جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
لقاء في عمّان/د. عثمان قدري مكانسي
لقاء في عمّان الدكتور عثمان قدري مكانسي في لقاء مع بعض الديبلوماسيين الغربيين في بعض مراكز الدراسات الاستراتيجية مرات عدة يتوضح موقف الغرب من الثورة السورية دون رتوش ولا عمليات تجميل .
أحدُ هذه اللقاءات كان في مركز القدس للدراسات الاستراتيجية في عمّان وكان الحديث مع سفير السويد في دمشق وسفيرتها في عمّان يوم الاثنين 18-02-201 حول موقف الناشطين السوريين من قضية الحوار بين النظام والمعارضة الداخلية والخارجية ،لم يتجاوز عدد الناشطين خمسة عشر ناشطاً مختلفي الرؤى والمشارب ذكوراً وإناثاً ، بدأ الحديث عن الوضع في الداخل ومعاناة الشعب السوري اقتصاداً وحياة معيشية ، ثم عمليات التدمير التي ينتهجها النظام تدميراً للبنى التحتية وقتلاً وإرهاباً وتشريداً . ثم طرح السفير السويدي فكرة الغرب التي يحاول زرعها في النفوس ( الحوار) وأنها الحل الوحيد للتخلص من الوضع المأساوي الذي يعيشه شعبنا . من عادة الديبلوماسيين أن يسمعوا من الجميع آراءهم مع تعليق بسيط تصحبه ابتسامة مصطنعة ، فيوحون بديبلوماسيتهم ما يريدون ليكون الحديث ضمن الإطار الذي أحكموه والهدف الذي يريدون أن يصلوا إليه. غير أن الناشطين هذه المرة كانوا هم ربابنة السفينة فأداروا دفتها كما يرون، فكان الحديث يدور حول تهاون الغرب والشرق في نصرة الثورة السورية ، واتهامهم بدعم النظام الأسدي العميل بالمال والسلاح وبالتضييق على الثورة مالاً وسلاحاً وأن مؤتمر أصدقاء سورية في لقاءاته كان صديق النظام لا صديق الشعب . وتمحورَ الحديث حول : 1- دعم المنظمة العالمية للنظام بمليار ونصف المليار دولار بحجة تقديمها للجمعيات الخيرية في سورية ومعلوم أن النظام سيبتلعها كما هو مخطط وأن هذه المؤامرة الأممية لا تخفى على الشعب السوري. 2- وأن المجلس الوطني – على ضعفه- لم يكن كما يريد الغرب الذي وعده بانهارِ المال وبحار المساعدات فحاول الغرب كثيراً أن يلعب بورقة الأقليات وأن المجلس لا يمثل فئات المعارضة .. ودعا إلى تجاوزه ، فولد الائتلاف بعد عملية صعبة كان لواشنطن الضغط الأكبر في إنشائه ،ولا ننسَ أن الوعود التي بُذلت للمجلس الوطني ولم يُحقق منها شيء بُذلت – ذاتُها - للائتلاف الذي يخطط له أن ينتهي إلى دائرة مغلقة لتبقى القضية السورية تراوح مكانها إلى أن يجد الغرب عملاء آخرين يكونون بديلاً لنظام الأسد الذي بدأ يترنح امام ضربات الثوار أو تدمير سورية فلا تقوم لها قائمة لعشرات السنين. وبعد مرور ثلاثة أشهر على ولادة الائتلاف كان الدعم غيضاً من فيض ، بل كان ضئيلاً لا يُذكر. 3- بل إن الغرب والشرق – أصدقاء سورية – في سعيهم لتفتيت الائتلاف يريدون منه أن يختار حكومة يتعاملون معها دون الائتلاف – لحصر الأشخاص في عدد من المعارضين يرضى عنهم الغرب والشرق الصديق وذلك أسهلُ من التعامل مع الائتلاف كله – وبهذا يتحكمون في قلة من الأتباع يسيّرونهم كما يريدون ، وحينئذ – كما تزعم الدول المانحة – يبدأ إغداق المال والمساعدة !! مع العلم ان الحكومة تبقى ( هلامية ) لا وزن لها إذا لم : أ- ـ تقم على أرض محررة . ب- ـ لها ميزانية شهرية بمئات الملايين. ت- ـ مع حظر جوي عالمي أو الإمداد بسلاح نوعي لحماية سماء المنطقة. وعلى هذا تغافل المجتمع العالمي عن طلب حكومة وإن كان يطالب بها بين الحين والآخر لتقديم الدعم اللوجستي المنتظر!وعد عرقوب . 4- تغافل الغرب والشرق عن المجازر الوحشية التي يرتكبها النظام وتناسي العالم المتحضر جداً ! والانتهاكات التي يندى لها جبين الإنسانية ليطلب الحوارَ المذلّ بين النظام المجرم والشعب المظلوم وكأن ما فعله النظام من وحشية لا يمنع أن يبقى في الحكم ، ويمارس سلطته الجهنمية على الشعب ، ويصر الغرب - الذي تسقط فيه الحكومات لمجرد مقتل متظاهر أو جرحه - على بقاء النظام الذي خدمه على مدى أربعين سنة وأثبت جدارة في خدمته وعمالته ولو قتل الملايين وهجّر أضعافهم. 5- العالم الحرّ! ما يزال يجعل القاتل والمقتول والظالم والمظلوم في كفتين متساويتين ، بل إن وزراء الخارجية الأوربيين يجددون حظر السلاح على الثورة ويخنقونها في الوقت الذي تغدق إيران وروسيا السلاح على النظام وتدعمه، وتجاهران بذلك 6- العالم الحر جداَ ! يسعى لضرب الثوار بعضِهم ببعض بحجة تسلل الإرهابيين إلى الثورة من غير السوريين وهؤلاء أفراد قليلون لا يتجاوزون الاثنين بالمئة 2% من المقاتلين السوريين رأوا الظلم يحيق بإخوانهم في سورية فسارعوا إلى نجدتهم ، وتناسى الغرب والشرق عشرات الآلاف من شيعة العراق وفارس ولبنان وغيرها المدججين بالأسلحة المتطورة يتقاطرون لمساعدة النظام بذبح الشعب السوري البطل الذي يجاهد لنيل حقه وتحرير وطنه من الإجرام الأسدي الطاغي والاحتلال الفارسي البغيض. 7- ومن المعلوم حقيقة أن الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن ما هو إلا ( فيتو أمريكي) تختبئ وراءه واشنطن فتظهر بمظهر المدافع عن الإنسان والشعوب ، ولو أسقطت روسيا ( الفيتو) وتنازلت عنه فلن يتدخل أعضاء الناتو في سورية وسيظهر تآمرهم على الشعب السوري البطل . هذا بعض ما دار في هذا اللقاء الذي يرى فيه المتابع أن الدول الكبرى تقدم مصلحتها أولاً وأخيراً على مصالح الشعوب ، وما حقوق الإنسان إلا شمّاعة تعلق عليها ما تريد من قرارات . وما تدخّل فرنسا السريع في مالي إلا لأنها وجدت مصالحها هناك تنهار فسارعت ضاربة بمجلس الأمن والهيئة العامة للأمم المتحدة عرض الحائط. |
أدوات الموضوع | |
|
|