2014-02-15, 07:02 PM
|
|
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
|
|
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المشاركات: 3,175
|
|
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة البينة.
قَوْله تَعَالَى لم يكن الَّذين كسرت النُّون لسكونها وَسُكُون اللَّام بعْدهَا وَأَصلهَا واصلها السّكُون للجزم وحذفت الْوَاو قبلهَا لسكونها وَسُكُون النُّون وَلم ترد الْوَاو عِنْد حَرَكَة النُّون لِأَن الْحَرَكَة عارضة لَا يعْتد بهَا وَمثله قُم اللَّيْل وَهُوَ كثير فِي الْقُرْآن فِي كل فعل مجزوم أَو مَبْنِيّ وعينه وَاو أَو يَاء أَو ألف مبدلة من أَحدهمَا وَلَا يحسن حذف النُّون من يكن فِي هَذَا على لُغَة من قَالَ لم يَك زيد قَائِما لِأَنَّهَا قد تحركت وانما يجوز حذفهَا اذا كَانَت سَاكِنة فِي الْوَصْل فتشبه بحروف الْمَدّ واللين فتحذف للمشابهة ولكثرة الِاسْتِعْمَال واذا تحركت زَالَت المشابهة وَامْتنع الْحَذف الا فِي شعر فقد أَتَى حذفهَا بعد أَن تحركت لالتقاء الساكنين قَوْله وَالْمُشْرِكين عطف على أهل وَلَا يحسن عطف الْمُشْركين على الَّذين لِأَنَّهُ يَنْقَلِب الْمَعْنى وَيصير الْمُشْركين من أهل الْكتاب وَلَيْسوا مِنْهُم قَوْله منفكين مَعْنَاهُ مفارقين بَعضهم بَعْضًا أَي مُتَفَرّقين وَدلّ على ذَلِك قَوْله وَمَا تفرق الَّذين أُوتُوا الْكتاب فَهُوَ مَأْخُوذ من قَوْلهم قد انْفَكَّ الشَّيْء من الشَّيْء اذا فَارقه فَلَا يحْتَاج الى خبر اذا كَانَ بِمَعْنى مُتَفَرّقين وَلَو كَانَ بِمَعْنى زائلين لَا حتاج الى خبر لِأَنَّهُ من أَخَوَات كَانَ قَوْله رَسُول بدل من الْبَيِّنَة أَو رفع على اضمار هِيَ رَسُول وَيَتْلُو فِي مَوضِع رفع على النَّعْت لرَسُول وَفِي حرف أبي رَسُولا بِالنّصب على الْحَال قَوْله فِيهَا كتب ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع النَّعْت لصحف قَوْله مُخلصين وحنفاء حالان من الْمُضمر فِي يعبدوا قَوْله وَذَلِكَ دين الْقيمَة ذَلِك ابْتِدَاء وَدين خبر ذَلِك وَالْقيمَة صفة قَامَت مقَام مَوْصُوف مَحْذُوف تَقْدِيره دين الْملَّة الْقيمَة أَي المستقيمة وَقيل تَقْدِيره دين الْجَمَاعَة الْقيمَة قَوْله وَالْمُشْرِكين الثَّانِي فِي مَوضِع نصب عطف على الَّذين وَقيل فِي مَوضِع خفض عطف على أهل كَالْأولِ فِي علته
قَوْله جزاؤهم عِنْد رَبهم ابْتِدَاء وجنات خَبره اي جزاؤهم دُخُول جنَّات وتجري نعت لجنات قَوْله خَالِدين حَال من الْهَاء وَالْمِيم فِي جزاؤهم وَجَاز ذَلِك لِأَن الْمصدر لَيْسَ بِمَعْنى أَن فعل وَأَن يفعل فَيحْتَاج أَن لَا يفرق بَينه وَبَين مَا تعلق بِهِ انما يمْتَنع ان يفرق بَينه وَبَين مَا تعلق بِهِ اذا كَانَ بِمَعْنى أَن فعل وَأَن يفعل وَلَيْسَ هَذَا مِنْهُ وأبدا ظرف زمَان.
منقول من كتاب :مُشكل إعْراب القرْآن.
أبو محمد مكي بن أبي طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي المالكي.
المحقق: د. حاتم صالح الضامن.
|