جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الطبيعة الإنسانية من منظور تربوى إسلامى2
إن الإسلام قد قدم تصورات وحلول فيما يتعلق بكل واحد منها
1- الإنسان بين الجبر والاختيار : شغلت هذه القضية بعض المفكرين والفلاسفة من قديم الزمان وقد كان طابع التشائم هو السائد فى الفلسفات القديمة فقد كان الإنسان فى فهمهم مسير لا حرية له ولا اختيار لأن الإنسان فى هذه المجتمعات القديمة كان يحس بعجزه أمام فوق الطبيعة فقد كانت الطبيعة تعطيه ما تشاء وتمنعه مما تشاء وتصب عليه من الويلات ما تشاء ومن ثم ركز جهده على التوصل إليها بكل سبيل حتى تعطيه ولا تحرمه وحتى تخفف مما تصب عليه من ويلات ولذلك انتشرت فى هذه المجتمعات القديمة عبادة مظاهر الطبيعة المختلفة كالشمس والقمر والشعر (5/58) وفى المقابل فإن طابع التفائل هو السائد فى الفلسفات الحديثة وذلك لأن الإنسان الحديث صار سيد الطبيعة لا مجرد آداة من أدواتها وصار قادرا على تسخيرها لخدمته ومن ثم صار عقله هو إلهه والطبيعة كلها ملك يديه بل لقد صارت طوع أمره ورهن اشارته والفلسفات الحديثة التى ترى أن الإنسان مخير فيما يفعله كله هذا واضح أنه رد فعل للفلسفات القديمة المتشائمة التى ترى أن الإنسان مسير فيما يفعله كله والإنسان فى الإسلام مسير ومخير معا هومسير فيما رزقه الله من مواهب وإمكانات ومال وبنين وصحة ومن حياة وموت وهو مخير فى أن يسلك اى طريق يختار فى حياته (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)الانسان :2. (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)البقرة :256. ويمكن القول بأن الإنسان يكون مجبرا فى المواقف التى لا يملك ازاءها حرية فى التصرف منها الجيرية الميتافيزيقيه التى تتمثل فى الموت الذى هو ملاقيه بإعتباره قضاء مقدرا عليه ومنها الجبرية الطبيعية التى تتمثل فى حاجاته الأساسية التى تكفل له الحياه من طعام وشراب وراحة ونوم وغيرها والإنسان مخير فى المواقف الأخرى النى يكون أمامه بدائل للاختيار ويبدو ذلك بوضوح فى المواقف الحياتية والأخلاقية والمعاملات وتحمل المسئولية . ولا شك ان النظرة الإسلامية السابقة "تجعل من الإنسان قوة إيجابية خالدة وفاعلة فى هذه الأرض وليس عاملا سلبيا فهو مخلوق ابتداء ليستخلف فيها فالإنسان فى الإسلام حر فى ارادته وتفكيره وعمله ثم هو مؤاخذ إذا ساء وظلم ومكافأ إذا أحسن وعدل ويمكن القول بأن الإتجاه التوفيقى أو الوسط الذى رأيناه فى الدين الإسلامى هو أشمل وأدق من الفلسفتين السابقتين فتفائل المدينة الحديثة ترى أن الإنسان سيد الطبيعة ولكن الإسلام دائما يقيم فلسفته على الشمولية وليس الفردية لأن الفلسفة الفردية أو التصور الفردى يحمل بداخله معاول هدمه . ومثال ذلك الفلسفة الألمانية ( المانيا فوق الجميع ) فكانت تلك الفلسفة الفردية هى المعول الأول فى هدمها . والفلسفة الإسلاميه أو التربية الإسلامية تزرع فى النفس العقلانية فهى تعطى للإنسان الحرية ، وفى نفس الوقت هو حر ولكن فى ظل عبوديته لله والسمة الأساسية للتربية الإسلامية هى الحث الدائم على العلم وطلبه لأن بالعلم تتحرر الإرادة 2- الإنسان بين الخير والشر. رأى الفلاسفة اليونانين القدامى أن الإنسان خير بطبعه أما الفلاسفة المسيحيين فإنهم يرون أن الشر جزء من تكوين الإنسان النفسى وذلك لإعتقادهم بخطيئة الإنسان . أما الفلسفة الإسلامية فهى ترى أن الإنسان ليس خيرا مطلقا ولا شرا مطلقا وإنما الطبيعة الإنسانية وسط بين الخير والشر . وأكدت الفلسفة الإسلامية على أن الإنسان يكتسب جانب الخير أو الشر بالتطبع لا بالطبع وهذا فرق شاسع . وقد أكد هذا العلامة بن خلدون لذلك فالفلسفة الإسلامية هى أفضل الفلسفات 3- الفردية والجماعية. اختلفت الفلسفات فى فهم النزعة البشرية هل هى فردية أم جماعية أم كلاهما ؟ فالغرب تسوده النزعة الفردية تصل إلى حد الأنانية أما الفلسفه الإسلامية فهى ترى أن فردية الإنسان تصب فى المجتمع فالإنسان متوازن فى فرديته ومتوازن فى ميله إلى الجماعة . والفلسفة الإسلامية هى فلسفة تكاملية فالفرد يخدم المجتمع والمجتمع يلبى حاجاته . أما النظام التربوى الإسلامى فلأنه يعترف بحرية الفرد ولكن فى نطاق الجماعة فينمى الفرد والمجتمع معا فلا يربى فردا ينقم على المجتمع ولا مجتمعا يلغى كيان الافراد والحقيقة أن الناظر فى آيات الفرآن الكريم يلاحظ أنها تخاطب الفرد والجماعة فتخاطب الفرد فى الأمور التى ترجع إلية هو قال تعالى : (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) فاطر :18. وقال (بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ(14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)القيامة:14-15.ويخاطب الجماعة كذلك ويقول تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة:2. (اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)ال عمران :103. وقال تعالى ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) الشورى:38. هذ بالإضافة إلى أن طبيعة التشريع تحتاج إلى أفراد ملتزمين صالحين وإلى جماعة متكاملة تقوم بالتكاليف الجماعية فالتصور الإسلامى والفضائل الإسلامية تحتاج إلى جماعة وإلى وسط تحيا فيه وتنمو وعندئذ تلتقى القلوب وترتبط بالله خالقها وبارئها . وهكذا عرضنا لبعض الأمور المتصلة بالطبيعة الإسلامية (من رؤية تربوية إسلامية وقد رؤى عدم الإفاضة فى التناول والإكتفاء ببعض العناصر السابقة . |
أدوات الموضوع | |
|
|