كيف يقلب الحاكم قلوب مخالفيه الى محبيه ؟؟

[محمود5]

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يكون الامام عادلا ؟؟ وكيف يجمع الحاكم قلوب الناس حوله ؟؟
اولا: يجب ان يتحلى الحاكم ببعض الصفات حتى يكون حاكما أنموذجا للحاكم الصالح والراعى الامين والمسئول الورع الذى يرعى الله فى كل صغيرة وكبيرة وفى كل موقف وقضية . منها على سبيل النصيحة لكل ولى امر يتولى امر هذه الامة :***
** يجب ان يكون الامام عالما بشرع الله تعالى مطبقا اياه على نفسه والرعية وهذا العلم يستدعى منه :
1- ان يكيف الامام حاله كحال الرعية يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ويشعر بألامهم التى يمرون عليها فى كل يوم وليلة فمن العار على الحاكم ان يبيت شبعانا وواحد من رعيته جائع ويجب ان يبذل قصارى جهده فى البحث والتنقيب عن الذين يضوون بطونهم جوعا وليعمل ما عليه فوق ما فى وسعه .
2- ان يضرب الحاكم من نفسه اسوة وقدوة لكل واحد من رعيته فان كان واحدا من رعيته فقيرا فليكن الحاكم اكثر فقرا منه ويرى على ذلك من باقى الرعية "" ومن الامثلة الحالية الرعية ان فقدت شيئا من مقومات حياتها يجب ان يكون الحاكم فاقدا لنفس هذا المقوم وان يكون عبرة فان رأى ان اناسا لا يسكنون فى اماكن لا تليق بهم لا يسكن هو فى القصور وان راى ان هناك من يسير على اقدامه لعدم وجود وسيلة له لقلة المؤنة فلا يصح ان يكون الحاكم له اسطول من الوسائل التى تسير من خلفه ومن امامه وعن يمينه وعن يساره . يقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه (( الرعية مؤدية الى الامام ما ادى الامام الى الله فان رتع الامام رتعوا )) ابن سعد الطبقات الكبرى ج3 ص 210
3- ان يخضع الحاكم نفسه للحق والعدل وان يقبل من معارضيه النقد البناء الذى يدله على الخير ويعينه عليه ولا يستكبر عن قبول الحق ولو كان من المخالف الموالى للعداء له فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحق من الشيطان كما فى حديث الزكاة فى البخارى ومسلم من حديث ابى هريرة .وقد قال الاحنف بن قيس لعمر بن الخطاب رضى الله عنه : اتق الله . فقيل له ايقال هذا لامير المؤمنين ؟؟ فقال عمر : لا خير فيكم اذا لم تقولوها ولا خير فينا اذا لم نسمعها .
4- ان يكون الحاكم حريصا على ايصال الحق الى اصحابه متحريا الصدق فى وصول هذا الحق الى صاحبه وان يأتى بالحق له ممن اخذه ولو بالقوة قال ابو بكر رضى الله عنه : (( الضعيف فيكم قوى عندى حتى اريح عليه حقه ان شاء الله والقوى فيكم ضعيف عندى حتى أخذ منه الحق ان شاء الله ))). الطبرى تاريخ الرسل ج3 ص 333.
5- عدم تمييز نفسه بشىء دون الرعية فيعمل على ان يكون احساسه فائقا برعيته وان يكون حاملا على عاتقه الامانة التى القيت عليه .وقد قال عمر رضى الله عنه : (( ما وجدت صلاح ما ولانى الله الا بثلاث : أداء الامانة والاخذ بالقوة والحكم بما انزل الله )).
6- ان يبين للناس سياسته مع نفسه قبل رعيته وان يبين للناس حاله وانه واحد منهم لا يعلوهم مقاما ولا يزيد عليهم رفعة وان له حقا عليهم ولهم حقوق عليه كقول ابى بكر رضى الله عنه (( اطيعونى ما اطعت الله فيكم فان عصيته فلا طاعة لمخلوف فى معصية الخالق )) ..
** كيف يتعامل الحاكم مع اهله سواء علمه الناس ام خفى عنهم ؟؟
1- يجب على الامام ان يبعد نفسه تماما عن العصبية القبلية لاهله او عاقلته او جنسه ممن انحدر منهم وان يعامل الناس جميعا بميزان واحد وهو المساواة فان النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن العصبية فقال (( دعوها فانها منتنة )) وامر بالمساواة فقال (( عليكم بالسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد حبشى فاسمعوا له واطيعوا )) وقوله (( لا فرق بين عربى واعجمى ولا ابيض ولا اسود الا بالتقوى والعمل الصالح )) والناس سواسية كاسنان المشط .
2- ان يجعل قوته وقوت اهله كغيره من الرعية وحسبنا رسو ل الله صلى الله عليه وسلم وقد ربط على بطنه الحجر من الجوع صلى الله عليه وسلم ويروى ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يقول (( انى انزلت نفسى من مال الله منزلة مال اليتيم ان استغنييت استعففت وان افتقرت اكلت )) ويقول (( ان الناس ما زالوا مستقيمين ما استقامت لهم ائمتهم وهداتهم )) محمود شاكر – التاريخ الاسلامى ج3 ص 197
3- وعليه لزاما ان يأخذ اهله وعاقلته بما اقترفوه من الخطايا قبل غيرهم ليكونوا عبرة لغيرهم وان يحذر اهله لكى لا يغتروا بان منهم ولى الامر او الحاكم ان يفعلوا اشياء يؤاخذ بها غيرهم والا يضاعف لهم العذاب كما فعل عمر بن الخطاب رضى الله عنه مع ابنه لما شرب الخمر فجلده بعدما تم جلده من قبل واليه . وكان يقول لاهله (( انى نهيت الناس عن كذا وكذا وان الناس ينظرون اليكم نظر الطير واقسم بالله ما اجد احدا منكم فعله الا ضاعفت له العقوبة )) الطبرى تاريخ الرسل ج4 ص206
4- ان يصارح الناس بما يحل له من اموال المسلمين " راتبه ومؤنة اهله من غير مغالاة ولا سرف ولا بطر "" وقد قال عمر رضى الله عنه (( انا اخبركم بما يحل لى قوتى وقوت اهلى كقوت رجل منكم ليس اغناهم ولا افقرهم )) ابن سعد الطبقات الكبرى ج3 ص 199
*****ت

هذا اولا ونتابع باذن الله تعالى

[محمود5]

ثانيا :
كيف يتعامل الحاكم مع من يختارهم ليعاونوه فى امر الولاية ؟؟؟
على الحاكم ان يختار عماله ومن يعاونوه وفق اصول نتعلمها كما يلى :
1- عليه ان يختار عماله ومعاونوه وفق المصلحة العامة للرعية ويقدم الاصلح من الناس والذى يستطيع ان يدير الامور وفق شرع الله تعالى .
2- ان يختار الكفاءة وليس درجة القرابة والكفاءة موطنها حسن الادارة لما يتجلى للمرء وفق الاحداث والاحوال .
3- ان يحسن وضع الكفاءة كل فى موطنه فمن اجاد القال وضع فيه كما وضع رسول الله خالدا رضى الله عنه لادارة شئون الجيش ومن يجيد العلم وضعه فى مكانه وهكذا كل واحد من الكفاءة يوضع فى محله .
4- ان يعين على هؤلاء العمال للرعية من يراقب اعمالهم كما فعل عمر رضى الله عنه محمد بن مسلمة الانصارى مفتشا عاما على عماله ويرسله الى الاقاليم ليكشف احوال عماله مع اهل الولاية .
5- ان يحرم على عماله الهدايا باى اسم كانت متأسيا بقول النبى صلى الله عليه وسلم (( هلا قعدت فى بيت ابيك حتى يهدى اليك ؟؟ .
6- ان يعامل عماله كما يعامل رعيته فان تحاكما احد العمال واحد الرعية اقامهما امام بعضهما حتى يتبين الحق فان ظهر الحق مع الرعية اخذ عامله وفق شرع الله تعالى .
7- وان يحيط عماله بنوع من الهيبة والوقار والاحترام فيعاقب كل من يتجرأ عليهم ظلما وعدوانا وبهتانا بدون بينة ولا اقرار بدون حق او اتهامات لم يثبت صدقها ويتذكر قوله تعالى (( ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ))ودخل رجل على عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى فخاض فى احد عماله فقال له عمر : ان كنت كاذبا فانت من قوله تعالى "" ان جاءكم فاسق بنبأ "" وان كنت صادقا فانت من قوله تعالى "" هماز مشاء بنميم "" وان شئت عفونا عنك . فقال بل العفو امير المؤمنين فعفا عنه . """""
8- وفى المقابل يأمر عماله باوامر لا يتعدوها الا يظلموا احدا فى جسمه ولا ماله والا يستفيد من منصبه فيعتدى على الناس معتمدا على مكانته له او لاهل بيته والا يتخذ بينه وبين الناس بابا يضرب فى وجوههم فلا يستمع الى شكواهم .
9- وان يسأل الرعية عن احوال عامله عليهم فان راى خيرا ابقى عليه وان راى غير ذلك غيره وصارح الناس لما غيره لكى ذلك اوقع فى قلوب غيره من العمال .
10- وان يعامل الرعية كلهم بميزان واحد فيراعى فيهم حق الله تعالى وشرع الله تعالى وبالاخص اذا كانت تحت يده ومن ضمن رعيته من ليس على غير ملة الاسلام فيعاملهم وفق شرع الله تعالى وكما امره الله تعالى فى كتابه بدون جور عليهم ولا ظلم .

[أبو عادل]

[motr1]
جزاكم الله خيرا.
[/motr1]