جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
لمسات إنسانية في فن التعامل مع الأبناء ....الباب الثاني
الباب الثاني
احترم مشاعره ويحتوي على ثلاثة فصول: 1- أسمع القلب... تملك العقل. 2- حتى لا يتآكل الحب. 3- التوبيخ يهتك حجاب الهيبة. الفصل الأول: أسمع القلب ..... تملك العقل إذا دعوت صديقًا تحبه لتناول العشاء، وأثناء تناول الطعام انسكب كوب اللبن من يده.... ماذا ستقول له؟ لا شك أنك ستقول:" لا عليك، إن هذه الأمور تحدث كثيرًا..... أمر عادي..... انتظر ... دعني اجففه ، دعني أنظف المكان... أليس هذا هو رد فعلك مع صديقك؟ فلماذا حين يحدث الأمر مع ابنك تقول: " مرة أخرى تسكب اللبن ..... ألم أقل لك مرارًا أن تكون اكثر حرصًا.... يا لك من طفل غبي، لقد أفسدت غطاء المائدة !!!! نعم .... لابد للأبوين من ممارسة عملية النقد تجاه أبنائهما، لكن المشكلة أنه أثناء ممارسة النقد كثيرًا ما نتجاهل كيان الابن ومشاعره، وهذا غير صحيح ... فالابناء يمتلكون مشاعر كاملة، ولذا حاجتهم للحب والملاطفة أعظم من حاجة الكبير. * التربية بالحب: الأبناء هم منحة الله إلى الآباء ... والقدرة على رعايتهم ب "حب" هي الشكر الواجب لهذه المنحة الإلهية. فالحب يجب أن يشع دفئًا بين الآباء والأبناء، بعكس الكراهية التي تشيع برودة شديدة. فالذي يقوم ببذر الحب في قلوب أبنائه يحولهم لجنود يحرسونه، والى مظلات تقيه من حر الشمس. نعم " للحب " كل هذا السحر التربوي. الذي يحب أحدًا يحرص كل الحرص عليه ويعمل على إسعاده... فهو على استعداد لأن يبذل كل ما يستطيع وكل ما يملك لإسعاده ... فالدنيا كلها تختزل في شخص المحبوب، فيصبح ارضاؤه وكأنه ارضاء الدنيا كلها، واغضابه ومخاصمته ... وكأنه إغضاب الدنيا كلها ...!! لذلك على كل - مربي - أن يكون في توجيهاته لأبنائه، ان يبين لهم أنه يحبهم ... وحبه هذا يدفعه لتوجيههم لفعل الصواب، حتى لو تشبث أحد الأبناء برأيه، فمشاعر العطف والحب كفيلة لتقبله الرأي الآخر. فالضمان الأول لقبول الابن ما يقول له مربيه إنما هو " الحب "، والابن الذي ينشأ على الحب واحترام المشاعر ... هو انسان يضع كل شئ قي مكانه الصحيح. فالابن الذي يتلقى كلمات الحب والتقدير من أبويه على ما يقوم به من تنفيذ لأوامرهما، سيقوم بوضع رضا الوالدين فوق كل مطالب النفس والذات، وعلى العكس من ذلك فالمحروم من حب ابويه، سيلجأ دائما لفعل أي شيء يزعجهم حتى يلفت انتباههم اليه ... فهو بحاجة إلى أن يكون محبوبا ... ومحبا أيضا. سيقول الامهات والاباء : ومن منا لا يحب أبناءه؟ أنهم أحب شيء لدينا في هذا الوجود نعم ... كلنا نحب أبناءنا ... هذه حقيقة، ولكن هل نخبرهم بأننا نحبهم، وهل نشعرهم بهذا الحب؟؟ إذن لابد من التعبير عن مشاعر " الحب " تجاه الأبناء، بل التصريح لهم بذلك. كأن يقول الأب لابنه:"إني أحبك يا بني، واني فخور بك" وتقول الأم لابنتها: "ان وجودك بنيتي في هذه الحياة تجعلها تبدو أجمل في نظري" .... " حبنا لكم يزيد يوما بعد يوم" لاشك ان علاقتنا مع ابنائنا ستتحول لمتعة حقيقية حين نتفاعل معهم على أساس الحب واحترام المشاعر. والاحترام والحب يعني: " ببساطة ان تصبح مسافة الهواء التي تفصل بين جسد الطفل وجسد والديه مملوءة بالدفء، والدفء ليس حالة احتضان دائم للطفل، ولكنه حالة اعتزام نفسي بأن هذا الطفل جدير بحبنا، وأن أخطاءه قابلة للإصلاح...." أخي الأب.... أختي الأم : أحبوا أبناءكم بغير شروط ... عانقوهم ... شدوا على أيديهم ... اربتوا على كتفهم وظهرهم .... تقبلوا أفعالهم بصدر رحب ... تسامحوا مع أخطائهم . حقًا... تربية الأبناء " لحن حب" يعزفه الآباء والأمهات، وعليهم عزف هذا اللحن بثقة واقتدار، على أن يكون العزف بمنتهى الهدوء لأن هذا اللحن طويل جدًا. * مرآة المشاعر: من الأخطاء الشائعة اعتقاد الآباء والأمهات أن دليل محبتهم لابنائهم هو توفير الحاجيات والملابس والهدايا والحلويات وما شابه ذلك، كل هذا ليس دليل حقيقي على الحب، فالحب الحقيقي الذي نغفله هو احترام مشاعر الأبناء وتفهم أحاسيسهم وعدم انتقادهم في كل صغيرة وكبيرة. لا شك بأن هذا النوع من الحب هو الاساس القوي لشعور الأبناء بالامن والاستقرار ومن ثم نموهم نموًا سليمًا. فالطفل الذي يشبع من الحب والحنان يكون أميل للطاعة والانقياد والتعاون والانضباط أكثر من غيره. فالنصيحة التربوية: لابد أن نشعر أبناءنا بأننا نحبهم في كل الظروف، وأننا نفخر بهم في جميع الأحوال... قد لا نحب منهم تصرفًا أو سلوكًا ما ونود لو غيروه ... لكننا مع ذلك نحبهم ... نحبهم في كل الأحوال. فعندما يشعر الأب مثلا بأن ابنه يعاني من مشكلة ويرى على وجهه علامات الحزن والكآبة .... لا يواجهه مباشرة : لماذا وجهك حزين؟ ما الذي حدث لك؟ أي مشكلة أتيت بها اليوم؟ بل يبدأ بمشاركته بما يحس ويشعر: " يبدو أنك مهموم بعض الشيء" " كأنك تشعر بالضيق من يومك الدراسي" " يبدو أن شخصًا ما ضايقك" " يبدو أنه كان يومًا شاقا" هو بدأ بمساندته ومشاركته وكأنه أحس بشعور ابنه، مما يجعل الابن يخرج ما في صدره. هكذا نحترم مشاعر ابنائنا، فالابن الذي يعيش على عدم احترام المشاعر، يدفعه ذلك للبحث عن أخطاء الآخرين والاستخفاف بمشاعرهم. فمثلا: عندما يقول الابن شيئا عن نفسه كأن يقول: انني لست موفقا في مادة الرياضيات. في هذه الحالة لا يفيد الأم أو الأب أن يقولا: نعم ... صحيح .. أنت دائمًا خائب .... انت لا تفهم شيئا ..... لانك ولد غبي. وانما من الافضل: - الرياضيات هذا العام تحتوي بعض المسائل الصعبة. - أنا على ثقة أنك ستبذل ما في وسعك لتكون أفضل. إن وظيفة " مرآة المشاعر" هي عكس المشاعر كما هي دون تشويه. أيها الأب ...أيتها الأم..: لابد أن تتعاملوا مع أبنائكم على أساس أنكم متفهمون لمشاعرهم ... تعطفون على ضعفهم وخطئهم مع وجود الرغبة الحقيقية في تصويب أخطائهم. فهم بذلك سيقومون بإعطائكم حبهم ومودتهم وثقتهم ... وذلك لشعورهم بالأمن بجانبكم ... وبالسعة في صدوركم. * قيادة القلوب: لا شك بأن الكلمات هي من أكثر الرسائل التي تساعدنا على توصيل " الحب" لأبنائنا، ولكن كلماتنا لا تكتسب تأثيرها من ألفاظها التي تصاغ منها بقدر ما تكتسب ذلك التأثير من نسمات الحب التي تهب منها على قلوب الأبناء... فمثلا: عندما تقول لابنك: " من فضلك" و " أشكرك".... الخ هل تلقيها كأنها ألفاظ جافة تعودها السان، أم انك تلقيها عليه نابضة ينبوعها القلب. إن كثيرا من الآباء اذا سمعته يقول لابنه " شكرا لك " أو " لو سمحت" أحسست انه يخاطب جمادًا لخلو صوته من أي نبرة تدل على المودة ..... يجب ان ننطق هذه الكلمات وكأن فيها نفحة من الحب والرحمة والعطف. لذلك نصيحتي هنا: لا تمنح ابنك النصائح في شكلها المجرد. واجعل ابنك يدرك ويعرف انك تعطيه من جهدك وراحتك وطاقتك وأنك تضحي من أجله لكي تسعده ... قل له إنك تفعل له كل هذا : لأنك تحبه. إن عالم الأطفال عالم غريب، والتأثير فيه يكون عن طريق الدخول لهذا العالم ... فيا ترى ما هو الطريق الذي يوصلنا إليه؟ لاشك بأنه طريق اللطف والرحمة والعطف والحنان والبذل .... من خلال الهدية والملاطفة والبسمة والنظرة ... فتطفح نفوس هؤلاء الاطفال بالسرور والرضا والبشر والأمن... في تلك اللحظة ستملك عقولهم وقلوبهم وتستطيع أن تزرع فيهم القيم والمبادئ التي تريد. فالتربية الجافة المعتمدة على الأوامر والنواهي والتي تلجم العواطف هذه التربية أمر مرفوض لأنها تقسي مشاعر الأبناء وتجمد ينابيع العطاء في أعماقهم. أما حين نتعامل معهم بالحب والتقدير، فسيتصرفون طبقا للإشارة العاطفية التي تخرج من قلوبنا. إن القيادة الحقيقية للأبناء هي " قيادة القلوب" لا قيادة الابدان... قيادة الرضا لا قيادة الضغط .... قيادة الحب لا قيادة الارهاب... ولن نحصل على أفضل ما عند أبنائنا حتى نستميل قلوبهم فيحبوننا، فإن أحبونا أطاعونا. تسألني لماذا؟ لأن العقل لا يسمع .... حتى يسمع القلب. يتبع |
#2
|
|||
|
|||
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
أدوات الموضوع | |
|
|