –أخي الكريم- فقد ظهر لك واستبان أمر التصوير ، وأنه حرام لهذا فلا يجوز لك التصوير لا بكاميرا الجوال ، ولا بغيرها ، واحذر أن تستهين بمثل هذا الذنب العظيم . السابعة الصـــــــــــــــــــور وهي في الهاتف الجوال على أقسام : الأول : صور ليست لذوات الأرواح ، كصور الأشجار وغيرها : وهذا النوع من الصور ، الراجح جواز بقائها ولا يجب طمسها ، لما أخرجه البخاري-رحمه الله- برقم (2225) من حديث أبي الحسن قال : كنت ابن عباس –رضي الله عنهما- إذ أتاه رجل ، فقال : يا بن عباس إني إنسان وإنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير ، فقال ابن عباس: لأحدثنك إلا ماسمعت من رسول الله eسمعته يقول :( من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح ، وليس بنافخ فيها أبداً ، إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر ، كل شيء ليس فيه روح ) . الثاني : صور لذات الأرواح : وهي محرمة يجب طمسها إلا لضرورة ،وقد دل على هذا ما يلي 1. ما أخرجه الأمام مسلم – رحمة الله- برقم (2240) من حديث أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب –رضي الله عنه – ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله e؟ ألا تدع تمثالاً إلا طمسته ، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته ....) وفي رواية : ( ولا صورة إلا طمستها) . 2. ما أخرجه البخاري –رحمه الله- برقم (5954) ومسلم –رحمه الله- برقم (5489) واللفظ له من حديث عائشة –رضي الله عنها- قالت : قدم رسول الله e من سفر وقد سترت على بابي درنوكاً فيه الخيل ذوات الأجنحة فأمرني فنزعته .وفي رواية : ( دخل علي رسول اللهe– وأنا مسترة بقرام فيه صورة فتلون وجهه ، ثم تناول السترة ، فهتكه) . فدل هذان الحديثان على وجوب طمس الصور ذوات الأرواح ، ولا فرق بين كونها صغيرة ولا كبيرة ، ولا كونها في الجوال ، أو في غيره لعموم الأدلة . وبالله التوفيق . الثالث : صور لذوات أرواح فاحشة : وهي صور بلغت في القبح رداءته ، وفي الفحش خساءته ، ومع ذلك فقد صارت محل تداول بين بعض الشباب والشابات ، من خلال هذه الجوالات ، عبر نظام المراسلات ، بل توصل ممن قل حياؤه ، وذهبت مروءته ، أن يرسل مثل هذه الصور إلى أي رقم جرى على لسانه . ولا شك أن في هذا إشاعة الفاحشة في أوساط المؤمنين ، والله توعد المشيعين للفاحشة بالعذاب الأليم قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدّنْيَا وَالاَخِرَةِ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)[النورالأية: 19] فمثل هذه الصور يتأكد الوجوب في طمسها ويحرم الاحتفاظ بها ، ويشتد النكير على المحتفظين بها كيف لا ؟! وقد تلون وجه النبي e لصورة خيل راءها في السترة التي سترت بها عائشة –رضي الله عنها ، وعن الصحابة أجمعين- فما بالك بصورة فيها من الفحش ماذكر وزيادة على مالم يذكر الله . الثامنة الجوال وسياقة السيارة وذلك أن بعض سائقي السيارات أصلحنا الله وإياهم ينشغلون بالجوال عند سياقتهم للسيَّارة أما بالاتصال أو بالرد على المكالمات مما يترتب على ذلك حدوث بعض حوادث السيارات التي ربما تؤدي إلى هلاكه وهلاك من معه والله يقول: (وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ) [سورة: البقرة - الأية: 195] ولقد حدث أن كنت راكباً مع أخٍ في سيارته وكنت بجانبه فرن الجوال وقام أخونا بالرد على المكالمة ، وأثناء انشغاله بالمكالمة كاد أن يصطدم بسيارة نقل كبيرة كانت تمشي أمامنا لولا أن الله وفقني لتنبيهه . وأخبرني أخ أن أحد السائقين كان يسوق سيارته في بعض المناطق المرتفعة فاتصل به أحد أقاربه فانشغل بالرد عليه مما جعله يغفل عن النظر إلى الطريق والانتباه لها فمالت به سيارته من أحدى المرتفعات فسقط فمات من ساعته ، وكم من حوادث تحدث في المدن بسبب إنشغال السائقين بالهاتف الجوال ولهذا وضعت أحدى المدن قانوناً مرورياً يمنع السائقين من استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة . لهذا أخي الكريم فالذي أنصحك به وجميع إخواننا السائقين أن يستخدموا سماعة الجوال التي توضع في الأذنين أو أن تجعل من هو بجانبك أن يرد على المكالمة إذا كان الطريق مزدحم بالمارين وغير ذلك أو أن تؤخر الرد حتى يتسنى لك أن ترد باطمئنان أو بأي طريقة تجنبك الوقوع فيما لا يحمد عقباه . التاسعة النساء والهاتف الجوال وهذا من البلاء الذي عمّ وطم ، فلقد صار الهاتف الجوال في يد الكثير من النساء الشابّات منهنّ والصغيرات ، بل وصرنّ يتهافتن عليه تهافت الجراد على النار ، ومن هنا ظهر من الفساد والإفساد ما الله به عليم ، وقبل أن أُبيّن ما يحدث بسبب هذا من المنكرات ، لا يعني هذا أننا نحرَّم على مطلق النساء استخدام الهاتف الجوال ، فالمرأة العاقلة الرشيدة إذا استخدمت الهاتف الجوال لضرورة أو مصلحة واجتنبت مع ذلك كل منكر في الجوال مما سبق ذكره فلا أعلم أحداً من العلماء قال بتحريمه عليها حسب علمي ، لكن أن يعطى الجوال لمن عُلم طيشُها ، وسوء تصرفها ، وقلة دينها ، فهذا الذي يسبب هذه المنكرات والله يقول: (وَلاَ تُؤْتُواْ السّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ الّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مّعْرُوفاً) [سورة: النساء - الأية: 5] قال الإمام السعدي رحمه الله : السفهاء جمع سفيه وهو الذي لا يحسن التصرف في المال إما لعدم عقله كالمجنون والمعتوه ونحوهما ، وإما لعدم رشده كالصغير وغير الرشيد فنهى الله الأولياء أن يؤتوا هؤلاء أموالهم خشية إفسادها وإتلافها . قلت : فإذا كان الله نهى إعطاء السفيه المال خشية إتلافه وإفساده فإعطاء الجوال لمن يخشى عليه أو عليها الفساد والفتنة أعظم لما يحدث بسبب ذلك من المنكرات وإليك بعضاً منها : 1- الحب والغرام وانتشاره عن طريق الإتصالات والمراسلات : وإن كان هذا حاصل في غير الجوال ، إلا أنه من خلال الهاتف الجوال انتشر وذاع فكم لعب أصحاب الحب والغرام بأعراض المؤمنين ، ممّن قل دينهنّ ، وخفت عقولهن ، وصرن صيداً سهلاً يُصاد بطُعم وعود الزواج الكاذبة ، فكم وقعن من الشابّات ، وصرن ضحية للمنكرات . والله قد حرم أن تؤتى المرأة عن طريق الحب والغرام والمصاحبة ، قال تعالى :قال تعالى: (000فَانكِحُوهُنّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنّ وَآتُوهُنّ أُجُورَهُنّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتّخِذَاتِ أَخْدَانٍ00) [سورة: النساء - الأية: 25] والخدن : الصاحب . 2- الصور الفاحشة : وقد تقدم أن بعضهم يرسل الصورة إلى أي رقم جرى على لسانه ، ولا شك أن في هذا فتنة للرجال فضلاً عن النساء ، فإن قال قائل : إن القنوات فيها الصور الفاحشة ما هو أعظم وأشنع ، أفلا تكون أشد فتنة مما هو في الهاتف الجوال ؟! فالجواب نعم[4]، لكنك تجد أن بعض الآباء يمنع بناته من النظر لهذه القنوات ، لكن لا يمنعهن أن يكون معهن الهاتف الجوال فيقع في نظرهن من الصور الفاحشة ما لم يقع لهن من خلال القنوات الفضائية ، وإنما حرم نظر الرجال للنساء ، والنساء للرجال بقوله سبحانه : قال تعالى: (وَقُل لّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ إِلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا00) [سورة: النور - الأية: 31] لما يحدث بهذا النظر من إثارة للشهوة ، ولا شك أن مثل هذه الصور الفاحشة تحدث بسببها إثارة للشهوة ما لا يحدث بغيرها ، والله المستعان . 3- خضوع صوت المرأة ، ورفعه : وسبب ذلك أن المرأة الحاملة للهاتف الجوال يأتيها الإتصال في وقت قد تكون فيه في سوق ، أو سيارة ، أو مجمع من الناس ، فما تدري إلا وقد أجابت عن المكالمة بصوتها الرنان ، وخضوعها الفتان ، مع ما يخالطه من ضحكات وكلمات منها ما يندى لها الجبين ، وكم تحدث مثل هذه المواقف وتتكرر في الأسواق ، والسيارات ، والطرقات . ولقد حرم الله –عز وجل- كل فعل يكون سبباً لفتنتها وفتنة غيرها من الرجال سواء كانت هذه الفتنة في صوتها ، أو خروجها ، أو مشيتها ، أو رائحتها ، قال تعالى: (يَنِسَآءَ النّبِيّ لَسْتُنّ كَأَحَدٍ مّنَ النّسَآءِ إِنِ اتّقَيْتُنّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مّعْرُوفاً) [سورة: الأحزاب - الأية: 32] وقال تعالى: (00وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنّ وَتُوبُوَاْ إِلَى اللّهِ جَمِيعاً أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة: النور - الأية: 31]قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنّ وَلاَ تَبَرّجْنَ تَبَرّجَ الْجَاهِلِيّةِ الاُولَىَ00) [سورة: الأحزاب - الأية: 33] على أن خروج المرأة من بيتها متبرجة ، متعطرة ، أو مظهرة لزينتها ، لايجوز سواء حصلت بذلك فتنة أو لا ، وسواء وجد الرجال أو لم يوجدوا . لهذا فليتق الله الآباء في بناتهم ، والأزواج في زوجاتهم ، فهم المسئولون عليهنَّ ، وهنَّ أمانة عندهم ، يجب عليهم الحفاظ عليهنَّ ، والسعي في إنقاذهنَّ من النار ، وغضب الجبار ، قال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ قُوَاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاّ يَعْصُونَ اللّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [سورة: التحريم - الأية: 6] فترك الجوال مع من لا تحسن استخدامه غش لهن وخيانة لهذه الأمانة ، وسبب من أسباب الفتن والهلاك[5]. وهكذا يجب على المرأة المسلمة أن تتقي الله في نفسها ، وأن تبتعد عن كل ما يكون سبباً لفتنتها وفتنة غيرها ، أجارنا الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن . هذا ما يسر الله لي جمعه من منكرات الهاتف الجوال ، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني والشيطان . أسأل الله أن ينفع بهذه الرسالة إخواننا المسلمين وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم . وكتبه / أبو إبراهيم عبدالغفور بن علي اللحجي الاثنين 11 صفر 1426هـ </TD></TR></TBODY></TABLE> |
#2
|
|||
|
|||
جزى الله خيراً كاتب المقال وناقله وكل من ساهم فى نشره.
__________________
[============================] لو علمتَ ما فعل أهلُ الحديثِ لسجدتَ للهِ شكراً أن جعلك من هذه الأمة. فضيلة الشيخ / أبو إسحق الحويني [============================]
|
#3
|
|||
|
|||
وجزى الله قارئ المقال خيرا وغفر له ولنا ولوالدينا وللمسلمين
|
#4
|
|||
|
|||
بارك الله فيك وجزاك الله عنا كل خير....وننتظر منك المزيد،،،،
|
أدوات الموضوع | |
|
|