جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
نصيحة إلى مصطفى بن العدوي بشأن الدستور
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد
نصيحة إلى مصطفى بن العدوي بشأن الدستور السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا أبا عبد الله إني أحبك في الله , وأعلم أنك ما أردت إلا الخير , ولكنك أخطأت , وكم من مريد للخير لا يبلغه , لذا وجب علي نصحك , ولا يعني ذلك أني أنتقص من قدرك , كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه . يا أبا عبد الله إن المرء في حالة الاضطرار يختار أخف الضررين . يا أبا عبد الله في حالة الاضطرار يختار الإنسان قول الكفر أو عمل الكفر لمصلحة راجحة . قال تعالى : " مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [النحل : 106] . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ، فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ، قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا، قَالَ: " قُلْ "، فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلَنَا صَدَقَةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَنَّانَا وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ، قَالَ: وَأَيْضًا وَاللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ، قَالَ: إِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ ... " ( صحيح البخاري ) عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يُعَذِّبُونَهُ فَقَارَبُوهُ فِي بَعْضِ مَا أَرَادُوا بِهِ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟ مُطْمَئِنًّا بِالْإِيمَانِ "، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فَإِنْ عَادُوا فَعُدْ " . ( اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ) . ـ رُوِّينَا فِي قِصَّةِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ " أَنَّ الْمُشْرِكِينَ عذبوه، فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى سَبَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ تَرَكُوهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " يَا عَمَّارُ مَا وَرَاءَكَ؟ "، قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ، قَالَ: " فكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟ " قَالَ: مُطْمَئِنًا بِالإِيمَانِ، قَالَ: " إِنْ عَادُوا فَعُدْ "، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ :" مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ "، قَالَ: ذَاكَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍف وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًاق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَرْحٍ . (معرفة السنن والآثار للبيهقي ) . أليس لنا في قصة الحديبية أسوة الآن ؟ ما حكم قول الكفر في حالة الاضطرار ؟ ما حكم عمل الكفر في حالة الاضطرار ؟ فما بالنا بدستور ينص على الإسلام ولكن به أخطاء ؟ ما حكم الموافقة على دستور يدعو للإسلام ولكن به أخطاء في حالة الهرج ؟ ما حكم الموافقة على هذا الدستور حقناً للدماء ؟ ما حكم الموافقة على هذا الدستور من أجل ستقرار البلاد ؟ ما حكم الموافقة على هذا الدستور ثم تصحيح ما فيه من أخطاء قليلة بعد ذلك ؟ ما حكم الموافقة على دستور به أخطاء من أجل الحفاظ على البلاد والعباد ثم تغيير هذه الأخطاء القليلة التي لا نرضاها ولا ترضاها أنت ؟ ما حكم التعنت والتشدد في الدستور أملاً في كماله أولاً فتضيع البلاد ويقتل العباد ثم يحكمنا كلب علماني أو حمار ليبرالي أو ملحد شيوعي أو كافر نصراني ؟ لقد أفتيت أنت بأن من يقول نعم للدستور آثم , وهذه الفتوى وبال على الأمة , فلقد خالفت العلماء , وفرح بفتواك الكفار والمفسدون والضالون . لقد أخطأت بسبب بعدك عن الواقع , كما أخطأ الكثير قبل ذلك . قال ابن القيم - رحمه الله - : ( ولا يتمكن المفتي ، ولا الحاكم ، من الفتوى ، والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم : أحدهما : فهْم الواقع والفقه فيه ، واستنباط علم حقيقة ما وقع ، بالقرائن ، والأمارات ، والعلامات ، حتى يحيط به علماً . والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع , وهو فهم حكم الله الذي حكم به ، في كتابه ، أو على لسان رسوله في هذا الواقع ، ثم يطبق أحدهما على الآخر ) . ( إعلام الموقعين , ج : 1 , ص : 87 ) . يا أبا عبد الله إن المفسدين في الأرض قد استخدموا الإعلام في تشويه صورة دعاة الحق الذين يريدون شرع الله تعالى , ومع الأيام يصبح من يريد الحكم بكتاب الله تعالى قلة ويصبح المفسدون والضالون كثرة , وطبقاً للديمقراطية البغيضة فلن نرى حكماً لله تعالى حينئذ . نحن مجبورون على الرضا بالديمقراطية ومجبورون على الموافقة على الدستور رغم الأخطاء القليلة التي به , حقناً للدماء , فالموافقة ذريعة لاستقرار البلاد ومحاسبة المفسدين ومن ثم حفظ البلاد والعباد . كما أن هذا الدستور خير من غيره. نحن لسنا مختارين , نختار بين دستور كامل ليس به أخطاء ودستور ينص على العمل بشرع الله تعالى ولكن به أخطاء قليلة , بل نحن نختار بين دستور ينص على العمل بشرع الله تعالى ولكن به أخطاء ودستور ليس فيه الحكم بكتاب الله تعالى . إذا قلنا لا للدستور , فلن ترى دستوراً يسرك أو يسر أحداً ممن يريد الحكم بكتاب الله تعالى . بتعبير آخر نحن لا نختار بين دستور كامل ودستور ناقص بل نختار بين دستور ناقص ودستور فاسد . فيجب علينا اختيار أخف الضررين , لذا وجب علينا اختيار الدستور الناقص . ألا تشاهد القنوات ؟ ألا تشاهد أون تي في وسي بي سي والحياة والنهار ودريم وغيرهم ؟ بل حتى القنوات الرسمية ألا تشاهدها ؟ لقد غيروا وبدلوا وقلبوا للناس الأمور فجعلوا رزقهم في التكذيب والكذب . قال تعالى :{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة : 42] . قال تعالى :{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة : 82] . إن إعلام المسيح الدجال قد جعل المقتول قاتلاً , والظالم مظلوماً , فقال الدجالون أن القتلى من المعارضين ولكن ميليشيات الإخوان قتلتهم , وقالوا أن حازم إرهابي . ولقد استمعت لكثير من الناس يصدقونهم ويرون أنهم على الحق وأن العلماء على باطل . بل استمعت لمن يقول أن من يريد الحكم بكتاب الله قد أثبت فشله ولن ننتخبهم بعد ذلك . ولقد استمعت لمن يقول أن مجلس الشعب الذي به أغلبية تريد الحكم بكتاب الله تعالى هو أسوأ مجلس شعب في التاريخ . حتى سائق الميكروباص حينما أمرته أن يرد لامرأة حقها سبني وقال أنتم لا تعرفون الحق . حتى سمعنا من يقول : مبارك كان أفضل. لماذا يقولون ذلك ؟ أغلب من يقول ذلك يقوله بسبب الإعلام المضل المفسد. يا أبا عبد الله إن مع الأيام تقل شعبية من يريد الحكم بكتاب الله تعالى , بتأثير الإعلام الضال المضل الفاسد المفسد . فكيف تريد من المسلمين أن يجلسوا في فترة انتقالية أكثر من ذلك ؟ استخر ربك واستشر وتدبر , والله يهدينا وإياك لما يحب ويرضى . والسلام عليك ورحمة الله وبركاته كتبه : أبو عبد الله المدني ـــــــــــــــ |
#2
|
|||
|
|||
أرجو حذف هذه المشاركة فيوجد مشاركة بعدها خير منها
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: نصيحة إلى مصطفى بن العدوي بشأن الدستور | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
أما وجد الله أحدا أرسله غيرك | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-04 04:10 PM |