جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الجانب القيمي والإجتماعي للمال فى الإسلام2
وهكذا فإن الإسلام لا يبغض الدنيا لذاتها ، وإنما يبغض الانكباب عليها ، والتناحر من أجلها ،وجمع بعضها على بعض، دون نظر من أين أتت ،ولا أين تنفق .ولذا لكى يتجاوز المسلم فتن الدنيا والمال والكرم والإنفاق فى سبيل الله : وهذا ما نجده فى الأحداث التالية (لو كان لمثل أحد ذهبا لسرنى أن لا تمر على ثلاث ليال وعندى منه شىء إلا شيء أرصدة لدين ) ( يا إبن آدم إنك تبذل الفضل خير لك ، وإن تمسكه شر لك ، ولا تلام على كفاف ، وابدأ بمن تعول ،واليد العليا خير من اليد السفلى ) (ما من مسلم يكسو مسلما ثوبا إلا وكان فى حفظ الله ما دام عليه من خرقة) ( ما تصدق أحد بصدقة من الطيب – إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو فى كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربى أحدكم فلوه (مهره الصغير) أو فصيلة) ( وإن هذا المال خضر حلو ،ونعم صاحب المال هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل ) (وإنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت بها حتى تجعل فى فىَ – فم - امرأتك) فقناعة المسلم بأن المال مفقود ،فإنه يدخره عند الله تعالى ، ويقل حرصه عليه وإن كان موسعا عليه فى الرزق فينبغى أن حاله السخاء واصطناع المعروف، والتباعد عن الشح والبخل .
ٍولعلنا نخلص الى رؤية شمولية للمال فى الإسلام فى النقاط التالية: 1- المال فيه خير وشر ، ومن عرف فوائدة وغوائله ،أمكنه أن يحترز من شره ، ويستدر من خيره – على نحو ما قاله الشيخ الغزالى – الذى حصر فوائده الدينية فى ثلاثة أنواع هى النفقة على النفس والأهل ، والصدقة ، والخير العام .وحصر آفاته الدينية فى جرة للمعاصى ، والتعلق به وملهاة صاحبه عن ذكر الله ، وله آفاته الدنيوية كالخوف والحزن والغم والهم والتعب فى دفع الحساب ، وتجشم المصاعب فى جمع المال وحفظه . كما أن المال خلق لحكمة ، وهو صلاحه لحاجات الخلق، فيمكن إمساكه عن صرفه إلى ما خلق الصرف له ، ويمكن التصرف فيه بالعدل ، وهو أن يحفظ حيث يجب الحفظ، ويبذل حيث يجب البذل ، فالإمساك حيث يجب البذل بخل، والبذل حيث يجب الإمساك تبزير ، والتوسط بينها محمود بين الإسراف والاقتار ، وبين البسط والقبض . 2- ليس ثمة تناقض بين دعوة الإسلام إلى اتقاء الدنيا والزهد فيها ، وبين دعوته للعمل والإنفاق والسخاء والكرم ، وليس هناك تناقض بين القيام بواجبات الاستخلاق وبين الاغترار بالدنيا ، فالعرب والمسلمون لم يعزفوا عن الدنيا – قديماً ولم ينصرفوا عن علومها، ولو كانوا كذلك ماقامت له دولة ولا كيان . وبذا لا نتفق مع أفكار المتصوفة التى من شأنها شل حركة المسلمين وتخلفهم ، وذلك بالإعراض عن الدنيا ومنافاة ذلك لطريق الله على حد قولهم. 3- يدعوا الإسلام إلى كسب المال من طريق الخلال وإنفاقه فى وجوه الخير وفرض على صاحب المال إخراج الزكاة منه سواء كان نقداً أم أنعاماً أم زرعاً أو ركازاً . وللمال شأن عظيم فى إقامة المجتمع القوى القادر على مد العون لكل المسلمين. 4- تمتلك البلدان الإسلامية ثروة عظيمة من البترول الذى يتفجر من باطنها وجمع الله لها أسباب القوة المادية وبالطاقة والمال تستطيع نشر دين الله ونصرة باقى المسلمين ومساعدة الجياع من اخواننا فى البلاد الإفريقة وتسخير هذه الإمكانات فى تقديم صوره مشرفه لدين الله وتبليغه لكل دول العالم بوسائل العلم الحديثة وبالإذاعات الإسلامية التى تتصدى للغزوات التبشيرية وبهذه النعمة التى أنعم الله بها على هذه البلدان تستطيع أن تعطى وتساعد وتعاون وتستطيع أن تكون ذا قرار فى القضايا العالمية وتستطيع أن تعلى كلمة الله وأن تكون صاحبة اليد العليا دائما . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين |
أدوات الموضوع | |
|
|