جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- البيعة لمروان بن الحكم بالخلا
البيعة لمروان بن الحكم بالخلافة، وأهم الأحداث التاريخية التي وقعت في مدة خلافته:
لقد اضطرب أمر بني أمية بعد أن رفض معاوية الثاني أن يتولى الخلافة، أو أن يعهد بالأمر إلى أحد من أهل بيته، وفي هذه الأثناء أعلن عبد الله بن الزبير نفسه خليفة للمسلمين سنة أربعة وستين من الهجرة في مكة، فبايعته العراق كلها ومصر كلها حتى الشام نفسها معقل الأمويين بايعه معظم أقاليمها، وبدا الأمر كما لو أن دولة الزبيريين قامت، وأن دولة الأمويين بادت وانتهت. وكان مروان بن الحكم وبنوه يعيشون في المدينة المنورة، فأخرجهم منها عبد الله بن الزبير، فرحلوا إلى الشام حيث تجمع هناك كل أنصار بني أمية، من أمثال عبيد الله بن زياد والحصين بن نمير، فأخذوا يشجعون مروان بن الحكم على تحمل قيادة البيت الأموي، ومنع دولتهم من السقوط والانهيار. وبعد مداولات طويلة بين زعماء القبائل في الشام استغرقت عدة شهور، عُقد مؤتمر في مكان يسمى الجابية بالقرب من مدينة دمشق، في شهر ذي القعدة سنة أربعة وستين، بويع فيه مروان بن الحكم بالخلافة باعتباره أكبر أبناء البيت الأموي سنًّا وأكثرهم تجربة. وكان على مروان بعد بيعته أن يثبت جدارته بهذا المنصب، وأن يثبت أهليته له بأن يسترد نفوذ بني أمية وسلطانهم في بلاد الشام معقلهم الرئيسي، الذي خضع معظمه لعبد الله بن الزبير، ومن ثم خاض مروان مع أنصار عبد الله بن الزبير معركة كبيرة في مكان يسمى "مرج راهط"، ويقع شرقي دمشق، وذلك في نهاية سنة أربعة وستين من الهجرة، وكان النصر فيها لمروان وجنده. وكان ذلك بداية الطريق لاستعادة الأمويين لدولتهم التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الزوال، ولم يضيع مروان وقتًا بعد هذا الانتصار، فعاد إلى دمشق حيث تلقى وفود المهنئين والمبايعين، وبعد فترة قصيرة اطمأن فيها على استقرار الأوضاع في الشام، ترك ولده الأكبر عبد الملك في دمشق نائبًا عنه في حكمها، وتوجه مروان إلى مصر التي كانت تحت حكم عبد الله بن الزبير، فاستردها بسهولة، وأقام بها نحو شهرين رتب فيها أوضاعها، وعين ابنه عبد العزيز واليًا عليها وأميرًا، وعبد العزيز هذا هو والد عمر بن عبد العزيز الذي سوف يتولى الخلافة الأموية سنة تسعة وتسعين. ثم عاد مروان إلى دمشق ليستأنف صراعه مع عبد الله بن الزبير، لكن الموت عاجله سنة خمسة وستين بعد حكم دام عشرة شهور، وكان قد عهد بالخلافة من بعده لابنه عبد الملك، وعبد الملك هو الذي واصل القتال والحرب مع عبد الله بن الزبير، إلى أن قضى على ثورته سنة ثلاثة وسبعين. وقبل البدء في الحديث عن عهد الخليفة الأموي الخامس عبد الملك بن مروان، لا بد من التعريف بثورة شيعية كبيرة شهدها عصر مروان بن الحكم، ويقال لها ثورة التوابين، والتوابون جماعة من الشيعة أحسوا بخطئهم الفادح حين دعوا الحسين بن علي بن أبي طالب إلى الكوفة ليبايعوه خليفة وإمامًا، ثم تخلوا عنه بعد قدومه عليهم وخذلوه، فلما قتل في كربلاء قرر هؤلاء الثأر له من الذين سعوا في قتله، وسموا أنفسهم التوابين، أي الذين تابوا عن تقصيرهم في نصرة الحسين. وتزعمهم رجل منهم يسمى سليمان بن صُرَد الخزاعي وهو من الكوفة ويعد من الصحابة، روى عن النبي وعن علي وأبي بن كعب والحسن بن علي، وكان له منزلة عالية وشرف في قومه وكان في جيش علي بمعركة صفين. وقد بدأت هذه الحركة سرية إلى أن توفي الخليفة يزيد بن معاوية سنة أربعة وستين، فأخذ هؤلاء في إظهار دعوتهم بالكوفة، واجتمع لهم عدة آلاف من الناس بلغوا ستة عشر ألفًا، وبايعوا سليمان بن صرد على الموت طلبًا لثأر الحسين، ورفعوا شعار: يا لَثارات الحسين، واتفقوا على الخروج من الكوفة لقتال المسئول الأول عن قتل الحسين وهو عبيد الله بن زياد، لكنهم حين خرجوا بالثورة في الوقت المناسب والمحدد تخلى أكثرهم عن سليمان بن صرد، وانفضوا عنه وتفرقوا كما انفضوا من قبل عن الحسين، ولم يبق معه إلا نحو ثلاثة آلاف توجه بهم لقتال الأمويين. وفي تلك الأثناء كان أهل الشام قد اجتمعوا على البيعة لمروان بن الحكم، ليكون خليفة للمسلمين بعد وفاة يزيد بن معاوية، وتمكن مروان من الإمساك بزمام الأمور كما ذكرنا، وبعد أن استقرت له الأوضاع أرسل إلى العراق واليًا عليها وهو عبيد الله بن زياد، وكان خبيرًا بأهلها وكيفية مواجهتهم، فالتقى بجنده مع التوابين في منطقة تسمى عين الوردة، سنة خمسة وستين من الهجرة، وهي مدينة كبيرة تقع في منطقة الجزيرة في المناطق الشمالية من العراق، بين مدينتي نصيبين وحران. وفي هذا اللقاء أبلى الشيعة التوابون بلاء حسنًا، وقاتلوا قتالًا شديدًا، لكن الكثرة والعدة جعلت النصر في كفة عبيد الله بن زياد، وقتل قائد التوابين سليمان بن صرد وكثير من أتباعه، وتفرق الباقون عائدين إلى ديارهم بالكوفة، وفي الطريق قابلوا إخوانهم الشيعة من أهل البصرة والمدائن، الذين لم يصلوا إلى ميدان القتال في الوقت المناسب، وظل هؤلاء الناجون بالكوفة حتى ثاروا مرة أخرى في ثورة جديدة قائدها المختار بن أبي عبيد الثقفي، في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان. http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=17082 |
أدوات الموضوع | |
|
|