جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المفيد وغير المفيد في خطاب المالكي / عدنان حسين
المفيد وغير المفيد في خطاب المالكي عدنان حسين بعدما انتهى رئيس مجلس الوزراء من إلقاء كلمته الأسبوعية أمس، وهي كرّسها لموضوع الساعة، موضوع السقوط المدوي للموصل ومحافظتها ومناطق أخرى بين براثن داعش وفلول النظام السابق وسواهم، رغبتُ في أن أحصي عدد الجمل المفيدة والأخرى غير المفيدة الواردة في الكلمة. أكثر الجمل تردداً في الكلمة كانت: ان ما حصل من أحداث في مدينة الموصل خدعة ومؤامرة. وهذه جملة غير مفيدة، لم نفهم منها شيئاً.. أثارت الكثير من الأسئلة التي ظلت من دون أجوبة: من ذا الذي تآمر؟ من الذي رتّب الخدعة؟ كيف انطلت المؤامرة والخدعة على القوات العسكرية المرابطة في نينوى وقياداتها؟ لماذا يُحجِم رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عن الكشف عن أصحاب المؤامرة والخدعة؟ مم يخشى؟ المالكي قال أيضاً: قطعاتنا الأمنية بأجهزتها قادرة على إخراج الشوك من أجسادنا بأيدينا والقضاء على هذه التنظيمات (المسلحة التي اجتاحت الموصل وسواها).. هذه أيضا جملة غير مفيدة. كيف ستتمكن القوات الأمنية الفارّة من الموصل من القضاء على هذه التنظيمات وهي التي لم تكلّف نفسها مجرد المقاومة؟ هل هناك قوات أخرى؟ مَنْ يضمن انها ليست في صورة القوات المنهزمة أمام داعش في الموصل؟ وقال المالكي: الذين انسحبوا والذين تخاذلوا لابدّ من أن يُحاكموا.. هذه جملة غير مفيدة هي الأخرى. واضح ان المقصود هم القادة العسكريون والأمنيون، لكن ما مسؤولية من عيّنهم في مناصبهم وأوكل اليهم مهامهم وتمسّك بهم بقوة ولم يقدّمهم الى مجلس النواب كما يقضي الدستور؟ جملة أخرى غير مفيدة قالها المالكي، هي: سنشكل جيشاً موازياً للجيش النظامي من المتطوعين للدفاع عن البلاد. هذا الجيش "الموازي" هل سيكون على غرار "الجيش الشعبي" الصدامي أم على غرار الحرس الثوري الايراني؟ هل سيتحول في المستقبل الى "حرس جمهوري" يتسلط على الجيش النظامي؟ هل سيتشكل من عناصر الميليشيات الطائفية؟ هل ستُنظم لأفراد هذا الجيش دورات عسكرية سريعة، كما جرى سابقاً، ثم يُلقى بهم في سوح المعارك لقمة سائغة للموت؟ كلمة السيد المالكي أمس تضمنت جملة مفيدة واحدة فقط، هي تلك التي دعا فيها أقطاب العملية السياسية المتصارعين صراعاً ضارياً على المال والسلطة والنفوذ، وهو أحدهم، الى الاجتماع، طالباً سلفاً عدم الخوض في أية قضايا تتعلق بشؤون صراع المال والسلطة والنفوذ، وإنما أن يقتصر البحث في الاجتماع على ما يتوجب فعله، بذريعة "الظهور بموقف موحد" حيال "المؤامرة"... هذه جملة مفيدة للغاية فهي رسالة صريحة منه بانه لا يريد ولا يرغب في أي نوع من الحساب عما جرى في الموصل وسواها .. الحساب بوصفه رئيس السلطة التنفيذية التابعة لها المؤسسة العسكرية والأمنية التي سجّلت "مأثرة" الفرار في الموصل.. والحساب بوصفه القائد العام للقوات المسلحة المسؤول مسؤولية مباشرة عن وضع القوات المسلحة وادارتها وقيادتها، ونجاحاتها وفشلها، وانتصاراتها وهزائمها. عن صحيفة المدى |
أدوات الموضوع | |
|
|