جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الحرب البوسنية وتدليس حزب الشيطان/د.نافع غضب الدليمي
الحرب البوسنية وتدليس حزب الشيطان الدكتور نافع غضب الدليمي ما إن يُكشر زعيم حزب الشيطان عن ضحكته المعهودة في خطبه المملة حتى تُدرك أنه بصدد التدليس المعهود عن نخب «السادة» الصفويين على أتباعهم ومن يرتضون لأنفسهم أن يُستغفلوا طوعا من فضائيات وغيرهم.. ما يعكس شعورا داخليا بالقدرة على استغفال العقول بتدليس وكذبٍ يُجسّر ضعف الحجة كتعبير عن إحساس ينمو عليه خواص المعتقد الصفوي منذ الصغر بالسمو على أتباعهم، تجسيدا لروح استعباد البشر السائدة بينهم، بما يتنافى والقيم الإسلامية والإنسانية. هكذا في خطابه الذي تحدى فيه الأمة لمنازلة المشروع الصفوي في سوريا استخدم زعيم حزب الشيطان أقوى الأسلحة التي طالما برع بها الصفويون ألا وهما الخداع والتدليس في استهداف عقول وقلوب الأمة، لبث الوهن فيها عبر فوهات بعض الفضائيات التي لا تُدقق للأسف بما يقوله عبرها للعرب والمسلمين. ولا عليه في هذا التوجه سوى تكرار عزف أسطوانة «تحرير فلسطين والوحدة الإسلامية» المجربة بتنويمها للعقول عن تحسس بشاعة توجهه الطائفي الموسوي الصفوي. وإلا كيف يمكن تفسير مرور إدعائه الكاذب في خطابه المذكور بـ «استشهادهم في البوسنة» مرور الكرام، دون تدقيق حتى ولو في سياق ما تعودت عليه بعض الفضائيات من حوارات خاتمة لاستكمال غسل العقول بخطاباته هذه. لم يكن التحقق من ادعاء زعيم حزب الشيطان صعبا، فكل من يتابع أخبار العالم ومنه البلقان يعلم أنه لم يكن في البوسنة خلال الحرب وجود لحزبه اسما أو فعلا. وعليه لا «شهداء» كما ادعى دفاعا عن الآخرين من المسلمين لإبعاد التهم عنه وحزبه بالطائفية، بل إن من يتحدث عنهم هم من استدرجتهم شبكة المخابرات الصفوية– الإيرانية من العرب المغرر بهم (لاسيَّما من مصر ودول المغرب) لاستغلالهم في أعمال مشبوهة في أوقاتٍ، ثم التشنيع بهم والكشف عنهم في أوقاتٍ لاحقة، بما يُثَبٍّتْ التهمة المعروفة الجاهزة على عموم المسلمين بنظر العالم. وبهذا يكون زعيم حزب الشيطان بما استمات فيه من تحذير أبله ممن اعتبرهم «تكفيريين» قد أقر بمسؤوليته والصفويين عن «الإرهاب» لإلصاقه ببقية المسلمين سعيا لتحالف دولي يُحقق لهم مشروعهم الصفوي، وليست قضية «ميشيل سماحة» بعيدة في هذا التوجه عن الأذهان، وغيرها من الإعمال المشبوهة التي شهدها العديد من الدول مؤخرا باسم الإسلام. الإعلام الدولي وفي البلقان نشر على هامش الحرب البوسنية حينها تفاصيل وقائع إقدام قوات السلام الدولية بعد استهداف عناصرها على اقتحام موقع يُسمى «بوكوريليتسا» في البوسنة كانت تديره جهات إيرانية للتدريب على ما اعتبر رسميا وإعلاميا أعمالا «إرهابية واغتيالات». ونشر الإعلام بعدها أيضا تفاصيل الحكم على عراقي ذي توجهات وأصول إيرانية في البوسنة بارتكاب جرائم حرب مع مجموعة من العرب الذين اعتبروا إرهابيين لاختطاف وقتل مدنيين كروات. السلطات في البوسنة رفضت كل هذه الأنشطة وأكدت أنها جرت في مناطق لم تكن تحت سيطرتها خلال الحرب. إلى ذلك لمن لا يعلم جاء في الإعلام أيضا حتى قبل شهر أن البوسنة أبعدت دبلوماسيين إيرانيين بسبب ما اعتبر أنشطة لا تتوافق ومهامهم. بذات الأدوات والأساليب لا غرابة كيف أثار الصفويون الفتنة بين المسلمين في العراق باستهداف الأضرحة في سامراء وغيرهم من المدنيين الأبرياء، ما يتوافق مع ما كشفه السفير السوري المنشق في العراق عن ارتباط الجماعات المشبوهة في العراق بالنظامين الإيراني والسوري، وما بات معروفا عن وجود زعيمها الأكبر في «ضيافة» إيران، ليؤكد ما ذهب إليه علي مملوك الرمز الأمني لنظام بشار حينه في مراسلات رسمية عن قدرتهم على اختراق «الجماعات المتطرفة». ذلك بحكم لغتهم وما يعلنونه من هوية العروبة ويبطنونه لها من عداء. هذا هو الدور الذي لعبته إيران بجدارة في إطار التحالف الدولي ضد العرب والمسلمين للتشنيع والهتك بهم بالتهمة المعروفة، والذي جُرب بنجاح بدءا من البلقان وتكرر في العراق والآن في سوريا، ليأتي بعدها من كان غافلا ليشتكي «أنه تم تسليم العراق على طبق من ذهب لإيران». ثم يقف مكتوفا فتلحق سوريا بالعراق، منتظرا أن يأتي دوره على نفس الطبق. عليه ما الفائدة من التساؤل أين هي مؤسساتكم المختصة وسفاراتكم عن كل ذلك خدمة للأمن العربي شعبا ودولا؟ أو على الأقل أين إعلامكم الذي تُصرف عليه أموال طائلة مقارنة بما تصرفه إيران على قنواتها لاختراق الآراء والمجتمعات. وكان يسهل على بعض الفضائيات أن تتيقن لأجل مصداقيتها على الأقل مما روج له زعيم حزب الشيطان عبرها، التنويه بخطورة هذا التراخي في المسؤولية الإعلامية على الرأي العام تُمليه حساسية وخطورة الوضع الراهن على العرب كشعب ودول من الصفويين.. الإصلاحيون منهم قبل المحافظين. بما لم يَعُد يحتمل غير أن يَصدُقَ العرب والمسلمون سياسيون وإعلاميون وغيرهم مع أنفسهم، ومواجهة الحقائق كما هي دون مواربة، حتى لا يُحسبوا شركاء متطوعين في إيهام عامة العرب والمسلمين بالتدليس الذي اعتمده زعيم حزب الشيطان منذ البداية ولا يزال لسوقهم بعقولهم المستغفلة إلى مثواهم الأخير في المقابر الإبادية كما يجري لإخوانهم في سوريا والعراق. عن صحيفة العرب القطرية |
أدوات الموضوع | |
|
|