إلى الألوية والكتائب المجاهدة على أرض الشام:
إن الملاحم التي تخوضونها، والبطولات التي تسطرونها بدمائكم، لتذكرنا بوقفات المجاهدين الأوائل وسبقهم في التضحية والعزيمة والثبات بما يعيد للأمة عزها وفخرها وانتصاراتها، ونحن نرى في انتصاراتكم المتوالية وما تحققوه من مكاسب على الأرض مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري"(4).
ونحن مع تقديرنا لجهودكم، واعترافنا بالتقصير في حقكم، فإننا ندعوكم جميعاً للاجتماع على الهدف المشترك، وهو إسقاط النظام وحماية الأبرياء ورفع الظلم عنهم، ونناشدكم بالله جل وعلا أن تتناسوا الخلافات، وأن تنبذوا التعصب والتحزب على الأسماء، فها أنتم ترون تخاذل العالم الذي يشاهد المجازر تلو المجازر ولا يحرك ساكناً، فكونوا صفاً واحداً لمواجهة هؤلاء المجرمين، فالله جل وعلا يحب منكم أن تقاتلوا صفاً، كما قال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]، فكأننا والله نرى النصر بين يدي اجتماعكم وتوحدكم، وما تأخر النصر والغلبة إلا ابتلاء واختبار من الله عز وجل ليظهر الصادق من الكاذب. وأما الفرقة والخلاف والشقاق فأثرها معروف في ذهاب الريح ومن ثم تسلط العدو والعياذ بالله، قال سبحانه: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46]. فالله الله في دماء المسلمين وأعراضهم وحرماتهم، لا تخذلوهم بتفرقكم، واستنصروا الله ينصركم، ويثبت أقدامكم ويعذب عدوكم، ويشف بذلك صدور قوم مؤمنين.
منقول