#1
|
|||
|
|||
القلوب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسوله الامين ثم اما بعد عنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ تَحَاسَدوا، وَلاَتَنَاجَشوا، وَلاَ تَبَاغَضوا، وَلاَ تَدَابَروا، وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ، وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانَاً، المُسلِمُ أَخو المُسلم، لاَ يَظلِمهُ، وَلاَ يَخذُلُهُ، وَلا يكْذِبُهُ، وَلايَحْقِرُهُ، التَّقوَى هَاهُنَا - وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاَثَ مَراتٍ - بِحَسْبِ امرىء مِن الشَّر أَن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسِلمِ عَلَى المُسلِمِ حَرَام دَمُهُ وَمَالُه وَعِرضُه) رواه مسلم لقد أشار رسول الله الي صدره ثلاثة ونجد في الصدر اهم عضو في جسم الإنسان وهي التي تغذيه سوء بالمواد العضوية او المواد الإيمانية وكل مكمل لأخر ان الإيمان محله الصدر وقد أشار الي الصدر ولكن قصد القلب فان القلب يتشرب بما يعرض عليه إذن ان الأيمان يملئ القلب كالإناء وتارة يزيد حتي يتدفق وتارة ينقص وهذا أصل من أصول الدين ، يزيد الإيمان بالطاعات، وينقص الإيمان بالمعاصي ومن الواجب ان يكون القلب في بيئة الطاعة ليزيد الإيمان في قلب واصرفه عن بيئة المعصية حتى لا ينقص الأيمان واعلم ان صلاح الجسد بصلاح القلب . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية النعمان بن بشير أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ». مسلم نجد ان صلاح النفس والجسد لا يكون الا بصلاح القلب وذلك ما اخبرنا به رسول الله صلي الله عليه وسلم فان صلاح القلب يكون بتشرب الأيمان والتمسك بالعقيدة الصحيح وهي ربط القلب بالله عز وجل القَلُوبُ: واصل الكلمة قلب وهي من التقلب و المُتَقَلِّبُ،وذلك لكثرت التَّقَلُّبِ وهي خلاف الاستقرار عن أَنسٍ قالَ ،: «كان رَسولُ الله يُكْثِرُ أنْ يقولَ: يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي على دِيِنكَ ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: نَعْم، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أَصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الله يُقَلِّبُهَا كَيْفَ شاَءَ». الترمذي وفي المسند قالت ام سلمة زوجت رسول الله صلي الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول الله، ألاّ تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي قال: «بَلْ قُولِي: اللَّهُمَّ رَبَّ محمدٍ النَّبِيِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَأَذْهِبْ غَيْظَ قَلْبِي، وَأَجِرْنِي مِنْ مُضِلاّتِ الفِتَنِ ما أَحْيَيْتَنَا» . اذا ان تقلب القلوب تكون بأتباع الفتن والجري خلف الأهواء وان ثبات القلب يكون بالذكر واتباع الصالحين ليس كما يفعل الصوفية بالركض خلفهم لا ولكن بالجلوس علي حلقات العلم و الذكر والتدبر فأن تقلب القلب نراه واضح فلك مثال الآن قلبك على حال ملئ بالإيمان وحب الله وأفعالك كلها لله وهذا اذا كنت في جو ملئ بالطاعات فقلبك يمتلئ بالإيمان وأما الجانب الأخر انت تحضر في فلم او مسلس او كورة المهم في جو ملئ بالملذات والشهوات واذن المؤذن وانت في مكانك او قمت الي الصلاة واربع ركعات علي السريع او اخرت الصلاة وهذا من نقص الايمان وتقلب القلب ورد في حديث ضعيف إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء قالوا يا رسول الله فما جلاؤها قال كثرة ذكر الله حديث ضعيف َان القلب يمرض وان القلب ليفتر وان القلب ليحن بالرجوع الي الله قال تعالي {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89 {إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الصافات84 وان سلامة القلب تكون بالبعد عن الهواء وحب النفس ونكران الذات والتجرد الي الله والبعد عن الفتن والبدع واما سلامة القلب بالتعبد وان يتصف العبد بالصفات المحمودة، مثل: اللِّين والإخبات والخشوع والإخلاص والحب لله والتقوى والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والتوسل بالله قال حذيفة بن اليمان رضى الله عنه: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ كَعَرْضِ الْحَصِيرِ عُودًا عُودًا. فَأَىُّ قَلْبٍ أُشرِبَهَا نُكِتَتْ فِيه نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَىُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حَتَّى تَعُودَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ: قَلْبٍ أَسْوَد مُرْبَادًا كالكُوزِ مُجَخِّيًا. لا يَعْرِفُ مَعْروفاً وَلا يُنْكِرُ مُنْكَراً، إِلا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ، وَقَلْبٍ أَبْيَض لا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّماواتُ وَالأرْضُ". رواه مســـلم مُرْبَادًا الشديد السواد والـمُـجَخِّي: الـمائِل عن الاستقامة والاعتدال، فشبه القلبَ الذي لا يَعِي خيراً بالكوز الـمائل الذي لا يثبت فـيه شيء فان هذا القلب أصبح لا يعرف الصواب من الخطاء بل ان الخطاء عنده صواب والصواب عنده خطاء والمعروف عنده منكر المنكر عنده معروف والسنة عنده بدعة والبدعة عنده سنة، والحق باطلا والباطل حق وهذا أصبح قلبه ميت واما القلب الأبيض هو القلب الصافي من الفتن والملتجي الي ربه وان اصاب ذنب رجع الي الله وندم واستغفر وهو القلب المنيب هو الرجاع قال تعالي {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ }ق33 قال ابن القيم قد قسم الصحابة رضي الله تعالى عنهم القلوب إلى أربعة كما صح عن حذيفة بن اليمان : القلوب أربعة : قلب أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب أغلف فذلك قلب الكافر وقلب منكوس فذلك قلب المنافق عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمى وقلب تمده مادتان : مادة إيمان ومادة نفاق وهو لما غلب عليه منهما فقوله : قلب أجرد أي متجرد مما سوى الله ورسوله فقد تجرد وسلم مما سوى الحق و فيه سراج يزهر وهو مصباح الإيمان : فأشار بتجرده إلى سلامته من شبهات الباطل وشهوات الغى وبحصول السراج فيه إلى إشراقه واستنارته بنور العلم والإيمان وأشار بالقلب الأغلف إلى قلب الكافر لأنه داخل في غلافه وغشائه فلا يصل إليه نور العلم والإيمان كما قال تعالى حاكيا عن اليهود : وقالوا قلوبنا غلف [ البقره : 88 ] وهو جمع أغلف وهو الداخل في غلافه كقلف وأقلف وهذه الغشاوة هي الأكنة التي ضربها الله على قلوبهم عقوبة له على رد الحق والتكبر عن قبوله فهي أكنة على القلوب ووقر في الأسماع وعمى في الأبصار وهي الحجاب المستور عن العيون في قوله تعالى :{ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا }[ الأنعام : 25 ] فإذا ذكر لهذه القلوب تجريد التوحيد وتجريد المتابعة ولى أصحابها على أدبارهم نفورا وأشار بالقلب المنكوس وهو المكبوب إلى قلب المنافق كما قال تعالى :{ فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا} النساء : 88 ] أي نكسهم وردهم في الباطل الذي كانوا فيه بسبب كسبهم وأعمالهم الباطلة وهذا شر القلوب وأخبثها فإنه يعتقد الباطل حقا ويوالي أصحابه والحق باطلا ويعادى أهله فالله المستعان وأشار بالقلب الذي له مادتان إلى القلب الذي لم يتمكن فيه الإيمان ولم يزهر فيه سراجه حيث لم يتجرد للحق المحض الذي بعث الله به رسوله بل فيه مادة منه ومادة من خلافه فتارة يكون للكفر أقرب منه للإيمان وتارة يكون للإيمان أقرب منه للكفر والحكم للغالب وإليه يرجع. ونجد تن هنالك اشارات في القران لبعض الامراض التي تصيب القلب ونذكر منها الغفل {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28 العمي {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46 الزيغ {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }الصف5 الاقفال {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ }البقرة7 القسوة {فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام43 وفي الختام اقول عن أبي هريرة، قلنا: يارسول الله، إذا رأيناك رقت قلوبنا، وكنا من أهل الآخرة، وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا، وشممنا النساء والأولاد، فقال «لو أنكم تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم، ولزارتكم في بيوتكم. ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم». اذا ساعة فساعة ان الرجل لا يكون في طاعة دوما فانه يمل ويضيق من العبادة ولكن ليروح عن نفسه قليلا اللهم ثبت قلبي علي دينك اللهم قلبي الرشد والصواب والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
#2
|
|||
|
|||
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6 كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
#3
|
|||
|
|||
وجزاك الله الف خير اخي عمر ايوب
|
أدوات الموضوع | |
|
|