منهج العلماء في نقد العلماء
قال شيخنا العلامة الدكتور محمد بن عبد الرحمان المغراوي في مقدمة كتاب المفسرون بين التاويل والاثباث في ايات الصفات :
(وأبى الله أن يتم كتاب الا كتابه فإذا كان فحول العلماء الذين كرسوا حياتهم في طلب العلم وطلبوا العلم من أجل أن العلم سبيل الهدى فكرسوا كل اوقاتهم لهذه المهمة وأظهر الله على ايديهم عشرات المجلدات ان نقل مئات ومع ذلك يظهر الخطأ في كتبهم فمابالك بامثالنا الذين اصبح علمهم متعلقا بالارتزاق والشهادات والسعي وراء الالقاب الفخمة والمناصب العالية وعلمهم ينتهي عند مقصودهم وربما حتى في طلب العلم يكونون مكرهين لا هم ابطال شجعان كما قيل مكره اخاك لا بطل فنحن احق بالخطا ويكفينا ان يكون هناك بعض الصواب )ج1ص 7
وقال في موضع اخر (.. وليس القصد هو الكلام في هؤلاء الاقوام فلعل بعضهم تاب من عقيدته ونحن لا ندري وبعضهم غفر له وحط رحله في الجنة ونحن لا ندري فالكلام على اشخاصهم يعتبر لغوا زائدا لا معنى له ونحن مامورون ان نذكر موتانا بخير , ولكن ما في مؤلفاتهم من باطل يجب تبيانه ومن سكت عنه فهو غاش لله ولكتابه ولنبيه وللعقيدة السلفية )
قلت فتامل يارعاك الله كم في هذا الكلام من الادب الجم والاعتراف بفضل الاوائل واتهام النفس في جنب الله وهذا هو داب العلماء الربانيين الذين يشهد كلامهم وفعالهم على صدقهم فيما يقولون ويفعلون فلله درهم .. وتامل في مقابل هذا كيف نزق شباب طاروا ولما يريشوا فترى جراتهم العجيبة في لمز المتقدمين فضلا عن المعاصرين ولطالما سمعنا من بعضهم ان الأئمة البيهقي والحاكم والنووي وابن حجر من الأشاعرة وان شيخ الاسلام مطعون فيه لقوله بفناء النار.. من غير تحرير لمواقفهم العقدية ولا بيان ما يؤيد اطلاق مثل هذا الكلام .. ولعلي اوفق بعون الله في هذاا المنتدى المبارك في بيان مايتعلق بهؤلاء الاكابر بما يجعل الصورة جلية منصفة والفخر كل الفخر ان يجري قلمي بالدفاع عن مثل هؤلاء الاكابر
وبالله حولي واعتصامي وقوتي عليه اعتمادي ضارعا متوكلا
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=2268