جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
السنة النبوية أساس لشؤون الحياة والحكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فهذا مختصر لبحث بعنوان : </O:p اتّخاذ السّنّة النّبويّة - إلى جانب القرآن الكريم - <O:p</O:p أساساً لشؤون الحياة والحكم <O:p</O:p في المملكة العربية السعودية<O:p</O:p إعداد : د/ عبد الرحيم بن محمد المغذّوي أقتبس منه ما يتعلق بمعنى السنة وأهميتها كمصدر للتشريع فى شؤون الحياة والحكم.<O:p</O:p <O:p</O:p |
#2
|
|||
|
|||
المقدمة <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) (آل عمران:102). <o:p></o:p> (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ))(النساء:1). (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) (الأحزاب: 70-71). <o:p></o:p> أمّا بعد:<o:p></o:p> فإنّ السّنّة النبويّة هي المصدر التشريعي الثاني في الإسلام بعد كتاب الله تعالى، ومنها يستمدّ المسلمون أسس حياتهم في جميع المجالات وعلى مختلف المستويات.<o:p></o:p> ................<o:p></o:p> <o:p></o:p> المبحث الأول: المدخل إلى السنّة النبوية، وضرورة تحكيمها وتطبيقها في شؤون الحياة والحكم<o:p></o:p> <o:p></o:p> ويتضمن ثلاثة مطالب:<o:p></o:p> المطلب الأول: التعريف بالسنة لغة واصطلاحاً.<o:p></o:p> المطلب الثاني: مكانة السنة النبوية في التشريع الإسلامي.<o:p></o:p> المطلب الثالث: ضرورة تحكيم السنة النبوية في سائر شؤون الحياة والحكم.<o:p></o:p> المطلب الأول: التعريف بالسنة لغة واصطلاحاً<o:p></o:p> أولاً: التعريف بالسنة لغةً<o:p></o:p> يقول ابن فارس:(( السِّين والنون أصلٌ واحد مطرد، وهو جريان الشيء واطّراده في سهولة، والأصل قولهم: سَنَنْتُ الماءَ على وجهي أَسُنُّه سَنّاً، إذا أرسلتَه إرسالاً، ثم اشتقّ منه رجلٌ مسنون الوجه، كأنّ اللحم قد سُنَّ على وجهه. ومما اشتُقّ منه السُّنَّة، وهي السِّيرة، وسُنَّة الرسول - صلى الله عليه وسلم - سيرته، قال الهُذَليّ: فلا تَجْزَعَنْ من سُنَّةٍ أنت سِرْتَها ******* فأوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يسيرها وإنّما سُمِّيت بذلك؛ لأنّها تجري جرياً، ومن ذلك قولهم: ماض على سَنَنِك وسُنَنِك، أي وَجْهك، وجاءت الرِّيح سنائِن إذا جاءت على طريقة واحدة([1]).<o:p></o:p> وقال الجوهري: ((السّنَنُ: الطريقة، يقال، استقام فلانٌ على سَنَنٍ واحد، ويقال: امض على سَنَنِك وسُنَنِك، أي على وجهك، وجاء من الخيل سَنَنٌ لا يُردّ وجْهُه، وتَنَحَّ عن سَنَن الخيل، أي عن وجهه، وعن سَنَن الطريق وسُنَنه وسِنَنه ثلاث لغات.. والسُّنَّة: السِّيرة … والسُّنَّة أيضاً: ضرب من تمر المدينة، وسُنَّة الوجه صورته، قال ذو الرّمّة: تريك سُنَّة وَجْهٍ غير مُقْرفَةٍ ******* مَلْساءَ ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ([2]) <o:p></o:p> <TABLE class=MsoNormalTable style="MARGIN: auto auto auto 73.35pt; BORDER-COLLAPSE: collapse; mso-table-layout-alt: fixed; mso-padding-alt: 0cm 5.4pt 0cm 5.4pt" cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0><TBODY><TR style="HEIGHT: 1cm; mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes; mso-yfti-lastrow: yes; mso-height-rule: exactly"><TD style="BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-RIGHT: 5.4pt; BORDER-TOP: #ece9d8; PADDING-LEFT: 5.4pt; PADDING-BOTTOM: 0cm; BORDER-LEFT: #ece9d8; WIDTH: 170.15pt; PADDING-TOP: 0cm; BORDER-BOTTOM: #ece9d8; HEIGHT: 1cm; BACKGROUND-COLOR: transparent; mso-height-rule: exactly" vAlign=top width=227> <o:p></o:p> </TD><TD style="BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-RIGHT: 5.4pt; BORDER-TOP: #ece9d8; PADDING-LEFT: 5.4pt; PADDING-BOTTOM: 0cm; BORDER-LEFT: #ece9d8; WIDTH: 14.15pt; PADDING-TOP: 0cm; BORDER-BOTTOM: #ece9d8; HEIGHT: 1cm; BACKGROUND-COLOR: transparent; mso-height-rule: exactly" vAlign=top width=19><o:p></o:p> </TD><TD style="BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-RIGHT: 5.4pt; BORDER-TOP: #ece9d8; PADDING-LEFT: 5.4pt; PADDING-BOTTOM: 0cm; BORDER-LEFT: #ece9d8; WIDTH: 168.35pt; PADDING-TOP: 0cm; BORDER-BOTTOM: #ece9d8; HEIGHT: 1cm; BACKGROUND-COLOR: transparent; mso-height-rule: exactly" vAlign=top width=224> <o:p></o:p> </TD></TR></TBODY></TABLE> ومما قاله الفيروزابادي في معاني السّنّة لغةً: ((سَنَّنَ المنطق: حَسَّنَه..والأمر: بيّنه.. والسيرة والطبيعة، وتَمْرٌ بالمدينة، ومن الله: حكمه وأمره ونهيه))([3]).<o:p></o:p> ويضيف العلاّمة ابن منظور معاني أخرى إلى السّنّة في اللغة، ومنها: ((السُّنّة: السيرة، حسنة كانت أو قبيحة..والأصل منها الطريقة والسِّيرة.. وهي مأخوذة من السّنَن وهو الطريق)) ([4]).<o:p></o:p> ومما سبق يمكن القول إنّ السُّنّة في اللغة تعني: السِّيرة والطريقة والطبيعة حسنة كانت أو قبيحة.<o:p></o:p> <HR align=left width="33%" SIZE=1> ([1]) معجم مقاييس اللغة لابن فارس (3/60) (مادة: سنن). <o:p></o:p> ([2]) الصحاح للجوهري (5/2138) (مادة: سنن). <o:p></o:p>
([3]) القاموس المحيط للفيروزابادي (4/337) (مادة: السنّ). <o:p></o:p> ([4]) لسان العرب المحيط لابن منظور (2/222) (مادة: سنن). <o:p></o:p> |
#3
|
|||
|
|||
ثانياً: التّعريف بالسنة اصطلاحاً <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> عرّفت السنّة بعدّة تعاريف في الاصطلاح، وذلك حسبما تضاف إليه من علوم. <o:p></o:p> فالسنة عند المحدّثين هي: ((ما أضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقيّة أو خُلُقيّة)) ([1]). <o:p></o:p> وأمّا تعريف السنة عند علماء أصول الفقه فهي: ((ما أضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير مما يصلح أن يكون دليلاً لحكم شرعي)) ([2]). <o:p></o:p> ويعرف الفقهاء السنة بأنها ((ترادف المستحبّ، وهو ما في فعله ثواب وفي تركه ملامة وعتاب ولا عقاب)) ([3]). <o:p></o:p> ومن عرّفها بهذا التعريف نظر إلى تعريف السنة باعتبار الثمرة.<o:p></o:p> وبعض الفقهاء عرَّف السنة بأنّها ((كل ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن من باب الفرض ولا الواجب، وهؤلاء نظروا إليها باعتبار مكانتها بين الأحكام التكليفية الخمسة)) ([4]). <o:p></o:p> وأمّا علماء العقيدة فيعرفون السنة بقولهم: ((هي كل ما ثبت بالدليل الشرعي أو ما دلّ عليه الدليل الشرعي، سواء كان قرآناً أو حديثاً أو من القواعد الشرعية العامّة)).<o:p></o:p> فهم نظروا إلى السنة من حيث مقابلتها للبدعة، وعلماء العقيدة يستعملونها كثيراً في مثل قولهم: هذا من السنة، أي مقابل للبدعة([5]). <o:p></o:p> ويمكن أن نعرِّف السنة عند الدعاة فنقول بأنها: ((كلّ ما نسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأقوال والأفعال والتقريرات، وأوصاف الخير والكمال في خَلْقه وخُلُقه ومَنْهَجه، مما أُمِرنا باتباعه والتأسِّي به)) ([6]). <o:p></o:p> والمتأمِّل في التعريف السابق للسنّة يجد أنّه يتضمّن عدّة أمور هي: <o:p></o:p> أ- كل ما نسب وأضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - داخل في السنّة، وليس هنالك مجال لاختزاله أو تبعيضه أو الانتقاء منه. <o:p></o:p> ب – أن السنة المأمورين باتباعها هي المنسوبة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وليست لغيره من البشر.<o:p></o:p> ج – أن السنة تشمل أقواله - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وتقريراته وجميع أوصاف الخير والكمال الخَلْقيّة والخُلُقيّة.<o:p></o:p> د- أن السنة تشتمل أيضاً على منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدعوة إلى الله تعالى، وسبيله الأقوم في الهداية والبلاغ.<o:p></o:p> هـ – أن السنة عند الدعاة تعني وجوب التمسك بها، واتباعها والتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في دعوته واطّراح ما عدا ذلك من الطرق والسنن المبتدعة.<o:p></o:p> <HR align=left width="33%" SIZE=1> ([1]) فتح المغيث للسخاوي (1/6).<o:p></o:p>
([2]) شرح الكوكب المنير لابن النجار (2/159). <o:p></o:p> ([3]) أنيس الفقهاء لقاسم القونوي ص (106). <o:p></o:p> ([4]) علوم القرآن والسنة، أ.د. فالح الصغير،د. اليحياوي ص (101). <o:p></o:p> ([5]) المرجع السابق ص (102). <o:p></o:p> ([6]) تعريف الباحث. <o:p></o:p> |
#4
|
|||
|
|||
المطلب الثاني: أنزل الله تعالى القرآن الكريم على نبيه ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - ليكون للناس هدايةً في جميع شؤون الحياة الخاصّة والعامّة، وليبيّن لهم ما ينفعهم ويرجون خيره في دنياهم وأخراهم، قال تعالى: (( الـر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ )) (إبراهيم:1). <o:p></o:p>مكانة السنة النبوية في التشريع الإسلامي <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> <o:p></o:p> وقال سبحانه: (( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ))(النحل:89). <o:p></o:p> <o:p></o:p> وقد تلقّى الصحابة القرآن الكريم مشافهة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بكتابته، ثم نُقِل كذلك نقلاً متواتراً في العصور التالية. <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومن هنا كان المسلمون في حاجة إلى معرفة كتاب الله تعالى، والعلم بأحكامه وتشريعاته وما فيه من التوجيهات والآداب. <o:p></o:p> <o:p></o:p> ونظراً لذلك، فقد اتفـق المسلمون قديماً وحديثاً على أنّ سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي المصدر الثاني في التشريع الإسلامي الذي لا غنى لكل مسلم ومسلمة عنها([1]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> يقول الشوكاني رحمه الله: ((إنّ ثبوت حجيّة السّنّة المطهّرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية، ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظّ له في الإسلام)) ([2]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> فالسنة بهذا الاعتبار هي ((أحد قسمي الوحي الإلهي الذي أنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والقسم الآخر من الوحي هو القرآن الكريم الذي هو كلام الله رب العالمين، منـزّل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود)) ([3]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> والنصوص الموضِّحة لذلك عديدة ومتنوّعة من الكتاب والسنة وإجماع السلف.<o:p></o:p> <o:p></o:p> فمن الكتاب الكريم:<o:p></o:p> <o:p></o:p> قوله تعالى: (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى )) (النجم:3-4).<o:p></o:p> <o:p></o:p> وقوله تعالى : (( بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) (النحل:44).<o:p></o:p> وقال سبحانه: (( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ ))(الحشر:7). <o:p></o:p> <o:p></o:p> وقال سبحانه: ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاًّ مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) (النساء:65). <o:p></o:p> <o:p></o:p> وقال جل شأنه: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً )) (الأحزاب:21). <o:p></o:p> <o:p></o:p> يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة: هذه الآية الكريمة أصلٌ كبير في التأسِّي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أقواله وأفعاله وأحواله([4]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> وأمّا النصوص من السنّة فهي عديدة، ومنها:<o:p></o:p> <o:p></o:p> ما رواه أبو رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ألفينّ أحدكم متّكئاً على أريكته يأتيه أمرٌ مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه)) ([5]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> وعن المقدام بن معديكرب أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ألا إنّي أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلّوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرِّموه، ألا وإنّ ما حرّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حرَّم الله)) ([6]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> وعن العرباض بن سارية أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشيّاً، فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)) ([7]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> وأمّا أقوال السلف فعديدة وأكثر من أن تحصى ومنها:<o:p></o:p> <o:p></o:p> قول حسّان بن عطيّة: ((كان جبريل ينـزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسّنّة كما ينـزل عليه بالقرآن)) ([8]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> وعن الأوزاعي قال: قال أيوب السختياني: ((إذا حدّثت الرجل بالسنّة فقال: دعنا من هذا وحدثنا من القرآن، فاعلم أنّه ضالّ)) ([9]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> وقال الأوزاعي، ومكحول، ويحيى بن كثير وغيرهم: ((القرآن أحوج إلى السنّة من السنّة إلى الكتاب، والسنّة قاضية على الكتاب، وليس الكتاب قاضياً على السنّة)) ([10]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> وقال الفضل بن زياد: ((سمعتُ أبا عبد الله – يعني أحمد بن حنبل – وسئل عن الحديث الذي روي أنّ السنة قاضية على الكتاب، فقال: ما أجسر على هذا أن أقوله، ولكن السنّة تفسّر الكتاب، وتعرِّف الكتاب وتبيِّنه)) ([11]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> وقال الحافظ ابن عبد البر: ((البيان منه - صلى الله عليه وسلم - على ضربين: الأول: بيان المجمل في الكتاب العزيز كالصلوات الخمس في مواقيتها، وسجودها، وركوعها وسائر أحكامها، وكبيانه للزكاة وحدها ووقتها وما الذي تؤخذ منه الأموال، وبيان مناسك الحج… الثاني: زيادة على حكم الكتاب كتحريم نكاح المرأة على عمّتها وخالتها، وكتحريم الحُمُر الأهليّة، وكل ذي ناب من السِّباع إلى أشياء يطول ذكرها…)) ([12]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومن مجموع النصوص السابقة يتضح لنا بجلاء أنّ السنّة ((مصدر تشريعي مهمّ لا بد منه وأنّها صنو الكتاب – العزيز – تسايره في الأحكام والتشريع على السواء، وأنّها لا يمكن الاستغناء عنها، ولا يمكن فصل السنّة عن الكتاب بحال من الأحوال)) ([13]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> ويؤكِّد ذلك كلّه قول الإمام الشافعي رحمه الله: ((فكلّ من قَبِلَ عن الله فرائضه ، قَبِلَ عن رسول الله سنّته، بفرض الله طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على خلقه، وأن ينتهوا إلى حكمه، ومن قبل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعن الله قبل، لما افترض الله من طاعته)) ([14]).<o:p></o:p> <HR align=left width="33%" SIZE=1> ([1]) انظر: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، د. مصطفى السباعي ص (49). <o:p></o:p>
([2]) إرشاد الفحول للشوكاني ص (29). <o:p></o:p> ([3]) تدوين السنة النبوية، د. محمد مطر الزهراني ص (19). <o:p></o:p> ([4]) تفسير ابن كثير ص (1487). <o:p></o:p> ([5]) رواه أبو داود في سننه (5/12) كتاب السنة، باب في لزوم السنة، رقم الحديث (4605)، ورواه الترمـذي في سننه (5/37) كتاب العلـم، باب ما نهي عنه أن يقال عند حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، رقم الحديث (2663)، وقال: هذا حديث حسن صحيح. <o:p></o:p> ([6]) رواه أبو داود في سننه (5/10) كتاب السنة، باب في لزوم السنة، رقم (4604)، ورواه الترمذي في سننه (5/38) كتاب العلم، باب ما نهي عنه أن يقال عند حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، رقم الحديث (2664)، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. <o:p></o:p> ([7]) رواه أبو داود في سننه (5/13) كتاب السنة، باب في لزوم السنة، رقم (4607)، ورواه الترمذي في سننه (5/44) كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع، رقم الحديث (2676)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.<o:p></o:p> ([8]) رواه الدارمي في السنن (1/177) المقدمة، باب السنة قاضية على كتاب الله، رقم (594)، والخطيب في الكفاية ص (48)، وابن عبد البر في الجامع (1/191). <o:p></o:p> ([9]) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث، ص (65)، والخطيب في الكفاية ص (49). <o:p></o:p> ([10]) رواه الدارمي في السنن (1/177)، المقدمة، باب السنة قاضية على كتاب الله، رقم (593). <o:p></o:p> ([11]) أخرجه الخطيب في الكفاية ص (47)، وابن عبد البر في الجامع (2/191). <o:p></o:p> ([12]) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (2/190). <o:p></o:p> ([13]) السنّة في مواجهة الأباطيل، محمد طاهر حكيم ص (15). <o:p></o:p> ([14]) الرسالة للإمام الشافعي ص (33). <o:p></o:p> |
#5
|
|||
|
|||
المطلب الثالث: ضرورة تحكيم السنة النبوية في سائر شؤون الحياة والحكم <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> <o:p></o:p> المسلمون مطالبون بتحكيم السنة النبوية في جميع شؤون حياتهم الخاصّة والعامة. ويتنوّع تحكيم السنة النبوية في الحياة الإسلامية إلى أنواع عديدة منها: <o:p></o:p> أولاً : العقائد والعبادات والمعاملات والأحكام والقضاء.<o:p></o:p> ثانياً : الدعوة والالتزام بالمنهج القويم في الهداية والإصلاح.<o:p></o:p> ثالثاً : التربية والتعليم والتوجيه وتثقيف الناس.<o:p></o:p> رابعاً : الأخلاق والمسالك والسِّير.<o:p></o:p> خامساً : أمور السياسة والحكم بين الناس.<o:p></o:p> سادساً : صبغ الحياة العامّة في الدولة بالسنة النبوية.<o:p></o:p> سابعاً : ابتناء علاقة الدولة الإسلامية مع غيرها من الدول والمجتمعات الأخرى وفق توجيهات السنة.<o:p></o:p> ثامناً : حفظ حقوق الإنسان الخاصة والعامة.<o:p></o:p> تاسعاً : رعاية غير المسلمين في المجتمع المسلم وحفظ ذمَّتهم وحياتهم وعدم الاعتداء عليهم وفق توجيهات السنة.<o:p></o:p> عاشراً : الرأفة والرحمة في تحكيم السنة بالخلق، والترفق بالناس، والمخلوقات الأخرى.<o:p></o:p> والسنة النبوية تتطرّق إلى تلك الأمور وغيرها مما لا يتّسع المجال لذكره.<o:p></o:p> وتبرز أهميّة تحكيم السنّة النبوية في الحياة الإسلامية كونها: <o:p></o:p> <o:p></o:p> · امتثالاً لأمر الله تعالى باتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأنّ ذلك دليل على محبّته، كما قال تعالى: ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) (آل عمران:31). <o:p></o:p> <o:p></o:p> · كما أن تحكيم السنة فيه طاعة لله تعالى وامتثال لأمره بطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، كما قال تعالى: ((مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً )) (النساء:80). <o:p></o:p> <o:p></o:p> يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية الكريمة: ((يخبر تعالى عن عبده ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - بأن من أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله، وما ذاك إلا لأنّه ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)) ([1]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> · بل إنّ الله تعالى جعل تحكيم السنّة في حياة المسلمين من لوازم إيمانهم الدالة على صدق معتقدهم، وسلامة منهجهم، كما قال تعالى: ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاًّ مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) (النساء:65). <o:p></o:p> <o:p></o:p> يقول الشيخ ابن سعدي في تفسيره للآية الكريمة: ((أقسم تعالى بنفسه الكريمة أنّهم لا يؤمنون حتى يحكّموا رسوله فيما شجر بينهم، أي في كل شيء يحصل فيه اختلاف، بخلاف مسائل الإجماع، فإنها لا تكون إلا مستندة للكتاب والسنة، ثم لا يكفي هذا التحكيم حتى ينتفي الحرج من قلوبهم والضيق، وكونهم يحكمونه على وجه الإغماض، ثم لا يكفي ذلك حتى يسلّموا لحكمه تسليماً، بانشراح الصدر، وطمأنينة النفس، وانقياد بالظاهر والباطن، فالتحكيم في مقام الإسلام، وانتفاء الحرج في مقام الإحسان، فمن استكمل هذه المراتب وكملها فقد استكمل مراتب الدين كلها، فمن ترك هذا التحكيم المذكور غير ملتزم له فهو كافر، ومن تركه مع التزامه فله حكم أمثاله من العاصين)) ([2]). <o:p></o:p> <o:p></o:p> والمتأمل في سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجد أنها تهدف إلى صياغة المجتمع صياغة إسلامية نظيفة خالية من الشوائب والمكدّرات، فيها المعنى الحقيقي للحياة النقية، كما قال تعالى))يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )) (الأنفال:24). <o:p></o:p> <o:p></o:p> وهكذا يتضح أنه ((لن يتحقَّق الإيمان إلا بتحكيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يُختلف فيه)) ([3])، كما قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) (النساء:59). === انتهى===<o:p></o:p> <HR align=left width="33%" SIZE=1> ([1]) تفسير ابن كثير ص (510). <o:p></o:p>
([2]) تفسير ابن سعدي ص (184-185). <o:p></o:p> ([3]) المدخل إلى توثيق السنة، د. رفعت فوزي ص (9). <o:p></o:p> |
#6
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
|
#7
|
|||
|
|||
السنة النبوية وحى من الله وليس هناك أفضل من شرع الله ووحيه لتسيير شؤون الحياة ووضع قواعد للحكم.
|
أدوات الموضوع | |
|
|