‌ الوقف القبيح

[سمايل]

تعريفه:
هو الوقف على كلام لم يتم معناه في ذاته وتعلق بما بعده لفظاً ومعنى، كالوقف على المبتدأ دون الخبر، والفعل دون الفاعل، والمضاف دون المضاف إليه، أو الصفة عن الموصوف، والقول دون استثنائه، والوقف قبل أدوات الاستثناء والعطف مثل: إلا، وحتى، ولكن التي تفيد استدراك المعنى.

- أو بعبارة أخرى: الوقف على الكلمات التي ترتبط بما بعدها لفظاً ومعنى والوقف عليها يفسد المعنى.
- أو بعبارة ثالثة: الوقف على الكلمات التي تعطي فساداً في المعنى لارتباطها بما بعدها لفظاً – إعراباً – ومعنى.
وذلك كالوقف على كلمة (الحمد) من (الحمد لله) (الفاتحة: 2)، وعلى لفظ الجلالة من قوله تعالى: (فإن فآءو فإن الله) (البقرة: 226) أو على (لا يستحي) كما في قوله تعالى: (إن الله لا يستحي) (البقرة: 26).
وسمي قبيحاً: لقبح الوقف عليه وعدم إفادته لمعنى يستقيم معه الكلام.
حكمه: عدم جواز الوقف عليه إلا لضرورة، كضيق نفس وغير ذلك، فإن وقف القارئ ابتدأ بالكلمة التي وقف عليها أو عما قبلها متى صح الابتداء بذلك.

- الفرق بين الحسن والقبيح

الفرق بين الوقف الحسن والقبيح واضح، فالاثنان: تقف فيهما على كلمات مرتبطة بها بعدها لفظاً ومعنى، إلا أن الحسن لو وقفت لم يفسد معنى بل أعطى الوقف معنى حسنا، أما القبيح فيصاحبه فساد المعنى أو لم يعط معنى .
• شواهد الوقف القبيح باختصار :
1. الوقف على المبتدأ دون الخبر مثل: (الله لطيف بعباده) (الشورى: 19) فالوقف على ( الله ) قبيح إذ وقف على المبتدأ دون الخبر ( لطيف ) ، ويشتد القبح إذا كان الكلام موصولا بجملة سابقة مثل قوله ( فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ) ( البقرة : 258 ) فالوقف على لفظ ( والله ) مع وصله – اللفظ - بالجملة السابقة منتهى القبح ( فبهت الذي كفر والله ) .
2. الوقف على الفعل دون فاعله، مثل: (وجاء السحرة فرعون) (الأعراف: 113) فالوقف على ( جاء ) قبيح إذ ترك الفاعل ( السحرة )، وكذلك الوقف على الفعل دون مصدره مثل قوله تعالى ( وفتناك فتونا ) ( طه : 40 ) فالوقف على ( وفتناك ) قبيح .
3. الوقف على النداء وترك المنادى ، مثل (ويا قوم اعملوا على مكانتكم) (هود: 93) فالوقف على ( يا قوم ) قبيح إذ ترك النداء.
4. الوقف قبل أدوات الاستثناء، مثل: (وما تجزون إلا ما كنتم تعملون (39) إلا عباد الله المخلصين) (الصفات: 39، 40) ، ويشتد القبح لو كان هناك نفي قبل الاستثناء مثل: (وما أرسلنا قبلك) (الأنبياء: 7)، ونحو ( فاعلم أنه لآ إله إلا الله) (محمد: 19) والوقف على: (وما أنزلت التوراة والإنجيل) (آل عمران: 65)
5. الوقف على كلمة ( الذي ) و( ما ) و( من ) دون صلتهن مثل قوله ( قال الذين يظنون ) ( البقرة : 249) ، وكذلك قوله ( أفرأيت الذي تولى ) ( النجم : 33) ، وكذلك قوله تعالى ( سبح لله ما في السماوات وما في الأرض ) ( الحشر : 1 ) ، وكذلك قوله تعالى ( قالوا جزاؤه من وجد في رحله ) ( يوسف : 75 )
6. الوقف قبل أدوات الاستدراك، مثل (ولكن) (البقرة: 12)، (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (النحل: 118) .
7. الوقف قبل الفاء السببية مثل قوله تعالى ( أسباب السماوات فأطلع ) ( غافر : 37 ) فالوقف قبيح على ( السماوات )
8. الوقف على المضاف دون المضاف إليه (صبغة الله) (البقرة: 138) فالوقف على ( صبغة ) قبيح إذ لم يذكر المضاف إليه ( الله ).
9. الوقف على المنعوت دون النعت، مثل (الحمد لله رب العالمين) (الفاتحة: 2).
10. الوقف على الحال دون ذويها مثل قوله ( بل تأتيهم بغتة ) ( الأنبياء : 40 ) فالوقف على ( تأتيهم ) قبيح إذ ترك الحال ( بغتة )
11. الوقف على أدوات الاستفهام دون ما استفهم عنه مثل قوله تعالى ( هل تحس منهم من أحد ) ( مريم : 29 ) فالوقف على ( هل ) قبيح إذ ترك ما يستفهم عنه .
12. الوقف قبل التعليل أو فصل التعليل عن علته مثل قوله ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس ) ( النساء : 105) فالوقف على ( بالحق ) قبيح .
13. الوقف على الناصب دون المنصوب، مثل ترك المفعول به: (ونادى نوح ابنه) (هود: 42) فالوقف على ( نوح ) قبيح إذ ترك المنصوب ( ابنه ) .
14. الوقف على المؤكد دون التوكيد، مثل الوقف على، (فسجد الملائكة كلهم أجمعون) (الحجر: 30) فالوقف على ( كلهم ) قبيح .
15. الوقف على اسم ( إن ) ثقيلة النون الناصبة وأخواتها دون خبرها مثل قوله: ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) فالوقف على ( الله ) قبيح إذ ترك الخبر ( يدافع عن الذين آمنوا ).
16. الوقف على اسم كان الناقصة الرافعة وأخواتها دون خبرها مثل: (وكان الله بكل شيء عليما ) فالوقف على ( الله ) قبيح إذ ترك الخبر ومتعلقه ( بكل شيء عليما ).
17. الوقف على الشرط أو الطلب دون جوابه سواء قدم الجواب أو أخر مثل قوله : ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) فالوقف على ( بالله ) قبيح إذ ترك جواب الشرط ( يهد قلبه ) ، فإن كان الجواب محذوف فالوقف تام نحو ( إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم ).
18. الوقف على المعطوف عليه دون المعطوف سواء مفرد على مفرد أو مثنى على مثنى أو جمع على جمع أو جملة على جملة ويقل القبح في الأخيرة ومثالها قوله تعالى ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والتهار والفلك التي تجري ...........) ( البقرة: 164)
19. الوقف على معطوفات القول مثل قوله تعالى ( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون ) ( البقرة : 70 ) فالوقف على ( هي ) قبيح إذ ترك معطوفات القول فالتقدير : قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي وقالوا إن البقر تشابه علينا وقالوا إنا إن شاء الله لمهتدون .
20. الوقف على الأيمان دون جواباتها مثل قوله ( والليل إذا يغشى 1 والنهار إذا تجلى 2 وما خلق الذكر والأنثى 3 إن سعيكم لشتى 4 ) ، فالوقف قبل ( إن سعيكم ) قبيح لترك جواب القسم وهو ( إن سعيكم لشتى ).
21. لا يجوز الوقف على ( لا ) النافية أو الناهية أو التي بمعنى غير ؛ لأنها وما بعدها بمنزلة واحدة
22. الوقف على الكلمات التي تحتاج إلى قرائن لفهما ، فقد يختلف معنى كلمة ما باختلاف ما جاء معها من قرينه وهذا النوع لم يتحدث القراء فيه ، ولم أعثر عليه إلا عند علماء اللغة وهو في نحو قوله تعالى ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه ) ( الفتح : 9 ) فكلمة عزر بمعنى : نصر أو منع أوعاقب ، فمعناها لن يفهم صحيحٌ إلا بعطف ( ونصروه ) عليها ، وكذلك قوله تعالى ( ولا تيمموا الخبيث ) ( البقرة : 267 ) فالوقف على ( تيمموا ) قبيح إذ تحتاج الكلمة إلى قرينة وهي ( الخبيث ) ففهم معناها هنا أنها القصد، وليس الطهارة التى تغني عن الوضوء في حالة عدم وجود الماء .
23. الوقف على غير المراد إذ يقف البعض على كلمات في القرآن لا دخل لها بالمعنى الصحيح بل ربما خالفت المعنى واللغة ويسمى هذا النوع بالوقف التنطعي مثل الوقف على : ( قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى ينفعنا ) ( القصص : 9 ) فالوقف على ( ولك لا ) قبيح فاسد غير مراد القرآن ، فهل يعقل أنها تستسمحه بعدم قتل الغلام ؛ لأنه سيكون قرة عين لها وليس قرة له ، وهل يعقل أن تبدأ بقوله ( تقتلوه عسى أن ينفعنا ) . وكذلك في قوله تعالى ( وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ) ( يوسف : 27 ) فيقف البعض على ( فكذبت ) على أن ما بعدها إخبار من الله أو قول من الشاهد انفصل عما قبله ، وهذا قبيح وفاسد وبه تنطع ؛ إذ المقارنة موجودة ، وكما أن الشاهد يشهد لا يحكم ، فالحكم ليس من اختصاصه ، كما لم يصح به دليل .
وكذلك في قوله تعالى ( وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم ) ( النحل : 62 ) فيقف البعض على ( لا ) أي ليس لهم الحسنى ، ويفصل بين ( لا ) عن ( جرم ) ، وهذا منتهى الفساد فلو صح لجاز البدء بـ ( جرم ) وهذا غير جائز .
علامات الوقف القبيح ، من كتاب رحب الآراء في الوقف والابتداء للشيخ / محمد الدسوقي كحيلة ‌أ- الوقف القبيح: تعريفه: هو الوقف على كلام لم يتم معناه في ذاته وتعلق بما بعده لفظاً ومعنى، كالوقف على المبتدأ دون الخبر، والفعل دون الفاعل، والمضاف دون المضاف إليه، أو الصفة عن الموصوف، والقول دون استثنائه، والوقف قبل أدوات الاستثناء والعطف مثل: إلا، وحتى، ولكن التي تفيد استدراك المعنى. - أو بعبارة أخرى: الوقف على الكلمات التي ترتبط بما بعدها لفظاً ومعنى والوقف عليها يفسد المعنى. - أو بعبارة ثالثة: الوقف على الكلمات التي تعطي فساداً في المعنى لارتباطها بما بعدها لفظاً – إعراباً – ومعنى. وذلك كالوقف على كلمة (الحمد) من (الحمد لله) (الفاتحة: 2)، وعلى لفظ الجلالة من قوله تعالى: (فإن فآءو فإن الله) (البقرة: 226) أو على (لا يستحي) كما في قوله تعالى: (إن الله لا يستحي) (البقرة: 26). وسمي قبيحاً: لقبح الوقف عليه وعدم إفادته لمعنى يستقيم معه الكلام. حكمه: عدم جواز الوقف عليه إلا لضرورة، كضيق نفس وغير ذلك، فإن وقف القارئ ابتدأ بالكلمة التي وقف عليها أو عما قبلها متى صح الابتداء بذلك. - الفرق بين الحسن والقبيح: الفرق بين الوقف الحسن والقبيح واضح، فالاثنان: تقف فيهما على كلمات مرتبطة بها بعدها لفظاً ومعنى، إلا أن الحسن لو وقفت لم يفسد معنى بل أعطى الوقف معنى حسنا، أما القبيح فيصاحبه فساد المعنى أو لم يعط معنى . • شواهد الوقف القبيح باختصار : 1. الوقف على المبتدأ دون الخبر مثل: (الله لطيف بعباده) (الشورى: 19) فالوقف على ( الله ) قبيح إذ وقف على المبتدأ دون الخبر ( لطيف ) ، ويشتد القبح إذا كان الكلام موصولا بجملة سابقة مثل قوله ( فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ) ( البقرة : 258 ) فالوقف على لفظ ( والله ) مع وصله – اللفظ - بالجملة السابقة منتهى القبح ( فبهت الذي كفر والله ) . 2. الوقف على الفعل دون فاعله، مثل: (وجاء السحرة فرعون) (الأعراف: 113) فالوقف على ( جاء ) قبيح إذ ترك الفاعل ( السحرة )، وكذلك الوقف على الفعل دون مصدره مثل قوله تعالى ( وفتناك فتونا ) ( طه : 40 ) فالوقف على ( وفتناك ) قبيح . 3. الوقف على النداء وترك المنادى ، مثل (ويا قوم اعملوا على مكانتكم) (هود: 93) فالوقف على ( يا قوم ) قبيح إذ ترك النداء. 4. الوقف قبل أدوات الاستثناء، مثل: (وما تجزون إلا ما كنتم تعملون (39) إلا عباد الله المخلصين) (الصفات: 39، 40) ، ويشتد القبح لو كان هناك نفي قبل الاستثناء مثل: (وما أرسلنا قبلك) (الأنبياء: 7)، ونحو ( فاعلم أنه لآ إله إلا الله) (محمد: 19) والوقف على: (وما أنزلت التوراة والإنجيل) (آل عمران: 65) 5. الوقف على كلمة ( الذي ) و( ما ) و( من ) دون صلتهن مثل قوله ( قال الذين يظنون ) ( البقرة : 249) ، وكذلك قوله ( أفرأيت الذي تولى ) ( النجم : 33) ، وكذلك قوله تعالى ( سبح لله ما في السماوات وما في الأرض ) ( الحشر : 1 ) ، وكذلك قوله تعالى ( قالوا جزاؤه من وجد في رحله ) ( يوسف : 75 ) 6. الوقف قبل أدوات الاستدراك، مثل (ولكن) (البقرة: 12)، (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (النحل: 118) . 7. الوقف قبل الفاء السببية مثل قوله تعالى ( أسباب السماوات فأطلع ) ( غافر : 37 ) فالوقف قبيح على ( السماوات ) 8. الوقف على المضاف دون المضاف إليه (صبغة الله) (البقرة: 138) فالوقف على ( صبغة ) قبيح إذ لم يذكر المضاف إليه ( الله ). 9. الوقف على المنعوت دون النعت، مثل (الحمد لله رب العالمين) (الفاتحة: 2). 10. الوقف على الحال دون ذويها مثل قوله ( بل تأتيهم بغتة ) ( الأنبياء : 40 ) فالوقف على ( تأتيهم ) قبيح إذ ترك الحال ( بغتة ) 11. الوقف على أدوات الاستفهام دون ما استفهم عنه مثل قوله تعالى ( هل تحس منهم من أحد ) ( مريم : 29 ) فالوقف على ( هل ) قبيح إذ ترك ما يستفهم عنه . 12. الوقف قبل التعليل أو فصل التعليل عن علته مثل قوله ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس ) ( النساء : 105) فالوقف على ( بالحق ) قبيح . 13. الوقف على الناصب دون المنصوب، مثل ترك المفعول به: (ونادى نوح ابنه) (هود: 42) فالوقف على ( نوح ) قبيح إذ ترك المنصوب ( ابنه ) . 14. الوقف على المؤكد دون التوكيد، مثل الوقف على، (فسجد الملائكة كلهم أجمعون) (الحجر: 30) فالوقف على ( كلهم ) قبيح . 15. الوقف على اسم ( إن ) ثقيلة النون الناصبة وأخواتها دون خبرها مثل قوله: ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) فالوقف على ( الله ) قبيح إذ ترك الخبر ( يدافع عن الذين آمنوا ). 16. الوقف على اسم كان الناقصة الرافعة وأخواتها دون خبرها مثل: (وكان الله بكل شيء عليما ) فالوقف على ( الله ) قبيح إذ ترك الخبر ومتعلقه ( بكل شيء عليما ). 17. الوقف على الشرط أو الطلب دون جوابه سواء قدم الجواب أو أخر مثل قوله : ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) فالوقف على ( بالله ) قبيح إذ ترك جواب الشرط ( يهد قلبه ) ، فإن كان الجواب محذوف فالوقف تام نحو ( إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم ). 18. الوقف على المعطوف عليه دون المعطوف سواء مفرد على مفرد أو مثنى على مثنى أو جمع على جمع أو جملة على جملة ويقل القبح في الأخيرة ومثالها قوله تعالى ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والتهار والفلك التي تجري ...........) ( البقرة: 164) 19. الوقف على معطوفات القول مثل قوله تعالى ( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون ) ( البقرة : 70 ) فالوقف على ( هي ) قبيح إذ ترك معطوفات القول فالتقدير : قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي وقالوا إن البقر تشابه علينا وقالوا إنا إن شاء الله لمهتدون . 20. الوقف على الأيمان دون جواباتها مثل قوله ( والليل إذا يغشى 1 والنهار إذا تجلى 2 وما خلق الذكر والأنثى 3 إن سعيكم لشتى 4 ) ، فالوقف قبل ( إن سعيكم ) قبيح لترك جواب القسم وهو ( إن سعيكم لشتى ). 21. لا يجوز الوقف على ( لا ) النافية أو الناهية أو التي بمعنى غير ؛ لأنها وما بعدها بمنزلة واحدة 22. الوقف على الكلمات التي تحتاج إلى قرائن لفهما ، فقد يختلف معنى كلمة ما باختلاف ما جاء معها من قرينه وهذا النوع لم يتحدث القراء فيه ، ولم أعثر عليه إلا عند علماء اللغة وهو في نحو قوله تعالى ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه ) ( الفتح : 9 ) فكلمة عزر بمعنى : نصر أو منع أوعاقب ، فمعناها لن يفهم صحيحٌ إلا بعطف ( ونصروه ) عليها ، وكذلك قوله تعالى ( ولا تيمموا الخبيث ) ( البقرة : 267 ) فالوقف على ( تيمموا ) قبيح إذ تحتاج الكلمة إلى قرينة وهي ( الخبيث ) ففهم معناها هنا أنها القصد، وليس الطهارة التى تغني عن الوضوء في حالة عدم وجود الماء . 23. الوقف على غير المراد إذ يقف البعض على كلمات في القرآن لا دخل لها بالمعنى الصحيح بل ربما خالفت المعنى واللغة ويسمى هذا النوع بالوقف التنطعي مثل الوقف على : ( قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى ينفعنا ) ( القصص : 9 ) فالوقف على ( ولك لا ) قبيح فاسد غير مراد القرآن ، فهل يعقل أنها تستسمحه بعدم قتل الغلام ؛ لأنه سيكون قرة عين لها وليس قرة له ، وهل يعقل أن تبدأ بقوله ( تقتلوه عسى أن ينفعنا ) . وكذلك في قوله تعالى ( وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ) ( يوسف : 27 ) فيقف البعض على ( فكذبت ) على أن ما بعدها إخبار من الله أو قول من الشاهد انفصل عما قبله ، وهذا قبيح وفاسد وبه تنطع ؛ إذ المقارنة موجودة ، وكما أن الشاهد يشهد لا يحكم ، فالحكم ليس من اختصاصه ، كما لم يصح به دليل . وكذلك في قوله تعالى ( وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم ) ( النحل : 62 ) فيقف البعض على ( لا ) أي ليس لهم الحسنى ، ويفصل بين ( لا ) عن ( جرم ) ، وهذا منتهى الفساد فلو صح لجاز البدء بـ ( جرم ) وهذا غير جائز .