جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مقال تحليلى // سقوط مطار منغ.. السوريون بين عيدين
الدرر الشامية وأخيرًا سقط مطار منغ العسكري بريف حلب بعد صراع دام ثمانية أشهر، ذاق فيها الشعب السوري -ومنذ بداية الثورة- الويلات من هذا المطار، الذي كانت تنطلق منه طائرات التشبيح والعار لتصب جام عذابها على السوريين العزل بالبراميل المتفجرة والقصف الذي لا يهدأ، ثمانية أشهر كاملة من الحصار الذي ضربه الثوار على المطار، في محاولات مضنية للسيطرة عليه أو اقتحامه، لم يعرف فيها الثوار معنى للفشل أو فقدان الأمل أو خور العزيمة، بل كان باعثهم ما يرونه يوميًا أمام أعينهم من جثث وأشلاء متفرقة لضحايا القصف الخارج من المطار. ومطار منغ العسكري من أهم المطارات المروحية في محافظة حلب، بل يعد من أهم المطارات العسكرية في سوريا بأكملها، وسقوطه في أيدي الثوار يعني فقدان النظام الأسدي المجرم لأكبر ركيزة له في ريف حلب الشمالي، حيث المنطقة التي يسعى الثوار لليطرة عليها بالكامل بعد أن بسطوا نفوذهم وسيطرتهم على حوالي 95% منها، الأمر الذي يجعل الباب مفتوحًا أمام الثوار لدخول مدينة حلب وتطهيرها من أيدي قوات الأسد المجرمة، بالإضافة إلى فتحه المجال لمزيد من الإمدادات من الجانب التركي ومنحه الثوار حرية الحركة بين تركيا وحلب لدخول مزيد من الإمدادات للثوار. وعلى الجانب السياسي فإن سقوط مطار منغ في أيدي الثوار من شأنه أن يمنحهم ورقة ضغط جديدة، فحرب المطارات التي بدأها الثوار قبل عدة أشهر أعطتهم زخمًا كبيرًا وقوة إضافية في إدارة الصراع السياسي، وربما يكون التوقف عن إحداث أية انتصارات للثوار في هذه الجانب منذ عدة أشهر قد أعادهم خطوات إلى الوراء، إلا أنهم اليوم قد حققوا انتصارًا جديدًا في هذه المعركة ربما تمكنهم من ممارسة بعض الضغوط للسير في المسار السياسي المعطل منذ عدة أسابيع. وهو ما اعتبره الائتلاف الوطني السوري "خطوة مهمة سيكون لها دون شك أثر استراتيجي على طبيعة المعركة في سائر مناطق الشمال"، بحسب بيان أصدره اليوم. والغريب في الأمر أن السيطرة على هذا المطار الحصين، الذي يعد أقوى المطارات تحصينًا ومنعة، جاءت السيطرة عليه بعد ساعات قليلة من خطاب للسفاح السوري بشار الأسد توعد فيه الثوار السوريين بالهزيمة، ووعد أنصاره بالنصر واستعادة ثلثي الدولة السورية التي لم تعد تحت سيطرة أي من قواته، وقد أخزاه الله عز وجل وجعل كيده في نحره، وجعل عاقبة ما قال هذا الفتح المبين وجعل الخسران والوبال على جنوده وشبيحته. وفي هذا بشرى كبيرة للثوار والمقاتلين أن الله تعالى لن يخذلهم ماداموا متوكلين عليه حق التوكل. والبشرى الثانية في هذا المجال أن تحرير هذا المطار والسيطرة عليه جاءت قبل أيام قليلة من عيد الفطر المبارك، عيد فرحة المسلمين، وكأنها أيضًا رسالة تثبيت إلى المؤمنين بفرحتين في آن واحد، فرحة العيد الذي يعقب طاعة رمضان، وفرحة عيد النصر الذي يعقب طاعة التوكل والثقة في الله عز وجل وآياته وحكمه، فلا ندري بأيهما نفرح؛ بسقوط المطار أم بعيد الإفطار!! ولعل هذا الفتح المبين بهذه الصورة المبهرة ودون خسائر تذكر في صفوف الثوار جاء شدًّا لأزرهم، وإيقاظًا لعزائمهم، وتثبيتًا لهم على طريق الحق الذي يسيرون عليه، وتعويضًا للتخاذل العربي والعالمي الذي يجدونه ممن حولهم من عرب ومن عجم، ودون أن تصلهم شحنات السلاح الموعودة غربيًا، وكأنها أيضًا رسالة لهم أن النصر بيد الله عز وجل، ثم بأيديكم أنتم، لا في يد أحد غيركم، فضعوا توكلكم على الله وحده، وضعوا ثقتكم فيه وحده، وأيقنوا أنه نعم الناصر ونعم المعين.
|
أدوات الموضوع | |
|
|