جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إلى أخي أبي عبد الله مصطفى بن العدوي
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
إلى أخي أبي عبد الله مصطفى بن العدوي السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا أبا عبد الله إني أحبك في الله , وأعلم أنك ما أردت إلا الخير في مسألة الدستور المصري , ولا يعني ذلك أني أنتقص من قدرك , كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد "#.# (حم ق د ن هـ) عن عمرو بن العاص (حم ق 4 ) عن أبي هريرة. (صحيح) صحيح الجامع. يا أبا عبد الله إن المسألة ليست في الديمقراطية , فالديمقراطية ليست من كتاب الله تعالى . ولكن المسألة أننا في حالة اضطرار , والمضطر يختار أخف الضررين . يا أبا عبد الله في حالة الاضطرار يختار الإنسان قول الكفر أو عمل الكفر لمصلحة راجحة . قال تعالى : " مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [النحل : 106] . عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ، فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ، قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا، قَالَ: " قُلْ "، فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلَنَا صَدَقَةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَنَّانَا وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ، قَالَ: وَأَيْضًا وَاللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ، قَالَ: إِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ ... " ( صحيح البخاري ) عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يُعَذِّبُونَهُ فَقَارَبُوهُ فِي بَعْضِ مَا أَرَادُوا بِهِ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟ مُطْمَئِنًّا بِالْإِيمَانِ "، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فَإِنْ عَادُوا فَعُدْ " . ( اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ) . رُوِّينَا فِي قِصَّةِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ " أَنَّ الْمُشْرِكِينَ عذبوه، فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى سَبَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ تَرَكُوهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " يَا عَمَّارُ مَا وَرَاءَكَ؟ "، قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ، قَالَ: " فكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟ " قَالَ: مُطْمَئِنًا بِالإِيمَانِ، قَالَ: " إِنْ عَادُوا فَعُدْ "، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ :" مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ "، قَالَ: ذَاكَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍف وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًاق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَرْحٍ . (معرفة السنن والآثار للبيهقي ) . أليس لنا في قصة الحديبية أسوة الآن ؟ ما حكم قول الكفر في حالة الاضطرار ؟ ما حكم عمل الكفر في حالة الاضطرار ؟ فما بالنا بدستور ينص على الإسلام ولكن به أخطاء ؟ ما حكم الموافقة على دستور يدعو للإسلام ولكن به أخطاء في حالة الهرج ؟ ما حكم الموافقة على هذا الدستور حقناً للدماء ؟ ما حكم الموافقة على هذا الدستور من أجل ستقرار البلاد ؟ ما حكم الموافقة على هذا الدستور ثم تصحيح ما فيه من أخطاء قليلة بعد ذلك ؟ ما حكم الموافقة على دستور به أخطاء من أجل الحفاظ على البلاد والعباد ثم تغيير هذه الأخطاء القليلة التي لا نرضاها ؟ ما حكم التعنت والتشدد في الدستور أملاً في كماله أولاً فتضيع البلاد ويقتل العباد ثم يحكمنا كلب علماني أو حمار ليبرالي أو ملحد شيوعي أو كافر نصراني ؟ يا أخي لقد أفتيت بأن من يقول نعم للدستور آثم , وهذه الفتوى تخالف ما عليه إخوانك العلماء , ولقد فرح بفتواك الكفار والمفسدون والضالون , واستخدموها استخداماً خاطئاً . يا أبا عبد الله إننا نستنتج من الواقع أن القول بلا يؤدي إلى مزيد من الدماء وعدم الاستقرار وقلة في عدد من ينصر دين الله تعالى , قال ابن القيم - رحمه الله - : ( ولا يتمكن المفتي ، ولا الحاكم ، من الفتوى ، والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم : أحدهما : فهْم الواقع والفقه فيه ، واستنباط علم حقيقة ما وقع ، بالقرائن ، والأمارات ، والعلامات ، حتى يحيط به علماً . والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع , وهو فهم حكم الله الذي حكم به ، في كتابه ، أو على لسان رسوله في هذا الواقع ، ثم يطبق أحدهما على الآخر ) . ( إعلام الموقعين , ج : 1 , ص : 87 ) . يا أبا عبد الله إن المفسدين في الأرض قد استخدموا الإعلام في تشويه صورة دعاة الحق الذين يريدون شرع الله تعالى , ومع الأيام يصبح من يريد الحكم بكتاب الله تعالى قلة ويصبح المفسدون والضالون كثرة , وطبقاً للديمقراطية البغيضة فلن نرى حكماً لله تعالى حينئذ . نحن مجبورون على الرضا بالديمقراطية ومجبورون على الموافقة على الدستور رغم الأخطاء القليلة التي به , حقناً للدماء , فالموافقة ذريعة لاستقرار البلاد ومحاسبة المفسدين ومن ثم حفظ البلاد والعباد . كما أن هذا الدستور خير من غيره. نحن لسنا مختارين , نختار بين دستور كامل ليس به أخطاء ودستور ينص على العمل بشرع الله تعالى ولكن به أخطاء قليلة , بل نحن نختار بين دستور ينص على العمل بشرع الله تعالى ولكن به أخطاء ودستور ليس فيه الحكم بكتاب الله تعالى . إذا قلنا لا للدستور , فلن نرى دستوراً يسر أحداً ممن يريد الحكم بكتاب الله تعالى . بتعبير آخر نحن لا نختار بين دستور كامل ودستور ناقص بل نختار بين دستور ناقص ودستور فاسد . فيجب علينا اختيار أخف الضررين , لذا وجب علينا اختيار الدستور الناقص . يا أبا عبد الله إن القنوات الفضائية خاصة أون تي في وسي بي سي والحياة والنهار ودريم وغيرهم , بل حتى القنوات الرسمية قد جعلوا رزقهم في التكذيب والكذب فلقد غيروا وبدلوا وقلبوا للناس الأمور . قال تعالى :{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة : 42] . قال تعالى :{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة : 82] . إن إعلام المسيح الدجال قد جعل المقتول قاتلاً , والظالم مظلوماً , فقال الدجالون إن القتلى من المعارضين وأن ميليشيات الإخوان هي التي قتلتهم , وقالوا أن حازم ومن معه إرهابيون . ولقد استمعت لكثير من الناس يصدقونهم ويرون أنهم على الحق وأن العلماء على باطل . بل استمعت لمن يقول أن من يريد الحكم بكتاب الله قد أثبت فشله ولن ننتخبهم بعد ذلك . ولقد استمعت لمن يقول أن مجلس الشعب الذي به أغلبية تريد الحكم بكتاب الله تعالى هو أسوأ مجلس شعب في التاريخ . حتى سائق الميكروباص حينما أمرته أن يرد لامرأة حقها سبني وقال أنتم لا تعرفون الحق . حتى سمعنا من يقول : مبارك كان أفضل. لماذا يقولون ذلك ؟ أغلب من يقول ذلك يقوله بسبب الإعلام المضل المفسد. يا أبا عبد الله بمرور الأيام تقل شعبية من يريد الحكم بكتاب الله تعالى , بتأثير الإعلام الضال المضل الفاسد المفسد . فكيف نريد من المسلمين أن يجلسوا في فترة انتقالية أكثر من ذلك ؟ بارك الله فيك , ونفع بك , وهدانا الله جميعاً لما يحب ويرضى والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ـــــــــــــــ |
أدوات الموضوع | |
|
|