جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- التعريف بيزيد بن معاوية
سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- التعريف بيزيد بن معاوية
التعريف بيزيد بن معاوية: هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، وكنيتُهُ أبو خالد، وُلِدَ سنة خمس وعشرين من الهجرة، أو سنة ست وعشرين في عهد الخليفة عثمان بن عفان وأم يزيد هي ميسون بنت بحدل الكلبية. وقد نشأ يزيدُ في بيت أبيه معاوية حين كان أميرًا على الشام، وعُنِيَ أبوه بتربيته تربيةً عربيةً إسلاميةً؛ فقد أرسلَهُ في طفولتِهِ إلى الباديةِ عند أخوالِه من بني كلب؛ ليشب في أحضان الفطرة، وخشونة البادية، ورجولتها، وليتعلم اللغةَ العربيةَ النقيةَ السليمة. وقد أثمرت هذه التربية في يزيد فكان شاعرًا فصيحًا، وأديبًا لبيبًا، حاضر البديهة، أَبِيَّ النفس، عالي الهمة، وعندما شب انصرف إلى شيءٍ من اللهو وممارسة الصيد، ولم يكن على صلة بالحياةِ الاجتماعية التي تجعله بين القادةِ والأمراءِ ورجال الحكم، فلما صار له من العمر أربع وعشرون سنة أحب أبوه أن يعدَّهُ لمعالي الأمور؛ فاختاره أميرًا على الجيش المتوجه لغزو مدينة القسطنطينية سنة تسعة وأربعين، ثم أميرًا على موسم الحج سنة خمسين، ثم سعى معاوية لعقد ولاية العهد من بعده ليزيد، ورآه أهلًا لهذا المنصب، وبنى ذلك على بعض الأسس التي ذكرناها. وكان معاوية يدرب يزيد على مسائل الحكم ويستشيره، ويستعين به في الأمور المشكلة المعضلة، وقد سأله مرة: كيف تراك فاعلًا إن وليت الخلافة؟ فقال يزيد: كنت والله يا أبت عاملًا فيهم عملَ عمر بن الخطاب، يعني: سأحكم فيهم كما حكم عمر بن الخطاب، فقال معاوية: سبحان الله! يا بني، والله لقد جهد عليَّ سيرة عثمان بن عفان، فما أطقْتُهَا، فكيف بك، وسيرة عمر؟!. وبعد أن توفي معاوية سنة ستينَ من الهجرة بويع بالخلافة ليزيد، واجتمعت الأمةُ على بيعته، وبمعنى آخر جُدِّدَت له البيعة بعد وفاة أبيه، ولم يشذ عن ذلك إلا الحسين بن علي، وعبد الله بن الزبير { وسيكون لكل منهما شأن مع يزيد. أما بقية الصحابة } فقد بايعوا جمعًا للكلمة، وحفظًا لوحدة الأمة، مثل: عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس. وقد استمر يزيدُ خليفةً مدة ثلاث سنين وستة أشهر أو وثمانية أشهر، وتوفي في قريةِ حَوَّارين بمدينةِ حمص في الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين من الهجرة. وقد اتهم يزيد بأنه كان يشرب الخمر، ويضيع الصلاة، ويلعب بالقرود، واتهم بغير ذلك أيضًا، والحق: أن هذا كله غير صحيح، وكل الأحاديث المروية في ذَمِّ يزيد أحاديث موضوعة باطلة، لا يصح منها شيء، كما يقول المؤرخ الكبير والمحدث إسماعيل بن كثير في كتابه (البداية والنهاية). وقد دَافَعَ الصحَابِيُّ الجليلُ محمد بن علي بن أبي طالب المشهور بمحمد ابن الحنفية عن يزيد، ورَدَّ على الاتهامات التي ذكرها زعماء أهل المدينة في حق يزيد، وذلك حينما خلعوه من الخلافة، وخرجوا عليه بالقوة -بقوة السلاح- وذهبوا إلى محمد ابن الحنفية لإقناعِهِ بمشاركتهم في ذلك، وقالوا له: إن يزيد يشرب الخمر، ويترك الصلاة، ويتحدى حكم الكتاب، فقال لهم ابن الحنفية: ما رأيت منهُ ما تذكرون، وقد حضرته، وأقمت عنده؛ فرأيته مواظبًا على الصلاة، متحريًا للخير يسأل عن الفقه، ملازمًا للسنة، فقالوا: فإن ذلك كان منه تصنعًا لك، يعني: رياء وفي الظاهر، فقال محمد ابن الحنفية: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر لي الخشوع، أَفَأَطْلَعَكُم على ما تذكرون من شرب الخمر؛ فلئن أطلعكم على ذلك إنكم إذًا لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحلُّ لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا. وقد روى البخاري في صحيحه عن أم حرام بنت مِلْحَان أنها سمعت رسول الله يقول: ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر، مغفورٌ لَهُم)) ومدينة قيصر هي القسطنطينية، وأولُ جيشٍ غَزَا هذه المدينة كان في خلافةِ معاوية سنة تسعة وأربعين من الهجرة، وكان الأمير على هذا الأمير هو يزيد بن معاوية؛ فيدخل في هذه الفضيلةِ الواردة في الحديث النبوي، ويُعَدُّ هذا من فضائِلِ يزيد ومناقبه. ومما يشير إلى فضل يزيد: أن الإمام أحمد -رحمه الله- ذكره في كتابه (الزهد) وروى عنه: أنه كان يقول في خطبته: "إذا مرض أحدكم مرضًا فأشفي، ثم تماثل؛ فلينظر إلى أفضلِ عملٍ عنده فليلزمه، ولينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه"، هذا من كلام يزيد، وهو يدل على منزلتِهِ عند الإمام أحمد حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يقتدى بقولهم. كما أن فقيه مصر الليث بن سعد -رحمه الله- وصف يزيد بأمير المؤمنين، ولو كان فيه ما يتهمه به خصومه لَمَا وَصَفَهُ الليثُ بن سعد بذلك الوصف. وذكره الإمام أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي طبقة الصحابة، وهي العليا من طبقة التابعين، وله أحاديث رواها، فقد روى يزيد عن أبيه معاوية أن رسول الله قال: ((مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خيرًا يفقِّهْهُ فِي الدِّينِ)) وروى عن يزيد ابنُهُ خالد، وعبد الملك بن مروان الذي سيتولى الخلافة الأموية بعد موت مروان بن الحكم. والأسباب التي جعلت خصومَ يزيد ومبغضيهِ يتهمونه بالفسق والفجور، ويشوهون صورته، وتاريخه وسيرته،هي ما وقع في عهده من أحداث جسيمة، وما ترتب عليها من نتائج كمقتل الحسين بن علي > في كربلاء سنة واحد وستين، واتهام يزيد بأنه هو الذي أمر بقتل الحسين. وكذلك ما حدث للمدينة النبوية من تخريبٍ ونهبٍ وسلبٍ حينما دخلها جيش الدولة بعد هزيمة الذين خرجوا بالثورة من أهلها لخلع يزيد من منصب الخلافة، وذلك في معركة تسمى معركة "الحَرَّة" سنة ثلاثة وستين، ومع أننا لا نقلل من أهمية هذه الأحداث وخطورتها وآثارها إلا أننا نستطيع أن نقول: إن يزيد بن معاوية حافظ على هيبةِ الدولة، وسهر على حراستها، ولم تتوقف حملاتُ الفتح والجهاد في عهده، ولو درسنا تاريخه دراسة هدفها البحث عن الحقيقة وبعيدًا عن الهوى والعواطف؛ لتغيرت نظرةُ كثيرٍ من الناس إليه، ولأخذ يزيدُ مكانه الصحيح بين كبار الخلفاء في التاريخ الإسلامي. http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=20015 |
#2
|
||||
|
||||
أخي الكريم
أن يزيد بن معاويه له حسنات لا نختلف عليها ولكن له سيئات ،،، وسيئاته أكثر من حسناته ،،، نعم يزيد كان مواظبآ على الصلاة لا يقرب الخمر لكنه كان يحكم بالقوه وأنا أعتقد أن يزيد لم يوفق في الأمور السياسيه مما أدى ألى عهد مليئ بالقتل وختامآ نحن أهل السنه نقول في يزيد ما قاله أمامنا أبن حنبل : لا نحبه ولا نبغضه وأمره لله |
أدوات الموضوع | |
|
|