#1
|
|||
|
|||
جنة قلب
جنة قلب
جنة يعيش فيها السائرون إلى الله، يتفيؤون ظلالها، ويتقلبون في نعيمها، في حياتهم الدنيا، فيتذوقون من خلالها معنى الجنة الخالدة، وبهذه الجنة يطمئنون بمسيرهم، ويشعرون بالسعادة الغامرة تعمر قلوبهم، رغم كل الصعوبات التي يواجهونها، والعقبات التي تعترض مسيرهم ، فيزداد في ظلالها عطاؤهم، ويعظم صبرهم وجهادهم، ويقوى التزامهم وثباتهم على منهج الله إنها جنة الرضابالله وعن الله هيا معًا نبحر في بحار الرضا، ونستصحب معنا نماذج من الراضين حتى يكونوا لنا نبراسًا يضيء لنا الطريق . هيا ضع يدك في يدي ولنبدأ على بركة الله، وقبل أن تبدأ خذ نفسًا عميقًا، واستشعر أنَّ الله معك .. يراك ويسمعك، واهتف من أعماق قلبك،وردِّد مع النبي الكريم هذه الزفرة المؤمنة الموقنة: (رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً ) قال الإمام بن القيم رحمه الله الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العارفين وحياة المحبين ونعيم العابدين وقرة عيون المشتاقين فأهل الرضـــــا يتنعمون بجنة الدنيــــــا على حقيقتها .. وها هي الدنيا دار كدح وعناء، ووصب وشقاء: إنْ أسعدَتْ يومًا، أشْقَت أيامًا، وإن أضْحَكَت يومًا، أبْكَت أيَّامًا. ليس لها دوام؛ فهي فانية، وأحوالها لا تدوم؛ فهي مُتقلِّبة. وهذه الظروف وهذه الأحوال تحتاج لنفسٍ راضية؛ راضية عن الله، وراضية بقضاء الله. إن كانت النعمة مُقبلة، كان الشكر لها لازمًا، وإنْ جاءَت النِّقمة فجأة، كان الصبر لها حلاًّ، والصبر خير: مُرٌّ في أوَّله، حُلو في آخره. يوفِّي اللهُ الصابر أجره بغير حساب، ولك أن تتخيَّل ما وراء (بغير حساب)، ومِمَّن؟ مِن الله العزيز الحكيم. - الرضا: درجة تعلو الصبر، فهي أعلى منه درجةً، وأسمى مَقامًا. سلام رُوحي مع كل قضاء، حُب رُوحي لكلِّ ما يُحبه الله، حتى أقدار الدنيا ومصائبُها، أحزانها وآلامها، يراها خيرًا له، وكيف لا تكون خيرًا وهي من الله؟! وها هم نجوم في سماء الرضا ضربوا لنا أروع الأمثلة في الرضابالله وعن الله * عمران بن حصين رضي الله عنهوأرضاه، هذا الصحابي الجليل الذي شارك مع النبي في الغزوات، وإذا به بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يصاب بشللٍ يقعده تمامًا عن الحركة، ويستمر معه المرض مدة ثلاثين سنة، حتى أنَّهم نقبوا له في سريره حتى يقضى حاجته، فدخل عليه بعض الصحابة.. فلما رأوه بكوا، فنظر إليهم وقال: أنتم تبكون، أما أنا فراضٍ.. أحبُّ ما أحبه الله، وأرضى بما ارتضاه الله، وأسعد بما اختاره الله، وأشهدكم أنِّي راضٍ . * عروة بن الزبير، فقد توفى ابنه وفاةً غاية في الصعوبة إذ دهسته الخيل بأقدامها، وقُطِعت قدم عروة في نفس يوم الوفاة، فاحتار الناس على أي شيءٍ يعزونه.. على فقد ابنه أم على قطع رجله؟ وهاهي سيدة من بننا ليست منا ببعيدفدخلوا عليه، فقال: "اللهم لك الحمد، أعطيتني أربعة أعضاء.. أخذت واحدًا وتركت ثلاثة.. فلك الحمد؛ وكان لي سبعة أبناء.. أخذت واحدًا وأبقيت ستة.. فلك الحمد؛ لك الحمد على ما أعطيت، ولك الحمد على ما أخذت،أشهدكم أنِّى راضٍ عن ربي " . *"أمُّ إبراهيم"امرأة مصرية مسلمة عجوز، كفَّ بصرُها تمامًا، فقيرة، تعيش بمفردها في مسكن شديد التواضع، بل شديد البؤس، وقد مات ابنها الوحيد، ولها أربع بنات متزوجات. مجموع دخلها الشهري خمسون جنيهًا مصريًا، منها: أربعون جنيهًا كمعاش شهري من هيئة التأمينات الاجتماعية. التقى بها أحد المذيعين ودار بينها وبين المذيع حوار وجَّه فيه الرجل إليها استفسارات متعددة تدور حول ظروفها المعيشية، وإجمالي دخلها الشهري الذي سبق ذكره، وعن عدد أولادها، ولماذا لا يساعدها بناتها المتزوجات... ثم في النهاية ألحَّ المذيع في سؤالها عن حاجتها من: المال والدواء للعلاج؛ فرفضت بإصرار حامدة ربها شاكرة لفضله عليها، معلنة رضاءها التام عن ربها، وأنها في نعمة عظيمة، وأنه - سبحانه- يرسل إليها المرض، ثم سرعان ما يزيحه عنها، وهكذا تعوَّدت مع ربها وخالقها، فما الداعي للدواء! رحل عنها المذيع متعجبًا ومندهشًا من قوة إيمانها وصبرها، ثم عرض علينا بعض الإخوة الأفاضل حلقة مسجلة على جهاز "اللاب توب" للحلقة التالية للحلقة التي حدث فيها ذلك اللقاء، يعلن فيها المذيع أن أحد فاعلي الخير من رجال الأعمال تبرع لها بشقة قيمتها مائة وثمانون ألف جنيهًٍا، ولكن المفاجأة أن "أم إبراهيم" قد ماتت خلال الأسبوع ما بين الحلقتين ولاقت ربها الكريم الحليم المنان. لقد لقـَّنت أم إبراهيم الأمة بأسرها درسًا بليغًا يمكن أن نستخلص منه مجموعة من الدروس والعبر على النحو التالي و بحسب ما ظهر من حالها نظن أنها قد حصل لها المقامات الثلاثة: مقام الصبر: وهو أن يحبس الإنسان نفسه على المصيبة وهو يكرهها ولا يحبها، ولا يحب أن وقعت، ولكنه يصبر ولا يتحدث باللسان بما يسخط الله، ولا يفعل بجوارحه ما يغضبه -عز وجل-، ولا يكون في قلبه على الله شيء أبدًا؛ فهو صابر، لكنه كاره لها. مقام الرضا: و"أم إبراهيم" تجاوزت مقام الصبر إلى مقام الرضا، وهو أن يكون الإنسان منشرحًا صدره بهذه المصيبة، ويرضى بها رضاءً تامًا، وكأنه لم يصبب بها، وقد استمعت إلى تعبير من أحد الإخوة الأفاضل أن مقام الرضا هو: "مغناطيس البركة". مقام الشكر: و"أم إبراهيم" تجاوزت مقام الرضا إلى مقام الشكر، وهو أن يشكر العبد ربه على المصيبة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رأى ما يكره قال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني]، فيشكر الله من أجل أن يرتب له من الثواب على هذه المصيبة أكثر مما أصابه. في أقل من خمس دقائق عرضت "أم إبراهيم" على الأمة درسًا عمليًا لكل أنواع العبادات القلبية: الحب، والخوف، والرجاء، والحياء، والتوكل، والاستعانة، والرضا... الله أكبر... يا "أم إبراهيم"! يأبى الله إلا أن يقبضها إليه فقيرة إليه مستغنية به: ~*همسة في أذن كل مبتلى*~ يامن ابليت بالمرض فأقعدك والله مابتلاك إلا لانه يحبك أراد أن يطهرك ويرفع درجاتك فهل أنت راضٍ يامن إبتليت بفقدان فلذة كبدتك لو تعلم أجرك إذا صبرت ورضيت فإن لك بيت في الجنة يسمى بيت الحمد فهل أنت راضٍ يامن تأخر زواجك ويئستِ من الوحدة ونظرات الشفقة والنقص لاتعلمي لعل التأخير لحكمة والله ماأراد بكِ إلا خيراً وانتظري فرج قريب فل أنتِ راضية؟ ويامن حُرمت نعمة الأطفال والله ما أراد بكِ إلا خيراً استغفري وأنتِ راضية أدع وانت راضية والله ثم والله إن في الرضا جنة يامن ويامن ....و......إن في رضا جنة هل أنت راض ٍبالله وعن الله http://www.youtube.com/watch?v=s-lx2Pn6MI0 فَلَيْتَكَ تَحْلُو وَالْحَيَاةُ مَرِيرَةٌ ....وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ وَلَيْتَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَامِرٌ ....وَبَيْنِي وَبَيْنَ الْعَالَمِينَ خَرَابُ إِذَا صَحَّ مِنْكَ الْوُدُّ فَالْكُلُّ هَيِّنٌ ....وَكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابِ تُرَابُ
__________________
|
أدوات الموضوع | |
|
|