جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
صور من ظلم الإنسان لنفسه ولغيره
"
صور من ظلم الإنسان لنفسه ولغيره "بقلم : أبو عبيدة أمارة . (هذه المقالة كتبتها وبثثتها قبل ما يزيد عن عامين) لا بد ومن أجل أن ينجلي قسم من الصورة الحقيقية للحق ، ويظهر قسم من دجل وزيف الباطل ، فلا بد وأولا في هذا الموضوع أن نذكر نبذة قصيرة عن جزء يسير من إعجاز الله في خلقه ، وعن جزء من عظمة الله وحكمته في خلقه ، وفي خلق هذا الكون المتناسق المتوازن الجميل المُبدَع ، وكيفية تهيئة وخلق ونشوء الحياة على الأرض ، وهنا النبذة ستكون مستندة على شيء من كتاب الله وسنة رسوله محمد ، وسنذكر أيضا جزءا من مكتشفات علمية ،ومطابقة هذه المكتشفات للحقيقة كاملا أو جزئيا فعلمه لله ، وجزء منها حلل بتزييف مقصود أو بظلم مرفوض . ونحن إذ نذكر هذه النبذة القصيرة ليس بقصد البحث العلمي والتطويل ، ولكن من أجل وضوح الصورة ووضع الحقائق في مساقها السليم الكريم الصحيح ، وليس في مساق ظالم جاحد ومنكر ، ونحن نعلم أنه مهما ما تطور علم الناس فيبقى قاصرا مع علم الله ، ولكن الله جعل لنا بصيرة وعقل كي نرى غيضا قليلا من إعجاز خلق الله ، وأنه جدير بمن تبدت له قدرة الله وعظمته في خلقه أن يسجد لله كيانه ووجدانه وجسده ، ونرى وأنه مع نسبة الذكاء ومع المقدرة العقلية ترى لأقوام نراهم يتعامون عن الفطرة السليمة وعن نداء الروح وعن رسالات السماء ومعجزاتها ، ويُنكرون الفضل والعرفان والمنة لله رب العالمين الذي هو خالق كل شيء ومبدع كل شيء ، ونعلم وأيضا أن أي صاحب العلم مهما كبر علمه ثم فغلبه طيشه أو أعمى بصيرته تحصيله وطاش على مقدرة عقلية - الله أوجدها أصلا - وتاه في زائل مخادع فهو كمن سجد لصنم صنعه بيديه ، ونحن نعلم (كمسلمين) أن قسم من هذه المكتشفات جرّت بعض الناس إلى الغرور وعمي من البصيرة حتى أنهم كأنهم وُجدوا هم من عند أنفسهم ، والله بقول " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ" (الطور 35)، وتاه أقوام في جهالات مقززة وعجرفة مقيتة . وتلك المكتشفات العلمية التي سيتوصل لها الإنسان هي من خلق الله ومعجزه ومن قبل أن يخلق الإنسان وقد ذكر الله أن الناس سيتوصلون إلى جزء من هذه العلوم منذ زمن ليس بيسير، وذُكر هذا الأمر في القرآن الكريم ، وسنذكر هنا آيتين فقط للتدليل ، الأولى قوله تعالى : " أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ( لأنبياء:30) ، و الآية الثانية قوله تعالى : " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"( فصلت الآية 53 ) . وفي المكتشفات العلمية يوجد لبس مقصود ، ويوجد لبس غير مقصود وعاجز عن فهم الحقيقة كاملة ، ونحن المسلمين نعلم مما علمنا الله ورسوله ما وافق الحق وما خالفه قصدا أو جهلا ، وطبعا والعلم المطلق هو لله وحده ، ولكن من منبع إيماننا نستنبط جزء من الحق عن الباطل ، أو نقارب المكتشف العلمي مع الحقيقة القرآنية أو السنة النبوية ، والعلم الكامل لله وحده فقط . ونذكر أنه منذ خلق الله السموات والأرض وحسب تقدير العلمي الحديث أي منذ حوالي 13 مليار سنة تقريبا أو أكثر والله أعلم ، حيث كانت السموات والأرض رتقا وحصل الانفتاق العظيم(الانفجار العظيم) وتكونت منه الأجرام السماوية ، والله يقول : " أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " ، وكانت الأجرام حمما ، وتكون منها المجرات والنجوم والكواكب . وما يهمنا من هذا كله حاليا هو كوكبنا الأرض ، والأرض التي خلق الله عليه أشكال من الحياة مختلفة وإبداعات من الخلق جميلة عجيبة ومعجزة ، فلننظر إلى كوكبنا من بداية منشأه من الحقبة الأولى ،فكانت الأرض حمما ملتهبة ُ اصطدمت به كويكبات صغيرة مختلفة خلال فترة من الزمن لا يعلمها إلا الله وتكونت بعدها القشرة الأرضية الصلبة ثم بدأت دورة من المطر على وجه الأرض امتدت آلاف السنين وذلك حسب التقدير العلمي ، ولا بد من تنويه هنا أننا نذكر هنا تسلسلا زمنيا ووصفا ملاحظ علميا وله دلائل قرآنية والعلم الكامل لله . ولا عجبا من العدد الكبير جدا من السنين ، فإن يوما عند الله كألف سنة مما نعد ، ونحن نعلم أن حساب الزمن الماضي يؤخذ عن طريق الكربون المشع الذي يفقد من كتلته مقدارا معينا خلال فترة معينة من الزمن أو عن طريق نظائر اليورانيوم ، على كل ما يهمنا أن المقاييس الربانية هي أعظم بكثير جدا من مقاييسنا وحاشا ومعاذ الله أن تقارن مقاييسنا بما لا علم لنا به ، ولكن تدليلا وشكرا وعرفانا لله نذكر تلك الأمور العظيمة وأن الله ما خلق هذا باطلا ولا لعبا بل خلقه بالحق ، ونود مقاربة ملاحظات بشرية بحقائق قرآنية أو الأصح تصحيح قرآني لملاحظات بشرية ، ونحن نعلم أن كثيرا من أهل العلم يتحدثون عن التسلسل الخلقي ونشوء المخلوقات من منطلق غير إيماني أو من منطلق جاحد أو من منطلق منكر لله الخالق ، وسبحان الله تراهم ربما يقدسون حجرا جلمودا أو مخلوقا تعيسا أو بشرا مشعوذا أو هرطقة مقيته وينسون ويتناسون الخالق العظيم . ونذكر آيتين تدلل على سقوط مواد من الفضاء وشاركت في تكوين الأرض وهما : أولا قوله تعالى " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس"(سورة الحديد) ، وثانيا قوله تعالى : " وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ (النحل: 15) ، وهنا القصد ليس بحثا علميا ولكن سرد صور من ظلم الإنسان إن كان في المعتقد أو في الغرور أو في التصرف أو في العناد نأو في التكبر، أو الكفر ، أو كلها جميعا ، ونحن نعلم أن تشويه الحقائق فيه ظلم للنفس وللغير لأنه يجلب الكفر والضلال لصاحب الضلال أولا ولمن يضلونهم بغير علم . ونحن هنا وكمسلمين وكما ذُكر سابقا فسنتطرق إلى تسلسل الخلق من منظور أيماني مشفوعا بالقرآن والسنة ولا باس بتبيين لبس علمي بتفسير ديني ، ولكن العلم التام والكامل هو لله وحده فقط ، وكما وذكرنا في بداية الموضوع فأن الأرض كانت حمما ثم تكونت القشرة الأرضية ثم بدا عصرا من دورة المطر على الأرض حتى برد وجه الأرض وسكنت المياه في الأرض والمحيطات والبحار وتهيأت البيئة لخلق مخلوقات مجهريه والله يقول : "وجعلنا من الماء كل شيء حي "(الأنبياء 30)، ومضى عصر جعل الله فيه لهذه المخلوقات دورا في تحسين بيئة أجود ومن ثم خلق الله مخلوقات كان لها الدور في تهيئة ظروف لمخلوقات مختلفة ومنها النباتات ، وكان زيادة المخلوقات وتحسين ظروف العيش على وجه الأرض مهيئا لمخلوقات أجد من سابقتها ، والله يقول : "يزيد في الخلق ما يشاء" (فاطر 1)، ونذكر هذه الأمور لنعلم أن العيش منذ بداية تشكل الأرض وخلقها كان مستحيلا لكافة المخلوقات بداية عندما كانت الأرض حمما وكانت درجة الحرارة عالية جدا وعدم وجود ماء مناسب ، ولكن بعد برود وجه الكرة الأرضية واستقرار الماء كان الطرف مناسبا أن يوجد الله مخلوقات بدائية تساعد على ظروف عيش أفضل على الأرض وقال الله تعالى : " وجعلنا من الماء كل شيء حي " (الأنبياء 30) ، وما زالت تلك المخلوقات معنا ولها دور كبير في توازن الحياة . وخلق الله مخلوقات الله أعلم بها ، ولكن تعاقب المخلوقات على الأرض شيئا معلوما من مشاهدات علمية ( من المستحثات ومن العظام المتبقية ) والله يقول : " يزيد في الخلق ما يشاء " (فاطر 1) ، ونحن نعلم أيضا على وجود مخلوقات معنا خلقت قبل الإنسان بملايين السنين ، ثم كان عصر الديناصورات التي انقرضت وانقرضت حيوانات أخرى كثيرة ، وتنوع الخلق عجيب غريب بديع معجز يدل على حكمة الله وقدرته . ونتطرق إلى أبحاث علمية تدل على وجود مخلوق قريب من البشر ولكن والله أعلم أنه ولربما لم يكن بشرا كاملا مثلنا ، ولعل الملائكة عندما قال الله لهم أنه جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ، فريما كان قياسهم عن المخلوقات التي وُجدت قبل الإنسان ولم تكن مكلفة ، ثم هيأ الله الظروف المناسبة الكريمة لتواجد بني آدم ،من أشجار وثمار ونبات وبهيج وحيوان جميل ومتنعم وسادرا في الأرض بالنعم والبيئة الحياتية المرضية وزيادة الخلق والنوع في البحار ، ومن ثم خلق الله الإنسان مخلوقا عاقلا ذكيا . وتفاوت البشر في مقدار خيرهم وحبهم لربهم حتى فاق بعضهم بحبه وقربه من الله فاق الملائكة وربما في المكانة، ومن الناس من تدهورت به إنسانيته حتى ضل وارتضى الباطل والجاحد ،ومنهم من ضل وانحدر حتى دون البهم . وخلق الله آدم عليه السلام أبا البشر خلقه بحجم كبير نسبيا لحجمنا كما ورد في السنة النبوية عَلَى" صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ " ، مما مكنه وحسب تقديري- والله أعلم – فمكنه هذا من التنقل الواسع في الأرض ومن حماية نفسه من الهوام المضرة ، ومن إعمار نواحي كثيرة من الأرض . وتدليلا على أن الله أعد الأرض ومهّدها وتوالي المخلوقات عليها حتى أنزل الله آدم وزوجه إلى الأرض نذكر قول الله تعالى في سورة الذاريات : " وَالسَّماءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْد وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) والأرض فرشناها فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِن كُلِّ شَيْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( 49) ، وعقلا وعلما نستذكر أن ليست كل الظروف تناسب كل المخلوقات لكل الوقت ، وامتنانا نذكر قول الله تعالى : " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا " ( النحل ) . وسكن أدم وذريته في الأرض وسخر الله لهم ما في السموات والأرض وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنه ، وهنا بدأت عصورا من التواجد البشري والتأقلم مع النعم والأرزاق التي أوجدها الله على الأرض ، وبدأ الناس يستعلون نعم الله وبدأت تتفاعل النفوس والعقول وقل أيضا النزعات والأهواء مع الموجودات ، وبدأت أنفس تعرف الفضل لله وتشكره ، وأنفس أنكرت فضل الله وأعماها الفاني الزائل عن الباقي الكريم وعن الخالق العظيم . ومن رحمة الله أنه لم يترك الإنسان دون هداية وإرشاد أو يتركهم ويتوغل فيهم الكفر والإجحاد ، بل كان الله وكل فترة يرسل الرسل كي يرشدوا الناس للصالح وللفالح وللإيمان والخلق الحميد ، ولكن الإنسان ومع عقله المعتبر تغره أمور كثيرة ، ويرى نفسه في النعم والفضل التي وضعها الله بها ، فكان قسم من الناس يغتر وينسى ربه وبارئه ويظن ويضل ويقول : " ( وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر " (24 من سورة الجاثية) ، ومنهم من بقي مقرا شاكرا عارفا فضل وممتن وعابد حامد . وحقيقة هذه نبذة صغيرة وصورة أولية مقررة أوليا وكليا من الله عز وجل وما أنزل ، ومشفوعة من العلم الحديث ، متنورة ومقرة وشاكرة وخاضعة لفضل الله ومستندة لكلام الله وإعجازه في خلقه وسنة نبيه . ونختم المقال بحديث معناه سليم وكلامه حكيم ومنهم من ينسبه لحديث قدسي ومنهم من يضعفه والحديث هو ( إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق أنا ويُعبد غيري ، أرزق أنا ويُشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرّهم إليّ صاعد ) . ألا من معتبر ولفضل الله مقر . |
#2
|
||||
|
||||
ينقل الى القسم المناسب له.
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: صور من ظلم الإنسان لنفسه ولغيره | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
دعاء المريض لنفسه مستجاب | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2020-03-15 12:45 PM |
دعاء المريض لنفسه بالشفاء | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2020-03-15 12:41 PM |