#1
|
|||
|
|||
القصة وأهميتها
القصة وأهميتها
الدرس11: المدخل الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن والاه. أمّا بعد فأخي الطَّالب. سلام الله عليكَ ورحمته وبركاته. ومرحبًا بك في الدرس الحادي عشر من سلسلة الدُّروس المقرَّرة عليك في إطار مادَّة وسائل الدعوة وأساليبهاMeans and Methods of Da‘wah لهذا الفصل الدِّراسيّ. آملينَ أن تجدَ فيها كلّ المُتعة والفائدة. وإليك هذا الدرس الذي تتعرف فيه على: شرح الفواصل الموجودة في سُور: القصة وأهميتها فأهلاً وسهلاً بك. الثمرات التعليمية عند نهاية هذا الدَّرس يتاح لك بإذن الله أن: تتعرف على أهمية القصة وأثرها في الدعوة إلى الله عز وجل. تعرف كيف بُلِّغَت الدعوة وأثرت في نفوس الناس وعقولهم. تتبين نماذج القصص في القرآن الكريم والسنة المطهرة. عناصر الدرس أهمية القصة وأثرها في الدعوة إلى الله عز وجل. كيف بُلِّغَت الدعوة وأثرت في نفوس الناس وعقولهم. نماذج القصص في القرآن الكريم والسنة المطهرة. ملخص الدرس أهمية القصة وأثرها في الدعوة إلى الله- عز وجل-: فالقصة تتمتع بالقدرة على توصيل المعلومات وتحقيق جمل من الفوائد تتقاصر عنها سائر فنون النثر، والإنسان يولع بالقصص ويميل بفطرته إليها، ومما يدل على هذا الميل الفطري نحو القصة ما ورد في صحيح الحديث أنه- صلى الله عليه وسلم- ذكر قصة موسى مع الخضر ثم قال: «وددنا أن موسى كان صبر فقص الله علينا من خبرهما» يقول ابن القيم: النفس تأنس بالنظائر والأشباه الأنس التام وتنفر من الغربة والوحدة وعدم النظير.؟؟؟ ومن ثم زخرت نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة بهذا الطابع القصصي لتشد الناس نحو مبادئ الدين وتعاليمه السامية، وليكون ذلك عونًا في وسائل الدعوة إلى الله- عز وجل- في إيجاد الفرد الصالح والمجتمع السليم. وإنما اتجه القرآن الكريم إلى أسلوب القصص في ترسيخ مبادئ الدعوة لما لها من فوائد في تحقيق المراد من هداية العباد، فضلًا عن رغبة العربي في القصص واستملاحه لها؛ فقد أورد الزمخشري في تفسير قوله- تعالى-: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا)) [لقمان: 6]، أن النضر بن الحارث كان يشتري كتب الأعاجم ويحدث بها قريش ويقول: إن محمدًا يحدثكم بحديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم بأحداث رستم وبهرام والأكاسرة وملوك الحيرة، ومن ثم استحوذت القصة على الجانب الأكبر من توجيهات القرآن، وبدأ ظهورها مع أوائل ما نزل من القرآن في مكة؛ لتسهم في تأسيس قواعد الإسلام وتوضيح مبادئه. وكذلك لجوء النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى الأسلوب القصصي في بعض أحاديثه، وتركه- صلى الله عليه وسلم- لنا مجموعة من القصص البناءة في شتى موضوعات الدعوة بحيث اعتبر هذا القصص النبوي في المنزلة الثانية بعد قصص القرآن الكريم. * - كيف بُلِّغَت الدعوة وأثرت في نفوس الناس وعقولهم:؟؟؟؟ أولا: إن القصة تملك قوة التأثير بواسطة أسلوبها والأحداث التي تحتويها؛ وذلك بسبب الخصائص الموجودة في الأسلوب والأحداث، أما خصائص الأسلوب فهي كثيرة نلمحها في كل لفظة على حدة، وفي الجملة مركبة من عدد من الألفاظ، فالكلمة القرآنية أولًا تمثل في موقعها من القصة دقة مشتملة على أعلى درجات الفصاحة والبلاغة؛ هذا ولقد دلت الوقائع على آثار الكلمات القرآنية في نفوس مستمعيها. ثانيًا: الكلمة لا تكون إلا لهدف وغرض ومعنى. يقول الرازي: الشروع في بيان عجائب حكمة الله في الخلق والهداية شروع في بحر لا ساحل له. -المعاني المستفادة من الأسلوب القصصي في القرآن الكريم نجدها تسمع التأثير الفني على النحو التالي:؟؟؟؟ فهي أولًا لا تعطي أحداثها دفعة واحدة، ونرى من مناقشات القصة في سورة هود أن نوح- عليه السلام- كان يديرها نحو الأدلة، ولم يسترسل معهم في المجادلة الباطلة. إن الداعية يستطيع أن يؤثر في النفوس عن طريق التتابع والاستمرار والتنظيم، ويجب علينا أن نعيد الشيء نفسه ونكرره من زوايا مختلفة. ومعاني القصة ثانيًا: مجال خصب للترغيب والترهيب الذي هو فن جميل الأثر في الدعوة، ومن إعجاز القرآن الكريم في قصصه أنه قدم سورًا واضحة لحقائق كل أفراد النوع الإنساني الذي يُمكن الداعية من النجاح ويسهل له العمل. ولعل ما في القصص من دروس تربوية يجعل الدعاة يهتمون بالرونق الجميل والمظهر الطيب مع تخيل الموضوع القصير وتكراره بأوجه مختلفة، وإبراز العواقب الوخيمة والنتائج الطيبة ترغيبًا وترهيبًا للمدعوين. * نماذج القصص في القرآن الكريم والسنة المطهرة: قصص الأنبياء من أهم العوامل النفسية التي لجأ إليها القرآن في الجدال مع مخالفيه، وفي التبشير برضوان الله والتحذير من معصيته، وفي شرح مبادئ الدعوة الإسلامية وأهدافها، وفي تثبيت قلب النبي ومن اتبعه، وفي الدلالة على صدق نبوة محمد- عليه الصلاة والسلام- وأنه مبلغ عن ربه. فحين جاء محمد- عليه الصلاة والسلام- بهذا القصص الرائع عن الأنبياء قبله بهذا البيان والتفصيل المحكم، كما أن الغاية من قصص الأنبياء بيان أن الدين كله من عند الله من عهد نوح إلى عهد محمد- صلى الله عليه وسلم-، وأن المؤمنين برسل الله -عليهم السلام- كلهم أمة واحدة، والله الواحد هو رب الجميع، والقرآن الكريم حين يعرض قصص الأنبياء وغيرهم نراه يأخذ مواد القصص من أحداث التاريخ ووقائعه. وأسلوب قصص الأنبياء ظاهرة بارزة تلفت النظر في أسلوب القرآن في قصصه وغيرها هو صنيعه في القلوب وتأثيره في النفوس.؟؟؟؟ هذه البلاغة القرآنية وما تحمل من معاني الهداية هي التي أخذت بألباب العرب في بدء الإسلام، فكانت أكبر حافز لهم للهداية، وهي التي شهد الكتَّاب والشعراء في كافة العصور بتفوقها واستحالة مجاراتها. فهذا النبي- عليه الصلاة والسلام- ذكر لأصحابه قصة الرجل الذي قتل مائة نفس، والحديث مشهور ومعروف، وذكر لهم النبي -عليه الصلاة والسلام- قصة الرجل الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته، كما ذكر لهم النبي -عليه الصلاة والسلام- قصة الأعمى والأبرص والأقرع، وذكر لهم النبي- عليه الصلاة والسلام- قصة الرجل وغصن الشوك، وهكذا؛ إذًا القصة لها دورها الكبير في كتاب الله-عز وجل- وفي سنة النبي- صلى الله عليه وسلم- كما امتلأ بها تراثنا الإسلامي. خاتمة الدرس بهذا نكون قد وصلنا أخي الدارس، إلى ختام الدرس الحادي عشر، فإلى لقاءٍ يتجدّد مع الدَّرس الثاني عشر، والّذي ينعقدُ بإذن الله، حول:.( خصائص الأسلوب الكتابي، أهمية الأسلوب الكتابي في مجال الدعوة، الكتابة من أجل الدعوة.) هذا، والله وليُّ التَّوفيق. والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ملاحظة: للاطلاع على باقي تفاصيل الدرس الرجاء تحميل الملف المرفق الملفات المرفقة GDWH5093 Lesson 11.doc |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: القصة وأهميتها | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
داوا مرضاكم بالصدقات | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-10-16 03:57 PM |