جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تونس .. وحزب النهضة
أظهرت نتائج الانتخابات تراجع شعبية حزب النهضة في تونس. ومع ذلك يصر مؤسلمو الديمقراطية على التعامي عن الدروس وعلى الاستمرار في طريق الهاوية.
أيَّد الشعب التونسي الثائر "النهضة" بدايةً واختاره لإسلاميته المفترضة، لكن النهضة تنازل فعليا عن هويته التي اختاره الشعب من أجلها. لم تكن مشكلة "النهضة" في خوض لعبة الديمقراطية، التي بينَّا بالتفصيل مصادمتها للإسلام، فحسب، بل وفي إغراقه في الحرص على "التوافق" مع "العلمانيين" والنظام الدولي، واسترضائهم بمحاربة الداعين إلى حكم الإسلام، كجماعة أنصار الشريعة وغيرها. سيتفلسف البعض بأني أدافع عن "الغلاة"، وهذا كذب. فأنا أعلم أن في تونس غلواً، وقد نقدت الغلو عموما نقدا شرعيا مفصلا عبر الشهور الماضية. لكن حين قَمَعَتْ حكومة النهضة المحتجين عند السفارة الأمريكية على الفلم المتطاول على النبي صلى الله عليه وسلم، وقتلت منهم عدداً وسجنت آخرين ومات بعضهم في الإضراب عن الطعام (أَوَّلُهُم محمد البختي وبشير القلي) فإن ذلك لم يكن محاربةً للغلو! ولا ننسى حين تفاخر الغنوشي أمام المراسلين الأجانب بهذا القتل والسجن رادا به على تهمة التساهل مع التطرف! ولا ننسى إغلاق النهضة لعدد من دور تحفيظ القرآن وإيقاف عدد من الخطباء بتهمة الترويج لأفكار مناهضة للديمقراطية وللدستور (الوضعي). ولا ننسى إعلان حكومة النهضة لأنصار الشريعة جماعة إرهابية ومنع ملتقياتها الدعوية وقتلها لعدد من أفرادها بتهمة اغتيال جنود وشخصيات مثل بلعيد والبراهمي مع نفي أنصار الشريعة لعلاقتها بتلك الاغتيالات. ولست هنا ناطقا باسم "أنصار الشريعة" ولا أعلم ما آل إليه حال أفرادها بعد هذا التضييق، لكن ينبغي تذكُّر أن النهضة كانت تتعامل معها بهذه الوحشية في الوقت ذاته الذي تحرس فيه حكومتها معارض فيها استهزاء قبيح بالله وبرسوله في رسومات ساخرة مثل معرض قصر العبدلية، ويفتخر وزير الداخلية النهضوي علي العريض بقمع الاحتجاجات على هذا المعرض!! كما أن "النهضة" كانت تقوم بهذا بعد التنسيق المعلن مع المبعوث الأمريكي دانيال بنيمين لتطبيق قوانين مكافحة الإرهاب المقرة في عهد (بن علي) على المطالبين بحكم الشريعة. كما لا ننسى إقصاء النهضة للمرجعية الإسلامية من الدستور ومكافأة إدارة أوباما لها على ذلك بالدعم المالي كما قالت صحيفة "وول ستريت جورنال". ولا ننسى صراحة الصادق شورو من قدماء النهضة حين ذكر في البرلمان أن حزبه (النهضة) أصبح يفعل بأنصار الشريعة مثل ما كان نظام زين العابدين بن علي يفعل بالنهضة! فهل كانت النهضة في ذلك كله مستحقة لـِمَعِيَّة الله وتوفيقه؟ أم أنه انطبق عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)؟ فخسرت شعبيتها بعدما خسرت دينها. من أكبر المآسي أنك تجد بعد ذلك في أوساط "الإسلاميين" من يناقش نتائج الانتخابات نقاشا سياسيا، محاولا إظهار أن النهضة حققت نصراً بخسارتها في الانتخابات، وذلك بتجنب العبء الاقتصادي وتوريط العلمانيين في الحكم!! في منطق نقاشٍ علماني خالٍ تماما من النظرة الشرعية والتفكر في السنن، ولا يطرح التساؤل: (هل كانت النهضة مع الله حتى يكون الله معها ويجعل عواقب الأمور لصالحها؟)! سيقول قائل: (وماذا كان على النهضة أن تفعل بعد الثورة؟) ببساطة: كان عليها أن تحث الناس على استكمال الثورة لاجتثاث الدولة العميقة والتحرر من النظام الدولي، فإن لم تفعل، استغلت الفرصة لدعوة نقية عزيزة لا تنازل فيها إلى أن يأذن الله بالتمكين أو يقبضها وهو عنها راضٍ. وإلا فماذا استفادت النهضة إلا أن خسرت شعبيتها وساهمت في تشويه المشروع الإسلامي وإظهاره فاشلا، واستُخدمت في ضرب الشباب الغيور على الإسلام، وحرست الزندقة والاستهزاء بالدين، ثم ساهمت في إعادة نظام الاستعباد تحت مسمى الديمقراطية؟! وستلقى الله بعشرات الشباب المسلم ومئات آخرين لا زالوا مسجونين لأنهم غضبوا لله ولرسوله. و"النهضة" الآن تصفق للأحزاب "العلمانية" التي وصلت الحكم، لماذا؟ لتبدو منسجمة مع ذاتها ومحترمة لقواعد اللعبة التي أوصلتها للحكم من قبل! هذه الأحزاب ستمارس الحكم بالقانون الوضعي، فما عاد الحكم بغير ما أنزل الله كفراً تَبرأ "النهضة" إلى الله منه وتنكروه، بل حقا يُصفَّق له ما دام الشعب قد اختار هؤلاء ليحكموه ولو بما لم يأذن به الله! ولا تلوم النهضة نفسها على خذلان هذا الشعب وفتنته بعدما اختارها يوما لتقوده بالإسلام! وبهذا فقد استخدم النظام الدولي وفلول بن علي حزب النهضة لامتصاص غضبة الشعب التونسي الثائر ريثما يعيد إنتاج النظام بوجوه جديدة. أسوأ ما في مشهد الأحزاب المنتسبة للعمل الإسلامي أنها لا تقرأ تعثراتها في ضوء آيات الله وسننه ولا تتعظ بمن قبلها. فبعدما حصل انقلاب مصر لم تستنتج النهضة فساد مسلك الديمقراطية المزعومة وتنازلاتها، بل استنتجت أن النجاة في المزيد من الإيغال في "التوافقية" واسترضاء أعداء الإسلام الصرحاء. وصدق الله: (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قُبُلا). نتوقع للــ"نهضة" أياما صعبة للغاية، أسوأ مما حصل للإخوان في مصر. علما بأني نبهت على ذلك يوم كانت النهضة في ذروتها كما توقعت لمصر ما هي فيه الآن من مصيبة يوم "فوز" مرسي في الانتخابات، بناء على فهم سنن الله تعالى. سيغتاظ العاطفيون من المفتونين بالنهضة ومسلكها من كلامي هذا ويشوشون عليه كما فعل أشباههم أيام تجربة مصر، ثم يوم تحل المصيبة وتتعرض "النهضة" وغيرها بتونس لألوان التنكيل والاضطهاد فسترى عددا من هؤلاء ينتقلون إلى الطرف الآخر من الطيف –بدافع العاطفة أيضاً- ويتشربون الغلو، وتضيع الأمة في دوامة الإفراط والتفريط من جديد، إلا أن يتداركنا الله برحمته. ربنا رحمتك بأمة محمد. والسلام عليكم.
__________________
أحسب ان هذه الامة لو تعقلت وتوحدت وجمعت طاقاتها لمدة اسبوع واحد سينكسر صليب الغرب و نجمة الصهاينة و تحالف الرافضة لكن قوى الانبطاح و الغلو تعمل لصالح الاعداء غُرباء الأمر الذي يخفيه الأعلام والذي لا يعلمه الكثير.. تنظيم قاعدة الجهاد هو طليعة الأمة في مواجهة التوسع الإيراني
|
أدوات الموضوع | |
|
|