جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هل الإسلام دين الحزن والكآبة ؟؟
هل الإسلام دين الحزن والكآبة ؟؟
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أقول وبالله التوفيق بأن الاسلام ليس كما يظن البعض أنه دين حزن وكآبة , بل هو دين الفطرة , وهو دين يحتر م مشاعر الناس ويوازن بين الفرح والحزن وبين الحب والكره ,فاذا فرح المسلم فلا يفرط في الفرح وإذا حزن فلا يفرط في الحزن الدليل على أن الاسلام دين الفرح :- عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالغربال } رواه ابن ماجه ) . وعن عائشة : أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { يا عائشة ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو } رواه أحمد والبخاري ) ( وعن عمرو بن يحيى المازني عن جده أبي حسن : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره نكاح السر حتى يضرب بدف ويقال : أتيناكم أتيناكم ، فحيونا نحييكم } رواه عبد الله بن أحمد في المسند ) . قال الامام الشوكانى في نيل الأوطار وفي ذلك دليل على أنه يجوز في النكاح ضرب الأدفاف ورفع الأصوات بشيء من الكلام نحو : أتيناكم أتيناكم ونحوه ، لا بالأغاني المهيجة للشرور المشتملة على وصف الجمال والفجور ومعاقرة الخمور ، فإن ذلك يحرم في النكاح كما يحرم غيره ، وكذلك سائر الملاهي المحرمة . قال في البحر : الأكثر : وما يحرم من الملاهي في غير النكاح يحرم فيه لعموم النهي . النخعي وغيره : يباح في النكاح لقوله صلى الله عليه وسلم : { واضربوا عليه بالدفوف } فيقاس المزمار وغيره . قال : قلنا : هذا لا ينافي [ ص: 224 ] عموم قوله صلى الله عليه وسلم : { إنما نهيت عن صوتين أحمقين } الخبر ونحوه فيحمل على ضربة غير ملهية . قال الإمام يحيى : دف الملاهي مدور جلده من رق أبيض ناعم في عرضه سلاسل يسمى الطار ، له صوت يطرب لحلاوة نغمته ، وهذا الإشكال في تحريمه وتعلق النهي به . وأما دف العرب فهو على شكل الغربال خلا أنه لا خروق فيه وطوله إلى أربعة أشبار ، فهو الذي أراده صلى الله عليه وسلم لأنه المعهود حينئذ . وقد حكى أبو طالب عن الهادي أنه محرم أيضا إذ هو آلة لهو . وحكى المؤيد بالله عن الهادي أنه يكره فقط وهو الذي في الأحكام . وقال أبو العباس وأبو حنيفة وأصحابه : بل مباح لقوله صلى الله عليه وسلم : { واضربوا عليه بالدفوف } وهذا هو الظاهر للأحاديث المذكورة في الباب بل لا يبعد أن يكون ذلك مندوبا ; ولأن ذلك أقل ما يفيده الأمر في قوله : { أعلنوا هذا النكاح } الحديث ، ويؤيد ذلك ما في حديث المازني المذكور : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره نكاح السر حتى يضرب بدف } . قوله : ما كان معكم لهو قال في الفتح في رواية شريك : { فقال : هل بعثتم جارية تضرب بالدف وتغني ؟ قلت : تقول ماذا ؟ قال : تقول : أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم ولولا الذهب الأحمر ما حلت بواديكم ولولا الحنطة السمراء ما سمنت عذاريكم ومن المشاعر التي احترمها الإسلام وقدَّرها مشاعر الفرح والسرور والبهجة؛ فأمر بإعلان النكاح وضرب الدف وحضور العرس وإقامة وليمة العرس وغير ذلك وطلب من الناس مشاركة الناس أفراحهم، فعَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: أَبْصَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءً وَصِبْيَانًا مُقْبِلِينَ مِن عُرسٍ فَقَامَ مُمتَنًّا فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتُم مِن أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ». (البخاري4782) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يظهر السرور والبهجة إذا جاءه ما يسرُّه؛ فعَن أَبِي بَكرَةَ عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمرُ سُرُورٍ أَو بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ. (أبو داود 2393). وكان بعض الصحابة إذا بُشِّر أحدهم ببشارة وسرور أعطى المبشر عطية إكراماً له وسروراً بما أنعم الله عليه من السرور كما فعل كعب بن مالك حين أعطى من بشَّره بتوبة الله عليه ما كان يلبس من ثياب واستعار ثياباً غيرها ( حديث توبة كعب بن في البخاري 4066). وفي الأعياد يجب الفرح على المسلم فقد روى البخاري حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا عمرو أن محمد بن عبد الرحمن الأسدي حدثه عن عروة عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال تشتهين تنظرين فقلت نعم فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك قلت نعم قال فاذهب وفي النسائي وابن حبان بإسناد صحيح عن أنس قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما : يوم الفطر والأضحى واستنبط منه كراهة الفرح في أعياد المشركين والتشبه بهم الرسول يبتسم :- كان صلى الله عليه وسلم كما يصفه ابن القيم الجوزية في كتابه المعروف زاد المعاد في هدي خير العباد : " كان جل ضحكه التبسم ، بل كله التبسم " وكان إذا بالغ في التبسم تبدو نواجذه ( والنواجذ هي الأضراس الأولى من الطواحن ) وفي (حديث مرفوع) ثنا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، ثنا أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ , عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ " . أعتقد بأنه بعد هذا لا يجوز لإنسان أن يقول بأن الاسلام دين الحزن والكآبة هذا والله أعلم وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
أدوات الموضوع | |
|
|