جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
صفحات من تاريخ الخيانة الشيعية.. خيانتهم لآل البيت
صفحات من تاريخ الخيانة الشيعية.. خيانتهم لآل البيت
بقلم: علوش القاسم قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه مقرعا الشيعة، لما وصل إليه خبر سيطرة شيعة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما على اليمن ، وتقاعس شيعته عن القيام بواجب نصرته ومواجهة خصومه: ( أُنْبِئْتُ بُسْراً قَدِ اِطَّلَعَ اَلْيَمَنَ، وَإِنِّي وَاَللَّهِ لَأَظُنُّ أَنَّ هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ بِاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ، وَبِمَعْصِيَتِكُمْ إِمَامَكُمْ فِي اَلْحَقِّ وَطَاعَتِهِمْ إِمَامَهُمْ فِي اَلْبَاطِلِ، وَبِأَدَائِهِمُ اَلْأَمَانَةَ إِلَى صَاحِبِهِمْ وَخِيَانَتِكُمْ، وَبِصَلاَحِهِمْ فِي بِلاَدِهِمْ وَفَسَادِكُمْ، فَلَواِئْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ عَلَى قَعْبٍ لَخَشِيتُ أَنْ يَذْهَبَ بِعِلاَقَتِه.ِ اَللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ مَلِلْتُهُمْ وَمَلُّونِي، وَسَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي، فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وأَبْدِلْهُمْ بِي شَرّاً مِنِّي. اَللَّهُمَّ مِثْ قُلُوبَهُمْ كَمَا يُمَاثُ اَلْمِلْحُ فِي اَلْمَاءِ أَمَا وَاَللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي بِكُمْ أَلْفَ فَارِسٍ مِنْ بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمٍ ) ( نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد، ص: 333/334).لم أنقل هذا النص عبثا من نهج البلاغة، وهو الكتاب الذي جمع خطب الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بل لهدف مقصود ومحدد، أتوخى منه بيان موقف أئمة أهل البيت، وعلى رأسهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ممن يدعون حبهم وموالاتهم، وهم في الحقيقة خارجون عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن منهج أهل البيت عليهم السلام، وأكثرهم خيانة لهم ومفارقة لأمرهم، والدليل على ما أقول التاريخ الطويل والحافل بخيانة من يدعي التشيع لآل البيت، ولأئمة آل البيت، بدأ من خيانتهم لعلي بن أبي طالب وتقاعسهم عن القتال معهم ونصرته في المواقف العصيبة، إلى غدرهم بالحسين بن علي رضي الله عنهما بعدما أغروه بالمبايعة والنصرة، ودعوه للإمرة والخلافة، وصولا إلى تحريفهم لما كان عليه أهل البيت من الدين والمودة والمحبة لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ناهيك عن غدرهم وخيانتهم للأمة الإسلامية، إبان الحملة المغولية على الإمبراطورية الإسلامية في أواخر عهد الدولة العباسية، على عهد الوزير الشيعي ابن العلقمي. إضافة إلى تواطؤ الدولة العبيدية الفاطمية الشيعية مع النصارى إبان حملتهم الصليبية على بلاد الشام وبيت المقدس، وغضهم الطرف عن التواجد النصراني بأرض فلسطين، طوال قرنين من الزمان لحين قيام الناصر صلاح الدين بإنهاء سيطرة الفاطميين على أرض الكنانة، إيذانا منه، رحمه الله، بدأ حملته القاضية بتطهير بيت المقدس من التواجد الصليبي، واضعا الحد بذلك للحملة الصليبية الأولى على أرض فلسطين، وصولا إلى تحالف الدولة الصفوية الشيعية الإيرانية، في عهد إسماعيل الصفوي، مع الإمبراطورية الروسية في مواجهة الإمبراطورية العثمانية السنية، وأخيرا وليس آخرا تحالفهم المبطن، أحيانا، والسافر أحيانا أخرى، مع " قوى التحالف الدولي" بخصوص غزو العراق وأفغانستان . ومن المفارقات العجيبة أن يلجأ الشيعة الرافضة إلى التحدث بأحاديث موضوعة، ومكذوبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تضمن لهم الجنة وحدهم، وحتى لو غضينا الطرف عن مدى صحة تلك الأحاديث، فهي ولا شك تتحدث عن علي وشيعته المخلصين، وليس هؤلاء الشيعة الاثني عشرية المنافقين، والمكفرين لخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. ورغم ضعفها ووضاعتها فإنهم يسقطونها على أنفسهم، فإذا كان علي رضي الله عنه مبشرا بالجنة هو ومن كان معه من الصحابة رضوان الله عليهم، فحتما فإنه على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي حياته، لم يكن لمسلم الحق أن يتحزب لجهة ما، لا الجهة علي ولا لأبي بكر وعمر أو غيرها، إلا التحزب إلى جهة نبي الإسلام ودين الإسلام. كيف يكون التشيع والتحزب على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جائز وقد قال الله سبحانه : (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ))[الحجرات:10] ، والأخوة منة ينعم بها الله تعالى على عباده الصالحين فتأتلف قلوبهم وتتوثق روابطهم؛ كما أنعم على الجيل الأول والرهط المبارك من الصحابة رضوان الله عليهم حين قال عز وجل: ((هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))[الأنفال:62-63] ، جاء هذا التأليف بعد امتحان للقلوب واختبار للنوايا فلما صدقوا نزلت عليهم النعمة وغشيتهم الرحمة؟ . كيف يتحدث الشيعة الاثني عشرية أن النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن الشيعة والتشيع في حياته؟. وواقع حال علي بن أبي طالب، رضي الله، أنه كان يذم شيعته بعد أن استقر بالكوفة واتخذها عاصمة للخلافة الإسلامية، ويذم أخلاقهم وأفعالهم القائمة على معصية الإمام وتقاعسهم عن تنفيذ أمره ونصرته في مواجهة خصومه، خاصة وإني رأيت الشيعي الرافضي يستدل بالحديث الموضوع، والمكذوب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوارد عند ابن حجر الهيثمي في كتابه ( الصواعق المحرقة للرد على أهل البدع والزندقة )، وهو كتاب ألف بالمناسبة للرد على أقوال الشيعة الرافضة الطاعنين في الصحابة رضوان الله عليهم، " يا علي أنت وأصحابك في الجنة ، أنت وشيعتك في الجنة " قال عنه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة: (الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث- المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 5590 خلاصة الدرجة: موضوع ). والحديث رواه أيضا ابن عدي في كتابه "الكامل في الضعفاء" تحت رقم 9/51. وضعفه أبونعيم في "حلية الأولياء" تحت رقم 4/364 ، كما ضعفه الإمام الذهبي في " ميزان الاعتدال " تحت رقم 2/18. : وأما حديث " يا علي إن الله قد غفر لك ولذريتك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك فأبشر " أخرجه الإمام الشوكاني – في كتابه " الفوائد المجموعة" - تحت رقم 384 في إسناده وضاع، وبالتالي لا يخلو أن يكون حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. كما وأن ابن حجر الهيثمي حينما كان يستدل بمثل هذه المرويات في كتابه الصواعق المحرقة كان ينزلها على أتباع علي المخلصين له، وهم أهل السنة المحبين له وللصحابة أجمعين، فيقول بهذا الصدد: (وشيعته هم أهل السنة لأنهم الذين أحبوهم كما أمر الله ورسوله، وأما غيرهم فأعداؤه في الحقيقة لأن المحبة الخارجة عن الشرع الحائدة عن سنن الهدى هي العداوة الكبرى فلذا كانت سبباً لهلاكهم كما مر آنفا عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وأعداؤهم الخوارج ونحوهم من أهل الشام، لا معاوية ونحوه من الصحابة، لأنهم متأولون فلهم أجر، وله هو وشيعته أجران رضي الله تعالى عنهم . ويؤيد ما قلناه من أن أولئك المبتدعة الرافضة والشيعة ونحوهما ليسوا من شيعة علي وذريته بل من أعدائهم كما أخرجه صاحب المطالب العالية عن علي ومن جملته: أنه مر على جمع فأسرعوا إليه قياما فقال: من القوم؟ فقالوا: من شيعتك يا أمير المؤمنين. فقال: لهم خيرا ، ثم قال: ( يا هؤلاء ما لي لا أرى فيكم سمة شيعتنا وحلية أحبتنا) فأمسكوا حياء. فقال له من معه: نسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم لما أنبأتنا بصفة شيعتكم. فقال: شيعتنا هم العارفون بالله العاملون بأمر الله أهل الفضائل الناطقون بالصواب، مأكولهم القوت، وملبوسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع، نجعوا لله بطاعته، وخضعوا إليه بعبادته، مضوا غاضين أبصارهم عما حرم الله عليهم، رامقين أسماعهم على العلم بربهم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت منهم في الرخاء، رضوا عن الله تعالى بالقضاء، فلولا الآجال التي كتب الله تعالى لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلى لقاء الله والثواب وخوفا من أليم العقاب(...) [ إلى أن قال ابن حجر الهيثمي ] فتأمل وفقك الله لطاعته وأدام عليك من سوابغ نعمه وحمايته هذه الأوصاف الجليلة الرفيعة الباهرة الكاملة المنيعة تعلم أنها لا توجد إلا في أكابر العارفين لأئمة الوارثين فهؤلاء هم شيعة علي رضي الله تعالى عنه وأهل بيته . وأما الرافضة والشيعة ونحوهما إخوان الشياطين وأعداء الدين وسفهاء العقول ومخالفوا الفروع والأصول ومنتحلوا الضلال ومستحقوا عظيم العقاب والنكال فهم ليسوا بشيعة لأهل البيت المبرئين من الرجس المطهرين من شوائب النقص والدنس لأنهم أفرطوا وفرطوا في جنب الله فاستحقوا منه أن يبقيهم متحيرين في مهالك الضلال والاشتباه، وإنما هم شيعة إبليس اللعين وخلفاء أبنائه المتمردين، فعليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين، وكيف يزعم محبة قوم من لم يتخلق قط بخلق من أخلاقهم، ولا عمل في عمره بقول من أقوالهم، ولا تأسى في دهره بفعل من أفعالهم ولا تأهل لفهم شيء من أحوالهم، ليست هذه محبة في الحقيقة بل بغضة عند أئمة الشريعة والطريقة، إذ حقيقة المحبة طاعة المحبوب وإيثار محابه ومرضاته على محاب النفس ومرضاتها، والتأدب بآدابه وأخلاقه. ومن ثم قال عليّ كرم الله وجهه: (لا يجتمع حبي وبغض أبي بكر وعمر لأنهما ضدان وهما لا يجتمعان) انتهى. ( ابن حجر الهيثمي: الصواعق المحرقة ص، 215-217 ). من جهة أخرى، أتساءل عن السبب الذي جعل الشيعي الرافضي يقتصر في إحالته على كتاب " الصواعق المحرقة " على ذكر اسم ابن حجر فقط دون أن يعرف لنا من ابن حجر هذا؟ هل هو ابن حجر العسقلاني صاحب كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري أم غيره؟. أعتقد، والله أعلم، أن هذا الغموض والتشويش في ذكر الاسم الأول مقصود، وهي من عادة الشيعة الرافضة، حتى يتوهم القارئ ويكف عن تتبع المصدر المحال عليه، مادام أن ابن حجر العسقلاني ثقة ومعروف بضبطه للحديث، في حين أن ابن حجر الهيثمي صاحب كتاب " الصواعق المحرقة "، وهو المقصود من إحالة الشيعي الرافضي، بضاعته في الحديث مجزاة، وهو ما انفك يستدل بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، وهي حالة اغلب الفقهاء في العصور المتأخرة. تعريف الشيعة .. من هم؟ إذا طلب مني تعريف الشيعة فإني قد أسلك في ذلك سبيلين لا ثالث لهما، سبيل التاريخ وما سطر في الكتب من التعريفات قديما وحديثا، وسبيل الواقع المعاصر المعاش، حيث أضحى العالم قرية صغيرة يرى أقصاها كما يرى أدناها في الآن واللحظة معا. قد يُعيي المرء النظر في كتب التاريخ والفرق والطوائف التي ظهرت عبر التاريخ الإسلامي، في تتبع للصيرورة التي آل إليها واقع من يدعي التشيع لآل البيت، ويرفع شعار إتباعهم ومحبتهم، خاصة الإنسان غير المتمرس وغير المستعد لبذل وقت ليس بالقليل في استصدار الحقيقة من بطون تلك الكتب لمعرفة أصل التشيع وكيف كان الجيل الأول الذي انتحل التشيع لآل البيت وإتباع أمرهم بعد استشهاد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه؟. وأقصد بالتشيع هنا التشيع الاصطلاحي وليس اللغوي، كيف صارت وانتهت إليه حال الأجيال الموالية للجيل الأول؟، خاصة بعد حادثة مقتل الحسين بن علي رضوان الله عليهما، نتيجة ظروف ووقائع، يجمع كل من اهتم بالتدوين لتلك الحقبة، أن تداعياتها كان لها ما بعدها، بحيث بدأ المؤرخون يتحدثون عن الشيعة والتشيع الما قبل استشهاد الحسين بن علي والشيعة والتشيع الما بعد استشهاده، وهو ما يصلطح عليه في الأدبيات المتخصصة بانتقال التشيع من طابعه السياسي الصرف إلى طابعه العقدي الباطني، الذي أَشَّرَ على ظهور عقائد ما يعرف بالتشيع الرافضي أو التشيع الإمامي لكن يبدو أن اللجوء إلى الواقع المعاصر سوف لن يضني من يريد معرفة التشيع ما هو؟ ومعرفة الشيعة من يكونون؟.: إن إطلالة متأنية على واقع وحال الشيعة اليوم، يبدو لي، كفيلة أن تعطينا نظرة دقيقة لمعرفة من هم الشيعة، وتعرف لنا ما هو التشيع؟. إن مناظر يوم عاشوراء في كل من النجف وكربلاء وقم وجنوب لبنان، تظهر ليس فقط للمسلمين، بل للعالم أجمع ما هو التشيع؟. إنه بكل بساطة، شق للرأس بضربة سيف يقوم بها (مْعلَّمْ) على رؤوس الشيعة، أو شرخ يحدثه سكين (أو ساطور) على مقدمة الرأس، لتسيل الدماء بعد ذلك أنهارا على أجساد، وشوارع، وأزقة مدن، ومناطق تواجد الشيعة. يصاحب ذلك نواح وصياح وحالات هيستيريا تطال المتجمعين والتابعين والمتبوعين، فضرب للصدور العارية، وجلد للظهور التي أعيا أصحابها الضنك والشقاء، وأضناها البحث عن سراب، ما فتئ يؤجج صورته في مخيلات وأذهان جموع الشيعة البائسة، معممي ومتاجري التشيع الصفوي، في انتظار لا ولن يعرف طريقه إلى النهاية، ليوم ترجع فيه المظلومية المزعومة لآل البيت، وترد فيه الحقوق المغتصبة الموهومة لعلي وأبنائه، تقطع فيه رؤؤس الظالمين والغاصبين لآل محمد حقوقهم، يوم يقوم فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من قبره الشريف، كما تقول بذلك أدبيات نهاية التاريخ الشيعية، ليبايع فيه " ابن نرجس " أو" مليكة " الإيطالية، على اختلاف في اسمها الحقيقي بين رواة وحفظة نسب أبو صالح محمد ابن الحسن العسكري، ( وإني أخاف أن يكون رئيس الوزراء الإيطالي " بيرلوسكوني " ينتمي بدوره لآل البيت، كما صرح بذلك علي الكوراني رئيس مؤسسة أهل البيت بانجلترا، يوم أن قال من على منبر قناة المستقلة، في برنامج " الحوار الصريح بعد التراويح "، بأن من يصلي على آل البيت عليه أن يُلحِقَ بهم خمس أو سبع عوائل مسيحية متواجدة بلبنان، ناهيك عن الملكة " إيليزابيت " ملكة انجلترا، لأن جدها السابع، هنري الثامن، كان ينتمي لآل البيت)، فيقوم مهدي الشيعة الموعود بإخراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم – عياذا بالله - من قبره ليس ليبايع هو النبي، بل ليقوم النبي بمبايعة مهدي الشيعة ثم يبايعه بعد ذلك علي بن أبي طالب، فعن الإمام الباقر: ( حين يظهر قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإنه يلقى العون من الله وملائكته، وأول من يبايعه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبعده علي ) ( حق اليقين للعلامة باقر مجلسي ص: 149). هذا المهدي المزعوم الذي سيحكم في المسلمين بحكم وحكومة آل داود ولا يسأل البينة ( الكافي ج1ص: 168)، فيما يسمى عندهم بعقيدة الرجعة إلى هذه الحياة الدنيا، وهي تختلف عن البعث ليوم القيامة المنصوص عليه في القرآن الكريم، المختفي منذ 12 قرنا ونيف إذانا منه بأزوف ساعة الانتقام من أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة، ( حق اليقين ص: 139 ) نتيجة أفعالهم الشنيعة التي أدت إلى هدم ركن الإسلام وعماده، ( بعد أن أبطلوا العمل بما تم تقريره يوم " غدير خم" الذي أتى لينقض ما قرره الله من فوق سبع سماوات يوم عرفة، ذلك اليوم المشهود الذي وقف فيه النبي الخاتم على جبل عرفات ليقرأ على جموع الصحابة المائة وعشرين ألف قوله تعالى: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ). ثم بعد ذلك ينتقم من كل اهل السنة حسبما جاء ( وذلك حين يظهر المهدي عليه السلام يبدأ حسابه وعمله أولا مع السنيين وخاصة علماء السنة وذلك قبل الكافرين فقتلهم جميعا ويبيدهم عن اخرهم ) ( حق اليقين للعلامة باقر مجلسي ). دعوة علي بن أبي طالب على شيعته ومن كلام علي بن أبي طالب عليه السلام في ذمّ أصحابه: ( كَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى الْبِكَارُ الْعَمِدَةُ(1)، وَالثِّيَابُ الْمتَدَاعِيَةُ!(2) كُلَّما حِيصَتْ(3) مِنْ جَانِب تَهَتَّكَتْ(4) مِنْ آخَرَ، كُلَّما أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِرٌ(5) مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ أَغْلَقَ كُلُّ رَجُل مِنْكُمْ بَابَهُ، وَانْجَحَرَ(6) انْجِحَارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِهَا، وَالضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا(7).الذَّلِيلُ وَاللهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ! وَمَنْ رُمِيَ بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ بِأَفْوَقَ نَاصِل(8)<o:p></o:p> إِنَّكُمْ ـ وَاللهِ ـ لَكَثِيرٌ فِي الْبَاحَاتِ(9)، قَليِلٌ تَحْتَ الرَّايَاتِ، وَإِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ، وَيُقِيمُ أَوَدَكُمْ(10)، وَلكِنِّي واللهِ لاَ أَرى إِصْلاَحَكُمْ بَإِفْسَادِ نَفْسِي. أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكُمْ(11)، وَأَتْعَسَ جُدُودَكُمْ(12)! لاَ تَعْرِفُونَ الْحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ الْبَاطِلَ،وَلاَ تُبْطِلُونَ الْبَاطِلَ كَإِبطَالِكُمُ الْحَقَّ!) :( شرح الكلمات الصعبة: (1) البِكار: الفتيّ من الابل. العَمِدة: التي انفضح داخلُ سنَامِها من الركوب، وظاهُرهُ سليم.(2)الثياب المُتداعية: الخَلقَةُ المُتَخَرّقة. ومُدَاراتها: استعمالها بالرفق التام.(3) حيصَتْ: خِيطَتْ.(4) تَهَتّكَتْ: تَخَرّقَتْ. (5) المَنْسر: القطعة من الجيش تمر أمام الجيش الكثير. وأطلّ: أشرف.(6)إنْجَحَرَ: دخَلَ الجُحْرَ.(7) الوِجار ـ بالكسر ـ: جُحْرُ الضّبُع وغيرها(8) .الافْوَق من السهام: ما كُسر فُوقُهُ، أي موضع الوتر منه. والناصل: العاري من النصل. والسهم إذا كان مكسور الفُوقِ عارياً عن النصل لم يؤثّر في الرمية.(9)الباحات: الساحات. (10) أوَدَكم ـ بالتحريك ـ: اعوجاجكم.(11) أضْرَعَ الله خُدُودَكم: أذلّ الله وجوهكم.(12) وأتْعَسَ جُدُودَكم، أي: حط من حظوظكم. والتّعَسَ: الانحطاط والهلاك والعثار.) خيانة الشيعة لأئمة آل البيت سنعرض هنا في هذه النقطة لنماذج من خيانة الشيعة لأئمة آل البيت منذ الفترات الأولى لظهور التشيع، ونحن لا نقصد أولئك الصحابة الكرام الذين كانوا في معسكر علي رضي الله عنه، ولكن كلامنا يتجه إلى أولئك الرعاع الذي ادعوا كذبا وزورا التشيع لآل البيت، هربا من سيف القصاص الذي كان ينتظرهم إثر مشاركتهم الآثمة في قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ظلما وعدوانا. مباشرة بعد استقرار الأمر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بالكوفة بعد واقعتي الجمل وصفين، واطمأن أولئك القتلة الرعاع أتباع عبد الله ابن سبأ اليهودي، (وكل من يريد أن ينكر وجود هذه الشخصية اليهودية الماكرة التي كان لها الدور الأساسي في ظهور الغلوفي محبة آل البيت وادعاء أمورا فيهم ما أنزل الله بها من سلطان، من مثل النص والتعيين والوصية، فعليه أن ينكر دور اليهودي " بولس" أو" شاؤول" في تحريف الديانة المسيحية، والاتجاه بها إلى منحى الغلوفي شخص المسيح عليه السلام إلى حد ادعاء الألوهية في شخصية، وأنه ابن لله وليس نبي الله). أظهر الشيعة حقيقة أمراضهم النفسية والخلقية المنحطة الملتصقة بإثارة الدنيا على الآخرة، والركون إلى الباطل عوض نصرة الحق، عكس ما كانوا يزعمونه ويدعونه على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وجعلوا ذلك سبب خروجهم على خليفة المسلمين الشرعي. والشيعة الذين غالوا في حب آل البيت وعلى رأسهم علي بن أبي طالب ثبتت خيانتهم لهم منذ اللحظات الأولى لظهور التشيع إبَّان الفتن التي ثارت ثائرتها بين الصحابيين الجليلين علي ومعاوية رضوان الله عليهما. 1)خيانتهم لعلي بن أبي طالب: فقد كان أكثر شيعة علي بن أبي طالب من أهل العراق وعلى وجه الخصوص أهل الكوفة والبصرة، وعندما عزم علي على الخروج بهم إلى أهل الشام بعد القضاء على فتنة الخوارج خذلوه، وكانوا وعدوه بنصرته والخروج معه، ولكنهم تخاذلوا عنه وقالوا: ( يا أمير المؤمنين لقد نفدت نبالنا وكلَّت سيوفنا، ونصلت أسنة رماحنا فارجع بنا فلنستعد بأحسن عدتنا... فأدرك علي أن عزائمهم هي التي كلت ووهنت وليس سيوفهم، فقد بدأوا يتسللون من معسكره عائدين إلى بيوتهم دون علمه، حتى أصبح المعسكر خاليًا، فلما رأى ذلك دخل الكوفة وانكسر عليه رأيه في المسير) (تاريخ الطبري: تاريخ الأمم والملوك: 5/89، 90 / وابن الأثير: الكامل في التاريخ :3/ 349). "وأدرك الإمام علي أن هؤلاء القوم لا يمكن أن تنتصر بهم قضية مهما كانت عادلة ولم يستطع أن يكتم هذا الضيق فقال لهم: ما أنتم إلا أسود الشرى في الدعة وثعالب رواغة حين تدعون إلى البأس وما أنتم لي بثقة... وما أنتم بركب يصال بكم، ولا ذي عز يعتصم إليه، لعمر الله لبئس حشاش الحرب أنتم، إنكم تكادون ولا تكيدون وتنتقص أطرافكم ولا تتحاشون" ( تاريخ الطبري (5/90)، العالم الإسلامي في العصر الأموي (ص91) ). والعجيب أن شيعة علي من أهل العراق لم يتقاعسوا عن المسير معه لحرب الشام فقط، وإنما جبنوا وتثاقلوا عن الدفاع عن بلادهم، فقد هاجمت جيوش معاوية عين التمر وغيرها من أطراف العراق، فلم يذعنوا لأمر علي بالنهوض للدفاع عنها حتى قال لهم أمير المؤمنين علي: "يا أهل الكوفة كلما سمعتم بمنسر ( وهي مقدمة الجيش ) من مناسر أهل الشام انجحر كل امرئ منكم في بيته وأغلق بابه انجحار الضب في جحره والضبع في وجارها، المغرور من عررنمون ولمن فازكم فاز بالسهم الأخيب، لا أحرار عند النداء، ولا إخوان ثقة عند النجاء، إنا لله وإنا إليه راجعون" تاريخ الطبير ( 5/135) والعالم الإسلامي في العصر الأموي (ص96)) . 2) خيانتهم للحسن بن علي ولما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبويع ابنه الحسن رضي الله عنه بالخلافة لم يكن يؤمن بجدوى حرب معاوية وخصوصًا أن شيعته خذلوا أباه من قبل، ولكن عاد شيعتهم من أهل العراق يطالبون الحسن بالخروج لقتال معاوية وأهل الشام فأظهر الحسن حنكة كبيرة دلت على سعة أفقه، فهو لم يشأ أن يواجه أهل العراق من البداية بميله إلى مصالحة معاوية وتسليم الأمر له حقنًا لدماء المسلمين، لأنه يعرف خفة عقول أهل العراق وتهورهم، فأراد أن يقيم من مسلكهم الدليل على صدق نظرته فيهم، وعلى سلامة ما اتجه إليه، فوافقهم على المسير لحرب معاوية وعبأ جيشه وبعث قيس بن عبادة في مقدمته على رأس اثني عشر ألفا، وسار هو خلفه فلما وصلت تلك الأخبار إلى معاوية وتحرك هو أيضًا بجيشه ونزل مسكن، وبينما الحسن في المدائن إذ نادى منادي من أهل العراق أن قيسًا قد قتل، فسرت الفوضى في الجيش وعات إلى أهل العراق طبيعتهم في عدم الثبات، فاعتدوا على سرادق الحسن ونهبوا متاعه حتى أنهم نازعوه بساطًا كان تحته، وطعنوه وجرحوه.. وهنا فكر أحد شيعة العراق وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي في أمر خطير وهو أن يُوثق الحسن بن علي ويسلمه لمعاوية طمعًا في الغنى والشرف، فقد جاء عمه سعد بن مسعود الثقفي وكان واليا على المدائن من قبل علي، فقال له: ( هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال: توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية، فقال له عمه: عليك لعنة الله، أَثِبُ على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأوثقه؟ بئس الرجل أنت) (تاريخ الطبري (5/159)، العالم الإسلامي في العصر الأموي (ص101)). بل إن الحسن بن علي رضي الله عنهما كان يقول: ( أرى معاوية خيرًا لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وأخذوا مالي والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به دمي في أهلي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني؛ فيضيع أهل بيتي وأهلي، والله لو قتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلما، والله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير) (كتاب الاحتجاج للطبرسي (ص 148 3) خيانتهم للحسين بن علي بعد وفاة معاوية رضي الله عنه سنة 60هـ توالت رسائل ورسل أهل العراق على الحسين بن علي رضي الله عنه تفيض حماسة وعطفًا وقالوا له: ( إنا قد حبسنا أنفسنا عليك، ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فاقدم علينا.) ( تاريخ الطبري (5/347) ) وتحت إلحاحهم قرر الحسين إرسال ابن عمه مسلم بن عقيل ليستطلع الموقف فخرج مسلم في شوال سنة 60هـ. وما إن علم بوصوله أهل العراق حتى جاءوه فأخذ منهم البيعة للحسين، فقيل بايعه اثني عشر ألفا، ثم أرسل إلى الحسين ببيعة أهل الكوفة وأن الأمر على ما يرام (تاريخ الطبري (5/ 348)). وللأسف خُدع الحسين عليه السلام بهم، وسار إليهم بعد أن حذره كثير من المقربين إليه من الخروج لما يعرفون من خيانة شيعة العراق، حتى قال له ابن عباس رضي الله عنه: ( أتسير إلى قوم قد قتلوا أميرهم، وضبطوا بلادهم، ونفوا عدوهم؟، فإن كانوا قد فعلوا ذلك فسر إليهم، وإن كانوا إنما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهر، وعماله تُجبي بلادهم فإنما دعوك إلى الحرب والقتال، ولا آمن عليك أن يغروك ويكذبوك ويخالفوك، ويخذلوك، وأن يستنفروا إليك فيكونون أشد الناس عليك)(الكامل في التاريخ (4/37)). وهنا كان عبد الله ابن عباس رضي الله عنه فطناً حصيفاً، حاول أن ينبه الحسين بن علي رضي الله عنه، وهو الذي كان قائدا وحامل لواء ابن عمه علي بن أبي طالب في حروبه، إلى أمر مهم وهو واقع الحال بالكوفة الذي لا يزال يسيطر عليه عامل يزيد ابن معاوية، عبيد الله ابن زياد، عليه من الله ما يستحق، وكيف أن أهل الكوفة -وهم يدعون أنهم شيعة لأهل البيت- لم يقضوا عليه بعد ولم يتخلصوا من حكمه وسطوته، ويراسلون رغم ذلك الحسين بن علي ليقدم عليهم أميرا مُبايَعا. إن في الأمر من المجازفة والمغامرة ما فيه، خاصة والحسين بن علي لن يكون خروجه في جيش وعتاد، بل فقط في ثلة من أبنائه وإخوانه وبني إخوانه، وعليه فإنه من الحكمة التريث لحين وصول الأخبار المؤكدة من الكوفة أن أهلها قد قضوا على حاكمها، وأجلوه منها وصار الأمر إليهم واستقر، حينها يلحق بهم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معززا مكرما. وبالفعل ظهر غدر شيعة أهل الكوفة برغم مراسلاتهم للحسين حتى قبل أن يصل إليهم فإن الوالي الأموي عبيد الله بن زياد لما علم بأمر مسلم بن عقيل، وما يأخذ من البيعة للحسين جاء فقتله وقتل مضيفه هانئ بن عروة المرادي، كل ذلك وشيعة الكوفة لم يتحرك لهم ساكن، بل تنكروا لوعودهم للحسين بن علي واشترى بن زياد ذممهم بالأموال ( المسعودي: مروج الذهب (3/67) وما بعدها، العالم الإسلامي في العصر الأموي (ص473)). فلما خرج الحسين بن عليه رضي الله عنه، وكان في أهله وقلة من أصحابه عددهم نحو سبعين رجلاً، وبعد مراسلات وعروض ( وقد كان الحسين – رحمه الله – قد عرض عرضًا جيدًا قال فيه: ( إما أن تدعوني فأنصرف من حيث جئت، وإما تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني بالحق فالحق بالثغور) ، وهذا عين الحكمة من الحسين عليه السلام لحقن الدماء، ولكن الشيطان عبيد الله بن زياد رفض إلا أن يسلم الحسين نفسه أسيرًا، فرأى الحسين الموت عنده أهون من ذلك، فكان ما كان ولا حول ولا قوة إلا بالله ) تدخل ابن زياد في إفسادها ودار القتال فقتل الحسين رضي الله عنه وقتل سائر أصحابه، وكان آخر كلامه قبل أن يسلم الروح: ( اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا ) (تاريخ الطبري (5/ 389)) بل دعاؤه عليهم مشهور حيث قال قبل استشهاده: ( اللهم إن متعتهم ففرقهم فرقًا واجعلهم طرائق قددا ولا ترضي الولاة عنهم أبدًا، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا) (الإرشاد للمفيد (ص241). وإعلام الورى للطبرسي (ص 949)) . أرأيت سوء صنيع القوم، وكيف كان غدرهم وخيانتهم حتى بآل البيت الذين زعموا حبهم واتخذوه ذريعة في عداءهم لكل من عادوا؟ وهل بعد خيانتهم لآل البيت يستبعد خيانتهم للأمة عامة، فهم منذ اللحظات الأولى يجبنون عن الحرب ويبيعون ذممهم بالأموال، ويفكرون في الخيانة في مقابل الغنى والشرف، ولو كان الثمن هو تسليم واحد من أكابر آل البيت كما فكر المختار الثقفي أن يسلم الحسن بن علي للأمويين. علمًا بأننا للإنصاف لا بد أن نقرر أن شيعة الصدر الأول في أيام علي والحسن والحسين – رضوان الله عليهم – كان من بينهم فضلاء أخيار كبعض نفر من الصحابة – رضوان الله عليهم – وهؤلاء نربأ بهم عن الخيانة، ومعاذ الله أن نصف أحدًا منهم بها، وإنما مواقف هؤلاء الفضلاء كانت قائمة على الاجتهاد أخطأوا أوأصابوا، وهذا ما أشرنا إليه آنفا ونؤكد عليه مرة أخرى، حتى لا يتهمنا أحد بالخلط والافتراء على شيعة آل البيت المخلصين من الصدر الأول. وقد كان تشيَّع أكثر الناس يومئذ يدور في فلك الحب لعلي رضي الله عنه وآل بيته بناء على مرويات سمعها الناس في الوصاية بحب هذه العترة الطاهرة، ولكن لم تكن هناك مبادئ مقررة للتشيع كالتقية والرجعة وغير ذلك.. اللهم إلا أن يكون عند نفر من الغلاة الذين ترأسهم عبد الله بن سبأ وقالوا بألوهية علي رضي الله عنه، ( رجال الكشي، ص: 70 ). لكن بعد ذلك جدَّت أمور شكلت فكر الشيعة وأطَّرته، وجعلت تقفز به في الانحراف من ميدان إلى ميدان، وتدخلت عناصر مغرضة مجوسية ويهودية وغير ذلك وتسترت بالإسلام ثم بالتشيع، وجعلت تسعى لنقض عرى الإسلام عروة بعد عروة في محاولة يائسة منها لأجل إحياء الأفكار المجوسية وعقائدها، من زرادشتية، ومانوية، ومزدكية. فصار بذلك التشيع عبارة عن كوكتيل من العقائد الباطنية الفاسدة الغربية عن الإسلام وتعاليمه، حيث تحول الفكر الشيعي بعدها إلى فكر لا عقلاني، مستمد من الفكر الغنوصي؛كما يقول بذلك الدكتور عابد الجابري، الذي تحدث عن الفكر الشيعي وجعله تحت العقل المستقيل في كتابه "تكوين العقل العربي". يمكن للمسلمين ان يكونوا بخير بدون إيران إن إيران اليوم، حين صارت شيعية، بعد أن كانت سنية عبر التاريخ قلب الاستيلاء الصفوي عليها، ومن يدور في فلكها لا يمكن أن تكون قوة داعمة لطموحات الأمة الإسلامية، ولا يمكن للعاقل أن يستند إلى جهاز الدعاية الإيراني وأذنابه ليقول لنا عكس ذلك، وإلا فليخبرنا أولئك القوم، ما هي الإضافة التي أضافتها إيران الخمينية للأمة الإسلامية، غير الحروب والويلات التي حلت على رؤوس الأمة، خاصة دول الجوار الإيراني؟، بل إن سيطرة القوى الغربية على منطقة الشرق الأوسط ازدادت عما كانت عليه زمن شاه إيران، نظرا لتفطنها إلى استعمال البعبع الشيعي فزاعة لدول المنطقة كي ما تزيد من تبعيتها لقوى الغرب، خاصة وأن تاريخ الدول الشيعية في الذاكرة العربية والإسلامية ليس بالتاريخ المفرح، لأن كل تجارب الدول الشيعية، كانت نقمة على أهل السنة، بدأ من دولة بنوعبيد والقرامطة، وانتهاء بالدولة الصفوية الشيعية التي قامت على أرض إيران منذ القرن السابع عشر الميلادي، وصولا إلى الويلات التي عرفتها منطقة الخليج العربي في العصر الثلاثين سنة الأخيرة. يمكن أن تكون دول إسلامية سنية، غير عربية، بديلا فعليا للخلاص من ضغط الدولة الإيرانية الرافضية، وهي في الواقع أكثر قوة من إيران، باكستان وتركيا، عسكريا واقتصاديا، وبل وتملك التقنية النووية منذ مدة، لو يحسن العرب كيف يعقدون تحالفاتهم الإقليمية بعيدا عن الهيمنة الغربية الامبريالية، كما يمكن أن تكون تجربة تلك الدول في التنمية والتقنية العسكرية والنووية عاملا مكملا للنقص الذي تعاني منه كثير من الدول العربية.<o:p></o:p> وبكلمة أخرى، يمكن للمنطقة العربية، والأمة الإسلامية أن تكون بخير، بعيدا عن الانجذاب للتأثير الشيعي الصفوي المعاصر، عكس ما يطبل له الطابور الشيعي الخامس في وطننا العربي. هل انتهى المغرب من التاريخ والجغرافيا بقطع علاقاته مع إيران؟ لقد قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع الدولة الشيعية، التي أرادت أن تُذل ملك المغرب، وحكومة المغرب، وشعب المغرب، بموقفها الشاذ اتجاه الرسالة التضامنية التي كان قد بعث بها عاهل البلاد إلى أمير البحرين، كغيره من زعماء وملوك الدول التي أعربت عن تضامنها معه ردا على موقف إيران التوسعي والمتعجرف التي اعتبرت أرض البحرين أراضي إيرانية، في تحدي صارخ للتاريخ والجغرافيا. فهل لحق بالمغرب واقتصاد المغرب أي ضرر جراء قطعه علاقاته مع إيران، هل انتهى من الدنيا، أم توقفت فيه الحياة ومات شعبه جوعا وعطشا نتيجة توقف المعونة الإيرانية له؟، والله عجيب أمر الشيعة والمتشيعين، حين يريدون أن يزينوا الوجه البشع التسلطي لحكومة ملالي إيران بأي وسيلة كانت؟ بل حتى بحساب الديمغرافيا، إيران وشيعتها لا يزيدون ولا ينقصون من واقع قوة الأمة الإسلامية أوضعفها شيئا، فثلث سكان إيران سنة، لكنهم مقموعين ومُنكّل بهم، ومجموع الشيعة في العالم لا يتجاوز المائة مليون على أكثر تقدير، مما يعطهم نسبة أقل من عشر بالمائة من مجموع العالم الإسلامي. إن الأمة الإسلامية ستكون بخير لو أنقصنا منها احتساب الشيعة الاثني عشرية، فهم عالة على الأمة الإسلامية لا أقل ولا أكثر، وليتحالفوا مع من شاءوا، فذلك لن يخرج عن حقيقة أمرهم، وطبيعتهم المتآمرة على المسلمين السنة منذ القديم، وإلى حدود عصرنا الحاضر وهذا ما سنتعرض له بالدراسة والتحليل في الحلقة الثانية من هذه المقالة بحول الله وقوته .
__________________
[gdwl][/gdwl]
|
#2
|
||||
|
||||
ذلك طبعهم اللهم اجعل كيدهم في نحورهم
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
احتفظ لنا التاريخ الإسلامي بعشرات الأمثلة على خيانة الشيعة الرافضة للمسلمين ولأئمة وخلفاء المسلمين، بدأ من غدرهم وخيانتهم الأولى للجماعة المسلمة، حين أحدثوا القلاقل، من أجل زعزعة الدولة الإسلامية الفتية على عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي كان حكمه نتيجة قرار مجلس الشورى، الذي عينه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان من بين أعضائه علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي وافق وقبل بدوره في نهاية المطاف، بعد مشاورات ومباحثات ( ماراطونية)، اختيار صهر النبي الأمين صلى الله عليه وآله وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه خليفة للمسلمين. فانتهت تلك القلاقل بقتل واستشهاد الخليفة الحيي، الذي تستحي منه الملائكة، وتم بذلك فتح باب من شر عظيم انتهى بالفتنة بين الصحابة وما جرى بينهم من قتال في يومي الجمل وصفين.
كما احتفظ لنا التاريخ بأن أولئك الأفاقون والمنافقون، الذين ادعوا التشيع لعلي رضي الله عنه، كانوا أول من خرج عنه وخالف أمره وتمرد على قراراته، فخرجت عنه طائفة سموا بالخوارج، فكفروه وحاربوه بالسيف وسعوا إلى قتله، وبقيت معه طائفة أخرى لم يكن شرها وخيانتها أقل من شر وخيانة الخوارج أنفسهم، وقد بينا في الحلقة الأولى من هذه الدراسة كيف توالت سلسلة خيانات الشيعة لعلي وأبنائه من بعده الحسن والحسين رضوان الله عليهم جميعا. خيانة خلفت مرارة وغصة أبديتين، لا يمكن نسيانها عند كل محب وغيور على المسلمين عامة وعلى أهل البيت خاصة. وهكذا توالت الفتن والخيانات في أبناء وأحفاد المتشيعين المنافقين من أحفاد اللعينين ابن السوداء، عبد الله بن سبأ اليهودي، وأبو لؤلؤة المجوسي. يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( وأما الفتنة فإنما ظهرت في الإسلام من الشيعة فإنهم أساس كل فتنة وشر، وهم قطب رحا الفتن. فإن أول فتنة كانت في الإسلام قتل عثمان – فسعوا في قتل عثمان وهو أول الفتن. ثم انزووا إلى علي لا حبا فيه ولا في أهل البيت؛ ولكن ليقيموا سوق الفتنة بين المسلمين. ثم هؤلاء الذين سعوا معه منهم من كفره بعد ذلك وقاتله كما فعلت الخوارج وسيفهم أول سيف سل على الجماعة. ومنهم من أظهر الطعن على الخلفاء الثلاثة كما فعلت الرافضة وبهم تسترت الزنادقة كالغالية من " النصيرية " وغيرهم ومن "القرامطة الباطنية" و"الإسماعيلية" وغيرهم. فهم منشأ كل فتنة. ولهذا تجد الشيعة ينتصرون لأعداء الإسلام المرتدين أتباع مسيلمة الكذاب ويقولون إنهم كانوا مظلومين، و ينتصرون لأبي لؤلؤة الكافر المجوسي... ويعاونون الكفار على المسلمين. ويختارون ظهور الكفر وأهله على الإسلام وأهله). ( ابن تيمية، منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية ج/3 ص 141). في تناولنا لتاريخ وخط الخيانة الشيعي الرافضي الطويل، القائم على خيانة المسلمين والغدر بهم والتظاهر مع الكفار عليهم، سنعرض لخمس أمثلة من خيانات الشيعة القوية والتي كان لها دورا مفصليا في النكاية بالإسلام وأهله، والسعي من خلالها إلى القضاء على دين الله وعباد الله المسلمين. سنعرض لخيانة الشيعة " الفاطميين " من خلال موالاتهم للنصارى عباد الصليب على أهل الإسلام في بلاد الشام وأرض الكنانة الكنانة، ثم نعرض لخيانات الشيعة " القرامطة "، والشيعة " البويهيون "، والشيعة " النصيرية ". على أن نعرض لخيانات الشيعة، في عصرنا الحديث للمسلمين، وموالاتهم لأعداء الإسلام من خلال الوثائق السرية التي سربت للصحافة العالمية، ومنها ما هو باعتراف كبار الدولة في إيران كمذكرات العلامة الشيعي الكبير" آية الله حسين علي منتظري " الذي كان خليفة لزعيم الثورة الإيرانية " الخميني " بعد أن تمت الإطاحة به في مارس 1989م. وأيضا من خلال اعترافات أعداء الإسلام بذلك في مذكراتهم وكتبهم من مثل مذكرات حاكم العراق الأمريكي " بيرمر"، بعد سقوط بغداد. ناهيك عن ما ظهر للعيان، والذي يكفي اللبيب من الناس معرفته، من خلال إعادة قراءة بعض الأحداث المعاصرة أبرزها تواطؤ شيعة العراق مع الاحتلال الأنجلو- أمريكي، وقبلها تواطؤ النظام "النصيري الشيعي "السوري و "حركة أمل الشيعة " اللبنانية مع الكيان الصهيوني إبان الغزو الصهيوني للبنان سنة 1982 من اجل القضاء على المقاومة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ليعرف خيوط اللعبة المنسوجة في الخفاء بين الشيعة والامبريالية العالمية الصهيو- مسيحية. لكن قبل أن نخوض في دروب تاريخ الخيانة الشيعية نجد أنفسنا مضطرين لطرح السؤال التالي: لماذا يقوم دين الشيعة الإمامية على خيانة المسلمين؟ الجواب على هذا السؤال، حاولت أن أقدمه للقارئ الكريم من خلال المقالات والدراسات السابقة التي قدمتها بخصوص" أصول الفكر الشيعي" القائمة على: 1) القول بالإمامة والولاية وان منكرها كافر مخلد في النار حلال دمه وماله وعرضه. 2) القول بتحريف القرآن: وهو نتيجة طبيعة للقول بالإمامة لتفسير عدم وجود النص على تعيين علي بن أبي طالب وأبنائه خلفاء وأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 3) القول بتكفير المسلمين، وهو أيضا نتيجة طبيعة، حسب عقيدة الشيعة، لعدم الإيمان بعقيدة الإمامة والولاية. غير أني سأحاول التذكير بهذه الأسس الثلاث التي تعد السبب الرئيس الذي يدفع الشيعة إلى سلوك خط الخيانة للمسلمين على طول تاريخهم، وقد كانت بمثابة المحرك للشيعة في كل خياناتهم. ولا شك في أن أعمال الإنسان التي تصدر منه نتيجة اعتقاد انطوى عليه قلبه تصبح لديه بمثابة الدين الذي يدين به ويتعبد، ومن ثَم يكون شديد التمسك بها متفان في تنفيذها. ومن هنا سنرى – فيما يلي – أن خيانات الشيعة لأهل السنة يَعُدُّونَها من الدين، بل من القربات التي ترضي الله تعالى. عقائد وراء خيانات الشيعة سأركز هنا باختصار شديد على ذكر بعض أقوال أهم وأكبر وأوثق علماء ومراجع الشيعة، وذلك منعا للإطالة، لكوني قد بينت ذلك بتفصيل في سلسلة " أصول الفكر الشيعي " يرجى ممن أراد التفصيل في ذلك الرجوع إليها في أرشيف موقع "هيسبريس" الالكتروني 1) كفر من لا يؤمن بولاية الأئمة الاثنى عشر: يقول رئيس محدثيهم محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق في رسالة الاعتقادات (ص103- ط مركز نشر الكتاب – إيران 1370) ما نصه: ".. واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده – عليهم السلام – أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدًا ممن بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله"، وينقل حديثًا منسوبًا إلى الإمام الصادق أنه قال: " المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا" . ويقول شيخهم ومحدثهم يوسف البحراني في موسوعته المعتمدة عند الشيعة: "الحدائق الناضرة في أحكام العزة الطاهرة 18/153 دار الأضواء – بيروت – لبنان" : "وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله سبحانه وتعالى ورسوله، وبين من كفر بالأئمة عليهم السلام مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين". ويقول الملا محمد باقر المجلسي والذي يلقبونه بالعلم العلامة الحجة فخر الأمة في بحار الأنوار 23/390: "اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام وفضَّل عليهم غيرهم يدل أنهم مخلدون في النار". وقال آيتهم العظمى ومرجعهم أبو القاسم الخوئي في كتابه مصباح الفقاهة في المعاملات (2/11 ط دار الهادي- بيروت): "..بل لا شبهة في كفرهم – أي المخالفين – لأن إنكار الولاية والأئمة حتى الواحد منهم والاعتقاد بخلافة غيرهم وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة في كفر منكر الولاية.. أنه لا أخوة ولا عصمة بيننا وبين المخالفين" . (2) اعتقاد الشيعة بأن أهل السنة أعداء لأهل البيت: يقول شيخهم وعالمهم ومحققهم ومدققهم حسين بن الشيخ محمد آل عصفور الدرازي البحراني الشيعي في كتابه "المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية" (ص147 طبع بيروت): " بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سُنيًّا.. ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن" . ويقول الشيخ الشيعي علي آل محسن في كتابه "كشف الحقائق" - ط دار الصفوة – بيروت (ص249): "وأما النواصب من علماء أهل السنة فكثيرون أيضًا منهم ابن تيمية وابن كثير الدمشقي وابن الجوزي وشمس الدين الذهبي وابن حزم الأندلسي وغيرهم" . وذكر العلامة الشيعي محسن المعلم في كتابه (النصب والنواصب) ط دار الهادي – بيروت في الباب الخامس، الفصل الثالث (ص259) تحت عنوان: "النواصب في العباد أكثر من مائتي ناصب – على حد زعمه – وذكر منهم: "عمر بن الخطاب، وأبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وأم المؤمنين عائشة، وأنس بن مالك، وحسان بن ثابت، والزبير بن العوام، وسعيد بن المسيب، وسعد بن أبي الوقاص، وطلحة بن عبيد الله، والإمام الأوزاعي، والإمام مالك، وأبو موسى الأشعري، وعروة بن الزبير، والإمام الذهبي، والإمام البخاري، والزهري، والمغيرة بن شعبة، وأبو بكر الباقلاني، والشيخ حامد الفقي رئيس أنصار السنة المحمدية في مصر، ومحمد رشيد رضا، ومحب الدين الخطيب، ومحمود شكري الآلوسي.. وغيرهم كثير". فلا أدري من بقي من أهل السنة لم يدخله الشيعة في عداد الأعداء النواصب. (3) اعتقاد الشيعة في حل دماء أموال أهل السنة ونجاستهم: فإن الشيعة يستحلون دماء وأموال أهل السنة، ويفتي علماؤهم بذلك، روى شيخهم محمد بن علي بن بابويه القمي والملقب عندهم بالصدوق وبرئيس المحدثين في كتابه "علل الشرئع" (ص601 طبع النجف) عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب – أي السني- ؟ قال: "حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل، قلت فما ترى في ماله؟ قال: توه ما قدرت عليه". وقد ذكر هذه الرواية الخبيثة شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة (18/463) والسيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (2/307) إذ قال: "جواز قتلهم – أي النواصب – واستباحة أموالهم" وأما إباحة أموال أهل السنة فيروي محدثوا الشيعة وشيوخهم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: "خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا الخمس"، أخرج هذه الرواية شيخ طائفتهم أبو جعفر الطوسي في تهذيب الأحكام(4/122) والفيض الكاشاني في الوافي (6/43 ط دار الكتب الإسلامية بطهران)، ونقل هذا الخبر شيخهم الدرازي البحراني في المحاسن النفسانية (ص167)، ووصفه بأنه مستفيض، وبمضمون هذا الخبر أفتى مرجعهم الكبير روح الله الخميني في تحرير الوسيلة(1/352) بقوله: "والأقوى إلحاق النواصب بأهل الحرب في إباحة ما اُغْتُنِم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه". وأما عن نجاسة أهل السنة في اعتقاد الشيعة فيقول مرجعهم المرزا حسن الحائري الإحقاقي في كتابه أحكام الشيعة (1/137 مكتبة جعفر الصادق - الكويت) : "النجاسات: وهي اثنا عشر، وعد الكفار منها، ثم عد النواصب من أقسام الكفار". ويقول شيخهم نعمة الله الجزائري في كتاب الأنوار النعمانية (2/306 ط الأعلمي – بيروت): "وأما الناصب وأحواله، فهو يتم ببيان أمرين: الأول: في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه نجس، وأنه أشر من اليهودي والنصراني والمجوسي، وأنه نجس بإجماع علماء الإمامية رضوان الله عليهم". وبناء على هذه الروايات الخبيثة التي كونت اعتقاد الشيعة في كفر أهل السنة واستباحة دمائهم وأموالهم، والحكم بنجاستهم سترى العجب – فيما بعد – حينما نقلب صفحات التاريخ نفتش عن خيانات الشيعة، فالشيعي الذي يقرأ في عقائده وأحكامه أنه مأمور بقتل السني ولكن يستحسن أن يغرقه في الماء أو يقلب عليه حائطًا حتى لا يدع دليلاً يشهد به عليه كما يقول فقهاؤهم – إذا وجد فرصة يتحالف فيها ولو مع الشيطان لقتل النواصب (أهل السنة) فإنه سيراها فرصة ذهبية ولن يتوانى، فلا بأس أن يتحالف مع شياطين التتار أو شياطين الصليبيين أو شياطين الأمريكان والإنجليز. (4) اعتقاد الشيعة في حرمة الجهاد قبل ظهور المهدي: وهذا الاعتقاد الخطير هو الذي يزيد موقف الشيعة وضوحًا عندما تحل الكوارث بالأمة الإسلامية وتراهم يقفون موقف المتفرج، ثم المتحالف مع الأعداء ليأمن الشيعة من ناحية، ولينكلوا بالسنة من ناحية أخرى. ولم يسجل التاريخ للشيعة جهادًا ضد الكفار، إلا أن يكون ضد أهل السنة عن طريق الخيانات التي يفعلونها في القديم والحديث. وتزخر كتب الشيعة بالعديد من المرويات التي تبني هذا الاعتقاد عندهم، ومن ذلك: روى ثقتهم في الحديث محمد بن يعقوب الكليني في الكافي (8/295) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "كل راية ترفع قبل قيام القائم- أي الإمام الثاني عشر – فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل"، وذكر هذه الرواية شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة (11/37). وروى محدثهم الطبرسي في مستدرك الوسائل (2/248 ط دار الكتب الإسلامية بطهران) عن أبي جعفر عليه السلام قال: "مَثَلُ من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم عليه السلام مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعب به الصبيان" . وفي الصحيفة السجادية الكاملة (ص 16 ط د الحوراء – بيروت) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلمًا أو ينعش حقًا إلا اصطلته البلية وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا" . بل إنهم يذمون أهل السنة لأنهم يجاهدون، روى الملا محسن الملقب بالكاشاني في الوافي (9/15) والحر في وسائل الشيعة (11/21) ومحمد حسن النجفي في جواهر الكلام (21/40): عن عبد الله بن سنان قال: "قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور؟ قال فقال: الويل؛ يتعجلون قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة، والله ما الشهيد إلا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم". من كل ما سبق من تلك العقائد الشيعية الفاسدة التي خالفوا فيها سائر الفرق والطوائف الإسلامية قديما وحديثا، يمكننا ان نفهم ما سنأتي على ذكره من سلسلة الخيانات الشيعية. وقد كان يشترك في تلك الخيانات كل أفراد الشيعة الرافضة خاصة الذين كانوا يتحملون، عن حسن ظن من خلفاء بنو العباس، المسؤولية كالوزراء أمثال " علي بن يقطين" الشيعي الرافضي على عهد الخليفة العباسي "هارون الرشيد "، و "ابن العلقمي" على عهد أخر خلفاء بنو العباس " المستضيء " أو ممن استوزر عند التتار في هجمهتم على عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد ك " نصير الدين الطوسي " الشيعي . غير أن حجم الخيانة والغدر يكون أكبر وأعمق حين تكون للشيعة الرافضة دولة، وصولة وجولة في بلاد المسلمين، وهو ما تجلى تاريخيا بوضوح زمن "القرامطة" و"البويهيين" و"الفاطميين" . وهؤلاء كلهم كانوا إما شيعة إمامية، إسماعيلية أو اثني عشرية، وغير ذلك ممن لم يكونوا في الحقيقة ينتسبون إلى آل البيت ولا حتى بصلة حب وإنما هم خونة أعداء الإسلام عموما ولأهل السنة على وجه الخصوص. 1) الفاطميون يمالئون الفرنجة ويكتبون إليهم: من خيانات الفاطميين وتواطؤهم مع الفرنجة ما ذكره المقريزي في الخطط والآثار من أن صلاح الدين الأيوبي لما تولى وزارة العاضد الفاطمي – وكان قد ولاه لصغر سنه وضعفه كما ظن به – قوى نفوذه في مصر وأخذت سلطة العاضد في الضعف، حتى ثقلت وطأة صلاح الدين على أهل القصر الفاطمي، وتجلى استبداده بأمر الدولة وإضعاف الخلافة الفاطمية، حنق عليه رجال القصر ودبروا له المكائد، وقد أتفق رأيهم على مكاتبة الفرنجة ودعوتهم إلى مصر فإذا ما خرج صلاح الدين إلى لقائهم قبضوا على من بقي من أصحابه بالقاهرة، وانضموا إلى الفرنجة في محاربتهم والقضاء عليه ( أنظر المقريزي، الخطط والآثار 2/2). وفعلاً جاء الفرنجة إلى مصر وحاصروا دمياط في سنة 565هـ، وضيقوا على أهلها وقتلوا أمما كثيرة، جاءوا إليها من البر والبحر رجاء أن يملكوا الديار المصرية وخوفًا من استيلاء المسلمين على القدس، وأرسل إلى عمه نور الدين محمود بدمشق، يستنجده فأمده، وبعث صلاح الدين جيشًا بقيادة ابن أخيه وخاله شهاب الدين وأمدهما بالسلاح والذخائر، واضطروهم للبقاء في القاهرة خشية أن يقوم رجال القصر الفاطمي وجند السودان الناقمين بتدبير المؤامرات ضده ( ابن كثير البداية والنهاية، ج12/ص260 ). وكان من فضل الله أن رد كيد الفرنجة والشيعة الفاطميين الذين كاتبوهم ففشلت هذه الحملة، وانصرف الفرنجة عن دمياط، وذلك لما تسرب إليهم من قلق من جراء ما عانوه في سبيل تموين قواتهم، وكما وقع الخلاف بين قوادهم على الخطة التي يتبعونها في مهاجمة المدينة، فضلاً عن ذلك بلغهم أن نور الدين محمود قد غزا بلادهم وهاجم حصن الكرك وغيره من نواحيهم وقتل خلقًا من رجالهم، وسبي كثيرًا من نسائهم وأطفالهم وغنم من أموالهم.(البداية والنهاية (12/260)، حسن الحبشي/ نور الدين والصليبيون (ص147) وما بعدها) . ومن خيانات الفاطميين: ما حدث في سنة 562هـ لما أقبلت جحافل الفرنج إلى الديار المصرية وبلغ ذلك أسد الدين شيركوه فاستأذن الملك نور الدين محمود في الذهاب إليها – وكان كثير الحنق على الوزير شاور الفاطمي – فأذن له فسار ومعه ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب.. ولما بلغ الوزير شاور قدوم أسد الدين والجيش معه بعث إلى الفرنج فجاؤا من كل فج إليه، وبلغ أسد الدين ذلك من شأنهم وأن معهم ألف فارس، فاستشار من معه من الأمراء فكلهم أشار عليه بالرجوع إلى نور الدين إلا أميرًا واحدًا يقال له شرف الدين برغش فإنه قال من خاف القتل والأسر فليقعد في بيته عند زوجته، ومن أكل أموال الناس فلا يسلم بلادهم على العدو، وقال مثل ذلك ابن أخيه صلاح الدين، فعزم الله لهم فساروا نحو الفرنج فاقتتلوا قتالاً عظيمًا، فقتلوا من الفرنج مقتلة عظيمة وهزموهم.. ولله الحمد ( البداية والنهاية 12/252) . التعاون مع الفرنجة لانتزاع الإسكندرية من يد صلاح الدين: إن أسد الدين شيركوه لما كان قد أظفره الله بالفرنجة في الوقعة السابقة بمصر برغم خيانة الخونة، رأى أن يفتح الإسكندرية، ففتحها واستناب عليها ابن أخيه صلاح الدين، ثم توجه إلى الصعيد فملكه، وعندئذ اتفق الفاطميون مع الفرنجة على حصار الإسكندرية لانتزاعها من يد صلاح الدين في أثناء غياب أسد الدين شيركوه، فامتنع فيها صلاح الدين أشد الامتناع، ولكن ضاقت عليهم الأقوات والحال جدًّا فسار إليهم أسد الدين شيركوه فصالحه الوزير شاور عن الإسكندرية بخمسين ألف دينار، فأجابه إلى ذلك وخرج منها وسلمها للمصريين ثم عاد إلى الشام، وقرر شاور للفرنجة على مصر في كل سنة مائة ألف دينار وأن يكون لهم شحنة بالقاهرة (البداية والنهاية 12/252، 253). 2)خيانة الشيعة القرامطة يدعي " الشيعة القرامطة " النسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، وكانت بداية ظهورهم في عام 278هـ، في عهد الخليفة العباسي المعتضد أحمد بن الموفق طلحة (ابن الأثير: الكامل في التاريخ 6/ 363). وقد ملك القرامطة الإحساء والبحرين وعمان وبلاد الشام وحاولوا ملك مصر ففشلوا، واستمرت دولتهم حتى سنة 466هـ حيث قضى عليها عبيد الله بن علي محمد عبد القيسي بمساعدة ملك شاه السلجوقي. وأخذت القرامطة تناوئ الدولة العباسية وتحاول الفتك بها، وخاضت ضدها حروبًا كثيرة، تارة وسعت بالخيانة، وتارة أخرى أحاطوا بالخلفاء العباسيين الذين كانوا قد بلغوا من الضعف مبلغًا، حتى لم تكن لهم سلطة فعلية، وتجرأت الشيعة القرامطة على أشرف البقاع؛ الحرم المكي، وسرقوا الحجر الأسود من الكعبة، وأخذوه إلى بلادهم، وأضعفوا الخلفاء، حتى إنه في خلافة الراضي بالله محمد ابن المقتدر العباسي استولى الروم على عامة الثغور، وقدمت عساكر المعز لدين الله أبي تميم الفاطمي إلى مصر، وانقطعت الدعوة العباسية من مصر والشام. ومن خيانات الشيعة القرامطة: ما فعلوه في سنة 294هـ، من تعرضهم للحجاج أثناء رجوعهم من مكة بعد أداء المناسك فلقوا القافلة الأولى فقاتلوهم قتالاً شديدًا، فلما رأى القرامطة شدة القافلة في القتال، قال: هل فيكم نائب السلطان؟ فقالوا: ما معنا أحد، فقالوا: فلسنا نريدكم، فاطمأنوا وساروا فلما ساروا، أوقعوا بهم وقتلوهم عن آخرهم. وتعقبوا قوافل الحجيج قافلة قافلة يعملون فيهم السيف، فقتلوهم عن آخرهم، وجمعوا القتلى كالتل، وأرسلوا خلف الفارين من الحجيج من يبذل لهم الأمان فعندما رجعوا قتلوهم عن آخرهم، وكان نساء القرامطة يطفن بين القتلى يعرضن عليهم الماء، فمن كلمهن قتلنه، فقيل إن عدد القتلى بلغ في هذه الحادثة عشرين ألفا، وهم في كل ذلك يغورون الآبار، ويفسدون ماءها بالجيف والتراب والحجارة، وبلغ من ما نهبوه من الحجيج ألفي ألفي دينار (ابن الأثير: الكامل في التاريخ 6/ 432، 433). وفي سنة 312هـ سار أبو طاهر الشيعي القرمطي في عسكر عظيم ليلقى الحجيج في رجوعهم من مكة، فأوقع بقافلة تقدمت معظم الحجاج، وكان فيها خلق كثير من أهل بغداد، فنهبهم، واتصل الخبر إلى باقي الحجيج، ولكن دونما فائدة فقد باغتهم القرامطة أيضًا، فأوقعوا بهم وأخذوا دوابهم، وما أرادوا من الأمتعة والأموال والنساء والصبيان، وقتلوا من قتلوا وترك الباقون في أماكنهم منهكين فمات أكثرهم جوعًا وعطشا من حر الشمس، وانقلبت بغداد واجتمع حرمالمنكوبين إلى حرم المأخذوين، وجعلنا ينادين القرمطي الصغير أبو طاهر قتل المسلمين في طريق مكة، والقرمطي الكبير ابن الفرات قتل المسلمين ببغداد، وكانت صورة فظيعة شنيعة وكسر العامة منابر الجوامع وسودوا المحاريب يوم الجمعة، وجاء بن الفرات الوزير الرافضي القرمطي إلى المقتدر الخليفة العباسي ليأخذ رأيه فيما يفعله، فانبسط لسان المقتدر على ابن الفرات، وقال له: الساعة تقول لي أي شيء نصنع، وما هو الرأي؟ بعد أن زعزعت أركان الدولة وعرضتها للزوال بالميل مع كل عدو يظهر ومكاتبته ومهادنته وإبعادك رجالي إلى الرقة وهم سيوف الدولة، فمن يدفع الآن؟ ومن الذي سلم الناس إلى القرمطي غيرك، لما يجمع بينكما من التشيع والرفض، ولما توجه الخليفة المقتدر إلى الكوفة ليلقى القرامطة قام المحسن ابن الوزير ابن الفرات الشيعي بقتل كل من كان محبوسًا عنده من المصادرين لأنه كان قد أخذ منهم أموالاً، ولما يوصلها إلى المقتدر، فخاف أن يقروا عليه وهكذا ترى الخيانة الرافضية الخبيثة، مع ضيوف الله وحجاج بيته الحرام، قتل وسلب ونهب واغتصاب، تجويع وتعطيش، ومثل هذا خيانة الإيرانيين في إحداث بعض التفجيرات في الحرم المكي أثناء أداء المناسك في عام. وما هذا إلا لأن القوم لا يرون لمكة حرمة، ولا لكعبتها، وإنما عندهم أن أرض كربلاء أفضل من أرض مكة والمشهد الحسيني أفضل من الكعبة. وإليك بعض أقوالهم من كتبهم في هذا: سئل آياتهم العظمى محمد الحسيني الشيرازي في كتابه الفقه والعقائد ص 370 توزيع مكتبة جنان القدير – الكويت: " يقال إن أرض كربلاء أفضل من أرض مكة، والسجدة على التربة الحسينية أفضل من السجدة على أرض الحرم فهل هذا صحيح؟ فأجاب الشيرازي: نعم. وهذا أيضًا آياتهم وعلامتهم السيد العباسي الحسيني الكاشاني يعنون في كتابه ( مصابيح الجنان ص 360ط رقم 59 دار الفقه ، إيران) عنوانًا باسم: "أفضيلة كربلاء على سائر البقاع"، فقال: وأما أفضلية كربلاء على سائر البقاع حتى الكعبة فلا شك في أن أرض كربلاء أقدس بقعة في الإسلام، وقد أعطيت حسب النصوص الواردة أكثر مما أعطيت أي أرض أو بقعة أخرى من المزية والشرف فكانت أرض الله المقدسة المباركة، وأرض الله الخاضعة المتواضعة وأرض الله التي في تربتها الشفاء، فإن هذه المزايا وأمثالها التي اجتمعت لكربلاء لم تجتمع لأي بقعة من بقاع الأرض حتى الكعبة (حقيقة الشيعة ص143، 144) كما أنهم يرون الذين يحجون البيت الحرام لا حرمة لهم لأنهم يفضلون زيارة قبر الحسين ويرونها تعدل حجة: ففي كتاب " كامل الزيارات " لأبي القاسم جعفر ابن محمد الشيعي( ط دار السرور – بيروت 1997 ) عقد أبوابًا كاملة بخصوص هذه المسألة: الباب (63): إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل عمرة. الباب (64): إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل حجة. الباب (65): إن زيارة الحسين عليه السلام تعدل حجة وعمرة. الباب (60): إن زيارة الحسين والأئمة تعدل زيارة قبر رسول الله r. الباب (59): من زار الحسين عليه السلام كمن زار الله في عرشه (حقيقة الشيعة (ص 140). فهل هؤلاء القوم يتصلون من قريب أو بعيد بآل بيت رسول الله إنهم والله كفار زنادقة، تستروا بالإسلام ورفعوا دعاية حب آل البيت، وفعلوا بالإسلام والمسلمين ما فعلوا 3)خيانات الشيعة البويهيين ينتسب الشيعة " البويهيون " إلى رجل من الديلم يقال له " بويه ". والديلم هو ( هو اقليم جبلي يقع في الجنوب الغربي من بحر قزوين، انظر الكامل في التاريخ لابن الأثير 8/97). وكان "بويه" هذا، ويكنى بأبي شجاع، له أولاد ثلاثة "أبو الحسن علي ولقب عماد الدولة" و "أبو علي الحسن ولقب بركن الدولة" و "أبو الحسين أحمد ولقب بمعز الدولة" وكان الثلاثة قوادًا في جيش "ابن كالي" صاحب إقليم الديلم في هذا الوقت عندما خرج على الخلافة العباسية؛ فاستولى على عدة أقاليم كأصبهان، وأرَّجان وشيراز.. وغيرها فعظم شأن بني بويه حتى صارت لهم أمور الديلم وما والاه من الأقاليم، وكان خليفة الوقت الراضي بالله محمد بن المقتدر العباسي له وزير شيعي يسمى أبو علي محمد بن علي بن مقلة، أخذ يخطط ويدبر لإزالة الخليفة العباسي والتمكين لبني بويه المتشيعين، فأخذ يكتب للبويهيين يطمعهم في بغداد دار الخلافة، ويصف لهم الحال الذي عليه الخليفة من الضعف، حتى قدم معز الدولة بن بويه إلى بغداد واستولى عليها سنة 334هـ، ويومها قال الوزير أبو علي محمد بن علي بن مقلة " إنني أزلت دولة بين العباس وأسلمتها إلى الديلم لأني كاتبت الديلم وقت إنفاذي إلى أصبهان، وأطمعتهم في سرير الملك ببغداد، فإني اجتنيت ثمرة ذلك في حياتي" وكان لما ملك معز الدولة بغداد خلع الخليفة، ونهب الديلم دار الخلافة حتى لم يبق شيء، وأقام الفضل بن المقتدر العباسي خليفة، ولم يجعل له أمرًا ولا نهيًا ولا رأيا، ولا مكنه من إقامة وزير، بل صارت الوزارة إليه – أي لمعز الدولة بن بويه- يستوزر لنفسه وشنع على بني العباس بأنهم غصبوا الخلافة وأخذوها من مستحقيها وأراد معز الدولة إبطال دعوة بني العباس وإقامة دعوة المعز لدين الله الفاطمي.. وبعث نوابه فتسلموا العراق ولم يبق بيد الخليفة منه شيء البتة إلا ما أقطعه مما لا يقوم ببعض حاجته (انظر السلوك لمعرفة دول الملوك1/25- 27). وفي سنة 352هـ أمر البويهيون بإغلاق الأسواق في اليوم العاشر من المحرم، وعطلوا البيع ونصبوا القباب في الأسواق، وعلقت عليها المسوح وخرج النساء منتشرات الشعور يلطمن في الأسواق، وأقيمت النائحة على الحسين بن عليّ، وتكرر ذلك طيلة حكم الديالمة ببغداد، والتي استمرت نحو مائة وثلاث سنين، وأصبحت هذه الفعلة تقليدًا دينيًا عند الجعفرية الإمامية الاثنى عشرية، ولم يمكن لأهل السنة منع ذلك لكثرة الشيعة وظهورهم وكون السلطان معهم، وكذلك ابتدع معز الدولة بن بويه الاحتفال بعيد يقال له عيد الغدير، فأمر في العاشر من ذي الحجة بإظهار الزينة في بغداد، وأن تفتح الأسواق بالليل كما في الأعياد وأن تضرب الدبابات والبوقات وأن تشعل النيران في أبواب الأمراء وعند الشرط.. فكان وقتًا عجيبًا مشهودًا، وبدعة شنيعة ظاهرة ومنكرة (البداية والنهاية ( 11/243) بتصريف) وفي هذه الآونة التي كان يلهو فيها "الشيعة البويهيون" ويلعبون ويضعفون سلطان السُّنة كان النصارى الصليبيين ينتهكون حرمة الديار الإسلامية، في بلاد الشام وفلسطين، وصاروا يتعرضون لسب الإسلام والمسلمين، وإمعان القتل فيهم وسبي نسائهم وذراريهم، ويتوعدون المسلمين بأنهم سيملكون كل البلاد حتى الحرمين الشريفين مكة والمدينة، ويزعمون أنهم سينصرون دين المسيح على دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويعرضون بجناب رسول الله طعنا وتنقيصا. ( انظر ابن كثير، البداية والنهاية البداية والنهاية 114/243، 244). وهذا ما نراه يقع اليوم في وقتنا المعاصر زمن ضعف السنة وظهور الشيعة الرافضة، من طعن في الإسلام وأهله، واحتلال لبلاد المسلمين، والوقوع في النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والتنقيص من قدره الشريف . خيانات الوزير مؤيد الدين أبا طالب محمد بن أحمد العلقمي الشيعي في دخول التتار بغداد قال ابن كثير رحمه الله تعالى – في أحداث سنة 642هـ: "وفيها استوزر الخليفة المستعصم بالله مؤيد الدين أبا طالب محمد بن علي بن محمد العلقمي المشئوم على نفسه وعلى أهل بغداد الذي لم يعصم المستعصم في وزارته، فإنه لم يكن وزير صدق ولا مرضي الطريقة؛ فإنه هو الذي أعان على المسلمين في قضية هولاكو قبحه الله وإياهم ... ولهذا كان أول من برز إلى التتار – أي ابن العلقمي – فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع به السلطان هولاكو خان لعنه الله، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسًا، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت، وقتلوا عن آخرهم، وأحضر الخليفة بين يدي هولاكو فسأله عن أشياء كثيرة، فيقال إنه اضطرب كلام الخليفة من هو ما رأى من الإهانة والجبروت، ثم عاد إلى بغداد في صحبته علامة الشيعة " نصير الدين الطوسي " والوزير ابن العلقمي وغيرهما والخليفة تحت الحوطة والمصادرة، فأحضر من دار الخلافة شيئًا كثيرًا من الذهب والحلي والمصاغ والجواهر والأشياء النفسية، وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة، وقال الوزير متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عامًا أو عامين ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك، وحسنوا له قتل الخليفة. فلما عاد الخليفة إلى السلطان هولاكو أمر بقتله، ويقال: إن الذي أشار بقتله هو الوزير ابن العلقمي والمولى" نصير الدين الطوسي" [ وقد كان نصير الدين الطوسي الشيعي في خدمة "هولاكو" منذ دخول هذا الأخير قلاع " ألموت " وانتزعها من يد الشيعة الاسماعيلية ] وكان [ الطوسي ] وزيرًا لشمس الشموس ولأبيه قبله علاء الدين بن جلال الدين، وانتخب هولاكو ( الطوسي ) ليكون في خدمته كالوزير المشير، فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة ( زين الطوسي له ذلك) وهونه عليه، فقتلوه رفسًا وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه.. فباؤا بإثمه وإثم من كان معه من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء والأمراء وأولي الحل والعقد ببلاده.. ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ، والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقني الوسخ وكمنوا كذلك أيامًا لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة.. وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي وطائفة من التجار أخذوا لهم أمانًا بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم، وعادت بغداد بعدما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس...) انتهى بتصرف ( ابن كثير، البداية والنهاية ج 13 ص 164 وبعدها ). تقديرات ضحايا هذه الخيانة الشيعية: قال ابن كثير رحمه الله: " وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الواقعة، فقيل ثمانمائة ألف وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس،... القتلى في الطرقات كأنها التلال، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو، وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون" ( البداية والنهاية ج 13/ ص 202 -205 ) خيانات نصير الدين الطوسي الشيعي نصير الدين الطوسي هذا كان معاصرًا للوزير ابن العلقمي، وكان شيعيًّا رافضيًّا خبيثًا مثله، تعددت خياناته؛ فكانت ما بين إعانة على قتل أهل السنة وأخذ أموالهم والقضاء على تراثهم الفكري. أما خيانته في الإعانة على قتل أهل السنة فثابت مستفيض، قال ابن كثير رحمه الله: "الخواجا نصير الدين الطوسي وزر لأصحاب قلاع الألموت من الإسماعيلية، ثم وزر لهولاكو، وكان معه في واقعة بغداد" . وقال في موضوع آخر: "كان النصير وزيرًا لشمس الشموس ولأبيه قبله علاء الدين بن جلال الدين، وكانوا ينسبون إلى نزار بن المستنصر العبيدي، وانتخب هولاكو النصير ليكون في خدمته كالوزير المشير، فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة – أي في واقعة بغداد 656هـ - هون عليه الوزير – الطوسي – ذلك فقتلوه رفسا، وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه وأشار الطوسي بقتل جماعة كبيرة – من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء وأولي الحل والعقد – مع الخليفة فباء بآثامهم ( ...) والشيعة الملاعين يمتدحون ما فعله الطوسي من الخيانة، ويترحمون عليه ويرونه نصرًا حقيقيًّا للإسلام، فمثلاً: يقول علامتهم محمد باقر الموسى في روضات الجنات في ترجمة الطوسي (1/300، 301): " هو المحقق المتكلم الحكيم المتجبر الجليل.. ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي جنكيز خان من عظماء سلاطين التتارية، وأتراك المغول ومجيئه في موكب السلطان مؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد؛ لإرشاد العباد وإصلاح البلاد، وقطع دابر سلسلة البغي والفساد، وإخماد دائرة الجور والإلباس بإبداد دائرة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام في أتباع أولئك الطغاة إلى أن سال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار فانهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار، ومحل الأشقياء والأشرار ) فيا سبحان الله! الخيانة إرشاد للعباد وإصلاح للبلاد!! وصدق ربنا – عز وجل – فيما قاله في مثل هؤلاء الخونة المفسدين: }وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ{ (البقرة: 11: 12). وقد امتدح الخميني نصر الدين الطوسي وبارك خيانته هذه واعتبرها نصرًا حقيقيًّا للإسلام، قال في كتابه الحكومة الإسلامية: (..وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحدًا منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين، ونصير الدين الطوسي رحمهما الله) ( الخميني، الحكومة الاسلامية ص: 142) ويقول أيضًا عنه في ص 128: ( ويشعر الناس بالخسارة أيضًا بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأمثاله ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام.) وهكذا عندما تنتكس الموازين تصبح خيانة الإسلام والمسلمين خدمات جليلة للإسلام والمسلمين!!. وقال ابن القيم رحمه الله: "ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد، وزير الملاحدة النصير الطوسي وزير هولاكو شفا نفسه من أتباع الرسول الكريم – وأهل دينه، فعرضهم على السيف، حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واستبقى الفلاسفة والمنجمين والطبائعيين والسحرة، ونقل أوقاف المدارس والمساجد والربط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه، ونصر في كتبه قدم العالم وبطلان المعاد وإنكار صفات الرب جل جلاله من علمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه، وليس فوق العرش إله يعبد ألبته، واتخذ للملاحدة مدارس، ورام جعل إشارات إمام الملحدين ابن سينا مكان القرآن، فلم يقدر على ذلك، فقال هي قرآن الخواص، وذاك قرآن العوام، ورام تغيير الصلاة وجعلها صلاتين فلم يتم له الأمر وتعلم السحر في آخر الأمر، فكان ساحرًا يعبد الأصنام، وصارع محمد الشهرستاني ابن سينا في كتابه سماه المصارعة أبطل فيه قوله بقدم العالم وإنكار المعاد ونَفْي علم الرب تعالى وقدرته وخلقه للعالم، فقام له نصير الإلحاد وقعد، ونقضه بكتاب سماه مصارعة المصارعة.. وبالجملة فكان هذا الملحد هو وأتباعه من الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ( ابن قيم الجوزية إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (2/263) وقال الشيخ محب الدين الخطيب: " النصير الطوسي . جاء في طليعة موكب السفاح هولاكو، وأشرف معه على إباحة الذبح العام في رقاب المسلمين والمسلمات، أطفالاً وشيوخًا، ورضي بتغريق كتب العلم الإسلامية في دجلة، حتى بقيت مياهها تجري سوداء أيامًا وليالي من مداد الكتب المخطوطة التي ذهب بها نفائس التراث الإسلامي من تاريخ وأدب ولغة وشعر وحكمة، فضلاً عن العلوم الشرعية ومصنفات أئمة السلف من الرعيل الأول، التي كانت لا تزال موجودة بكثرة إلى ذلك الحين، وقد تلف مع ما تلف من أمثالها في تلك الكارثة الثقافية التي لم يسبق لها نظير (محب الدين الخطيب: الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الاثنى عشرية (ص47،48) ط المركز الإسلامي للإعلام والنشر) جدير بالذكر هنا، أنه في الحرب الأخيرة على العراق لما جاء التتار الجد بقيادة "هولاكو بوش" بغداد، نتيجة الخيانة، وسادت الفوضى في البلاد عمد الشيعة إلى أماكن السجلات والوثائق فنهبوها عن آخرها، وقد رأينا ذلك على شاشات الفضائيات الإخبارية عيانا جهارا والله المستعان يتبع... ملحوظة: اعتمدنا في نقل النصوص التاريخية لهذه الدراسة على كتاب الدكتور" عماد علي عبد السميع حسين" (خيانات الشيعة وأثرها في هزائم الأمة الإسلامية ).
__________________
[gdwl][/gdwl]
|
#4
|
||||
|
||||
يحاول جهاز الدعاية الشيعي، في كل من إيران ولبنان، في السنوات الأخيرة إظهار شيعة لبنان على أنهم المجاهدين الأبطال القادرين على هزيمة اسرائيل و تحرير أرض فلسطين وتخليص بيت المقدس من الهيمنة الصهيونية. وفي الحقيقة وقعت مجموعة من الأحداث في السنوات الأخيرة ظاهرها فيها الرحمة وباطنها فيها العذاب، ساعدت الشيعة على ترويج هذه الصورة البطولية، المزعومة، وتلقف ذلك عنهم فئات ليست بالقليلة من عوام المسلمين الذين يسوؤهم ما يقع للمسلمين على أرض فلسطين من قتل وتشريد، وكلنا ذلك الرجل الذي يهتم ويغتم لأمر المسلمين وما يصيبهم من حوادث مؤلمة يشيب لهولها الولدان. غير أنه القليل ممن يترو في الحكم على ظواهر الأمور، و يستعين بالتاريخ لفهم حقيقة ما يقع في الحاضر، وهنا أفتح قوسا لأبين جملة من المسائل للذين قرأت تعاليقهم على مقالاتي عن الخيانات الشيعية التاريخية، بغض النظر عن خلفياتهم ومعتقداتهم، بخصوص الخيانة التي تبدوا من غالبية الأنظمة السياسية العربية لقضايا أمتنا المصيرية في عصرنا، ومن خلالها يحاولون التقليل من شأن الخيانات الشيعية التاريخية ويقولون أن حال الشيعة اليوم أشرف من حال الحكام العرب، وينخدعون لجهاز الدعاية الشيعية الاثني عشرية بكل بساطة.
الاسئلة التي تطرح نفسها هنا علينا كالتالي: 1- إذا كنا نعتقد أن الأنظمة العربية خائنة، فهل خاضت ايران الشيعية حربا لنصرة قضايا المسلمين سواء في زمن الشاه أو بعد الثورة الشيعية وقيام نظام الملالي بقيادة الخميني؟ 2- الأنظمة العربية الخائنة خاضت عدت حروب ضد الكيان الصهيوني، في عام 1948 وفي عام 1967 وفي عام 1973، بصرف النظر عن الهزيمة أو النصر في تلك الحروب، فهل خاض بالمقابل الشيعة في إيران كدولة ونظام سياسي سواء كانت تحت حكم العلمانيين الشيعة ، زمن الشاه، أو لما صارت تحت حكم رجال الدين الشيعة بقيادة " آية الله الخمي " حربا واحدة ضد الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين؟ في حين الحكام العرب قد خاضوا على الأقل ثلاث حروب رغم كونهم بعيدين كل البعد عن روح التدين السني، لكن بالمقابل وجدنا الشيعة أيام حكم الشاه يقدمون الدعم للكيان الصهيوني والغرب الداعم له، وبالخصوص في حرب 1973 لما قرر العرب " الخونة " قطع النفط عن الغرب وعدم تزويدهم إياه في حين كانت إيران تقدم النفط بكل سخاء لليهود بفلسطين وللغرب الامبريالي. قد يقول قائل هذا كان في زمن حكم الشاه العلماني، الموالي للغرب، الذي كان يوصف بأنه دركي أمريكا في الخليج العربي، ولا يمكن لوم الحكام الجدد بقيادة " الخميني " على مواقف الشاه الخائن الذين قاموا بالثورة عليه. لكن السؤال المطروح هنا هو: هل الشاه كان شيعيا أم سنيا، بغض النظر عن كونه كان علمانيا أم لا؟ الجواب: أنه كان شيعيا. هنا نقول أن بعض الحكام العرب " الخونة " كانوا لا يختلفون في شيء عن الشاه من حيث مولاتهم للغرب، لكن بالرغم من ذلك فمواقفهم السابقة في محاربة العدو الصهيوني، وقطعهم النفط عن الغرب الداعم له في حرب أكتوبر 1973، كانت أشرف مليون مرة، ولا مجال للمقارنة، من مواقف ايران الشيعية سواء حين حكمها الشاه، أو حين يحكمها الملالي بعد الثورة الإيرانية، وسنبين بالدليل والبرهان صحة ما نقول إن شاء الله. 3- كيف كان موقف شيعة لبنان من منظمة التحرير الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية حين حلت بلبنان، بعد جلائها من الأردن عقب أحداث أيلول الأسود؟، هل كان موقف شيعة لبنان ومعهما النظام الشيعي النصيري في سوريا موقفا مناصرا داعما للقضية الفسلطينية ومقاومتها، أم موقفا عدائيا محاربا و متحالفا في السر مع الكيان الصهيوني حين غزا هذا الأخير لبنان عام 1982 ؟. قد يستغرب البعض هذا السؤال ويستهجنه ربما لحداثة سنه لكونه لم يعاصر أحداث لبنان ومعانات المقاومة الفلسطينية ومعها كل الفلسطينيين هناك، أو ربما لم يسمع عن مذابح " صبرا وشتيلا" و "تل الزعتر"، أو ربما يعتقد أن اليهود وحدهم من ذبح الفلسطينيين في لبنان ونحن لا ندري. 4- هل المناوشات التي يقوم بها (( حزب الله )) الشيعي اللبناني، ولا أسميها، على الأقل من وجهة نظري، حربا ولا مقاومة لأنها لا تتصف بصفات وميزات الحرب و لا بصفات وميزات المقاومة، هي لأجل خدمة القضية الفلسطينية وللتكفير عن مخازي شيعة لبنان ،بقيادة حركة أمل الشيعية بزعامة نبيه بري، أم أنها مناوشات لخدمة أجندات إيرانية مصلحية، سياسية ودعائية؟؟ !!!. 5- هل المقاومة الحقيقية والشريفة تتخذ صفة الظرفية والانتهازية في التعامل مع الأحداث مثل ما حدث في حرب تموز 2006، أم تكون مقاومة مشتعلة في كل وقت وحين ولا تعطي مجالا للعدو كي يستجمع أنفاسه، مثلما كانت تفعل المقاومة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، في أيام عزها ومجدها، حيث كانت عمليات المقاومة عندها تترا، وكان الفلسطينيون يقومون بها فرادا وجماعات؟، رغم أن منظمة التحرير الفلسطينية كان يسيطر عليها الشيوعيون والملاحدة والعلمانيون. وهنا نقول أن كل مسلم غيور على أمته يفرح لأي نكاية تحل بالعدو الصهيوني صغيرة كانت أم كبير، بغض النظر عن خلفية ومعتقد الجهة التي تفعل ذلك، حتى لو كانت الجهة المحاربة للكيان الصهيوني " بوذية" أو "ملحدة " أو "علمانية "، لكن كل ذلك لا يعني أننا نسكت عن الانحراف وفساد معتقد تلك الجهة، خاصة إذا أرادت أن تنشر انحرافاتها العقائدية في وسط المسلمين، مستغلة بذلك حربها التي تخوضها ضد الكيان الصهيوني ومن يدعمه كذريعة لتبرير تبشريها ودعايتها لأفكارها ومعتقداتها. نفس الشيء يحصل مع شيعة إيران ولبنان، فإننا لا نقبل منهم معتقدهم الفاسد القائم على الكذب على الله ورسوله حين يقولون أن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم قد نصبا وعينا عليا بن أبي طالب وأبنائه من بعده خلفاء وأئمة وحكاما سياسيين ودينين للمسلمين، وأن الصحابة هم من بدلوا وغيروا وصية الله ورسوله لعلي وأبنائه وبالتالي كفروهم لأجل ذلك المعتقد الفاسد، ولا نقبل منهم خياناتهم للمسلمين عبر التاريخ وتكفيرهم للصحابة والمسلمين، والتحالف مع أعدائهم و إن قاتلوا وحاربوا الشيطان بعينه وليس فقط يحاربوا الكيان الصهيوني وأميركا. فكيف إذا كان جل ما في جعبة إيران الشيعية الخمينية فقط الكلام والصراخ والعويل؟. إن حكام إيران ما فتئوا، يرددون في زمن "الخميني" وبعده: أمريكا الشيطان الأكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. وهم يشترون السلاح من عند أمريكا وإسرائيل، وقد كانت سقطتهم مدوية مع فضيحة ايران- جيت زمن حكم كل من "الخيميني" في إيران، و "رونالد ريغان" في أمريكا، في عزب الحرب العراقية- الإيرانية في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي. بل كيف يصدق العقلاء عداوة إيران الشيعية الرافضية المزعومة للكيان الصهيوني وأميركا وهي تتفاوض معهما وجها لوجها على تقسيم الكعكة العراقية بعد سقوط بغداد في يد الاحتلال الأنجلو-أمريكي.؟ لا أريد أن استبق الأحداث وأتحدث عن الشق المتعلق بخيانات إيران الشيعية للأمة الإسلامية وللمجاهدين الشرفاء في هذه الحلقة، فذلك مكانه الحلقة القادمة إن شاء الله، وعليه سأكتفي في هذه الحلقة بالحديث عن خيانات شيعة لبنان ونظام سوريا النصيري للقضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية أثناء تواجدها بلبنان، باعتبارها أحد أبرز أوجه الخيانة الشيعية في عصرنا الحاضر وإليكم التفاصيل: من خيانات الشيعة الاثنى عشرية في لبنان بالتحالف مع النصيريين شيعة لبنان اثنى عشرية رافضية على مثل ما عليه شيعة ايران الخمينية، يؤمنون أيضا بولاية الفقيه المبتدعة في الفقه السياسي الشيعي، وهم كسلفهم في الخيانة والبغض لأهل السنة، وما شاع خبره في التاريخ الحديث بالحرب الأهلية في لبنان لم يكن إلا مسلسلاً دمويًّا تضافرت فيه أكثر من جهة، النظام السوري النصيري والشيعة الاثنى عشرية في مليشيات أمل وجيش لبنان، ويجمع كل هؤلاء عداؤهم لأهل السنة. "بدأت الحرب الأهلية في لبنان بحادث الأتوبيس في عين الرمانة في 13/4/1975 ووجد الفلسطينيون الذي يسكنون المخيمات أنفسهم طرفًا في هذه الحرب.. وتدخلت القوات السورية النصيرية بجيش قوامه 30ألف جندي وخاضت معارك طاحنة تحالف معها أثناءها الشيعة ممثلين في حركة أمل وبعض لواءات الجيش اللبناني ومعهم الموارنة النصارى.. وبدأوا بحصار تل الزعتر.. وكان حصار التجويع ومنع رغيف الخبز، ومنع الأدوية مع القصف الرهيب المتوالي على المخيمات الفلسطينية.. فانطلقوا كالوحوش الكاسرة داخل المخيم يذبحون الأطفال والشيوخ، ويبقرون البطون، ويهتكون أعراض الحرائر.. وسوريا النصيرية تغطي جو هذه المذابح بستار فض الحرب الأهلية.. حتى أنه انهالت عليها المساعدات من الأنظمة العربية تتعهد بتغطية نفقات القوات السورية العاملة في لبنان.. وتم تدمير مخيم تل الزعتر بأكمله" ( عبد الله محمد الغريب: وجاء دور المجوس 2/42- 44 بتصرف). ثم كان الاتجاه إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين خارج صيدا، ويعتبر أكبر مخيم في لبنان؛ إذ كان يقطنه حوالي 45 ألف شخص نصفهم من اللبنانيين الفقراء، ويضم المخيم ملاجئ كثيرة تحت الأرض كان السكان يستخدمونها تفاديًا للغارات الجوية الإسرائيلية.. وبدأ القصف العام حتى في المستشفى الذي دمر فيه جناحين التجأ المرضى إليها أثناء القصف (المرجع السابق ص46). فهل هذا من فض الحرب الأهلية؟ أم أنه مخطط رافضي خبيث، تنفذ حلقاته وتوزع أدواره بدهاء وخبث، وبالطبع أنكرت القوات النصيرية مسئوليتها عن ما حدث ونسبته إلى اشتباك كان بين الفدائيين. "ونمضي بعجلة الزمان سريعًا فإن التقليب في هذه الجراح لا يزيدنا إلا توجعًا وهمًا، لنصل إلى عام 1982 عندما حصل الاجتياح الإسرائيلي للبنان بحوالي 20 ألف جندي، اكتسحت جنوب لبنان بسرعة خاطفة، ثم واصلت سيرها نحو بيروت العاصمة، وهناك استقبلتها المارونية بحفاوة بالغة وأمدتها بالعون والنصيحة.. وقصفت القوات الإسرائيلية بيروت الغربية – بيروت السنة- برًا وبحرًا وجوًا ، ومنع الماء والغذاء والدواء عن المسلمين السنة في بيروت الغربية، ومن الأمثلة على القصف الرهيب الذي تعرضت له بيروت الغربية ما حدث في يوم الأحد 1/8/1982 حيث استمر القصف الإسرائيلي برًا وبحرًا وجوًا مدة أربع عشرة ساعة متواصلة سقطت خلالها 180 ألف قذيفة، أي بمعدل ما يزيد على 214 قذيفة في الدقيقة الواحدة، وتكرر مثل هذا القصف يومي الثالث والرابع ثم العاشر والثاني عشر من الشهر نفسه، لقد هدمت المنازل وروع الأطفال، وقتل الشيوخ.. وامتزجت دماء المسلمين اللبنانيين بدماء المسلمين الفلسطينيين وبعد هذا أخذ الشيعة الروافض والدروز والعلمانيين يطالبون منظمة التحرير الفلسطينية بالخروج من بيروت بل من لبنان كلها.. وقد حدث" (أنظر: وجاء دور المجوس 2/49). "وقد وقف النظام النصيري السوري من هذا الاجتياح موقف المتفرج.. بل أعلنها صراحة: إن القوات السورية دخلت إلى لبنان لأداء مهمة محددة هي إنهاء الحرب الأهلية.. ولم تذهب لتحارب إسرائيل من هناك ... وكذلك كان موقف الشيعة الروافض في لبنان فقد باركوا هذا النصر، لأن إسرائيل حققت لهم حلمهم في طرد الفلسطينيين من جنوب لبنان، وكانت إذاعات العدو الصهيوني تنقل تصريحات أعيانهم في تأييد إسرائيل (المرجع السابق) وجملة القول: فإن إسرائيل خاضت حربًا ضروسًا مع المسلمين السنة وحدهم.. وهذا ما أكدته صحيفة الأنباء الكويتية الصادرة بتاريخ 30/4/1985 تحت عنوان "الإسرائيليون جردوا المنظمات السنية من السلاح وحدها.. لقد حصر الإسرائيليون عملية التجريد من الأسلحة بالفلسطينيين أولاً ثم بالسنيين من اللبنانيين دون سواهم.. أما الدروز ومليشيات حركة أمل والمارونيون لم يحدث لهم أي تجريد.. فأدركت القيادات الإسلامية السنية أنها في مواجهة استراتيجية أوسع مما كان يرى بالعين المجردة، استراتيجية ترتكز على النظرية الإسرائيلية التي تسوي بين السني اللبناني والفلسطيني المقيم في لبنان، فالمناطق السنية كانت وستبقى الأرض الخصبة لنمو المقاومة الفلسطينية من خيانات حركة أمل الشيعية: حركة أمل هذه حركة مسلحة نشأت في لبنان، وهي شديدة النكاية ليس في العدو الصهيوني، بل في سكان المخيمات الفلسطينية وبيروت الغربية، وذلك لأنهم سنيون.. وتتلقى حركة أمل دعمها المالي من النظام النصيري في سوريا ومن النظام الاثنى عشري في إيران. وقد قامت حركة أمل بعمل عدة مجازر في أهل السنة، ربما لم يرتكب العدو الصهيوني مثلها. "ففي ليلة الاثنين 20/5/1982، اقتحمت مليشيات أمل مخيمي صابرا وشاتيلا، واعتقلوا جميع العاملين بمستشفى غزة.. وبدأ القصف المركز بمدافع الهاون والأسلحة المباشرة، وامتد فشمل مخيم برج البراجنة.. وانطلقت حرب أمل المسعورة تحصد الرجال والنساء والأطفال.. وكانت أمل في وضع متميز لأنها قادرة على الكر والفر، وهي التي كانت تفرض المعركة متى أرادت، أما المقاتلون الفلسطينيون فكانوا يدافعون عن أنفسهم ولا يملكون التراجع عن مواقعهم.. ورغم ذلك فقد عجزت حركة أمل عن الصمود أمام المقاتلين الفلسطينيين فترة طويلة.. وهنا أصدر المجرم المحترف الشيعي نبيه بري أوامره لقادة اللواء السادس في الجيش اللبناني لخوض المعركة وليشارك قوات أمل في ذبح المسلمين السنة في لبنان، ولم تمض ساعات إلا واللواء السادس يشارك بكامل طاقاته في المعركة.. جدير بالذكر أن أفراد اللواء السادس كلهم من طائفة الشيعة، وقد خاض هذا اللواء معارك شرسة ضد المسلمين السنة في بيروت الغربية قبل ذلك" ( المرجع السابق ص 47/2) وجرت عدة محاولات لوقف إطلاق النار ولكن دونما جدوى، لأن زعماء حركة أمل الشيعية كانوا مراوغين يعطون الوعود بوقف إطلاق النار ولا يصدرون هذه الأوامر لمليشيات الحركة.. واستمرت الحرب تشتد حينًا وتخف حينًا آخر.. ورغم وقوف اللواء السادس مع حركة أمل في خندق واحد لم تستطع أمل أن تحسم المعركة لصالحها.. فتدخل اللواء الثامن من الجيش اللبناني إلى جانب حركة أمل ضد الفلسطينيين .. وطوق جيش النظام النصيري مخيم الخليل الفلسطيني في منطقة البقاع، وقام باعتقال عدد من شباب المخيم.. وتدخل الطرف الذي تجري لمصلحته كل هذه المعارك إذ اخترقت أسراب من الطائرات اليهودية الأجواء فوق المخيمات محدثة دويًّا هائلاً . وواصلت تحليقها بانخفاض فوق بيروت والجبل كي تتمتع برؤية عمليات التصفية،وتصور أمجاد عملائها، وتدخل مزيدًا من الرعب في قلوب الأطفال والشيوخ والنساء في المخيمات المنكوبة. صحف العالم تتحدث عن فظائع شيعة أمل: وقد تحدثت صحف العالم عن بشاعة ما ارتكبته حركة أمل وأعوانها في حق سكان بيروت الغربية ومخيمات الفلسطينيين فمن ذلك: يقول مراسل صحيفة (صنداي تايمز): " إنه من الاستحالة نقل أخبار المجازر بدقة لأن حركة أمل تمنع المصورين من دخول المخيمات، وبعضهم تلقى تهديدًا بالموت.. وقد جرى سحب العديد من المراسلين خوفًا عليهم من الاختطاف والقتل، ومن تبقى منهم في لبنان يجدون صعوبة في العمل.." (صنداي تايمز: بتاريخ 3/6/1985 ) وقالت صحيفة الوطن الكويتية: "لقد منعت حركة أمل واللواء السادس مراسلي الصحف حتى بعد سقوط مخيم صبرا من الدخول وحطموا الكاميرات والأفلام التي استطاع بعض الصحفيين التقاطها لآثار الدماء فقط، فما بالك بالجرائم التي صاحبت الأحداث". وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية: " أنه بعد سقوط مخيم صبرا انتشرت مجموعات من الشيعة في الجيش وحركة أمل في حالة عصبية كل عشر وعشرين مترًا لمنع الصحفيين والمصورين من التقاط أيًّة صور. وذكرت صحيفة صنداي تايمز أيضًا أن عددًا من الفلسطينيين قتلوا في مستشفيات بيروت، وأن مجموعة من الجثث الفلسطينية ذبح أصحابها من الأعناق". وذكرت وكالة (اسو شيتدبرس): "عن اثنين من الشهود أن مليشيات أمل جمع العشرات من الجرحى والمدنيين خلال ثمانية أيام من القتال في المخيمات الثلاثة وقتلتهم.. وكان من بينهم نحو 45 من الجرحى في مستشفى غزة.. وذكرت صحيفة (ريبوبليكا) الإيطالية أن فلسطينيًا من المعاقين لم يكن يستطيع السير منذ سنوات رفع يديه مستغيثًا في شتيلا أمام عناصر حركة أمل طالبًا الرحمة.. وكان الرد عليه قتله بالرصاص.. وقالت الصحيفة في تعليقها على الحادث: إنها الفظاعة بعينها " (وجاء دور المجوس 2/90 – 92 بإيجاز) وشاهد مراسل (كونا) : "بعض النسوة خرجن من مخيم صابرا وشاتيلا أمام مبنى مستشفى عكا على الطريق العام لمدخل صبرا الجنوبي، وقالت إحداهن: أسفي على الشباب. هذه المعارك المفتعلة لصالح من؟ وقالت الثانية: نحن لسنا أعداء، عدونا المشترك واحد وهو إسرائيل، وهدفنا تحرير أرضنا فلسطين للعودة إلى ديارنا (وجاء دور المجوس 2/95)). ولقد بالغت هذه المسكينة في إحسانها الظن بالشيعة حين قالت ولسنا أعداء، وربما لها عذر فهي كغيرها من كثير من أهل السنة الضائعين الذين لا يعرفون العدو من الصديق. وفي تقرير طويل نشره (جون كيفنز) في صحيفة نيويورك تايمز جاء فيه: "دخل مجموعة من الصحفيين إلى مخيم برج البراجنة.. فبدا المخيم تقريبًا محطمًا بصورة سيئة للغاية.. حتى أن بعض الفلسطينيين ذكروا أن إسرائيل لم تفعل بهم ما فعلته بهم حركة أمل.. لقد كانت هناك مرارة في المخيمات ليس فقط تجاه مليشيات أمل بل وربما أكثر تجاه سوريا التي تعتبر على نطاق واسع قد خططت لحصار المخيم وساندته من أجل تحطيم نفوذ ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ولكي تعزز بالوكالة سيطرتها على لبنان " (المرجع السابق (2/105، 106) ولم يكن المخطط السوري النصيري يهدف إلا إلى سحق مقاومة أهل السنة وليس المقصود عرفات أو غيره.) وهذا غيض من فيض، وقليل من كثير من تقارير عالمية تابعت الأحداث في حين غفل عنها أو تغافل كثير من المسلمين السنة، ولا زالوا ينادون بالتقريب ويخدعون بتقية القوم، فإنا لله وإنا إليه راجعون. تعاون الشيعة مع اليهود حقيقة لا وهم: قال الأستاذ/ عبد الله محمد الغريب: "تعاون الشيعة مع العدو الصهيوني في جنوب لبنان حقيقة ثابتة وليس أسطورة اخترعها خصوم الرافضة، فلقد تحدثت الصحف ووكالات الأنباء المحلية والعالمية عن هذا التعاون ولمسه المسلمون والنصارى في الجنوب لمس اليد واعترف به الطرفان الشيعي واليهودي". قالت وكالة رويتر في تقرير لها من النبطية في 1/7/1982: "إن القوات الصهيونية التي احتلت البلد سمحت لمنظمة أمل بأن تحتفظ بالمليشيات الخاصة التابعة لها وبحمل جميع ما لديها من أسلحة. وصرح أحد قادة مليشيات منظمة أمل ويدعى حسن مصطفى أن هذه الأسلحة ستستخدم في الدفاع عنا ضد الفلسطينيين، وبعد أن أعلنت إسرائيل عن عزمها الانسحاب من لبنان ضاعفت منظمة أمل من مطاردتها للقوات الفلسطينية في بيروت الغربية والجنوبية، وفي جنوب لبنان، وكانت ادعاءات إسرائيل ضد منظمة التحرير الفلسطينية تشبه ادعاءات أمل، فهل تتم مثل هذه الأمور بشكل عفوي بين الطرفين؟ ". تجيبنا على هذا السؤال صحيفة (الجروزاليم بوست) في عدد لها بتاريخ 23/5/1985: " إنه لا ينبغي تجاهل تلاقي مصالح أمل وإسرائيل، التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في الحفاظ على منطقة جنوب لبنان وجعلها منطقة آمنة خالية من أي هجمات ضد إسرائيل.. إن إسرائيل ترددت حتى الآن في تسليم أمل مهمة الحفاظ على الأمن والقانون على الحدود بين فلسطين ولبنان، وإن الوقت قد حان لأن تعهد إسرائيل إلى أمل بهذه المهمة". كما يجيبنا على هذا السؤال رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية إيهود براك حيث يقول: " إنني على ثقة تامة من أن أمل ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنة في منطقة الجنوب اللبناني، وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإسرائيلية". ويجيبنا على السؤال – أيضًا- وزير الخارجية السويدي (بيير أوبيرت) الذي أكد في جنيف في 24/6/1985 أنه نقل رسالة من رئيس حركة أمل نبيه بري إلى القيادة الإسرائيلية.. إلا أنه رفض إعطاء تفاصيل عن الرسالة..( وجاء دور المجوس (2/160- 162) بإيجاز). وفي تقرير نشرته مجلة الأسبوع العربي بتاريخ 24/10/1983عن مقابلة أجرتها المجلة مع حيد الدايخ أحد قادة أمل في الجنوب جاء فيه: "وصلنا إلى معسكر حيدر الدايخ.. وكانت عناصره ترتدي الثياب العسكرية وتحمل الأسلحة.. بعضهم لم يتجاوز العشرين وبعضهم أطلق لحيته فأدركنا عندئذ أن هذه العناصر من أفراد الجيش الشيعي، وأن إسرائيل هي التي تدربهم، خصوصًا عندما شاهدنا على بعد أمتار قليلة من المعسكر (فيلا) يتمركز فيها الإسرائيليون .. وكان أحد الإسرائيليين بين الحين والآخر يرفع منظاره إلى عينيه ويحدق في الوجوه.. اقتربنا من حيدر الدايخ في وسط المعسكر، وقد رفع العالم اللبناني وقد كتبت بعض السيارات (قوات كربلاء) وسألنا حيدر عن سبب التسمية فقال: موقعة كربلاء لها مدلولات كثيرة في نظري، هي مأساة الإمام الحسين الذي حارب الظلم، ونحن نحارب الظلم، وفي رأي أن لبنان كله يمر بكربلاء حاليًا، لأن موقف لبنان مثل موقف الحسين بكربلاء، كان أعداء الإمام كثيرين والأصدقاء تخلوا عنه، وهكذا لبنان، لذلك نسترشد بالإمام الحسين ونمشي على خطاه. وسألنا: أحد عساكر الدايخ عن سبب حمله السلاح فأجاب: إن السبب في حملي السلاح يعود إلى المخاطر التي تتعرض لها الطائفة الشيعية وإلى التفتت الذي قد يعترضها في المستقبل. وسألنا حيدر الدايخ: هل تعتبر أن تسميتكم الجيش الشيعي تعود إلى أن عناصركم من الطائفة الشيعية؟ فقال: نحن في منطقة شيعية وجميع عناصري (أولاد الجنوب اللبناني) هم من الطائفة الشيعية، لكن هذا لا يعني أننا طائفيون، بل ليس لدينا أي بعد أو تفكير طائفي، يا أخي إذا كنا شيعة ماذا نفعل ؟ هل نغير هويتنا؟ هل نغير طائفتنا كي نرضي بعض الناس؟ نحن لا يمكن أن نتخلى عن هذه الهوية، ولا يمكن أن نكر بأننا إسلام. ثم يمضي الدايخ في حديثه: " كل الناس تعلم والحكومة أيضًا بأننا نحمل السلاح منذ بداية الأحداث، وخضنا المعارك ضد الإرهاب الفلسطيني وضد التجاوزات التي كانت تحدث في الجنوب". ثم يثني على إسرائيل فيقول: " كنا نحمل السلاح قبل دخول إسرائيل إلى الجنوب، ومع ذلك فإنها فتحت لنا يدها وأحبت أن تساعدنا فقامت باقتلاع الإرهاب الفلسطيني من الجنوب وغيرها ولن نستطيع أن نرد لها الجميل ولن نطلب منها أي شيء لكي لا نكون عبئًا عليها (وجاء دور المجوس (2/163- 165). وأرجو بعد نقل هذه الدلائل على خيانة القوم وتعاونهم مع العدو الصهيوني أن يفيق كل مسلم يرى بعض الفصائل الشيعية في لبنان كحزب الله وهي تحارب إسرائيل فيخدع بمواقفها، إن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد دفاع قومي أو وطني تتأجج ناره وتخمد حسب تقلبات السياسة، فمتى غضبت عليهم إسرائيل حصل التصادم، ومتى رضيت أخمدت النار، وفي الأمر من الخفايا ما سينكشف إن شاء الله ربما لنا، وربما لأجيال من بعدنا.
__________________
[gdwl][/gdwl]
|
أدوات الموضوع | |
|
|