جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الرد على شبهات برنامج مدارك على mbc حلقة " تارك الصلاة"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الرد على شبهات برنامج "#مدارك" حلقة #تارك الصلاة حلقة جديدة من برنامج مدارك تناولت حكم تارك الصلاة و لا ينكر عاقل ان الامر فيه خلاف بين العلماء انما الحلقة سلطت الضوء على عدم كفر تارك الصلاة تكاسلا و تهاونا و انه تحت المشيئة ان شاء الله عذبه و ان شاء غفر له مما يفتح باب الرجاء امام المشاهدين تاركي الصلوات و ما اكثرهم و الملاحظ عدم دعوتهم للصلاة و المحافظة عليها و عدم ذكر حكم تارك #الصلاة عند من لم يكفره. و قد اتفق#العلماء#على كفر من ترك الصلاة جحودا لها واختلفوا فيمن أقر بوجوبها ثم تركها تكاسلا. فذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أنه لا يكفر، وأنه يحبس حتى يصلي. وذهب مالك والشافعي رحمهما الله إلى أنه لا يكفر ولكن يقتل حدا ما لم يصل. والمشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله أنه يكفر ويقتل ردة، وهذا هو المنقول عن أصحاب#النبي#صلى الله عليه وسلم،# وحكى عليه إسحاق الإجماع، كما نقله المنذري في الترغيب والترهيب وغيره،# و اما الشبهات التي اوردها البرنامج فنستعين بالله للرد عليها# ‼شبهة ان لفظ الكفر في الحديث بين الرجل و الكفر و الشرك ترك الصلاة بمعنى الكفر الاصغر غير المخرج من الملة الوارد في حديث ثنتان بالناس هما بهما كفر الطعن بالانساب و النياحة على الميت# ⛔ الرد على هذه الشبهة : ان الكفر المذكور في الحديث بين الرجل و الكفر و الشرك و حديث العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر هو الكفر الاكبر المخرج من الملة و ليس الاحتمال الوارد في احاديث : #اثنتان بالناس هما بهما كفر ، الطعن في النسب والنياحة على الميت " ، وقوله : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " . # #و ذلك لوجوه :# الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصلاة حدا فاصلا بين الكفر والإيمان وبين المؤمنين والكفار يميز المحدود ويخرجه من غيره . فالمحدودان متغايران لا يدخل أحدهما في الآخر .# الثاني : أن الصلاة ركن من أركان الإسلام فوصف تاركها بالكفر يقتضي أنه الكفر المخرج من الإسلام لأنه هدم ركنا من أركان الإسلام بخلاف إطلاق الكفر على من فعل فعلا من أفعال الكفر .# الثالث : أن هناك نصوصا أخرى دلت على كفر تارك الصلاة كفرا مخرجا من الملة فيجب حمل الكفر على ما دلت عليه لتتلاءم النصوص وتتفق .# الرابع : أن التعبير بالكفر مختلف ففي ترك الصلاة قال : " بين الرجل وبين الشرك والكفر " فعبر بأل الدالة على أن المراد بالكفر حقيقة الكفر بخلاف كلمة : كفر - منكّرا - أو كلمة : كَفَرَ بلفظ الفعل فإنه دال على أن هذا من الكفر أو أنه كفر في هذه الفعلة وليس هو الكفر المطلق المخرج عن الإسلام .# قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب ( اقتضاء الصراط المستقيم ) ص70 طبعة السنة المحمدية على قول الرسول صلى الله عليه وسلم : اثنتان في الناس هما بهما كفر " . قال : فقوله هما بهما كفر أي هاتان الخصلتان هما كفر قائم بالناس فنفس الخصلتين كفر حيث كانتا من أعمال الكفر وهما قائمتان بالناس لكن ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير بها كافرا الكفر المطلق حتى تقوم به حقيقة الكفر ، كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير بها مؤمنا حتى يقوم به أصل الإيمان وحقيقته . وفرق بين الكفر المعرف باللام كما في قوله صلى الله عليه وسلم : " ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة " وبين كفر منكر في الإثبات . انتهى كلامه رحمه الله .# عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:#((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))## يقول العراقي في شرح هذا الحديث: - (الضمير في قوله#((وبينهم))#يعود على الكفار أو المنافقين، معناه بين المسلمين والكافرين والمنافقين ترك الصلاة... والمراد أنهم ما داموا يصلون فالعهد الذي بينهم وبين المسلمين من حقن الدم باق...)## ومما قاله المباركفوري في شرح هذا الحديث: - (والمعنى أن العمدة في إجراء أحكام الإسلام عليهم تشبههم بالمسلمين في حضور صلاتهم، ولزوم جماعتهم، وانقيادهم للأحكام الظاهرة، فإذا تركوا ذلك كانوا هم والكفار سواء)## فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة حداً يميز المسلمين عن غيرهم من الكفار، ويشهد لهذا ما جاء في الحديث الآخر عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعاً قال:#((بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة، فإذا تركها فقد أشرك))## وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بسبع:#((لا تشرك بالله شيئاً، وإن قطعت أو حرقت، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمداً، فمن تركها عمداً فقد برئت منه الذمة...))##وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): حسن. لشواهده في صحيح الترغيب والترهيب 1/227 – 229.( يقول ابن القيم: - (ولو كان باقياً على إسلامه، لكانت له ذمة الإسلام) وروى الإمام أحمد والنسائي عن محجن بن الأدرع الأسلمي:#((أنه كان في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فأذن بالصلاة فقام النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع ومحجن في مجلسه فقال له: ما منعك أن تصلي ألست برجل مسلم قال: بلى ولكني صليت في أهلي فقال له: إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت))##فجعل الفارق بين المسلم والكافر الصلاة ولفظ الحديث يتضمن أنك لو كنت مسلما لصليت. يقول ابن عبد البر: - في هذا الحديث وجوه من الفقه: أحدهما قوله صلى الله عليه وسلم لمحجن الديلي: ما منعك أن تصلي مع الناس؟ ألست برجل مسلم؟ وفي هذا – والله أعلم – دليل على أن من لا يصلي ليس بمسلم، وإن كان موحداً، وهذا موضع اختلاف بين أهل العلم، وتقرير هذا الخطاب في هذا الحديث: أن أحداً لا يكون مسلماً إلا أن يصلي، فمن لم يصل فليس بمسلم# ويقول ابن القيم: " فجعل الفارق بين المسلم والكافر الصلاة، وأنت تجد تحت ألفاظ الحديث أنك لو كنت مسلماً لصليت، وهذا كما تقول: مالك لا تتكلم ألست بناطق؟ ومالك؛ لا تتحرك ألست بحي؟ ولو كان الإسلام يثبت مع عدم الصلاة، لما قال لمن رآه لا يصلي: ألست برجل مسلم.# ‼شبهة ان تارك الصلاة يغفر له لانه لم يشرك# ⛔ الرد على الشبهة - أما استدلالهم بقوله تعالى: -#إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ#الآية#[النساء: 48]، فقد تقرر بالأدلة أن ترك الصلاة كفر وشرك، كما جاء في حديث جابر مرفوعاً:#((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))##فيكون ترك الصلاة داخلاً في عموم الآية من جهة الدلالة على أن ذلك مما لا يغفره الله تعالى، وبهذا نصدق بجميع تلك النصوص، ويتحقق إعمالها دون إهمالها. ‼شبهة ان تارك الزكاة ايضا يجب ان يكفر اذا قلنا بكفر تارك الصلاة لقول الله عز و جل ( فان تابوا و اقاموا الصلاة و آتوا الزكاة فاخوانكم في الدين) و لم يقل بهذا احد من العلماء# ⛔ الرد على الشبهة :# قوله عز وجل: -#فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ#[التوبة: 11]. فمفهوم هذه الآية أنهم إن لم يقيموا الصلاة لم يكونوا من إخوان المؤمنين، ومن انتفت عنهم أخوة المؤمنين، فهم من الكافرين؛ لأن الله تعالى يقول:#إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[الحجرات: 10]، فالأخوة الدينية لا تنتفي بالمعاصي وإن عظمت، ولكن تنتفي بالخروج عن الإسلام.## اما الزكاة فان تاركها لا يكفر لورود حديث خاص بتارك الزكاة# عن أبي هُرَيرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم:#((ما من صاحب ذهب ولا فِضة لا يؤدِّي منها حقَّها إلَّا إذا كان يوم القيامة، صُفحت له صفائح من نار، فأُحمي عليها في نار جهنَّمَ فيُكوى بها جنبُه وجبينُه وظهرُه، كلَّما بردت أُعيدت له في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سَنة، حتَّى يُقضى بين العباد؛ فيرى سبيله؛ إمَّا إلى الجنَّة وإمَّا إلى النار... الحديث))##(12)#. وجه#الدَّلالة:# أنه لو كفر بتركه للزكاة لم يكن له سبيلٌ إلى الجنَّة ‼شبهة حديث ##...#((خمس صلوات كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة، فمن حافظ عليها كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة)) و ان هذا الحديث دال على ان تارك الصلاة يدخل تحت المشيئة ⛔الرد على الشبهة #هذا الحديث صريح في الفرق بين الترك المطلق، وبين مطلق الترك.. يقول ابن تيمية رحمه الله: - (فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما أدخل تحت المشيئة من لم يحافظ عليها، لا من ترك، ونفي المحافظة يقتضي أنهم صلوا ولم يحافظوا عليها...)# ثم قال: (فإن كثيراً من الناس، بل أكثرهم في كثير من الأمصار لا يكونون محافظين على الصلوات الخمس، ولا هم تاركيها بالجملة، بل يصلون أحياناً ويدعون أحياناً، فهؤلاء فيهم إيمان ونفاق، وتجرى عليهم أحكام الإسلام الظاهرة...)#)# ويقول في موضع آخر: - _فأما من كان مصراً على تركها لا يصلي قط، ويموت على هذا الإصرار والترك فهذا لا يكون مسلماً، لكن أكثر الناس يصلون تارة، ويتركونها تارة، فهؤلاء ليسوا يحافظون عليها، وهؤلاء تحت الوعيد، وهم الذين جاء فيهم الحديث الذي في السنن حديث عبادة بن الصامت #-)# رضي الله عنه قال: - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: -#((خمس صلوات افترضهن الله، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه)).##(#وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)): صحيح. وقال في ((السلسلة الصحيحة)) (842): صحيح بمجموع طرقه.) فهذا الوعد الكريم إنما هو بالمحافظة عليها، والمحافظة: فعلها في أوقاتها كما أمر، قال تعالى: -#حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ#[البقرة: 238]#وعدم المحافظة يكون مع فعلها بعد الوقت، كما أخر النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر يوم الخندق، فأنزل الله آية الأمر بالمحافظة عليها وعلى غيرها من الصلوات. وقد دل الكتاب والسنة، واتفاق السلف على الفرق بين من يضيع الصلاة فيصليها بعد الوقت، والفرق بين من يتركها. ولو كانت بعد الوقت لا تصح بحال، لكان الجميع سواء ، وقوله صلى الله عليه وسلم: -#((ومن لم يفعل فليس له على الله عهد..))#معناه: أنه لم يأت بهن على الكمال، وإنما أتى بهن ناقصات من حقوقهن، كما جاء مفسراً في بعض الروايات:#((ومن جاء بهن، وقد انتقص من حقهن شيئاً، جاء وليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء رحمه))##)# قال محمد بن نصر المزوري: - (فمن أتى بذلك كله كاملاً على ما أمر به، فهو الذي له العهد عند الله تعالى بأن يدخله الجنة، ومن أتى بهن، لم يتركهن، وقد انتقص من حقوقهن شيئاً، فهو الذي لا عهد له عند الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، فهذا بعيد الشبه من الذي يتركها أصلاً لا يصليها) قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (2/34) : " هناك أحاديث تُعارض الأحاديثَ الدَّالة على الكفر .... ، ومن ذلك ما يكون مشتبهاً لاحتمال دلالته ، فيجب حمله على الاحتمال الموافق للنصوص المحكمة ، كحديث عُبادة بن الصَّامت رضي الله عنه : ( خمسُ صلوات ؛ افترضهُنَّ اللَّهُ تعالى، مَنْ أحسن وضوءَهُنَّ ، وصَلاَّهُنَّ لوقتهنَّ ؛ وأتمَّ رُكوعَهُنَّ وخُشوعَهُنَّ ، كان له على الله عهدٌ أن يغفرَ له ، ومَنْ لم يفعلْ ؛ فليس له على الله عهد ٌ، إن شاء غَفرَ له ، وإن شاء عَذَّبه ) ، فإنه يحتَمِلُ أن يكون المراد به: من لم يأتِ بهنَّ على هذا الوصف ، وهو إتمام الركوع والسجود والخشوع . ويحتمل أن يكون : لم يأتِ بهنَّ كلِّهنَّ ، بل كان يُصلّي بعضاً ويترك بعضاً . ويحتمل أن يكون : لم يأتِ بواحدةٍ منهنّ ، بل كان يَتركهُنَّ كلَّهنَّ . وإذا كان الحديث محتملاً لهذه المعاني كان من المتشابه ، فيُحمل على الاحتمال الموافق للنُّصوص المحكمة " انتهى بتصرف يسير . و للعلم فان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "يرى ان تارك الصلاة لا يكفر إلا بالترك المطلق بحيث لا يصلي أبداً ، وأما من يصلي أحيانا فإنه لا يكفر " انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين " (12/55) . ‼شبهة احاديث التوحيد و دخول الجنة لا يذكر فيها الصلاة مثل حديث من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه دخل الجنة# و حديث فيخرج من النار من لم يعمل خيرا قط الا التوحيد ⛔الرد على الشبهة# أما حديث من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه دخل الجنة# فليس الإسلام هو النطق بالشهادتين فقط ، بل لا بدَّ من تحقيق شروطٍ في هاتين الشهادتين حتى يكون الناطق بهما مسلماً حقّاً ، وأركان الإسلام : الاعتقاد والنطق والعمل # قال الآجري رحمه الله : " اعلموا رحمنا الله تعالى وإياكم: أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح. ثم اعلموا أنه لا تجزيء المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقا، ولا تجزيء معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الثلاث الخصال كان مؤمنا. دل على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء المسلمين " انتهى من "الشريعة" (2/611). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وهذه المسألة لها طرفان: أحدهما: في إثبات الكفر الظاهر. والثاني: في إثبات الكفر الباطن.# فأما الطرف الثاني فهو مبني على مسألة كون الإيمان قولا وعملا كما تقدم ، ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمنا إيمانا ثابتا في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ، ولا يصوم رمضان ، ولا يؤدي لله زكاة ، ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع ، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة ، لا مع إيمان صحيح " انتهى من "مجموع الفتاوى" (7/616). فعمل الجوارح عند أهل السنة ركن وجزء من الإيمان ، لا يصح الإيمان بدونه ، وذهابه يعني ذهاب عمل القلب ؛ لما بينهما من التلازم ، ومن ظن أنه يقوم بالقلب إيمان صحيح ، دون ما يقتضيه من عمل الجوارح ، مع العلم به والقدرة على أدائه ، فقد تصور الأمر الممتنع ، ونفى التلازم بين الظاهر والباطن ، وقال بقول المرجئة المذموم . والله أعلم . فاستدلالهم بعموم الأحاديث التي فيها من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وما جاء في معناها، ولم يشترط إقامة الصلاة لذلك... لا دلاله فيها على أن تارك الصلاة لا يكفر؛ لأن المراد بقول لا إله إلا الله تحقيق شروطها وترك نواقضها، وقد تقرر بالأدلة أن ترك الصلاة كفر، فلا اعتبار بمجرد الإقرار بالشهادتين مع عدم أداء الصلاة.## أما حديث لم يعمل خيرا قط فقد قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في كتاب ’’التوحيد‘‘ (2/732): (( هذه اللفظة: ( لم يعملوا خيراً قط ) من الجنس الذي تقوله العرب بنفي الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال و التمام، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل: لم يعملوا خيراً قط على التمام و الكمال، لا على ما أُوجب عليه، و أُمر به )). و قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: (( معنى قوله: ( لم يعملوا خيراً قط ) أنهم ما عملوا أعمالاً صالحة، لكن الإيمان قد وقر في قلوبهم، فإما أن يكون هؤلاء قد ماتوا قبل التمكن من العمل؛ آمنوا ثم ماتوا قبل أن يتمكنوا من العمل، وحينئذ يصدق عليهم أنهم لم يعملوا خيراً قط. وإما أن يكون هذا الحديث مقيداً بمثل الأحاديث الدالة على أن بعض الأعمال الصالحة تركها كفر كالصلاة مثلاً؛ فإن من لم يصل فهو كافر ولو زعم أنه مؤمن بالله ورسوله، والكافر لا تنفعه شفاعة الشافعين يوم القيامة، وهو خالد مخلد في النار أبد الآبدين، والعياذ بالله. فالمهم أن هذا الحديث: إما أن يكون في قوم آمنوا ولم يتمكنوا من العمل فماتوا فور إيمانهم فما عملوا خيراً قط، وإما أن يكون هذا عاماً ولكنه يستثنى منه ما دلت النصوص الشرعية على أنه لابد أن يعمل كالصلاة؛ فمن لم يصل فهو كافر لا تنفعه الشفاعة ولا يخرج من النار ))، ’’فتاوى العقيدة‘‘ (رقم123، ص123) ط. دار المنهاج. لقد أهمل كثير من الناس هذا الركن، وعدوه عبئاً ثـقيلاً عليهم، وإذا ما ذكرهم أحدٌ به التمسوا لأنفسهم ألف عذر وعذراً، فتعللوا بأنهم مشغولون بأمور هامة، واعتبر أحدهم عملَه عبادةً، واعترف بعضهم بالتقصير ودعا بالهداية، وجاهر فريقٌ آخر بالمعصية، وبدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا أنفسهم دار البوار (فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فَرَّت من قسورة) [المدثر 51:49]. إن حياة الإنسان تستدعى الطعام والشراب، ذلك لأن بهما قِوامَ الجسد ومادةَ العيش غير أن هناك أموراً، الإنسانُ أشد حاجة إليها، ولا يستطيع أن يستغنى عنها إنها شعائر الدين، وعلى رأسها الصلاة فهى قوامُ الروح ومادة الطمأنينة تسمو بصاحبها وترفعه من سفاسف الأمور فيستقيم فى حياته على الجادة، استقامته بين يدى ربه فى الصلاة. الصلاة فريضة الله على المؤمنين، وقد ورد الأمر بها فى آياتٍ كثيرة من كتاب الله كما فى قوله تعالى (فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا) [النساء 103] وقولِه (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) [البقرة 238]، وجعلها النبى صلى الله عليه وسلم الركن الثانى من أركان الإسلام العظيم حين قال: بنى الإسلام على خمس .. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة .. #والصلاة تطهر النفس وتزكيها، وتهيئ العبد لمناجاة الله تبارك وتعالى فى الدنيا ومجاورته فى الآخرة، وهى تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، قال تعالى (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) [العنكبوت 45]. ولعظم أهمية الصلاة كانت آخر ما وصى به صلى الله عليه وسلم قبل رحيله إلى الرفيق الأعلى حين قال (الصلاة الصلاة .. وما ملكت أيمانكم). فهل يرضى المسلم #أن يكون قول العلماء فيه إذا ترك الصلاة مترددًا بين الكفر والفسق ؟!
__________________
[align=center][/align]أم أحمد من لبنان
اسطوانة الأترجة الجزء 1 في تفسير القرآن الكريم اسطوانة الأترجة الجزء 2 في تفسير القرآن الكريم |
أدوات الموضوع | |
|
|