#1
|
|||
|
|||
السعاده الوهميه
جميعهم بقربي. . . أشعر بهم. . . أسمع صوت ضحكاتهم تعلو. . . أراهم هناك. . . . . . . شعور يدفعني بالغربة عنهم. . . هم هناك وأنا هنا. . . المسافات ضئيلة . . الطريق واحد. . ولكن مشاعرنا متناثرة. . . . . . . أحاول الاقتراب . . . ولكن هاجس ما يمنعني من ذلك. . . وهم لا يزالون يمارسون الضحك . . . . . . . أدركت أن جميعهم يمارسون الهواية نفسها – هواية جرح الآخرين وتدمير قلوبهم- ولا يبق عليهم في النهاية الا مشاهدة تلك العبرات الحزينة تسقط ليل نهار . . . . . . . بدأت أشعر بالتعب . . . لم أعد أستطيع اكمال اللعبة الى نهاية المطاف . . . كان لا بد لي أن أبدأ بالكلام – أو ربما ما يسمى بالنزاع – ولكن سؤال أحدهم فجر صمتا كبيرا في داخلي . . . _ ألا زلت تخاف من الوحدة؟! _ ألا تعتقد أن كلاً منا بعيد عن الآخر عدة أميال ؟ أليس لكل منا مشاعره وأحاسيسه التي يتحكم بها ولا يحق لأحد أن يتحكم بها ؟. . . وما يهمك في أمري هذا ؟ كلانا مارس الوحدة لعدة سنوات وكلٌ منا تعامل معها بطريقه . . . ولكن ألا زلت تمارس تلك الهواية . . ؟! _ أنت أكثر الأشخاص علما بأني أتلذذ بتعذيب من هم حولي . . . فكيف تريد مني أن أتوقف عن مزاولتها . . ؟ _ انت لا تمارس التعذيب إلا على نفسك !! أشعر بالدهشة كلما نظرت اليك فأنت تثر الشفقة . . تحاول التخلص من أحزانك بطرحها على اللآخرين ولكنك لا تشعر أنك تحمل في جعبتك أحزانهم أيضا. . . _ ممارسة الكذب ليس سوى لعبة نلهو بها وفي نهايتها نحصل على السعادة. . . _ أتسمي هذا الضحك المتواصل سعادة ؟ إنه ضحك مزيف . . .مليء بجراح الآخرين. . ملطخ بالدموع . . . لن يدوم طويلا _أقسم لك بذلك_ _ أخبرني ، أتشعر بمثل هذه السعادة ؟ لا يهمني اذا كانت زائفة أم لا . . المهم أنا سعداء فقط.. . . عندها شعرت بالحزن . . .لم أدر ما سبب شعوري هذا . . . ربما كان صادقا فيما يقول. . فأنا لم أشعر بالسعادة قط . . لم أتمالك نفسي . . .بدات بذرف الدموع. . .نظرت اليهم فوجدتهم ينظرون الي ويضحكون . . .استمرت أصواتهم تعلو وتعلو . . . وأنا أحمل أحزاني وألهو بها بعيدا . . . أدركت حينها أني كنت وما زلت وحيدا. . . . |
أدوات الموضوع | |
|
|