جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كيف انهار جيش (الأسد) في مواجهة الثورة؟!/ع. ر . أحمد رحال*
كيف انهار جيش (الأسد) في مواجهة الثورة؟!
العميد الركن أحمد رحال* - أورينت نت مع انقلاب السادس عشر من تشرين الثاني عام (1970) الذي أطاح بكل خصوم (حافظ الأسد) ما بين معتقل وقتيل، والذي سمي زوراً وبهتاناً الحركة التصحيحية، هذا الانقلاب الذي أفضى لسيطرة (حافظ الأسد) على مقاليد السلطة، وبدأت معه مرحلة جديدة في حياة السوريين، تمثلت بتغييرات هامة ومفصلية، كانت إحدى تلك التغييرات تمييع دور الجيش العربي السوري وتحويله لمؤسسة خاملة تدفع رواتبها دون أي منتوج يذكر وكانت (حرب 1973) آخر المعارك التي خاضها هذا الجيش ومعه انتهت مهمته الوطنية. ومع دخول الجيش السوري إلى لبنان عام 1976 وتحوله لقوات ردع عربية، وعلى قول الأخوة في لبنان (قوات ردح)، بعد أن سرق ضباطه وصف ضباطه (المدعومين من أجهزة المخابرات الأسدية) كل ما تستطيع عرباتهم سرقته ونقله إلى محافظات الساحل السوري من بيوت ومنازل المهجرين والنازحين اللبنانيين وحتى المقيمين منهم عنوة، بعد أن ضمن هؤلاء الضباط (بالرشاوى والشراكة) مرورهم عبر المعابر الحدودية دون أي تفتيش يذكر ودون أي محاسبة. مع مقتل باسل الأسد, والذي كان قد أُعد للرئاسة ليخلف والده, عام (1994), تم استدعاء أخيه بشار الأسد طالب (طب العيون) من جامعات بريطانيا, ليبدأ مشوار إعداده على عجل بعد أن تدهورت الحالة الصحية لوالده, فـ بقرار أسدي عسكري استثنائي, ينال بشار رتبة ووظائف أخيه (باسل), ويصبح برتبة (عقيد ركن) بالجيش السوري وخلال خمس سنوات, مخالفاً كل أعراف وقوانين الجيش, ومع موت والده, نال بشار ابن الـ(34) عاماً رتبة (فريق ركن) بالجيش وكأعلى رتبة عسكرية دفعته ليكون قائداً عاماً للقوات المسلحة في الجيش السوري وأميناً عاما لحزب البعث ورئيساً لسوريا, حتى أن عمر بشار الذي كان يقل بست سنوات عن العمر المحدد للرئيس وفق الدستور السوري, لم يقف عائقاً في طريق استلامه سدة الرئاسة, بعد أن عدل أعضاء مجلس الشعب السوري قانون العمر خلال خمس دقائق باجتماع كوميدي لا تنسى فصوله. مع استلام الفريق الركن (بشار الأسد) للسلطة المدنية والعسكرية في سوريا, انتهى ما تبقى من مبادئ للجيش السوري, وعاث الفساد في مكوناته وعمت الفوضى وابتعدت عن مفاصله ومكوناته كل أشكال الرقابة والتفتيش والمحاسبة, وسيطر الحرس القديم الفاسد على مقاليد الحكم, حتى أن قصر الرئاسة أصبح يدار من قبل ضباط المخابرات والحرس الثوري الإيراني وأصبح بشار الأسد الذي سلم مفاتيح سوريا لإيران عبارة عن واجهة تحكم بالاسم أما الفعل فكان للمخابرات والمستشارين الإيرانيين, وأصبح الجيش السوري عبارة عن وسيلة لتوظيف الطائفة العلوية ضمن قوائم الضباط وصف الضباط (نسبة الضباط العلويون في جيش الأسد تبلغ حوالي 85%), ومن لم يتم ضمه من العلويين للمؤسسة العسكرية كان يوضع تحت لائحة (متعاون أو مخبر) مع الفروع الأمنية, لينال بموجبها راتباً يعادل راتب أي موظف مدني في الدوائر المدنية للدولة, أما المجندون المدعوون للخدمة الإلزامية, فقد أصبح هؤلاء مفرخه يتم استثمارهم من قبل الضباط في عملية قبض البدل عن الخدمة تحت المسمى المتعارف عليه في جيش الأسد وهو (التفييش), لكن تطور هذا الأمر فيما بعد ليصبح على العسكري المجند دفع مبالغ إضافية وفوق راتبه للضابط المسؤول عنه كي يبقى هذا العسكري في منزله دون ضرورة الحضور إلى الثكنات العسكرية, فأطلق على هذا الجيش (جيش أبو شحاطة), تعبيراً عن فقدان مظاهر الانضباط والهندام عن عناصر الجيش, بعد أن سٌرقت كل مخصصات الجنود من مواد غذائية ولباس, حتى أصبحت ترى معظم فلاحي وعمال الساحل يرتدون ألبسة عسكرية (فيلدات وبدلات عسكرية) مسروقة من مستودعات الجيش. المفارقة الأكبر والتي أحدثت هذا الخلل في بناء ومهام الجيش إضافة لما سبق, هو ما تمتع به ضباط الاستخبارات العسكرية وغير العسكرية من مميزات مادية وسكنية وسلطوية, وجعلتهم يتبوؤوا مكان الصدارة والنفوذ داخل صفوف الجيش, بحيث شكلوا طبقة مخملية منفصلة عن طبقة بقية الضباط, تلك الطبقة التي تعيش بعالم آخر, تسوده كل أشكال الرفاهية والسلطة والتبذير, مع قافلة العربات السياحية الفخمة التي تخصص وترافق كل واحدٍ منهم, حتى أصبحت هناك سيارة فارهة لكل فرد من عائلات ضباط الاستخبارات وزوجاتهم, وإذا ما كان من ذوي الرتب العالية أو المناصب الحساسة بجهاز المخابرات, فإن قائمة عرباته تطال أبناء العم والخال والخالات والأصدقاء المقربون أيضاً, والجدير ذكره, أن معظم ضباط الاستخبارات كانوا من طائفة النظام (العلويين) أو من عائلات مقربة من عائلة (الأسد) كـ (آل مخلوف أو شاليش) مثلاً, أو ضباط تابعون لزعامات دينية تخص بعض عشائر الطائفة العلوية ( الحيدرية, الكلازية, الخياطية, الحديدية, ... الخ), مع زج بعض ضباط السنة الذين يتم اختيارهم بعناية فائقة وذوي ولاء مضمون ومعروف للسلطة, وأحيانا يمكن أن يكون للاسم موقع وحظوة بالاختيار, فقد اختير العميد الركن (عمر شرق) وهو حلبي من الطائفة السنية, ليكون أحد أعضاء فرع المخابرات العسكرية (الفرع 293) الخاص بالتحقيق مع الضباط وفقط لكون اسمه عمر, ولكنه كان من أسوأ ضباط التحقيق وأكثرهم حباً للأذية فقط ليقال عنه أنه موالٍ للنظام. هذا الجيش الأسدي وفجأة وجد نفسه في معارك مع شبان ثوريين يحملون عقيدة القتال ويؤمنون بالأهداف التي خرجوا من أجلها ويدافعون عن شعبهم, وبالتالي وجدنا تلك الانهيارات السريعة في صفوف جيش (الأسد), ووجدنا أن النظام أصبح قادراً فقط على قتل وتدمير الشعب السوري بسلاح الطيران جواً وبالأسلحة الصاروخية والمدفعية بعيدة المدى, مبتعداً عن أي مواجهة ميدانية, وبعيداً عن أي نتاج عسكري أو خطة عسكرية منهجية يعمل بها, ولولا تدخل عناصر حزب الله والفصائل العراقية وقوات إيران من حرس ثوري وباسيج لكان هذا النظام وجيشه قد انهار منذ أكثر من عامين ولكانت سوريا الآن تنعم بالحرية والطمأنينة وفرحة الانتصار تعلو على مباسم السوريين. أختم بالقول: جيش الأسد قاتل لمصالح وثروات ومنافع فخسر المعركة، الثورة قاتلت لمستقبل وبلد ووطن فكان لها النصر ... ويبقى انتظار لحظة الفرح ومتى تأتي السؤال الذي يشغل بال كل سوري حر، ويبقى بناء مؤسسة عسكرية وطنية حقيقية هي مهمة الثورة الآنية وفي المستقبل. |
أدوات الموضوع | |
|
|