جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- الحياة العلمية فى عهد الدولة الأموية
سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- الحياة العلمية فى عهد الدولة الأموية
الحياة العلمية فى عهد الدولة الأموية: لقد كانت الحركة العلمية بمختلف اتجاهاتها في العصر الأموي امتدادًا للحركة العلمية التي بدأت منذ عهد النبي ونمت في عهد الخلفاء الراشدين. وأخذت العلوم تتمايز وتنفرد عن بعضها البعض، ويصبح لكل منها مدارسه ورجاله، بعد أن كانت العلوم ممتزجة ومتداخلة بعضها في بعض، فالرسول كان يعلم المسلمون أمور دينهم ودنياهم، ويفسر لهم ما أبهم عليهم من القرآن الكريم، وبعد وفاته أصبح أصحابه هم المعلمين للتابعين، ولم يكن الصحابة } على درجة واحدة من العلم والفقه، بل كانوا متفاوتين ومختلفين في ذلك. ولعل أفضل ما صور اختلاف الصحابة في درجات العلم قول الإمام مسروق، المتوفى سنة اثنتين وستين وهو أحد التابعين قال: "جالست أصحاب محمد فوجدتهم كالإخاذ، يعني: مثل غدير الماء أو عين الماء، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشر، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض صدَرهم". يعني رواهم أجمعين، وهذا يعني أن الصحابة ليسوا جميعًا على درجة واحدة من العلم والفقه، إنما كان بعضهم أعلم من الآخر، ويكون عند بعضهم من العلم والفقه ما ليس عند البعض الآخر. وقد اشتهر عدد من كبار الصحابة بالعلم دون غيرهم، كالخلفاء الراشدين الأربعة وأم المؤمنين عائشة، وابن عباس وابن مسعود وزيد بن ثابت الأنصاري، وأبي الدرداء وأبي هريرة ومعاذ بن جبل -رضوان الله عليهم جميعًا. غير أن هؤلاء الصحابة بقي بعضهم في المدينة المنورة ومكة المكرمة، وتفرق بعضهم الآخر في الأقاليم والأمصار المفتوحة، ولم يكن الواحد منهم يعلم علمًا واحدًا، إنما كان يتكلم في علوم كثيرة، وربما تحدث في جلسة واحدة في الفقه والحديث والتفسير والسيرة والمغازي والأدب شعره ونثره، كما كان يفعل عبد الله بن عباس حبر هذه الأمة وترجمان القرآن وكانت المراكز الرئيسية للحركة العلمية عندئذ هي المساجد، ثم نشأت المكاتب لتحفيظ الصبيان القرآن الكريم، وتعليمهم مبادئ العلوم الإسلامية، ثم بدأت العلوم تتميز بعضها عن البعض وعرف رجال بالتفسير، وعرف آخرون بالحديث، واختص غيرهم بالفقه فقط، ولا يعني هذا أن المفسر أو الفقيه لا يعرف غير ما تخصص فيه من العلم، وإنما يوضع الرجل بين رجال العلم الذي تميز فيه، وأصبح حجة وإمامًا فيه. فالإمام مالك بن أنس مثلًا -وهو الفقيه الكبير المتوفى سنة مائة وتسعة وسبعين- اشتهر بالفقه وهل هذا يعني أنه لم يكن عالمًا بالحديث؟ لا إنما اشتهر بالفقه وصار صاحب مذهب فقهي معروف، لكنه من رجال الحديث الكبار، ويعرف التفسير كذلك، فلو لم يكن كذلك ما استطاع أن يضع القواعد الفقهية ويستنبط الأحكام من أدلتها التفصيلية؛ لأن الفقه يقوم على الاستنباط من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=20018 |
أدوات الموضوع | |
|
|